أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام الاعرجي - الكتابة ومفهوم الادب















المزيد.....

الكتابة ومفهوم الادب


سلام الاعرجي

الحوار المتمدن-العدد: 3478 - 2011 / 9 / 7 - 08:29
المحور: الادب والفن
    


كثيرة هي الاسئلة التي تحاصر ذواتنا , ومن البداهة جدا ان يكون عمق تلك الأسئلة مرتبط بآليات تفكيرنا وعمق وعينا الذاتيين , كما ومن البداهة جدا ان تصطدم كل تلك التساؤلات في بيئات متنوعة تمتد من الواقعي حتى المتخيل واذا كانت المناخات الواقعية تدل على الوجود الفاعل والمتفاعل فربما امتد المتخيل من الفيزيقي الى الميتا فيزيقي وكان قد فجر العديد من التساؤلات الخطيرة بل الاكثر خطورة في عالم الفكر , وبعيدا عن التساؤلات الوجودية ومفاتيحها التي جعلت الابواب مشرعة تجاه الابتكار والابداع والخلق المتواصل , احاول الاجابة على احد اهم الاسئلة التي تحاصرني وبشدة , لماذا نكتب ؟ لنعيد انتاج ذواتنا ؟ لنعيد انتاج الآخر ؟ لنجعل الحياة اكثر توترا وسلاما ؟ اكثر قبحا وجمالا ؟ ... لمن نكتب ؟ ... ماذا نكتب ؟ لماذا اعتقد ان الكتابة والولادة متلازمتان تلازم الدال والمدلول في العلامة ؟ هل تخضع الكتابة لذات الاحتمالات التي تخضع لها الولادة ؟ موت الوالد والمولود ... نجاتهما .... موت احدهما ونجاة الآخر ؟هل فعلا ان الكتابة وظيفة مجتمعية وليست وسيلة اتصال كما يعتقد ( رولان بارت ) ؟ هل فعلا ان الكتابة من السؤ بالضرورة لأنها خارجة عن دائرة الذاكرة ولأنها لاتنتج علما وانما رايا ولأنها أيضا لاتنتج حقيقة ولكن مظهرا كما يعتقد ( افلاطون ) ؟ هلا فعلا ان الكتابة مصطلح يقابل مصطلح الادب كما تعتقد ( جوليا كرستيفا ) ؟ هلا فعلا ان الكتابة اقوى من الموت كما يعتقد ( ستندال ) ... هل يمكننا الاعتقاد ان الكتابة , العلاقة بين الابداع واللغة الادبية ؟ اوليست الكتابة في نهاية المطاف اسطورة .
مفهوم الكتابة
هيمنة فكرة التنظير لمفهوم الكتابة على الكثير من فقهاء وعلماء اللغة والباحثين في مجالات النقد الادبي وعلم النفس والاجتماع والكثير الكثير من الفلاسفة , الا ان الفريق الاكثراهتما وانشغالا بل تطرفا في هذا الاتجاه هو مجموعة ( ف. سولير وزوجته جوليا كرستيفا ) وكان الفريق قد ظم الكثير من الكتاب الفرنسيين بالغي الاهمية في مجال التنظير وتوجيه الثقافة الفرنسية اتجاهاتها الحديثة امثال ( رولان بارت , ميشيل فوكو , جاك درايدا , رومان جاكوبسن , ل . سومفيل ) . لقد اشتغل هذا الفريق – قبل ان يتفكك –على العديد من المحاور كان في مقدمتها مواجهة الكتابة كمفهوم بالادب , وكان لهذا التوجه العديد من الدوافع ياتي في مقدمتها التمرد على الهيمنة الشكلانية الروسية وطروحات ( توزفيتان تودورف ) من جهة ومناكفة الالسني ( دي سوسير ) من جهة اخرى , لاسيما من قبل ( جاك دريدا ), الا ان ( جوليا كرستيفا ) كانت الاكثر غنى والاكثر اثراء في مجال مواجهة مفهوم الادب بمفهوم الكتابة منطلقة او مستفيدة من طروحات رولان بارت الذي كان يؤكد ان الممارسة الادبية ملتقى الذات والتاريخ او هي العلاقة بين الابداع والمجتمع , ان قرائتها الجيدة لطروحات بارت قادتها الى التعامل مع الادب على انه ممارسة خاصة ودالة ومودعة في ايهاب يدعى لغة الخطاب , ان هذه القراءة الموضوعية لطبيعة الادب من قبل كرستيفا جعلتها ايضا تعد من اللغة منطق الاشكالية ليصبح التعريف الاجرائي للادب كمصطلح احد اهم المرتكزات الاشكالوية المتوفرة على الادلجة والكلاسيكية والاستهلاكية , تلك المرتكزات التي تحيله او تجعله بنية لسانية على حين انه مسارا تراتبيا او منحى سيرورة متصل لأنتاج المعنى . اما المحور الثاني الذي اشتغل عليه هذا الفريق خلق مداخلة بين مفهوم القراءة والكتابة اي جعل النص الكتابي قادر على تحقيق ذات الامتاع الذي تحققه القراءة وهذا يفترض في الكتابة قدرة غير مالوفة وغير بسيطة في البوح عن مكنونات شفراتها والكشف والابانة عن دلالاتها الرمزية لتحرك المتلقي من مستهلك الى منتج من خلال سهولة حركتة داخل عوالم وفضاءات الخطاب الكتابي . ولكن الى اي مدى يمكننا الركون الى مفهوم الكتابة في مواجهة الادب , لاسيما ان الادب ( ضرب من التوسع والتطبيق لبعض اختصاصات الكلام ) على حد تعبير ( تودوروف ) المنسجم والمتفق مع ( بنفينست ) ؟
كما ان الكلام منحيين متلازميين, وهما , الخطابي والاخباري وكلاهما بنية دلالية كما هي بنية مصنوعة الا انها يجب ان تكون ملفوظة وهذا يعني انها مفتوحة اصلا امام قدرات التاويل التي يجب ان تشتغل على المظهر الحرفي للمنطوق , المظهر المرجعي للمنطوق ثم اسلوبية النطق . وفي محاولة منه لتاكيد امكانية تحقيق المواجهة بين الكتابة والادب وتجاوز القيمة الدلالية المبتذلة لمفردة الادب ذاتها حاول ( ف. سولير ) عبر مقاله الواسع الانتشار ( مستويات النص الدلالية ) تفكيك بنية النص كتابيا الى ثلاث طبقات , الطبقة الاولى اطلق عليها مفهوم الطبقة السطحية ويعني بها التمثيل الخطي للمكون الكتابي متمثلا في الرسم الشكلي للحرف وانتظامه في انساق وسياقات مظبوطة على وفق قواعدية لغوية مقنن ومقعد لها وهي المسؤل عن انتاج المظهر المادي للنص , الا اننا نعتقد ان طبقة سولير السطحية لاتباعد المظهر الحرفي للمنطوق لدى تودوروف وان اعتقد سولير عكس ذلك, ذلك ان المفهومين يشتركان في ان الكتابة ان هي الا صورة التجربة المجتمعية المقنن لها وان قصديتها المعنياتية ذات علاقة وطيدة جدا بوعي التلقي , ذلك الوعي الذي يتحمل مسؤلية التحرك داخل فضاءات الكتابة بحرية اوسع او بحرية تقاوم القسرية والجبرية متمثلة بمصدر الانتاج المعنياتي . اما المكون الثاني للمستوى الطبقي الكتابي حسب مفهوم سولير فهو التناص, اي عملية تفاعل مجموعة من النصوص تحت آلية الهدم والبناء للتاسيس الى موضوع جديد قد تنجزه ذاكرة او مخيلة المتلقي المتحررة من القسرية المعنياتية وسولير وان كان في صدد محاكاة جوليا كرستيفا لمفهوم التناص , الا ان كرسيفا كانت تبنت مفهوم النص كخطوة لاحقة لمفهوم الكتابة ولم يكن ذلك باتجاه مباعدة رولان بارت او مقاربة برشت وغرامشي وشومسكي بل ان النص بالنسبة لها يمثل الاثر المادي للكتابة في مواجهة العمل الادبي ذلك ان مفردة العمل بحد ذاتها كانت تحيل المنجز الادبي الى نتاج ذاتي فردي منسوب الى منتجه وهذا ما تعتقده كرستيفا تجاوز وتجني على القيمة الفنية والادبية وفي اطلاقها لمفهوم النص تجد انها قد تجاوزت اشكاليتان الاولى متمثلة بتحرير النص من الملكية الذاتية اي انها تعلن عن تاميمه حال مغادرته ادراج الكاتب كما يرى برشت او انها تعلن عن موت المؤلف لتفسح المجال واسعا امام المتلقي ليعيد انتاجه على وفق تعددية قرائية متحررة كما يعتقد بارت , كما ان كرستيفا لم تدع عملية النصية الكتابية مبهمة بل اشترطت لزوميات انجازية ياتي في مقدمتها تجاوز جميع الاجناس ومقاومة الانخراط تحت يافطات ومعايير التقسيمات الادبية التي قننت وقعدت لها الاساليب النقدية المشتغلة على مفهوم العمل الفني والعمل الادبي , وبهذا تكون جوليا كرستيفا قد تبنت المنهجية الماركسية في نقل المنجز من الالسنية او من اللغة الشفوية لغة التواصل قسرية الدال الى منتجا يقاوم النهائية المعنياتية ويعلن عن كونه سيرورة انتاجية , اما الطبقة الثالثة عند ( ف . سولير ) فهي الكتابة اي فعل انفتاح اللغة ... وهذا ما سنتحدث عنه في الجزء الثاني والاخير من البحث .



#سلام_الاعرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدراما ومستويات النص الدرامي
- التيار الصدري والموقف الامني ,, تصريحات غير مسؤلة
- الكويتيون الجدد .. من الزهايمر الى النرجسية
- ثلاثة مواقف واقعية .. الاطلاع عليها واجبا شرعيا !!!
- الهروب من نفق مضيء بين واقعية الرؤيا وأزمة القراءة
- بيدر البصري من اوركسترا( بروميناد ) في لاهاي الى ملعب برشلون ...
- الحزب الشيوعي العراقي ... ثورة تموز ... ساعة الصفر
- الشيوعي العراقي وثورة 14 تموز الخالدة
- القوات الامريكية بين البقاء والرحيل
- جاسم المطير الرواية اعادة انتاج التاريخ
- جاسم المطير والهروب من النفق المضيء / قراءة اولى
- حكومة السيد المالكي 4 تساؤلات لجواب واحد
- هلموت شيفر .. الدراماتورج والاخراج ومؤسسات الفضاء
- الممثل مؤلفا للعرض ... مسرح الرور الالماني روبرتو تشوللي
- بيتر بروك ... المكافء الفني والموضوعي للبنية النصية
- صدمة المواجهة , جيرزي كروتووسكي ... المسرح الفقير
- القسوة ..وصدمة المواجهة آرتو ... كروتووسكي
- تقنيات الاخراج المسرحي ذات الاثر التغريبي
- توزفيتان تودوروف الملفوظ والدلالة والمدمج الخيالي قراءة سيمي ...
- الخطاب بين حرفية الدال الظاهراتي و الدال المنفتح على التأويل ...


المزيد.....




- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام الاعرجي - الكتابة ومفهوم الادب