أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شامل عبد العزيز - التنوير والثورة والربط بينهما ..















المزيد.....

التنوير والثورة والربط بينهما ..


شامل عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 3480 - 2011 / 9 / 8 - 13:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


باريس عاصمة الجن والملائكة – طه حسين –

في بحث قدمه السيد الزواوي بغورة – قسم الفلسفة – كلية الآداب – جامعة الكويت ونشرته مجلة عالم الفكر في عددها للأشهر يناير – مارس 2010 ..
هذا البحث يتحدث عن العاصمة الفرنسية باريس ودورها في القرن الثامن عشر حيث بلغت درجة من التقدم – بحيث أخذ مثقفو ذلك العصر يتكلمون عن أوربا الفرنسية ) .
تاريخ الحضارات العام نقله للعربية يوسف أسعد .
أصبحت باريس في النصف الثاني من القرن الثامن عشر عاصمة التنوير والثورة .
البحث يتطرق إلى ثلاثة محاور أو عناصر "
الأول التنوير – الثاني الثورة – الثالث الربط بينهما .
( وهذا مهم جداً فنحنُ في عصر الثورات ولكن ما هو موقفنا من التنوير ) ؟
لنستمر معكم من أجل أن تكون الرؤية أكثر وضوحاً .

في النصف الثاني من القرن الثامن عشر أصبح من المتداول والمقبول أن يقال " أننا نعيش ونحيا في عصر التنوير "
هناك اختلاف في بداية عصر التنوير مع العلم أن القرن الثامن عشر هو المعني .
هناك من يقول أن هذا العصر بدأ مع كتاب – جون لوك – ( محاولة في الفهم الإنساني ) وينتهي بكتاب – كانط – ( نقد العقل النظري ) .
وهناك من يرى أن هذا العصر بدأ بكتاب – بيار بايل – ( القاموس التاريخي والنقدي ) وينتهي بكتاب – شتوبريان – ( عبقرية المسيحية ) ..
مهما كان .. فإن النصف الثاني من القرن الثامن عشر يمثل القمة الفكرية والحضارية ..

يقول صاحب البحث "
ربط المعرفة بالنور قديمة قدم المعرفة الإنسانية ..
ما يميز هذا القرن هو " الإيمان بالمعرفة العلمية والعقلية " وبقدرة الإنسان على المعرفة والرقي والتقدم ..
التنوير " حركة فكرية وثقافية قائمة على العقل والعلم والحرية والتقدم "
هذه الحركة سيداتي – سادتي – شكلت مقدمة فكرية للثورة الفرنسية التي أعلنت حقوق الإنسان والمواطن .
الأساس الذي قام عليه هذا العصر هو " العلم " وخصوصاً " العلم الطبيعي "
للعلم الطبيعي عناصر ثلاث "
آلية ديكارت – فيزياء نيوتن – نظرية الكائنات الطبيعية عند بيفون ..

مكانة نيوتن تعود لاكتشافاته الفيزيائية ( وليس لشتائمه ) .. وخصوصاً ما يتعلق بعلم البصريات ومفهوم الضوء والقانون العام للميكانيكا ..
تحول " نيوتن " في القرن الثامن عشر إلى رمز للعلم ...
أصبح العلم الطبيعي مثلاً أعلى وهو أداة للتحرر والتنوير , كانت الجامعات في باريس والمعاهد العلمية تدرس فيزياء أرسطو قبل قيام " فولتير " بنشر آراء نيوتن الفيزيائية في كتابه – الرسائل الفلسفية –
غالبية فلاسفة القرن الثامن عشر يُغلبون صورة العلم – النيوتني .
إن ما قدمه فلاسفة التنوير حول فلسفة وفيزياء نيوتن لا يتفق بالضرورة مع ما ذهب إليه نيوتن نفسه ..
هناك أثبات لعلاقة القرن الثامن عشر بما سبقه من القرون .. فالتنوير مُدين بوجوده للثورة العلمية التي قامت في القرن السابع عشر .. أي عصر غاليلو وديكارت ..
قام التنوير على نوع من التأويل العلمي لنيوتن وخاصة في مسألة الدين الطبيعي .. والذي لا يتفق بالضرورة مع ما كان يعتقده نيوتن الذي كان " مسيحياً خاشعاً للغاية " ويأخذ باللاهوت أكثر من العلم ..
يقول صاحب البحث نقلاً عن – ولتر ستيس في ( الدين والعقل الحديث ) "
سيصاب نيوتن بالهلع لو أنه تصور أن ما قام به طوال حياته سوف يقوض أركان الإيمان الديني.
النموذج العلمي لفلسفة التنوير دُعم بالفلسفة التجريبية التي صاغها – جون لوك –
تعود شهرة لوك في القرن الثامن عشر إلى رسالته – التسامح – وإلى كتابه – محاولة في الفهم الإنساني ..
فلاسفة التنوير على أتفاق في ما ذهب إليه لوك في نظرته التجريبية للمعرفة وفي موقفه من الله ..
طبعاً عدا الفلاسفة الماديين .. وهناك من الفلاسفة من وقفوا على الحياد ..
إذن تميز القرن الثامن عشر في فرنسا بالعلم الطبيعي والفلسفة التجريبية وكذلك بمساهمة العلوم الطبيعية الأخرى وعلى رأسها الكيمياء كما صاغها – لفوزاييه – في كتابه – بحث أولي في الكيمياء –
إذا كان مفهوم الطبيعة من المفاهيم الأساسية لهذا العصر فإن الفضل في نشره بعد فيزياء نيوتن يعود إلى التاريخ الطبيعي ..
يقوم المبدأ المنهجي للتاريخ الطبيعي على الفيزياء التجريبية .. أي على تجارب دقيقة ومدروسة بحيث تكشف الطبيعة عن خصائصها ..
هناك مقولة للفيلسوف " فولتير " إن هذا التاريخ الطبيعي غير طبيعي كفاية "
وهذا القول إن دل على شيء فإنما يدل على ما تميز به ذلك العصر .. ليس فقط تجاه الدين والسياسة بل تجاه المعرفة العلمية ..
إذن القرن الثامن عشر هو قرن " الفلسفة "
في القرن التاسع عشر أطلقوا على القرن الثامن عشر عصر ( الموسوعيين ) ..
مفهوم العقل في القرن الثامن عشر يختلف عن مفهومه في القرن السابع عشر ..
مفهوم العقل في القرن السابع عشر يتمثل في بناء نسق فلسفي ..
بينما في القرن الثامن عشر ارتبط العقل في فلسفة التنوير بالعلم – النيوتني- والذي يعتمد على التحليل ودراسة الوقائع والظاهر .
وظيفة العقل الأساسية هي القدرة على الربط والفصل والتركيب والتحليل ..
التنوير ارتبط بالنقد وبالروح النقدية .
النقد هنا لا يعني الرفض والدحض والسجال كما يصوره خصوم التنوير . ( كما نفعل نحنُ ) ؟
فلاسفة التنوير على دراية كاملة بالنزعة النقدية التي أسسها – كانط –
إذن عصر التنوير هو عصر النقد ( فما هو عصرنا الآن ؟ ماذا نسميه ؟ ) .
لقد تمثل النقد في " التراث النقدي لفقه اللغة والتفسير الديني " في باريس بلغ النقد جميع الأوساط في نهاية القرن ..
ما يدعم فكرة انتشار النقد هو انتشار النوادي وخصوصاً نوادي السيدات ( بينما السيدات في مجتمعاتنا ...... الصمت أفضل ؟ ) . طبعاً الطابع ألذكوري كان الغالب في عصر التنوير.. اقصد أن الفلاسفة كانوا من الذكور ..
ثم ظهر في ذلك العصر – نقد الأحكام المسبقة – وهذه أهم نقطة حسب رأينا المتواضع ..
الأحكام المسبقة هي " مرض من أمراض الفهم " الحكم المسبق يسجن الإنسان في خصوصية تمنعه من بلوغ الفضيلة والسعادة وعالمية الإنسان ( الأحكام المسبقة حالياً في أوطاننا ليست فقط تخص المسائل الدينية بل تخص جميع الأفكار ودون استثناء فمن شب على شيء شاب عليه ) .
( إنه لمن الواضح أن جميع الآراء الدينية والسياسية للناس ليست إلا أحكاماً مسبقة ) ..
بما أنه لا يمكن اختبار الأولى من غير جرائم والثانية من غير مخاطر ( مارسي ) ..
أما روسو فقد قال عن الأحكام المسبقة بأنها " السلاسل والأغلال "
طريقة التخلص من الأحكام المسبقة هي النقد ( وليس التحول من دين إلى أخر ) .
جارودي تحول إلى الإسلام وكثيرين تحولوا إلى غير ذلك فماذا كانت النتيجة ؟
" ما زاد جارودي في الإسلام خردله ولا ... ) ..
غالبية فلاسفة التنوير دعوا إلى الدين الطبيعي المستقل عن ديانة الوحي .
وهو دين إنساني وعالمي ومستقل عن دور العبادة وعن العقيدة .
( لو لم يكن هكذا فهم وهكذا نقد وهكذا دين جديد فهل بالإمكان أن يكون الغرب بهذه العظمة ) ؟
هذا الدين يتعارض مع ديانات الوحي ..
استفاد هؤلاء الفلاسفة في طرح هذا النوع من الدين من تحليلات جون لوك في كتابه – المسيحية المعقولة – حيث بين أن المسيحية لا تناهض العقل في حين أن روسو في كتابه – إميل – قال عكس ذلك ..
يقول فولتير أن الدين الطبيعي هو ديانة المسيحيين الأوائل .
فولتير يؤمن بوجود إله وله عبارة شهيرة " إذا لم يكن الله موجوداً فيجب ابتداعه "
فولتير كذلك لديه الدين الشامل ويحدده كما يلي "
" إن دين أهل الفكر دين رائع – خال من الخرافات والأساطير المتناقضة وخال من العقائد المهينة للعقل وللطبيعة ..
وهناك نقد أخر للدين ولكن من وجهة نظر مخالفة نجدها عند مونتسكيو في كتابه – الرسائل الفارسية – ولم يتعرضوا للأنبياء بل إلى رجالات الدين .. ودون شتائم ..
فلاسفة القرن الثامن عشر عملوا جاهدين ومن دون كلل لإظهار الأخلاق الطبيعية . والمعايير الشخصية للمفكرين الأحرار والتي من الممكن أن تكون أفضل من الدين .
إذن فلاسفة التنوير في فرنسا انتقدوا الأديان وهاجموا التعصب وكذلك انتقدوا السياسة .. وهناك جانبين فيها "
الأول عملي " هو ارتباط أغلبية فلاسفة التنوير بفكرة – المستبد المستنير – وممارستهم للحرية لأن المستبدين المستنيرين هم الذين رفعوا شعار التنوير . ولكنهم لم يفكوا ارتباطهم مع الملوك والنبلاء ومع ذلك نقد التنوير الحكم الملكي المطلق لمصلحة المستبد المستنير .
هم يفضلون دكتاتورية العقل على ديمقراطية الجهلة .
يعتبر كتاب روح القوانين لمونتسكيو .. والعقد الاجتماعي لروسو بمنزلة النصوص الأساسية لعصر التنوير في فرنسا .
الثاني نقدي " والذي قاده مونتسكيو ويعتبر في نظر البعض من أوائل الفلاسفة الذين استعملوا مصطلح – الطغيان – وذلك في سنة 1749 وقال بتعريف القانون الذي هو "
عبارة عن علاقات ضرورية بين الأشياء والطبيعة ..
إن القانون دائماً هو الذي يضمن حرية المواطن ..
" إذن نحنُ مطالبين بأن يكون لدينا – نقد – نقد لكل الموروث – نقد للعادات والتقاليد – ولكن بأتباع طريقة علمية ومنهجية وهذا هو الذي ساد في فرنسا وبغير ذلك فمن المستحيل أن تحدث لدينا – تغييرات – على غرار ما حصل في الجانب الأخر ..
لابد من التمييز بين النقد على أسس علمية كما يفعل المتنور والمتحضر وبين ما يفعله بعض ما يُسمون مثقفين من قذف وسب وشتم وعناد ومكابرة ومُلاك الحقيقة المطلقة والموجودة في أذهان بعض الديناصورات "
/ ألقاكم على خير / ..



#شامل_عبد_العزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعارضة السوريّة !! تعدديّة ام اختلافات جذريّة ؟
- أمّة نحتضر !! قرأتُ لكم . الجزء الأخير .
- أمّة تحتضر ! قرأتُ لكم , الجزء الثاني .
- أمّة تحتضر !! قرأتُ لكم , الجزء الأول .
- العالم مستوِ !! قراءة في كتاب توماس فريد مان .
- الولايات المتحدة الأمريكية والربيع العربي ؟
- الربيع العربي والقضية الفلسطينية ؟
- رؤية بسيطة عن الأوضاع في العراق !!
- فؤاد النمري والبرجوازية الوضيعة ؟
- هل ( مُحَمّد ) استثناء ؟
- رحلة أبرام بين علم الأثار والكتاب المقدّس ؟
- علم الأثار والكتاب المقدّس ؟
- أيهما أفضل - النصوص الدينية أم بيان حقوق الإنسان - ؟
- تحريم الخمر ؟
- بولس رسولٌ أم جاسوس ؟
- المجتمع الأمومي !!
- إعادة تأسيس ثقافة المجتمعات , هو الحل .
- البداية ؟
- الثواب والعقاب ؟
- هاروت وماروت !!


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شامل عبد العزيز - التنوير والثورة والربط بينهما ..