أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله صقرا - التسطح الفكرى














المزيد.....

التسطح الفكرى


عبدالله صقرا

الحوار المتمدن-العدد: 3482 - 2011 / 9 / 10 - 08:37
المحور: الادب والفن
    


إن المجتمعات المثقلة بأمرض التخلف هى التى تعيش بمنأى عن الحب والتسامح , لآن هذه المجتمعات تكون مريضة أخلاقيا وسلوكيا , لآنها ترفض الآخر وترفض التعايش معه بسلام , أقولها بصراحة ووضوح ودون لبس أننا لسنا فى زمن الجاهلية الآولى أو فى زمن تعشعش فى أفكارنا الجاهلية الفكرية , لآننا تمخضنا من عبادة الاصنام وعدنا بفكرنا الى ما هو أسمى ألا وهوأننا نقدرالانسان الذى أعطى قيمة لمعنى الحياة , إننا بدون إنسانيتنا نصبح حيوانات ضارية تأكل بعضها بعضا , ولذا كان لزاما أن يكون للأنسان قيمة وقدر لدى الآنسان الآخر , الحب والتسامح يجب أن يكونا سمة أى مجتمع متحضر ينشد الرقى لآفراده , إننا كل يوم نكتسب الخبرات التى تزيدنا حنكة , أنه زمن وفكر عصر الواحد والعشرين , يجب على المجتمعات التى تنشد الرقى والسمو أن تعمق مفهوم التسامح والتأحى بين أفراده , وتعمق من مفهوم تقبل الاخر , لآن إشاعة التسامح يستوجب الآحترام المتبادل بين كل طوائف المجتمع , ونبذ لغة الحقد والكراهية , وهذا يتطلب منا جميعا خلق جيل جديد يؤمن بهذه المبادئ والقيم السمحة على أساس سليم ويكون على قدر الممسؤولية .
لقد خلقنا الله فى تباين وأختلاف , والآختلاف جاء فى الشكل واللون والفكر والنيات والآرزاق والآزواق والمطالب والدين , وكل مناحى الحياة يوجد بها أختلاف , وهذا الآختلاف سنة من سنن الله تعالى .
إن التسامح بين أبناء الوطن الواحد بكل ملله وأطيافه وطوائفه هو أسلوب متحضر ومطلب شعبى من إناس يدركون معنى التسامح , وهم أكثر فكرا وتحضرا , وأكثر عطاءا للأخرين , لذا يجب أن نتسم بالصفح والتسامى والتسامح كى تبقى الامة قائمة ثابتة الآركان , وتبقى الآخوة فى الوطن متجانسين متحابين فى الله , ويكون الهدف العام هو الحفاظ على الوطن الذى بنيناه على أكتافنا نحن وأجدادنا , ونجعل وطننا نموذجا للعفو والمغفرة .
ومما لا شك فيه أن هناك إحتقان دينى فى مجتمعنا المصرى , وفى بعض البلدان العربية الآخرى يوجد إحتقان طائفى , ولذا يجب تغليب مصلحة الوطن عن المصالح الشخصية , ننبذ كل الآحقاد وننظر لمصلحة الاوطان , لآننا سوف نزول وتبقى الآوطان ومعها أولادنا وأحفادنا , ولم يأتى هذا الآحتقان الدينى صدفة , ولكن هناك عوامل كثيرة قد ساعدت على هذا الآحتفان ومن هذه الآسباب هو عدم شعور المواطن بالعدالة الاجتماعية بين أفراد الوطن الواحد والتى ضاعفت من شعور المواطن بالفقر والتهميش , كما أن أننتشار الجهل الذى هو أفة المجتمعات بين أفراد المجتمع , وأيضا الجهل بعقيدة دين الطرف الآخر سواء مسلم أو مسيحى , ولذا من الآجدر أن نغير من لغة الحوار , كما يجب أن نغير من مناهج التعليم التى أصبحت قديمة وتقليدية ولا ترقى بمستوى التقدم التكنولوجى الذى يسير على قدم وساق على مستوى العالم حنى نستطيع أن نقضى على التسطح الفكرى والجهل الدينى الذى استشرى فى الوطن , رغم المدنية والتقدم الحادث فى العمران ومستوى الكبارى العلوية والآنفاق لكن لازلنا نعانى من التخلف فى الفكر الدينى , كما أن دور المثقف المصرى أصبح مهمشا , وهذا كان واضحا فى دور الاعلام والذى هو لسان الآمة , لكننا وجدناه فى فترة ما قبل الثورة الآخيرة كاد أن يكون لسان السلطة , وأصبح يطبل ويزمر للفاسدين والظلمة الحكام ونسى أو تناسى دوره الريادى فى إظهار الحق , ومناهضة الباطل , فكان الآعلام مهمشا أو مصاب بالخجل , أو أنه إعلام حكومى مدفوع الآجر, ولذا كان من الاجدر والآحق أن يقوم الاعلام بدوره المنوط به عن طريق نشر القيم المجتمعية والقيم الاخلاقية التى توجد فى القران الكريم وفى الكتاب المقدس , وأيضا هناك قصور كبير على مستوى الخطاب الدينى من كلا الطرفين المسلم والمسيحى , حتى يتغير للأصلح ويرقى بالمواطن , كما نجد ـن دور علماء الاجتماع أصبح شبه معدوم ولا يرقى لمستوى المواطن العادى , لآنه كان من المفترض من علماء الاجتماع مناقشة مشكلات الامة على الفور ووضع الحلول لآى إحتقان يحدث فى المجتمع وذلك قبل وقوع الخطر .
إن أخطر ما يواجهه الدين الاسلام الان هو ظهر فئة الآوصياء على الدين والتى نصبت من نفسها أولياء الله وأصياء الله لهذا الدين , إنهم يفرغون الدين من محتواه , مما يخليه من محتواه ومضامينه العظيمة , هذا التيار الدينى الجديد , والذى أصابه جزء كبير من الخرف الفكرى والعطب الدينى لهو وبال على الآمة وسوف يشق عصا الآمة بتزمته الذى يعلنه على الملآ والذى مبدأهم : أنا الاسلام وغيرى دون ذلك , وهذا يولد الاحتقان الدينى والآحقاد بين طوائف الشعب .



#عبدالله_صقرا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة الى كل حاكم ظالم لشعبه
- رسالة الى الشهيد
- الأعاقة الحركية وأثرها على صديقى ممدوح


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله صقرا - التسطح الفكرى