|
حنين الشعب الروسي إلى الزمن السوفياتي
محمد ماجد دَيٌوب
الحوار المتمدن-العدد: 3481 - 2011 / 9 / 9 - 13:58
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مما لاشك فيه لرجل علماني مثلي أن يكون المجتمع الإشتراكي والذي هو التعبير الملطف لرأسمالية الدولة الإحتكارية هو الأفضل وبشكل كبير للبشرية وأعتقد أنه لو تستطيع أي دولة آخذة بمثل هذا النظام إيجاء العلاج المناسب والدائم لمشكلة البيروقراطية فيها لاستطاعت أي تحقق إنجازات ضخمة على صعيد إكتساب الناس إلى صفها فما يهم الإنسان في نهاية المطاف هو أن يحيا في مجتمع يؤمن له مستلزمات حياته وبشكل سهل ومريح ويحفظ له كرامته ويحميه من كل أنواع التسلط أكان من قبل موظفي الدولة أو سواهم ويزيح من طريقه كل أشكل العراقيل التي تقف في وجه تحقيق مصالحه المنسجمة مع مصالح بقية أفراد مجتمعه وتؤمن له حرية الفكر والإعتقاد بما لايشكل ضرراً مياشراً أو غير مباشر على السلام الإجتماعي وفي النهاية على ما أعتقد كل إنسان عادي في هذا العالم لايهمه من هو الحاكم شكله أو لونه أو عقيدته طالما أنه وطني يؤمن لهذا المواطن العادي ما يريده وكما يقول المثل نريد أكل العنب ولسنا نريد قتل الناطور . إن التنظيرات التي يهواها المثقف في العموم لاتهم المواطن العادي الذي ينتمي لمجموع الكتلة الوسطى في أي مجتمع من المجتمعات ولقد لفت نظري أن نسبة الشعب الأمريكي التي تنخب الرئيس لاتتجاز نسية 15%من مجموع الشعب الأمريكي وهذه بحد ذاتها توضح أن شعباً كالشعب الأمريكي هو في مجمله شعب لايهمه من يكون الرئيس بل همه أن تكون أموره الحياتية على ما يشتهي ويريد .والملاحظ أن أمريكا ذاتها لم ولن تسمح لأي تنظيم مهما كان حبه لأمريكا وللشعب الأمريكي في أن يكون له حظ في الوجود بإستثاء الحزبين اللذين وبالمناسبة هما وجهان لعملة واحدة لايختلفان إلا حول موضوع الخدمة الإجتماعية وموضع الضرائب أما من حيث سياساتهما الخارجية فكلاهما أقذر من بعض وسأفترض وهذا حق لي من الناحية العلمية لو أنه استطاع الحزب الشيوعي الأمريكي أن يكسب الشارع الأمريكي ووصل إلى السلطة فهل ستدعه شركات النفط والسلاح وكل الشركات الإحتكارية الأمريكية من قيادة البلاد نحو مجتمع إشتراكي يؤمن به أم أن هذا القوى مجتمعة ستخوض ضده حرباً لاهوادة فيها وبكل أنواع الأسلحة التي في حوزتها حتى العصابات المجرمة وهل ستقبل هذه القوى بالمنطق الديموقراطي أم أنها ستكشر عن أنيابها وتفعل كل المحرمات من أجل القضاء على السلطة الوليدة ؟ إن الناس في الإتحاد السوفياتي السابق وكما نعرف كلنا لم يكونوا يعانون من شيء سوى نقص ديموقراطية النباح على الطرقة الغربية وكلنا يذكر كيف خرجت الملايين في بريطانيا محتجة ضد المشاركة البريطانية في الحرب على العراق وماذا كانت النتيجة سوى أن كل هذه الإحتجات مسحها طوني بلير بحذائه وتابع مسيرته وهنا قد يرد علي قارىء تعجبه الأنظمة الغربية بالقول ولكن الشعب البريطاني عاقب طوني بلير وأبعده عن السلطة فأقول ببساطة شديدة وهل الذي جاء بعده مارس سياسة مختلفة عنه أم أنه فعل ما هو أسوأ بمشاركته في قتل ما يزيد عن 50000ألف موطن ليبي أكنا مع القذافي أم ضده ؟ هذه الديموقراطية التي إتبعهاالغرب كحالة تكتيكية لكسر الطوق في المجتمعات التي لاتريح شركاته الإستثمارية والناهبة لشعوب العالم . وهي الكذبة التي يريد الغرب تصديرها إلى شعوب العالم ما هي سوى الغطاء الذي يتستر به للدخول إلى هذه المجتمعات وهذا ما فعله مع دول الكتلة السوفياتية حيث تحت ستار الديموقراطية وحقوق الإنسان استطاع أن ربح معركته مع هذه الكتلة . أنا أتابع منذ بعض الوقت محاولاً معرفة سبب قوة فلاديمير بوتين (القيصر) فلم أجد سوى أن الشعب الروسي العظيم اكتشف الخدعة الغربية الذي لم يكن يريد سوى إذلال روسيا وعندما جاء من ضرب على وتر العزة القومية محاولا وضع روسيا على الخارطة الدولية كما كانت زمن الشيوعيين حتى أعطاه كل التأييد الذي يريده فهذا المواطن الذي لم تأتيه الديموقراطية بغير المافيات وقد تم ضرب أهم ما يريده إنسان في العالم هو توفير مستلزمات عيشه وأمنه بما فيها الجنسية . لقد الناس في الزمن الشيوعي لاينقصهم سوى النباح الديموقراطي فما إن حصلوا عليه حتى إكتشفوا كم هو شيء تافه بالقياس مع أشياء أخرى كات في متناول أيديهم ثم فقدوها . أعتقد أن الحنين إلى الزمن السوفياتي هو وراء المد الشعبي الروسي في تأييد القيصر الجديد بوتن الذي بدأ يرفع الصوت عاليا في وجه العربدة الأمريكية .متهما ومتحديا في الآن ذاته . نحن نريد ديموقراطية النباح التي تسلبنا كل شيء ومن لم يصدق فلينظر إلى ما هو جار حوله وفي كل الإتجاهات ولير ما يتكتبه المثقفون على صفحات النت ودمتم
#محمد_ماجد_دَيٌوب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أنا وأنتِ والشيطان ثالثنا(عقلنة قوى الطبيعة )
-
تراشق بالتاريخ يسحق الجغرافيا والمستقبل
المزيد.....
-
فيديو يُظهر اللحظات الأولى بعد اقتحام رجل بسيارته مركزا تجار
...
-
دبي.. علاقة رومانسية لسائح مراهق مع فتاة قاصر تنتهي بحكم سجن
...
-
لماذا فكرت بريطانيا في قطع النيل عن مصر؟
-
لارا ترامب تسحب ترشحها لعضوية مجلس الشيوخ عن ولاية فلوريدا
-
قضية الإغلاق الحكومي كشفت الانقسام الحاد بين الديمقراطيين وا
...
-
التمويل الغربي لأوكرانيا بلغ 238.5 مليار دولار خلال ثلاث سنو
...
-
Vivo تروّج لهاتف بأفضل الكاميرات والتقنيات
-
اكتشاف كائنات حية -مجنونة- في أفواه وأمعاء البشر!
-
طراد أمريكي يسقط مقاتلة أمريكية عن طريق الخطأ فوق البحر الأح
...
-
إيلون ماسك بعد توزيره.. مهمة مستحيلة وشبهة -تضارب مصالح-
المزيد.....
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
المزيد.....
|