|
بيان الشهداء قصيد
فتحي المسكيني
الحوار المتمدن-العدد: 3482 - 2011 / 9 / 10 - 21:57
المحور:
الادب والفن
بيان الشهداء
بقلم: فتحي المسكيني
إلى أحفاد المعري الجريح..في سوريّة إلى شهداء الحرية...الفاتحين الجدد...لخارطة الوطن
لامتنا العصافيرُ لماذا لم نمت معهم هناك.. مثل أزهار الضحى تحت شمس اللوز.. لامتنا وطارت باتجاه الروح تسألنا عن الوطن المخفّف بالدول ...جثّة أو جثّتان للزغاريد عادوا للقرى تركوا عيون الروح خلف النهر عادوا نائمين لم يبقوا طويلا .. في فناء الدار والتفتوا إلى الجدران بحثاً عن تفاصيل المكان كيف ماتوا قبل رمّان الضحى لم يخجلوا من بسمة الريحان في فمهم أتوا بالموت سكرانًا بهم يحملون الأرض... وانتحر القمر
سمعوا حفيف الله في أسمائهم أسمعوهم كلّ أنواع الصلاة.. لم يُجيبوا ملأوا عيون النهر.. بالدمع و ناموا مثل غيمٍ من كفن حملوهم.. فوق أعناق الطريق عبروا بكاء الحقل لا أحد سيذكر أنّه مات قليلا بعدهم كلّ البلابل صامته.. و النهرُ.. جفّ الريق في حلق المياه بكت الرياح لصمتهم تسقي الصقيع
لا أجر للموتى فمن يدفع لي حين تحملني يداي قال عصفور : سأحمل جثّتي عنّي إلى أمّي وأنسى أنّنا كنّا هناك مثل رمل النهر في كلّ رصيف أوجاعنا سبقت إليكم كلّ عضو يحمل الجرح وينسى أنّه مات هناك
عرقٌ تصبّب تحت جرح الله في دمكم فمن يشكو لمن ؟ نسيت مدينتكم حنان العائدين إلى الوطن ذهبوا أناشيداً فمن يأتي لمن ؟
أيّها المارّون خلف الله والمنفى وتوزيع الدول لا تكتروا أوجاعكم للأدعيه لا تتركوا أقدامكم للراقصين على الوطن لا تدخلوا أسماءكم من صوت أرجلهم إلى وجع الطريق
قال عصفور: يمرّ الغيم عجلانا تشتّته الخطى كي لا يرى دمع النسور على حدود النهر كي لا يشتكي عطش الحقولِ لكلّ أنواع المطر في غفلة مرّ الشهيد الى حدود الروح و انفجر اللقاء كالمنجنيق فوق جلباب المدينه ...جثّة أو جثّتان للزغاريد أتوا من فتحة الألم القديم عادوا صغارا للقرى عادوا خفافا كالغيوم يحملون كلّ أنواع القيامه في جسد بكيت عذارى الحقلِ و انتظرت مرور القادمين من الوطن ندم الطريق على الرحيل رقص البكاء على الشجر كم دمعة أخرى ستجري دون أن تدري على مقلتها أنّها سالت هناك بحنان من حجر
قالت بلابلنا : لماذا لم تعودوا قبل أنْ... يطلقوا الروحَ على أسمائكم ؟ ماذا ينتظر الشهيد كي يموت ؟
جاءت الريح لتمنعنا عن حمله للمقبرة عبقًا بزهر الروح مرتاحاً بريقًا من عدم جاءت صوامعهم لتمنعنا عن رقصة الموتى وإنشاد الدول جاء الكلام ليمنع الكافور أن يمشي إلى أجسادكم فمشينا في زجاج من ورق
...جثّة أو جثّتان للزغاريد ستمُرّ الروح.. دون أن يدري أحدْ... كيف مرّوا يحملون الروح أعضاءً بلا شكل .. و أسماءً بلا وجهَ ضيّعها الوطن ضاعت جنازته على صدف الطريق.. كلّما سألوا عن الجمعه الحزينه هربت نسيمات المساء.. من وجههم صمَت النهرُ و اعتذر الشجر
لن تمُرُّوا ! قال غصنٌ كسّروه حينما كانوا نشامى في عجل لن تمُرُّوا قبل أن أُلقي دموعي في دماكم قبل أن أُلبس أزهاري كفنْ..
ما بلادٌ تسرق العمر من الآتين تبقيهم على كثب من القلب يعانون الرحيل ؟ ما بلادٌ تكسر الحلم صباحا و تُصلّي في المساء بالجثث؟ ما بلادٌ خبزها يخفي مودّته عن أعين الأطفال كي يلدوا عراةً في الطريق ؟ كلّ الشوارع مقصلة للياسمين
...قال يربوع حكوميٌّ جديد : إذا خرجوا سنقتلهم إذا دخلوا سنقتلهم لأنّا قد تدرّبنا على قتل العصافير الصغيرة في الطريق هل تدرّبنا سُدى ؟ نحن أيضا سنموت مثل عشّاق الوطن لا تخافوا إن قتلناكم سُدًى سوف يجمعنا الوطن في كراريس الحكومه و تواريخ الزمن
يا صديقي دجِّنِ الموت قليلا سترى أنّ أوصاف الطفوله تهمةٌ للعابرين... ....... يتساءل الشهداء عن أسمائهم هل أنّهم قُتلوا برصاص دولتهم أم أنّهم ماتوا سُدى.. كالصوت أثناء الطريق ؟
من يُقنع الآن قتيلا أن يموت مرّة أخرى لنا؟ هل يندم الشهداء ؟ هل يتراجعوا عن موتهم ؟ ..عن فتات القلب في أقوالهم ؟ أم يسكتوا عنّا قليلا كي نمرّ؟ أم يقتلونا بغياب سيطول؟ هل سامحونا كي نعود مرّة أخرى لتجريب الوطن؟ أم أعرضوا عنّا لأناّ قد نسيناهم ؟ دخلنا لعبة أخرى بأسماء جديده.. يستيقظ الشهداء خلف القلب نشوى ينبشون في سكوت العابرين هل ندمتم مثلنا...؟ هل أكلتم كلّ أنواع الوداع و شربتم جوعنا ؟ اسفنجةً حمقاء خلف الروح...من زبدٍ وحنظلْ ينفقون الروح أكياسًا لكي تبقى الدولْ ..
كم هلّل الحكّام للمنفى وقالوا: "يا لشعبٍ ، اسفنجةً حمقاء ، يزرع الليمون في المقهى.. و يرتاد الجوامع عن دُبُرْ.."
قالت الشهداء: ضاع الله ثانيةً و تاه الأنبياء في تفاصيل المدينه من ينقذ الآن الشهيد من مراسيم اللقاء من ضجيج الجالسين الى الطريق.. من مشهد المنفى إذا دخل البيوت باردا كرخام الروح في لحم القتيل؟
قال طفل سرقوا منه يديه :
"كيف أبدو بعد أن متُّ بلا جدوى ؟ قليلا.. في شوارعكم أيا حطبَ العصور أين جلد الثور؟ رومانٌ جددْ يقتلون القمحَ في عنق الصباح و يمرحون فوق أسماء الجثث كلّما جاء شهيدٌ أمطروه..بكُسالات الرياح و حكومات الخطأ يا أيّها الغيم المُلبّدُ بالدولْ أبعدْ سماءك عن دمي دعني لماذا تكثر الأصنام في المنفى؟ لماذا يندم الشهداء عنّا ؟ كيف متنا دون أن ندري؟ سرقوا أجسامنا منّا من غفلة الليمون من قلب المساء رجع المساء الى دمي دون أن أدري رجع المساء الى أُمّي و لم أرجع كأنّي غيمة ضاعت على وجه المدينه ..
يا صوامعنا أجيبي .. دون أن تبكي لماذا يسكت الليمون عنّي ؟ كيف أُقتلْ مرّة أُخرى و لا أسألكم عنّي ؟ كأنّي مزحة في مقبره يا لائميَّ على موتي كأنّي قد سرقت الروح من أجسادكم اطمئنّوا لن أموت مرّة أخرى لكم لم أمت عنكم ...لم أمت بدلا على أحدٍ أحدْ حرّروني من ضجيج المؤمنين و انتظارات القيامه ليس لي جسدٌ لأرقام الحكومة و تفاصيل السلامة متُّ.. كيفما اتّفقَ.. على كثب من القلب.. حماما أو حجر متُّ كيفما اتّفقَ لأني لا أحبّ الانتظار في قطارات الصداقه و طوابير القدر متُّ كيفما اتفقَ انهمرت على الطريق لم أجد سببا لأبقى واقفا.. دون أن أُمسك ظلّي بيديّ ياسمينا أو قمر.."
قالت الشهداء: أبعدوا الله قليلا كي نمرّ أبعدوا الحزب قليلا كي نموت أبعدوا الدولةَ شيئا كي يكون أقحوان ...يا بلادي ليس هذا آخر الكلمات في قلبي ولكنّ الطفوله كلّفتني بالضحكْ من وراء الروح كي تبقى المدينه ممكنه ويعود الرقص للنهر ويشتدّ المكان... ..................
#فتحي_المسكيني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هوية الثورة (1)
-
الثورة والهوية أو الحيوي قبل الهووي
-
الثورة والهوية
-
قصائد إلى الياسمين المحرَّم
-
قصيدة الأرض
-
قصيد القيامة أو نشيد الإله الأخير
-
شفة تحمرّ من خزف ونار
-
سارتر -كان معلّمي-
-
الغيرية والاعتذار أو الفلسفة ومسألة -تحريم الصور-
-
نثر في حديقة نفسي ، بعد ألف سنة مما تعدون
المزيد.....
-
-البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
-
مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
-
أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش
...
-
الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة
...
-
المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
-
بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
-
من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي
...
-
مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب
...
-
بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
-
تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا
...
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|