باسل سليم
الحوار المتمدن-العدد: 1036 - 2004 / 12 / 3 - 08:39
المحور:
الادب والفن
الغافلون عن الموت
جابوا منازلنا خلسةً
مثل غيم نحيل
أتوا
من بلاد بعيدة
أتوا
من غبار الطريق البديل
عبروا خلسةً في المساء
أتوا
والنساء تراودهم عن دم نازفٍ
أتوا
من كلام المساء البخيل
من نحول التلال التي واعدتهم
أتوا
شمسهم خلبٌ
أرضنا
نعشهم
والطلول.
الغافلون عن الموت
جابوا المدائن
وجوه أحبتهم
في القلوب
تلوب ...
حسرةً
أين ناموا ؟
هل يطيقون تلك البلاد الغريبة ؟
هل يقال لهم : مرحبا ..
في البيوت....
أم الموت حارسهم
والكلاب تموت
في الحروب العنيدة
بحثاً عن الجثة الهامدة
الغافلون عن الموت
جابوا الدفاتر..
سبورة الصف..
والبسمة العابرة..
بحثا عن الريح
والكلمات الخفيفة
والطلقة الواعدة
....
أيها الغافلون
ماذا تبقى لكم من عزاء سوانا
ستنسون أسماءكم
ضحكة الطفل في البيت
حبل الغسيل العليل
ستنسون
قبلة خاطفة
ستنسون
صوت الذين
صفقوا للحرب
أوسمة ً
حلمتم بها
ستنسون
روعة الطقس في الريف
الفتيات اللواتي حملن لكم الورد يوم الرحيل
دمعة الأم
والعودة الباردة.
وجه القتيل سيبقى على حائط الذاكرة
وجوه الذين قضوا صدفة دون علم بنادقكم
ستنسون أسماءنا
ثم نذكركم في الليالي الطويلة
أيها الغافلون عن الموت
سوف نذكركم ذات حزن كليل
ثم ننسى
كيف جبتم منازلنا خلسة
مثل غيم نحيل.
11.7.2004
عمان
#باسل_سليم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟