أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليفة المنصوري - ماذا تحقّق للشّعب من ثورته عشيّة انتخابات التّأسيسي؟














المزيد.....


ماذا تحقّق للشّعب من ثورته عشيّة انتخابات التّأسيسي؟


خليفة المنصوري

الحوار المتمدن-العدد: 3481 - 2011 / 9 / 9 - 18:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما ثار الشّعب على حكم بن علي في 17ديسمبر2010 وأشعل الدّنيا ولم يقعدها، كانت تقوده أرضيّة مطلبيّة تجمع بين الاجتماعي الآنيّ والسّياسي الذي في الأفق. ورغم خروجه دون قيادة أو تأطير، فإنّه كان أقرب إلى استلام السّلطة وإسقاط النّظام برمّته لولا تخاذل القوى السياسيّة "الشرعيّة" في أيّ تغيير ثوري، والتي كان من المفروض أن تتّعض بتجارب وصول اليسار إلى السّلطة مثلما حدث في سودان عبد الخالق محجوب وفي عراق عبد الكريم قاسم. فهؤلاء الذين كانوا على وهم بتقاسم السّلطة مع أعدائهم والتّسامح معهم، كان مآلهم الذبح والإعدامات على أبواب المدينة.
واليوم، وعلى بعد أشهر من ذلك الزّخم الجماهيري الهادر في وجه النّظام المتعفّن فسادا وقمعا ونهبا لثروات البلاد، يقف الشّعب متسائلا عن ثمار ثورته، وهو مقبل على انتخابات المجلس التّأسيسي في وضع يفتح على كلّ التأويلات والسيناريوهات، ليكتشف أنّ:
1- الثّورة التي ضحّى في سبيلها وقدّم الشّهداء لم تكن إلاّ إعادة توزيع للأدوار داخل سلطة الدّولة.
2- الثّورة التي قدّمها الأحرار تبيّن أنّها ليست إلاّ "هبة من السماء" لإعادة ترتيب البيت من الداخل بعد أن نخره سوس الفساد واستفحلت فيه الأزمات.
3- الثورة التي حرسها الشّعب من أعدائها وتنظّم ذاتيّا ليذود عنها، آلت إلى غيره من أعدائه، على شاكلة ما قاله أبو سفيان وهو يقف على قبر حمزة" لقد نازعتنا على أمر صار إلينا".
4- ثورة الحريّة والكرامة أنجبت قيادة من بقايا الدّيكتاتوريّة أحيت قانون الطوارئ لسنة 1978الذي لا يعرفه غالبيّة الشعب، في الوقت الذي أسقطت فيه الثورة المصرية أعتى القوانين قمعيّة.
5- الثّورة التي عبّرت عن إرادة الشعب في القطع مع بقايا النّظام البائد، لم تنجب إلاّ حكومة ترفض فتح ملفّات الفساد والمديونية، بل وتصرّ على التزامها بتسديد ما تبقى من ديون الديكتاتور.
6- الثورة التي قامت ضدّ الدّولة التسلطيّة واحتكار الحكم وانتهاك الحريّات، لم تلد إلاّ "هيبة الدّولة" التي حاصرت المسار الثّوري وعملت على إجهاضه.
7- الثورة التي حملت آمال الجهات والفئات المحرومة في التّنمية والتّشغيل والمشاركة السّياسية، وقع إغراقها في مديونيّة جديدة ورهنها إلى المؤسسات الماليّة العالميّة، بدل أن تستردّ ما نهب من ثروات الشّعب وممتلكاته.
8- الثورة التي خرج من أجلها "أولاد الحفيانة" من الجياع والمظلومين والمهمّشين والفقراء، لم تزد هؤلاء إلاّ تفقيرا ونسيانا وإقصاءا من المشهد السياسي، بل واتّهموا بأنّهم من مثيري النّعرات القبلية والعروشيّة، وأنّهم من مدبّري الفوضى والشّغب والانفلات الأمني.
9- الثورة التي سالت من أجلها دماء الشّهداء، لم يستفد منها إلاّ أعداؤها من أدوات القمع وأثرياء الأزمات وشرائح من صبيان رجال الأعمال الفاسدين.
10- الثورة التي قامت دون قيادة أو تنظيم حزبي طلائعي وجماهيري أنجبت قوى سياسيّة لقيطة على رقاب الشّهداء والمظلومين تحرّض على الانقلاب العسكري وتشرّع لسياسات التّخويف والتّرهيب التي تمارسها سلطة النّظام للابتزاز والمقايضة على الحرّيات.
11- الثورة التي زرعت الحلم لدى الشّعوب المضطهدة تحت راية "الشعب يريد"، لم تفرز إلاّ أحزابا وصوليّة وانتهازية شكّلت ديكورا جديدا يسعى للتّوافق وموالاة النّظام وصناعة الوهم واختلاق التبريرات الوفاقية.
12- الثورة التي لا تسعى إلى افتكاك السلطة وتقيم "المشانق" لأعدائها، لن تنعم بيوم واحد من الحريّة والديمقراطية، ولن تنتج إلاّ حفاري قبرها من قبل بقايا أعدائها.
13- الثورة التي أطاحت برأس النّظام وعجزت عن تصفية بقاياه سوف لن تنتج إلا ديكتاتوريّة جديدة برؤوس متعدّدة، وسوف تعيد إنتاج منظومة الاستبداد منذ اللّحظة الأولى لانتخاب المجلس التّأسيسي.



#خليفة_المنصوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المشهد السّياسي التّونسي: من أجل ديمقراطيّة جديدة
- قراءة سوسيولوجية لواقع -الثورة- التونسية


المزيد.....




- فيديو لحافلات تقل مرضى وجرحى فلسطينيين تصل إلى معبر رفح في ط ...
- قصف روسي لبلدة دوبروبيليا الأوكرانية يخلف جرحى وخسائر مادية ...
- مقتل عشرة في قرية سورية سكانها علويون والسلطات تبحث عن الجنا ...
- لمن سيصوت الألمان من أصول عربية خلال الانتخابات المقبلة؟
- للمرة الأولى منذ 12 عاما.. أسير أردني يلتقي بطفله الوليد من ...
- مجموعة لاهاي تكتل دولي لمحاسبة إسرائيل
- حماس: حالة أسرى العدو تثبت قيم وأخلاق المقاومة
- كاتب تركي: ترامب حوّل -الحلم الأميركي- إلى كابوس
- الجميع متعبون والمزاج تغير.. الغارديان تلقي الضوء على أزمة ف ...
- -مشهد مخيف هناك-: مراسل CNN يصف ما سببه تحطم الطائرة بمركز ت ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليفة المنصوري - ماذا تحقّق للشّعب من ثورته عشيّة انتخابات التّأسيسي؟