بالليبي اعتذار مرفوض و إهانة مشكورة

منى الصويد

الحوار المتمدن-العدد: 3478 - 2011 / 9 / 6 - 14:57
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    

كعادته ظهر الدكتور محمود الورفلي في برنامج ( بالليبي ) فجر الخميس الماضي 11 أغسطس الماضي أنيقا في هندامه متألقا في خطابه حريصا على سمو لغته مترفعا عن السب والشتم نائيا عن بنفسه عن المهاترات رغم مرارة ما يقدمه حقائق وفظاعة ما يعرضه من جرائم ارتكبها أركان النظام المنشق بليبيته المحببة .
ولكن السيد الدكتور ربما في نوبة غضب أو لحظة انفعال من جرائم وأفعال البغدادي المحمودي رئيس حكومة القذافي قال ما معناه انه لن يذكر لقبه ويكتفي بوصفه بالمجرم ، مضيفا انه ليس رجلا بل اقل من النساء !!
وهنا كان لابد أن أقف فتصويبك كان على هدف خاطئ لان رصاصاتك أو كلماتك أيها السيد الدكتور كانت موجهة إلى أمك و زوجك و أختك وابنتك وجارتك وحتى إنا التي لم تعرفك إلا من خلال شاشة التلفاز أما بغداديك فعلى رأي أبو الطيب ليس لجرح بميت إيلام .
طبعا عادت للرجل الدكتور رصانته واعتذر للنساء ولكن بعد ماذا سيدي فالرصاصة وفق لقوانين الفيزياء يستحيل إعادتها إلى بيتها بعد انطلاقها بعكس النساء وبالتالي فليس لاعتذارك معنى ، فضلا عن أن تحقيرك لي لا يقوم على جناية مني بقدر ما يقوم على افتئات منك على الطبيعة و إنكارا لواقع يشهده العالم كله.
افتئات على الطبيعة لأنها هي التي أعطتك هيئتك ووهبتك قوتك وفعلت معي الشيء نفسه هيئة ولم تمن على بقوتك الجسدية و إلا لما كنت تجرأت على الحط من قدري .
و إنكار لواقع يقول أن المرأة في ليبيا قدمت جنبا إلى جنب مع شقيقها الرجل في سبيل هذه الأرض وحريتها بل أن هناك من النساء من بذ الرجال بذلا وعطاء لأنهن لولا نون النسوة كن رجالا بالفعل ، فالرجولة سيدي أخلاق و أفعال ومواقف أما الصفات الجسدية فلا تعني أكثر من الذكورة ، و لاشك إنك تستطيع بعلمك أن تحدد الفرق بين الذكورة والرجولة .
وحتى كون برنامجك من اسمه بالليبي وان مجتمعنا درج على هذا النوع من الصفات للحط من القدر ، إلا أن ذلك لن يشفع لك عندي فشهادتك التي يعلن عنها حرف الدال قبل اسمك والواقع الذي تراه حتى لو كان دليلك بشار والمنبر الإعلامي الذي تطل منه تجعل منى ارفض اعتذارك شاكرة لك في الوقت نفسه إهانتك سيدي التي عكست أن المجتمع العربي وبالطبع على رأسه ذوي الدالات مازال ينظر إلى المرأة بدونية درجة أن يصف من يحتقره من فحوله بالمرأة رغم انه يرفع الشعارات البراقة لتي استوردها جاهزة القائمة على المساواة دون أن يتمثلها سلوكا ويكتفي بالتطبيل لها ولكن في لحظة الانفعال التي في الغالب تعبر عن مكنونات الداخل سرعان ما يكسف عن وجهه الحقيقي .

#منى_الصويد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات