أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كواكب الساعدي - ملك السعادة كومار














المزيد.....


ملك السعادة كومار


كواكب الساعدي

الحوار المتمدن-العدد: 3480 - 2011 / 9 / 8 - 08:46
المحور: الادب والفن
    


"قد بحثنا عن السعادة لكن .. ما عثرنا بكوخها المسحور / أبدا نسأل الليالي عنها .. وهي سرّ الدنيا ولغز الدهور"
الشاعرة العراقية الراحلة نازك الملائكة

هناك في غايات الكاجو
وغابات المانجو الكثيفة
في هيماتشال براديش*
حيث لا ضجيج إلا صوت أنفاسك
يضيء الكون
بشفتيكِ كالكرز وعينيك اللوزيتين
وشعركِ الفاحم الطويل كنهر
وحنانك المتدفق كينابيع الجبل
لكِ اغني
لأنك أميرة من سندهو*
لأنك حبيبتي
سأجمع مهرك
وأتيك على صهوة جواد أصيل
لنبني عشنا الصغير
قرب سنديانه عمرها مئة عام
تطعمين الدجاج وتحلبين الأبقار
وتعّمرين العش بالأولاد
تَخطرين أمامي يالغاغرا تشولي*
نغني
بخلود روحينا إلى الأبد….
بقامته القصيرة وبشرته السمراء وعيونه الواثقة من العودة للجذور يوما ما وهزه رأسه المحببه بصفيره المتناغم مع كلمات أغنيته التي تقطر حنينا جارفا وعربته المثقلة بقناني المياه يخطر كومار الفلل والمباني المجاورة كل خميس لأداء مهمته بإتقان منقطع بإبدال الفارغ بالممتلئ يحايلك بالحيل البريئة أن تكون احد عملاء شركته تحنو عليه لتشبثه بمصدر عيشه وتعقد الصفقة معه يشع من قسماته زهو الانتصار و بالابتسام الذي لا بفارق محياة….
قررت أن اقتحم عالمه لأعرف سر سعادته كان الوسيط بيننا مواطنه الذي يتقن الانكليزية
-من أي بلد انت كومار ؟
-أنا من أقاصي قرية قائمه على أكوام الطمى في الهند جّل أهلها من الفلاحين الاجراء الفقراء الغير متعلمين. لكنها قطعه من السحر والطبيعة العذراء والحياة الفطرية يسودها السكون الذي لا يخترقه إلا صوت القطار غالبا بجداول الأنهار الفضية الدافئة وأشجار الموالح والتفاح من كل لون ومصائد الأسماك وحدائق التوابل يثقلها المطر صيفا لا شتاءا كان منتشيا وهو يسهب بوصف حاضنته الأولى إسهابا عذبا يقول في الفترة الأخيرة صارت مزارا ومنتجعا للباحثين عن الهدوء من رجال الأعمال وميسورين والأدباء الذين ملوا حياة المدن وضجيجها.
- كومار ما سر سعادتك ؟
ابتسم …واطرق…
-( ولو أنا بعيد عن بلاد) وأطلق اهه حرى لكني اشعر إني ملك هنا فالناس هنا كرماء و طيبون و خاصة في شهر رمضان الكريم ويحترمون الإنسان ولو كان عاملاً بسيطا فجاليتنا عزيزة هنا وبالرغم من راتبي الضئيل الذي أرسل جزءا بسيطا منه لعائلتي الذي قد يكاد يكون ثروة هناك وادّخر الجزء الأخر للمستقبل.
- قاطعته ممازحه هل لصاحبه الغاغارا تشولي ؟
وشت لي عينيه المشاغبتين بلواعج قلبه وبالإيجاب..كان تعارفا حسنا و حوارا ثرا خرجت منه بمسّلمه لا لبس فيها إن الإحساس بالسعادة يكمن بتقدير النِعم التي نملك ولو كانت ضئيلة فهذا كومار الذي لا يملك من حطام الدنيا لا أرصدة في البنوك ولا قصر مشيد غير سكن العمال خارج المدينة ولا سيارة فارهه غير باص الشركة ورغم بعده الشاسع عن أحبائه تراه وقد أحاطته حاله من الرضا والقناعة والتصالح مع الذات بروح هدفها الخير والتضحية والكمال.
و في حاله يحسده عليها كثيرا ممن يملكون أضعاف ما يملك لكنهم يبحثون عن السعادة عبثا.
أدار كومار لي ظهره ينوء بعربته الثقيلة وصفيره المتناغم وأعطافه المجللة بالرضا شادا على يدي بدعوة كريمه منه ان ازور يوما قريته لأرى ما لا تراه عيني من فردوس أبدع الله في صنعه على هذه الأرض
****************************************
*ستدهو: الاسم القديم لنهر السند.
*الغاغرا تشولي: زي للفتيات في الهند.
*هيماتشال براديش: قرية من القرى الزراعية في الهند.



#كواكب_الساعدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في حضرة شهريار
- عباس
- فكرة
- لسنا برابرة
- اغتيال بكاتم الصوت
- الأقنعة
- الحالم.... الذي غّير جلبابه
- تعالي ألقيكِ التحية
- رسالة عاجله لأم الشهيد جرجس
- صرخه في قلب ساحه التحرير
- زليخه ..... حتما سنلتقي
- صلاة عند باب توما
- عزف منفرد
- أنهكني ثقل غيابك
- ممر إلى الضوء -قصة ومتن
- ربما تتحقق
- هذيان الأيام الأخيرة
- الرصاصة اليتيمة
- راقصيني على أنغام زوربا
- على أوتار باردة


المزيد.....




- اختيار فيلم فلسطيني بالقائمة الطويلة لترشيحات جوائز الأوسكار ...
- كيف تحافظ العائلات المغتربة على اللغة العربية لأبنائها في بل ...
- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- الإبداع القصصي بين كتابة الواقع، وواقع الكتابة، نماذج قصصية ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...
- الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كواكب الساعدي - ملك السعادة كومار