وليد يوسف عطو
الحوار المتمدن-العدد: 3479 - 2011 / 9 / 7 - 17:59
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تشهد الفترة الأخيرة تصاعدا متزايدا في القصف المدفعي الإيراني و التركي على السواء على القرى و البلدات الكردية . و رغم الصمت و التعتيم الإعلامي من قبل الحكومة الاتحادية في بغداد و حكومة الإقليم في كردستان , إلا إن السؤال يبقى عن أهداف و مغزى هذه العمليات التصعيدية رغم العلاقة الطيبة و الحسنة بين حكومة الإقليم و حكومتي طهران و أنقرة . الملاحظ أن هذا التصعيد يتناسق مع حدثين مهمين , الأول انتهاء الفترة المحددة لبقاء القوات الأمريكية في العراق . و الحدث الثاني هو ربيع الثورات في البلدان العربية المجاورة و ما أفرزته و ما ستفرزه هذا الثورات من تغييرات جيوسياسية تؤدي ربما إلى تغييرات ديموغرافية في المنطقة و خصوصا فيما يتصل بالوضع في سوريا . إن هنالك عدة رسائل ترسلها إيران و تركيا إلى حكومة الإقليم بخصوص بقاء القوات الأمريكية أو رحيلها و اختلاف الموقف الإيراني عن التركي و صراعهما للهيمنة على العراق و المنطقة . كما إن حكومة إقليم كردستان ترغب ببقاء قطعات أمريكية و قواعد لها في حدود الإقليم و هذا قد يتعارض مع مصلحة تركيا و إيران أو إحداهما على الأقل . كما إن انتصار الثورة الشعبية في سوريا سيفتح الطريق لتغييرات عميقة في ميزان القوى لصالح دور تركيا و تقلص نفوذ حزب الله في لبنان و حماس في غزة . و سيفتح الطريق للتمدد و التوسع الكردي لضم المناطق الكردية في سوريا لإقليم كردستان في العراق و الحلم بكردستان الكبرى . إن احد أهداف القصف الإيراني – التركي هو إرسال رسالة للقادة الأكراد تحذرهم من هذا التمدد و تهدد بهذا القصف لإفراغ المناطق الحدودية من السكان تمهيدا لاجتياح الإقليم عند الضرورة . إن الأكراد لا يملكون منفذا بحريا يمكنهم من الاستقلال عن العراق و لا موارد مادية كافية و لا قوة عسكرية تكفي لردع أي هجوم من الدول المجاورة . إن محاولة الأكراد العيش بصورة أتكالية على موارد الحكومة الاتحادية في بغداد من جهة , و محاولتهم الاستقلال و الانفصال من جهة أخرى و قطع كل رابط لهم بالعراق سيعمل على إجهاض و هدم كل ما تحقق من مكتسبات للشعب الكردي خلال الفترة الماضية . لم يكن شمال العراق ( كردستان ) في يوم من الأيام منفصلا عن العراق منذ قديم الزمان . آن الأوان لوضع دستور جديد يحل كل الإشكاليات القائمة و يعيد تعريف الفدرالية بفصل الفدرالية في إقليم كردستان عن الفدرالية التي ستؤسس في باقي مناطق العراق . إن محاولة ضم كركوك لإقليم كردستان معناه إعطاء ضوء اخضر لاجتياح تركي لشمال العراق . الحل يكون بالتخلي عن المصالح الأنانية الضيقة لصالح مصالح الشعب و الوطن .
#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟