أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - قاسم حسين صالح - لم نعد وحدنا..علي بابا!














المزيد.....

لم نعد وحدنا..علي بابا!


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 3483 - 2011 / 9 / 11 - 08:26
المحور: كتابات ساخرة
    




من كان يصدّق أن (علي بابا) و(حواسم بغداد)سيظهرون في لندن،ينهبون ويحرقون،وأن شارع (برودواي) يكون في آب 2011 نسخة طبق الأصل من شارع (حيفا) نيسان 2003؟.فما شاهدته عبر التلفزيون لما حدث فيه كان عين الذي شهدته عيناي بشارع سكني..حيفا يوم حرق مبنى وزارة العدل ونهب المتحف العراقي وثلاثة مصارف ومؤسسة الأذاعة والتلفزيون وفندق منصور ميليا!باستثناء أن حواسم لندن ضمت بينها عارضة أزياء جميلة وفاتنة في الثانية والعشرين رشحت لتكون سفيرة اولمبياد لندن 2012 وضبطت تسرق محلّا تجاريا!وشابات نظرات الوجوه ولسن كالحات!..وأن حواسم لندن حوكموا وسجنوا فيما حواسمنا بنوا العمارات في بغداد واشتروا الشقق الفاخرة في القاهرة وعمّان ودمشق .
نعم،يهظمها العقل ان تحصل حوادث كهذه في المجتمعات المتخلفة والأنظمة الدكتاتورية،لكن أن تحصل في بلد نظامه أنموذجا للديمقراطية،وبدولة القانون فيها أعلى من الملكة ورئيس الوزراء،وفي مجتمع تأسست فيه أقدم وأرصن جامعتين في العالم (أكسفورد 1249،وكمبريدج 1252)..فتلك ظاهرة تستدعي الكشف عن أسبابها الحقيقية.
واللافت أن زناد ربيع العرب قدحه (أبو عزيزي)وزناد صيف الأنجليز قدحه (مارك دوجان)،وكلاهما شابان فقيران..أحدهما أهانته الشرطة فأحرق نفسه والآخر قتلته الشرطة قبل ان يفعلها بنفسه.
والمشكلة ان السياسيين والاعلاميين لا يكترثون بالأسباب السيكولوجية لهذه الأحداث.فما جمع بين ربيع العرب وصيف الأنجليز هو الهوة الواسعة بين ثراء فاحش تتمتع به أقليّة وفقر وحيف تعاني منه أكثرية.والفرق أن الثروة في دنيا العرب بيد السلطة فيما هي في دنيا الأنجليز ونظرائهم..بيد الشركات الكبرى،التي وجدت في استخدام الروبوتات واجهزة الكومبيوتر والعمال الأجانب ما يجعلها تحقق ربحا أكبر وتستغني عن عشرات الآلاف من العمال..وكلا الوضعين أفرز فقراء مقابل اغنياء،بفارق انهم أكثر عددا واقرب الى حال العدم في دنيا العرب،فيما هم بدنيا الانجليز طبقات وسطى محرومة من الحقوق والوظائف الحكومية والقروض الميسرة..برغم حتى الذي ليس لديه عمل يتقاضى راتبا من الدولة البريطانية.
والعامل السيكولوجي الاخر يتمثل بالقلق من المستقبل.فالشباب العاطلون،وأصحاب الدخل المحدود،والذين لا يملكون سكنا في أوطانهم،يدفعهم قلق المستقبل الى الاحتجاج ضد واقع يرون غده أسوأ من يومه..فيولّد لديهم استياءا وسخطا يعملان،بقانون سيكولوجي،على اثارة مشاعر الغضب..تضع الانسان امام طريقين،اما كبت الغضب أو اشهاره.ويحصل الكبت حين يتوقع ان العقوبة المترتبة عليه ستكون فادحة(وهذا ما كان عليه العربي عشرات السنين)،فيما يحصل الاشهار حين يوجد آخرون يعيشون الحالة ذاتها ويتوقعون ان اشهارهم لغضبهم سيفضي الى تغيير..فتنشأ لديهم دوافع التحريض والتشجيع والتضامن..التي تولت مهمة تبليغها فيما بينهم تكنلوجيا الجيل الثالث..فكان انفجار ربيع العرب وصيف الانجليز.
ومع اننا (العراقيون)تساوينا مع البريطانيين في (علي بابا)،وما عاد ماركة مسجلة بأسمنا،عيّرنا به حتى أشقاء عرب!،فأن التحليل السيكولوجي أثبت الآن أن (الحواسم) يوجدون حيثما كانت هنالك احتجاجات وشغب سواء في بغداد او لندن التي لا يوجد فيها جائع..فتلك خاصية متأصلة في النفس البشرية لن تتخلص منها الا بتشكيل ضمير اخلاقي يقدّس مبدأ الحلال والحرام..لا يتأسس الا في واقع يكون فيه الحاكم قدوة والنظام التربوي..تربوي فعلا.
والمفارقة أن العالم أخذ فكرة عنّا بأننا (علي بابا)،وأن محافظ بغداد لو نزل(فرضا!) مع اهلها ونظفّوا شوارعها كما فعل عمدة لندن حين نزل مع أهلها حاملين المكانس لتنظيف شوارعها،ولو أنه (المحافظ) صرف المبالغ المخصصة لتجميلها ولم يأخذ (فرضا!) دينارا كما فعل عمدة لندن الذي لم يأخذ جنيها مما خصص لها ،فان العالم يبقى ينظر لنا أننا خلقنا هكذا (كيرلس)،وأن معظم حكامنا (حواسم سلطة) فاسدون..وهذا يعني،سيكولوجيا،أن الفاسدين سيقولون لأنفسهم :ما دامت التهمة لاصقة بنا،وأننا حتى لو صرنا نزيهين نبقى بنظرهم فاسدين..فلنبق اذن..فبقوا..وزادوا انهم تفننوا في أيهم أشطر من (علي بابا) الذي صار انجليزيا و (ستوك)..فيما نهب مليارات الدولارات وأطنان الذهب في زمن حداثة الفساد يتطلب لقبا جديدا بـ (نيو لوك)!.



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النفاق..والمسلمون!
- السيكولوجيا أصدق أنباءا من السياسة!
- اليأس ..يستوطن الأرامل
- ثقافة نفسية(45):الهستريا..والحرمان العاطفي
- واحسرتاه..على بغداد
- ثقافة نفسية(44): اساليب تعاملنا الخاطئة مع الصراع
- ثقافة نفسية(43): الشخصية الاحتوائية
- سيكولوجيا الخوف من الموت
- حمادي العلوجي..أبو عقلين!
- البرلمان ..وعلم العراق
- ثقافة نفسية (42): على الحب السلام!
- ثقافة نفسية(41): أسرار النساء
- ثقافة نفسية (40):قصة جميلة
- ثقافة نفسية(39): دماغ المرأة أفضل من دماغ الرجل!
- ظاهرة أردوغان
- تناقض الأضداد في الشخصية العراقية
- اسطنبول تتكلم..تركي!
- الابداع..عالميا وعربيا (تقرير عن مؤتمر اسطنبول)
- ثقافة نفسية (38):الشعر الشعبي..مازوشيا ممتعة!
- ثقافة نفسية(37):العادة السّرية


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - قاسم حسين صالح - لم نعد وحدنا..علي بابا!