أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل مثنى خلف - أوجاع ملونة














المزيد.....

أوجاع ملونة


عادل مثنى خلف

الحوار المتمدن-العدد: 3483 - 2011 / 9 / 11 - 00:45
المحور: الادب والفن
    



للحب اوانٌ .. وللحبر اوانٌ ايضاً

وبين الاثنين , مساحة كي احبك . لقد حلمت طويلاً ان تكون لي امرأة مثلك , تعرف كيف تدين رجل بإلتفاتة , تنزع عنه بنظرة رجولته , تعريه وتلبسه خيباته , تكتبه وتمحيه هكذا كما تريده تماماً . مدهشة انوثتكِ يا امرأة , مدهش كل شيء يشبهكِ , صمتك .. فستانك الأسود .. حروف اسمك .. وتعيس كل ما يشبهني .. احلامي .. مساحيق وجهي .. جثتي في مثواها الأخير .. أكتبك هذا المساء لإعيش , كي ابقى معلق بآخر حفنة عمر , وبمشاريع حبي للعمر القصير . مذهول جئتكِ , هكذا كما تريد الكلمات , كما نلقي بجثة للبحر , كما تواصل ايدٍ كتابة في لحظة غرق . ماذا بقي من العمر يا سيدتي ؟ هل نصلح لعمرٍ آخر ؟ من يعيد لهذا الحبر شبابه ؟ ومن يحيي حباً مات قبل اوانه ؟ من يقيس وجعٍ على مد البصر ؟ دون ان يكون حزيناً . إنكِ لا تدرين ما يحدث في الركن الحزين . مشنوق يتمتم نفسا انتهى , وبقي معلق في آخر كلمة محمومة , كما يتعلق تقيٌ بشهادته .. اريد ان اعبر هذا الحزن ذهاباً وإياباً , سريعاً وبطيئاً في الوقت نفسه . اريده ان يكون جميلاً . (( اخاف السعادة عندما تصبح إقامة جبرية )) . اريد لي حداداً بحجم احلامي , اريده مختلف تماماً , له عيون تدمع حبراً , واصابع تواصل الموت على ألة عزف . اريد ان اكتب كلمات لا علاقة لها بالمنطق , اريد ان اغرسها بقاع الاغنيات , حتى تلامس شفافها تلابيب الروح , وتفتح سوقاً للياسمين والأوجاع الملونة .. انا الذي قد لايكون له بعد اليوم قلمٌ يكتب ولا حزنا جميل ولا كلمات ملونة , فعليه ان يشعل دفتره احتجاجاً على ذاكرة لا تجيد سوى التبجح بفائض تعاسة . مكتفية بمخزون الوجع الشتوي الفائت , وبإحلام ليست في متناول اليد .. من منا سيبكي الآخر , ولا دمع لنا .. غريبة هي العبرة الواقفة على الجفن , متعبهَ من الهطول , وعميقٌ هو الجرح المكتئب . بعيدٌ نزيف الصوت على الشرفات , حزينٌ موت الفراشات التي لا وطن لها . ثريٌ هو الموت بنا .. اصبر على ملح الزمن , وبين الاضلاع تصرخ آهه , تجر معها فتات الرجل الذي كنته , وتعملق حجم الطعنة . اغرف من الحبر شهقة طويلة .. واحلم ان الفراغات لي .. اكتب مصابٌ بوجع الرأس , والحلم ووجع الحبر ايضاً . وبين يدي كلمات تبحث عن مسارب جديدة كي تبقى معلقة على وجهٍ للحزن لم اخلعه منذ ايام . بينما اصابعي تكتب , رحت ارتجل مرارة الالم .. وابلع ما تبقى من حفنة الاحلام وخردة العمر .. ايُ حزنٍ كان حزني ؟ واي فرحٍ كان فرحك ؟ من الذي ايقظ وسادتي عن جوع , واعطى وسادتك هنيهة النوم . من كان الوفي ياترى ؟ انا الذي يحمل احزانه ذاكرة على جسده , ام انتِ التي تحملين افراحك شالاً من البنفسج فوق كتفك ؟ اخلعي كعبكِ وانتِ تمرين على احلامي , ضلِ وفيه ولو لحرف لم نكتبه معاً .. ارجعي مع الطيور المهاجرة سيدتي واعدكِ ان افتح لك دكاناً من الكلمات والحكايات الملونة .

لكن من يعيد لجثة حب بريقها اللامع .. من يعيد للعمر عمرٌ آخر . من يجرأ على ملامسة جرح مشتعل , لم يطفئه الورق الابيض . بين حزنين كنت انا , لا ادري ايٌ منهما سيبقيني على قيد الكتابة ..



#عادل_مثنى_خلف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متهمٌ بحيازة وطن
- محاولة لتعريف الحب
- امرأة تكنس ظلها
- هذيان السرير الابيض


المزيد.....




- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل مثنى خلف - أوجاع ملونة