|
سارق البقرة
مراد سليمان علو
شاعر وكاتب
(Murad Hakrash)
الحوار المتمدن-العدد: 3481 - 2011 / 9 / 9 - 11:10
المحور:
كتابات ساخرة
سارق البقرة
وفي الليلة الثانية بعد الألف طلب الملك شهريار من زوجته شهرزاد أن تحكي له حكاية جديدة لم ترويها في الألف ليلة وليلة ، فقالت شهرزاد : طِب نفسا وقرّعينا أيها الملك السعيد شيخ كل مريد ، سأحكي لك حكاية حطيط الخسيس سارق البقرة المقدسة من المدينة المفلسة . بدت السعادة على وجه شهريار بعد أن كان قاب قوسين أو أدنى من الأنهيار فاعتدل وتنحنح وبحمد الله سبّح ثم أذن لها بالكلام فقالت : بلغني أيها الملك السعيد ذوالرأي السديد والحكم الرشيد ، عندما سرق حطيط البقرة المقدسة من المدينة المفلسة باعها في أسواق الجان بأغلى الأثمان ثم رجع إلى البيت واجتمع بولدية ججو وجلعوط وقرروا أن لا يرجعوا للسرقة ثانية لأنهم أصبحوا الآن من ذوي الشأن وجيوبهم ممتلئة بالذهب والمرجان . وأكملت شهرزاد قائلة : بلغني أيها الملك الشديد الذي يطيعه كل عجوز ووليد إن حطيط قال لولديه بعد أن تابا على يديه : مرادي أن أفتح مركزا ثقافيا يعود علينا بالمال والشهرة ونصبح من الأعيان وإذا في الأسواق مشينا أشير إلينا بالبنان ... فقال له أبنه البكر الشبيه بالنمر ججو ... ولكن لا نفقه شيئا من الثقافة ونحن بعيدون جدا عن الفصاحة ، سيضحك علينا الناس ويتندرون في الصحافة وهنا تدخل جلعوط المشهور بتعاطي السعوط وقال لأخيه الأكبر دون أن ينسى كونه الأصغر ما هذه السخافة .؟ كيف لا نفهم في الثقافة وهل أهل مركز( خانجغان ) الثقافي أحسن منا أم أصحاب مجلة (الدجاجة البيّاضة ) أشطر منا ألا تعلم بان الثقافة وسائرالفنون ليست بالشهادات وإنما بالشخابيط والجنون ، وبعد أخذ ورّد وسحب وشدّ وتفكير عميق وصياح وزعيق صاح الديك وطلع الصباح فكفت شهرزاد عن الكلام المباح ، وهنا خطر لحطيط فكرة جهنمية شرحها لأولاده قائلا : اليوم سنذبح الديك ونطهوه مع الفريك لتتسنى لشهرزاد أن تكمل حكايتنا غدا دون انقطاع حتى لو طلع الصباح ... ولكنهم تذكروا إنهم قد تابوا فاقترح ججو أن يستدعي أولاد عمه زعطوط وعطعوط للقيام بهذه العملية القذرة بدلا عنهم ثم مكافئتهم بتعيينهم في المركز الثقافي على أن يدرج اسميهما لاحقا ضمن محرري الجريدة الجديدة من باب ... الأقربون أولى بالمعروف . وفي الليلة التالية بدت شهرزاد غير مبالية فقد طبعت قصصها ونشرت حكاياتها المروية في ألف ليلة وليلة وأصبحت مشهورة وذو سمعة مدوية ويصعب على الملك شهريار قتلها كالأخريات دون مشورة لاسيما وإنها الآن أم لأطفاله ، وهنا خاف حطيط على مستقبله ومستقبل أولاده الزمكاني فهدّد شهرزاد بكتابة اسمها بالمقلوب في جميع مطبوعات مركزه الثقافي التي توزع في الشمال والجنوب إذا لم تكمل حكايته فخافت شهرزاد على اسمها أن ينقلب إلى دازرهش ويقول لها الأصدقاء قبل الأعداء ... كش لذلك دخلت الديوان وقبّلت الأرض بين أيدي ملك الزمان وأستأذنت لتكمل له القصّة ، وعندها فقط انبسطت أسارير الملك ولم يعد يشعر بغصّة فقالت : بلغني أيها الملك العظيم والذي لغضبه كظيم إن حطيط الصنديد سارق البقرة المقدسة من المدينة المفلسة قرر مع ولديه ججو وجلعوط ضم كلا من زعطوط وعطعوط أولاد شعطوط أخو حطيط غير الشقيق إلى الفريق ليكونوا قادرين على رسم خارطة الطريق ... طريق المجد والخلود والشهرة والنقود ، وبهذه المناسبة السعيدة واللحظات الفريدة قرروا أن يمرحوا ويسهروا ويأكلوا ويشربوا الخمر حتى مطلع الفجر ، وفي الصباح ذهبت السكرة وأتت الفكرة فقال حطيط المقيت سأطلب مقابلة السلطان وأحكي له عن مغامراتي في جزر وبلاد الجان وعندها سيجزل لي العطاء وسأصبح أثرى الأثرياء ، وعندما مّثل حطيط بين أيدي السلطان العبيط سجد وأبدى الشكر والأمتنان ورجا أن يسمع كل من في الديوان من أمراء ووزراء وأعوان قصّته التي تفطر القلوب في كيفية سرقة البقرة الحلوب والتي تسمى بالبقرة المقدسة من المدينة المفلسة . وبعد أن أنهى حطيط البخيت حكايته ضحك لها السلطان وأمر الجواري والغلمان بتقديم كل ما لذ وطاب من فاكهة الجبل والغاب وأمر وزير الثقافة والأفلام صارم بن صرمان أن يلبي جميع طلباته ويحقق كل رغباته . ثم قالت شهرزاد لملك العباد هذا ماكان من أمر حطيط عندما كان في حضرة السلطان ...ثم قالت في نفسها أشعر بالتعب الآن ولا أدري متى سيصيح الديك ويأتي الصباح لأسكت عن الكلام ... وأرتاح ... وختمت شهرزاد الحكاية بقولها : رجع حطيط من ديوان السلطان وهو مسرور ، وأعلن عن فتح مركز ثقافي خرافي بأسم زوجته الجديدة (عموشة المنفوشة ) بائعة شاي أبو الهيل في ساحة سبع الليل وأعلن أيضا عن إصدار جريدة يومية باسم ( البومة الضاحكة ) يشرف عليها شقيقا عموشة المنفوشة شعيط ومعيط لم لا فالمركز كبير ويسع لكل صغير، وهكذا يامولاي عاش آل حطيط في سعادة وأعترف له الجميع بالريادة ونسوا سرقة البقرة وأيام الشحاذة . وبعد كل هذا سمح الملك بانصراف الناس ورأت شهرزاد في عينيه التعب والنعاس فقالت : يامولاي أخشى إن الديك قد لحق بالبقرة ولهذا عن الصياح قد تأخر ، فقال لها الملك : لا تقلقي .؟ فأجابته شهرزاد ولكنه الآن في بطون أهل الأقلام الجديدة أمثال حطيط بن حميدة. أجابها الملك ثانية : ما علينا إذا كان قانعا برحلته السعيدة ، ورفع شهريار رأسه وصاح بدلا من الديك وسكتت شهرزاد عن كل كلام غير مباح . مراد سليمان علو [email protected]
#مراد_سليمان_علو (هاشتاغ)
Murad_Hakrash#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حكايات من شنكال 24
-
بتلات الورد / 7
-
حكايات من شنكال 23
-
بتلات الورد / 6
-
حكايات من شنكال 22
-
بتلات الورد / 312
-
حكايات من شنكال 21
-
بتلات الورد /5
-
حكايات من شنكال 20
-
الهروب / قصة قصيرة
-
بتلات الورد / 4
-
حكايات من شنكال 19
-
حكايات من شنكال 10
-
بتلات الورد / 3
-
بتلات الورد /2
-
حكايات من شنكال ... 18
-
بتلات الورد /1
-
الموعد الأخير /قصة قصيرة
-
حكايات من شنكال ... 11
-
حكايات من شنكال ... 13
المزيد.....
-
فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة
...
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|