|
فشل مستقبل عملية السلام في الشرق الأوسط... والمحطة القادمة مجلس الأمن !!!
خالد ممدوح العزي
الحوار المتمدن-العدد: 3481 - 2011 / 9 / 9 - 14:49
المحور:
القضية الفلسطينية
فشل مستقبل عملية السلام في الشرق الأوسط... والمحطة القادمة مجلس الأمن !!! أيلول هو البداية الرسمية لفشل عملية السلام بين العرب –وإسرائيل، ونعيها ، ليعلن الطرف الفلسطيني بأنه يلجا رسميا إلى مجلس الأمن لانتزاع اعترافا عالمي و"أممي " بدولة فلسطين،بظل غليان الشارع العربي من ربيع الثورات العربية ،ربيع التغير العربي،ليقول للعالم انتبهوا وإلا لا ينفع الندم، اليوم بعد عاماً 21 على مدريد، و17 سنة من أوسلو ، ولم يتحقق السلام "الذي كان شرطه الأساسي الأرض مقابل السلام"، فالسلام نية ،"وحسب قوله تعالى :يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة "،والنية الحقيقية،عند العرب للسلام ، منذ عام 1917 حتى اليوم سنجد أن العرب هم الذين سعَوا للسلام، حتى "عبد الناصر" كان يسعى للسلام وجاء بمناصري السلام اليهود المصريين وأرسلهم إلى فرنسا للقاء مناصري سلام إسرائيليين، وكان يريد أن يأتيه إلى القاهرة وفد من المؤتمر اليهودي العالمي لكي يفاوضه بالسلام، ولكن "غولدا مائير" هي التي منعت، ففي كل محطات التاريخ تبيّن أن "إسرائيل"، هي التي كانت تمنع السلام وليس العرب، و أيضاً تجربة الرئيس الفلسطيني "ياسر عرفات"، مع محيطه والسعي الحقيقي للسلام ، فعلى الشعب الإسرائيلي والقادة ، ان يعرفوا ويعو جيدا، أن لا سلام دون إقامة دولة فلسطينية تتضمن القدس واللاجئين وحدود عام 1967، ومن هنا نؤكد على أن المبادرة العربية للسلام التي طرحها المللك عبدالله في قمة بيروت عام 2002 والتي تبنتها الدول العربية والإسلامية، في منظمة القمة الإسلامية، في القمة العادية في طهران عام 2003، تبنت المبادرة بالإجماع ، دون اعتراض من دول الممانعة ، ولاتزال المبادرة هامة وحاجة ضرورية لاستكمال عملية السلام بالرغم من التلويح بسحبها عن الطولة إذا لم تتفاعل إسرائيل معها ومن هنا جاء رد فعل "الملك عبدالله " بإن المبادرة العربية للسلام لن تبقى طويلا على الطاولة. لكن عيبها الوحيد ، هو في تسويقها الجيد ، عالمياً ، من اجل الضغط الدولي عليها ، وعدم تحديد سقف زمني للمبادرة ، لكي تلتزم إسرائيل والعالم بتطبيقها . فإن أسلوب التطرف والتعنت المتبع في السياسة الإسرائيلية ، لن تحقق، ولن يصل إلى حل، فإن إسرائيل تسارع إلى تهويد القدس وقضم أجزاء من المسجد الأقصى ، والمزيد من هدم المنازل العربية، في القدس، والحفر المستمر من أجل إيجاد معلومة تاريخية تأكد هوية إسرائيل التاريخية، و بناء المستوطنات اليهودية في عملية تقطيع الأراضي الفلسطينية، التي يجب أن تبنى عليها الدولة المستقبلية، فإن هذا الوضع لا يحل المسائل المختلف عليها اليوم ، لقد اتبتت الحرب الأخيرة التي خضتها إسرائيل، وما أفرزت من نتائج في المجتمع الإسرائيلي والفلسطيني، معاً تدل على مدى عمق الفشل التي وصلت إليها "عملية السلام"، والتي تؤكدها يوما بعد يوم، الحرب الاقتصادية ضد الفلسطينيين وسياسة التجويع المستمرة، والمجازر اليومية ،بحق الشعب الفلسطيني . -إسرائيلياً ، فإن وصول قيادة إسرائيلية ضعيفة إلى السلطة، لم تستطيع متابعة عملية السلام، والتي انتهت بها الأمر، بحرب مدمرة ، للشعب الفلسطيني ، آما الانتخابات الجديدة، في داخل المجتمع اليهودي ، التي أفرزت قيادة جديدة ، متطرفة ، يعتبر فيها "بنيامين نتنياهو" المعتدل الوحيد ، وسط هذا التطرف الكبير داخل المجتمع الإسرائيلي، ماهو إلا دليل جديد على أن ،الشعب الإسرائيلي نفسه غير جاهز لتقبل فكرة السلام والعمل على تطبيقها ، بسب اختياره للتطرف، فان فريق نتنياهو بذلك استطاع أخذ إسرائيل أكثر نحو اليمين و أبعدها كلياً عن أي إمكان للتوصل إلى السلام، الحقيقي. فإذا لم تحصل تغيرات حقيقية وجذرية في داخل المجتمع الإسرائيلي، لتسويق فكرة السلام ، من خلال قادة قادريين على كبح التطرف والتعصب اليهودي إنه لا أمل بحل لأن الهدف الإسرائيلي الأساسي هو إضعاف السلطة الفلسطينية ، وشل حركة "حماس" من اجل تغيب الشريك الفلسطيني عن متابعة المفاوضات، وهذا ما تعلنه القيادة الصهيونية يوميا، "غيب الشريك الفلسطيني الحقيقي الذي يتبع سير المفوضات ، فوجود سلطتان فلسطينيتان يساعد، الدعاية الإسرائيلية، التي تهدف إلى تجويف عملية السلام من مضمونها الأساسي في إقامة دولة فلسطينية مستقلة. - فلسطينياً، أمام هذا الاستفحال الصهيوني لم تجد سلطة "رام الله" في يدها ، من وسائل للرد، سوى الاحتجاج والامتناع عن العودة إلى طاولة المفاوضات ،آذ قضت الخلافات الداخلية بين حركتي "فتح" و"حماس" على آمال الفلسطينيين في التوصل إلى دولة مستقلة خاصة بهم. فهم ما يزالون يتقاتلون فيما بينهم وكأنهم غير واعين بأن قضيتهم تضمحل أمام أعينهم. وأدى هذا الانشقاق بين الفيصلين إلى دمار الفلسطينيين بشكل لا سابق له منذ بداية مواجهاتهما التاريخية مع الصهاينة. لقد أصبح الخلاف الفلسطيني سيد الموقف، والصراع على السلطة هو الطاغي على جميع الأوراق التي فقدت للضغط على متابعة سير عملية السلام المقبلة . - عربياً، ساد جو المحاور والانقسامات "العربية – العربية" ، من خلال الصراعات الداخلية الذي تعاني منها الأنظمة العربية الرسمية. فالشعوب العربية التي تعاني من مشاكل شتى ابتدءاً من الجوع والفقر انتهاء بالديمقراطية، والحرية التي أصبحت على مسافة شاسعة بينها وبين أنظمتها ، مما اضعف التضامن العربي والتكاتف والضغط على المجتمع الدولي للمضي بتطبيق مبادة السلام العربية . -أمريكيا، لقد وصلت الأزمة إلى ذروتها من خلال سياسة"بوش الابن" في إيصال" عملية السلام إلى مرحلة التأزم من خلال (الدعم الأمريكي المطلق) لإسرائيل، والذي وفر لها خياراً إستراتيجياً تراوغ وتتعنت في إكمال سياسة المفوضات مع الفلسطينيين ، عوضاً عن جعلها عنصراً مقبول في الوسط العربي ، بناءاً على دعم عملية السلام الهادفة الى إقامة دولة فلسطينية مستقلة ، وقابلة للحياة بجوار دولة اسرائيل،وانهاء سنوات طويلة من النزاع الفلسطيني – الصهيوني. فان مسيرة أنابلوليس اليتيمة ، لم يكتب لها النجاح ، والتي انهارت نهاية 2008 نتيجة حرب غزة ومن جراء أسباب أخرى . فالمسار الجديد الذي انتهجه باراك أوباما قبل سنة من تسلمه زمام السلطة في "الولايات المتحدة" بتبنيه فكرة قيام الدولة الفلسطينية، لإصلاح نهج "بوش "، فالتصريحات الأمريكية التي توالت فيما بعد لمواكبة نهج "أوباما"، حول تسوية الصراع العربي- الإسرائيلي، والجهود الدبلوماسية المكوكية لم تفلح بتحقيق إي خرق يذكر ، ولاتزال القضايا عالقة دون حراك المسار السياسي للتسوية. - والنقطة الأخيرة التي ساهمت في إجهاض عملية السلام ، هو دخول "العامل إلا يراني" بقوة على خط المنطقة العربية ، وبشكل مباشر من خلال الإمساك بملفات إستراتيجية: (كا لبنان، فلسطين، العراق، السودان، الخ ...) ، واللعب على الخلاف "العربي – العربي" من أجل تحسين شروطه في المفوضات الذي يخوضها مع الغرب من أجل الحصول على قوة نفوذ لها على الخارطة السياسية العربية ، إيران التي تستعمل الخيط الذي يكوي قلب المسلمين والعرب "القضية الفلسطينية"كعلقة مفاتيح " ومن ناحية أخرى فإنها تستعمل الخلاف العربي الداخلي المتمثل بين الشعوب العربية وأنظمتها، والخلاف المذهبي بين المسلمين ،من أجل إحراج الجميع. مما أعطى مبررا إضافياً لإسرائيل ولأمريكا في عدم المضي في عملية السلام. من هنا تأتي الوثيقة الأوروبية، الأخيرة ، بشكل موجز ، وفيها الكثير من العناوين الهامة والأمور العملية الداعمة للسلطة الفلسطينية من أجل تحقيق إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة في جناحي الوطن: (الضفة الغربية وغزة)، ومن أجل تحقيق سلام شامل وعادل ودائم بالمنطقة أيضا، وبالتعاون والتنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية، على مرجعية القرارات الدولية، والتي ينبغي أن تقوم أي تسوية دائمة وعادلة للصراع، على أساس المبادئ التي تم الاتفاق عليها في مدريد، بمافي ذلك مبدأ الأرض مقابلا لسلام، وقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أرقام 242 و338 و1397 و1515، إلى جانب مبادرة السلام العربية، وخطة خارطة الطريق، والاتفاقات السابقة التي تم إبرامها بين الأطراف المعنية، أي السلطة الوطنية الفلسطينية وإسرائيل. وستعمل الدول الأوروبية لاحقاً على دعم مؤسسات هذه الدولة المستقلة،في كافة المجالات، وستواصل هذه الدول دعم المفاوضات بين الجانبين، وما يتمخض عنها، دون التدخل من جانبها، بما يتفق عليه الطرفان الفلسطيني - الإسرائيلي. فإذا لم يكتب النجاح لإعادة إحياء عملية السلام من خلال التكاتف العربي والإسلامي من أجل الضغط الدولي ، سوف تعمل إسرائيل على تنفيذ المخطط الرهيب الذي يرسم للمنطقة حسبما يحكى خلف الكواليس، في تصفية القضية الفلسطينية نهائياً وليس تسويتها، بحيث تبقى يد إسرائيل هي العليا في منطقة الشرق الأوسط، ويتم طرد الفلسطينيين من ديارهم، وإلحاقهم ، بكل من مصر و المملكة الأردنية ، كما كان عليه الوضع قبل 5 من "يونيو" حزيران عام 1967م، و من هن نرى الخوف المصري والعربي "العروبي " من محاولة تحويل فتح بوابة رفح الحدودية، تنفيذاً للمشرع الإسرائيلي المذكور والتخلي الصهيوني عن الواجب ،الدولي ، باتجاه الفلسطينيين ، كسلطة احتلال للقطاع وتحميل المسؤولية الكلية لمصر " أما قضية اللاجئين، فسوف يتم حلها على أساس التعويض، من خلال إنشاء صندوق عربي – دولي لتعويض من يقبل من اللاجئين عن ممتلكاتهم وأراضيهم، وسيتم ترحيل فلسطينيي لبنان إلى دول أوروبية بعد التفاهم مع هذه الدول وبعد تعويضهم أيضاً، سيبقى الفلسطينيون في المهاجر كما هم عليه، وستبقى المقدسات الإسلامية في مدينة القدس تحت حماية السلطات الأردنية كما هي عليه الآن، دون أي سيطرة على أي اجزاء منها، وسيقبل بوجود أقليات فلسطينية محيطة بالحرم القدسي الشريف، وعلى ضوء هذا التصور، وما رشح منه في الإعلام يكون قد تم تصفية القضية الفلسطينية وليس حلها، وستنام هذه القضية عشرات أخرى من السنين قبل أن تظهر على السطح مرة أخرى، وهذا ايضاً مرتهن بموازين القوى فلسطينياً وعربياً ودولياً، وكما يقول المثل الفلسطيني:( بكرة يذوب الثلج ويبان تحته المرج). د.خالد ممدوح العزي صحافي وباحث إعلامي،و مختص بالإعلام السياسي والدعاية [email protected]
#خالد_ممدوح_العزي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الحراك السوري: ثورة مستمرة بالرغم من شلالات الدم،والأسد يخوض
...
-
دراسة علمية أكاديمية :الصراع السياسي السني –الشيعي، العلني م
...
-
القضاء السوري في مواجهة جديدة مع النظام العالمي
-
سمر يزبك السورية: تتمرد على أقليات النظام وأمراضه الطائفية،
...
-
الإعلام والشبيحة : تزوير الحقائق وفبركة الأفلام ...!!!
-
دراسة علمية قدمت الى الهيئة الاسلامية للرعاية في صيدا-
-
الخبر العربي في الإعلام الروسي المرئي ...!!!
-
سورية: حماس الشباب تلهب الساحات وتسقط مغامرات النظام، وتربك
...
-
غورباتشوف :عشرين عام على انهيار الإمبراطورية السوفيتي، أب-أغ
...
-
ليبيا الجديدة: انتصار الثوار وهزيمة روسيا...!!!
-
روسيا البيضاء والغرب:
-
روسيا البيضاء: نجاح الدولة في الانتخابات ، هزيمة المعارضة وا
...
-
جمعة بشائر النصر في سورية، وسقوط نظام ألقذافي...!!!
-
كوثر البشراوي في حوار الثقافة...
-
الثورات العربية و المحطات الفضائية:
-
الحرية والإعلام: نقيب الصحافة الإيرانية في المعتقل...!!!
-
اليتيم على أبواب القرن21
-
روسيا البيضاء: رأس المال العربي مدعو للاستثمار في الجمهورية.
-
عروق العرب ليست أقليات بمختلف أطيافها الدينية
-
الثورة سورية : إستراتجية إيران لإنقاذ حليفها في بلاد العرب،
...
المزيد.....
-
مجلس الوزراء السعودي يوافق على -سلم رواتب الوظائف الهندسية-.
...
-
إقلاع أول رحلة من مطار دمشق الدولي بعد سقوط نظام الأسد
-
صيادون أمريكيون يصطادون دبا من أعلى شجرة ليسقط على أحدهم ويق
...
-
الخارجية الروسية تؤكد طرح قضية الهجوم الإرهابي على كيريلوف ف
...
-
سفير تركيا في مصر يرد على مشاركة بلاده في إسقاط بشار الأسد
-
ماذا نعرف عن جزيرة مايوت التي رفضت الانضمام إلى الدول العربي
...
-
مجلس الأمن يطالب بعملية سياسية -جامعة- في سوريا وروسيا أول ا
...
-
أصول بمليارات الدولارات .. أين اختفت أموال عائلة الأسد؟
-
كيف تحافظ على صحة دماغك وتقي نفسك من الخرف؟
-
الجيش الإسرائيلي: إصابة سائق حافلة إسرائيلي برصاص فلسطينيين
...
المزيد.....
-
دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ
...
/ غازي الصوراني
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
المزيد.....
|