أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - نادية تعبان محمد غني - فن الحب














المزيد.....

فن الحب


نادية تعبان محمد غني

الحوار المتمدن-العدد: 3479 - 2011 / 9 / 7 - 19:10
المحور: العلاقات الجنسية والاسرية
    


فن الحب The Art Of Loving
ينظر Fromm الى مفهوم الحب بطريقـة عقلانيـة فلسـفية نفسـية ليؤكـد أن للحب أشكالاً متعدده.فالحب لديّه ليس علاقة عاطفيـة ذات أنفعالاتٍ جياشـة ولايرتبط بعالم الأسرة المسيطر من قـبل الذكر,بل هو فن يتطلب المسؤولية والأحترام والنظام والتركيز والصبر والأهـتمام وهوموقـف عـام مـن الحـياة, يتنافى مع النرجسية ويتضمن الموضوعية والعقلانية والتواضع.أي يقتضي المعرفة وبذل الجهد وهو ليس أحساساً تابعاً للذة , بل هو فـن كالحيـاة تمـاماً,نتعلمهُ كما نتعلم الفن أوالموسيقى أو التجارة.وينطلق Fromm في كتابة "فن الحب" من أفتراض أن الأنسان قد شعر منـذ بدايـة بوجوده الأنساني بما يدعـوه الى الوحـدة وبالأنفصال عن الكـون الـذي هو نظرياً جزء منه.لأنه يخـتلف عن باقي الكائنات الموجودة في هذا الكـون وأن مايميـزه هـو العـقل الواعي.ولـعـدم أقتـداره على أحتمـال الأنفصـال يضطر أن ُينشد التواصل والأتحاد.وتوجد طـرق كثيره يستطـيع بها أن يحقـق هذه الحاجة,لكن طريقة واحدة فقط هـي التي يظل بها سوياً بوصفه كيانـاً فريـدأً,طريقة تتفتح بها قـدراتهِ في صـميم عمليـة التواصل فيبحـث في وقـت واحد عـن الحميمية والأستقـلال,أي ينشد الأتحاد مع الآخـرين وفي الوقت نفسه عن المحافظة على فرديته.فأن بمقدور المرء أن يكون متصلاً إنتاجيًا بالعالم بالعمل والفهم فالأنسان ينتج الأشياء وهو في عملية الأبداع يمارس سلطاتهِ عـلى المادة ويفهم الـمادة عقلياً وأنفعالياً من خلال الحب ومن خلال التفكير.فالحب الحقيقي عند Fromm تكمن جذوره في الأنتاجية لذلك أطلق عليه "الحب الأنتاجـي" وأن مفهـوم الحب الأنتاجي شديد الأختلاف عما يدعى الحب في كثير من الأحيان فأهم مايميز الحب الأنتاجي هو الأهتمام والمعرفة. ويدل الاهتمام والمسؤولية على أن الحب نشاط وليس هوىً يتغلب على المرء,وليس ولعا (يولع به) المرء.فالحب الأنتاجي هوالجهد المبذول من أجل شئ ما والعمل على نحو شئ ما.أي أن الحب والجهد لا ينفصلان. فيجهد المرء نفسه من أجل مايحب.كذلك يعتقد "فروم" أن لايمكن فصل الحب عن المسؤولية وأن الأهتمام والمسؤولية من العناصر المكونه للحب الأنتاجي.وهذا الحب الأنتاجي بحسب رأي Fromm يمكن أن يوجه نحو نفس الجنس (الحب الأخوي ) أو نحو عضو من الجنس الآخر(الحب الجنسي) أو نحو أبن الشخص (الحب الأموي). فـي كل الأنواع الثلاثـة, يكون أهـتمام الشخـص النهائـي بتطويـر وتنمية نفس الشخص الآخـر.وهذا الحب يتضمن العطاء والنشاط وليس الهدف التلقي المباشر والعطاء المتدفق الذي يتضمن الفرح والسعاده وبالعطاء الحقيقي يتلقى الأنسان ثانية ِويعود إليه الحب من جديد فهـو يتضمن جعل الشخص الآخر محبوباً والأثنـان يشتركان في فرحٍ ما.ويحملاه الى الحيـاة بصورة دائمـة,فالقـدرة على الحب فعل وعطاء تتوقف على طبيعة تطور الشـخص.أنها تفرض تجاوز نزوع منتـج وبذلك يقهر الشخص النرجسية والتبعية والرغبة في أستغلال الآخرين فالحب نزوع يشـير الى الكل وليس الى الواحد, فهو أذن لايتجزأ وهو تعبير عن الأنتاجية في أنسانية الأنسان.
ويعتقد Fromm أن الحب الأنتـاجي هـو شرط الحياة ويعمل على تكامل الأنسـان كدافع وقوه فعّاله,ويجعل الأنسان متغلباً على الصـعـوبات والأنعزال,والحب والعمل لاينفصلان,والحب هو النفاذ الى الشـخص الآخـر.فالحـب لـيس علاقـه شخصية فحـسب بل هو موقف تجاه العالم ,فهو الشعور بالمسؤوليـة والأحترام والمعرفه آزاء أي كائـن أنسـاني آخر.كما ويبين Fromm أن ليس ثمة تناقض بين محبة المرء لذاته ومحبته للآخرين ويقول: أذا كان المرء قادراً على الحب بطريقة أنتاجية,فهو يحب نفسه أيضاً وأذا كان لا يستطيع أن يحب الآخرين,فأنه لن يستطيع أن يحب على الأطلاق.
وتأسيسا على الحقائق المتقدمة,هذه دعوة للجميع للاطلاع على معنى (فن الحب)لاننا بأشد الحاجة لمعرفته خصوصا بهذه الظروف الصعبة التي يشهدها وطننا العربي.الذي يعاني حالة من الاكتئاب الشعبي الشامل (mass depression) اذ تحولت بلادنا العربية إلى مستودع من المشاكل التي تتفاقم يوما بعد يوم..بسبب حالة اللاتوازن بين الطموحات والقدرات,والاحساس بالتخلف والتاخر,والخسائر المتنوعة والمستمرة ,والاحباطات المتراكمة في اعماق الناس جعلتهم يشعرون بالتوتر المزمن فتغلب عليهم الشعور بالحزن واليأس والاكئتاب. وهذا كله بسبب أنهم لايعرفون الحب الانتاجي ولايجيدون فنه.......



#نادية_تعبان_محمد_غني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشخصية الجزمية
- حذاري من انتشار ظاهرة زواج الأطفال(الزواج المبكر) في مدارسنا ...
- رؤى مستقبلية في إعداد المرشد النفسي والتربوي في العراق
- حذاري من انتشار الجنسية المثلية في مدارسنا العراقية
- واقع حملة الشهادات العليا في وزارة التربية العراقية
- واقع المرشد التربوي في العراق وآليات النهوض به


المزيد.....




- الحياة الواقعية تحت وطأة الصراعات.. المرأة اليمنية في أدب وج ...
- سن التقاعد للنساء في الجزائر 2024 الجريدة الرسمية بعد أخر ال ...
- المجلس الوطني يدين جرائم الاحتلال ضد المرأة الفلسطينية ويطال ...
- وزارة المالية : تعديل سن التقاعد للنساء في الجزائر 2024.. تع ...
- المرأة السعودية في سوق العمل.. تطور كبير ولكن
- #لا_عذر: كيف يبدو وضع المرأة العربية في اليوم العالمي للقضاء ...
- المؤتمر الختامي لمكاتب مساندة المرأة الجديدة “فرص وتحديات تف ...
- جز رؤوس واغتصاب وتعذيب.. خبير أممي يتهم سلطات ميانمار باقترا ...
- في ظل حادثة مروعة.. مئات الجمعيات بفرنسا تدعو للتظاهر ضد تعن ...
- الوكالة الوطنية بالجزائر توضح شروط منحة المرأة الماكثة في ال ...


المزيد.....

- الجندر والجنسانية - جوديث بتلر / حسين القطان
- بول ريكور: الجنس والمقدّس / فتحي المسكيني
- المسألة الجنسية بالوطن العربي: محاولة للفهم / رشيد جرموني
- الحب والزواج.. / ايما جولدمان
- جدلية الجنس - (الفصل الأوّل) / شولاميث فايرستون
- حول الاجهاض / منصور حكمت
- حول المعتقدات والسلوكيات الجنسية / صفاء طميش
- ملوك الدعارة / إدريس ولد القابلة
- الجنس الحضاري / المنصور جعفر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - نادية تعبان محمد غني - فن الحب