أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - نوال السعداوى - زعيم الإخوان المسلمين وزعيم الشيوعيين














المزيد.....

زعيم الإخوان المسلمين وزعيم الشيوعيين


نوال السعداوى

الحوار المتمدن-العدد: 3478 - 2011 / 9 / 6 - 09:02
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


ظاهرة البلهوانية فى الصحافة والسياسة شائعة فى كل البلاد، رغم تغير الحكومات واشتعال الثورات، فالنظام القائم على قوة البوليس والجيش والخداع، يفرض على الناس منذ الطفولة أن يكونوا بهلوانات بشكل أو بآخر، خوفا من العقاب أو طمعا فى الثواب، كنت أسمع أبى فى طفولتى يردد المثل الشعبى «السلطان من ابتعد عن السلطان»، رغم ابتعادى عنهم لم أسلم من ضرباتهم، لمجرد أننى أحمل قلماً يكتب، الكتابة تهز عروش الحكام وإن كانت قصصاً من خيال، فالخداع فى الحب لا ينفصل عن الخداع فى السياسة، وقد تؤدى قصة حب صادقة إلى الثورة وإسقاط النظام.

وأذكر أننى قلت ليوسف إدريس بعد أن نشر مقاله «أشكو منك إليك»: «يعنى مبارك هو ربنا عشان تشكو منه إليه يا يوسف؟»، ضحك كعادته مقهقها وقال «لأ.. يا نوال مبارك أكبر من ربنا».

كان الحوار يدور بينى وبين يوسف إدريس منذ الزمالة فى كلية الطب، يكبرنى بعدد من السنين لكن الهواية الأدبية والمظاهرات الوطنية ضد الملك والإنجليز، خلقتا بيننا حوارا فكريا امتد نصف قرن. كان يوسف إدريس أحد زعماء الطلبة، يقول عن نفسه شيوعى ماركسى، يكره النظام الطبقى الذى يقهر الفلاحين والعمال، لم يكن يعلم أن النظام الطبقى يرتبط فى التاريخ بالنظام الأبوى، كان يؤمن بالسلطة الأبوية المطلقة فى العائلة، وأن المرأة خلقها الله شيطانة بالطبيعة، وأن الرجل تطور حسب نظرية دارون، لكن المرأة خلقها الله من الطين، كان يوسف إدريس ملحداً بالعقل مؤمناً بالقلب، هذا الانفصام بين قلبه وعقله فرض عليه التناقض فى السياسة كما فى الحب.

بعد أن خرجت من سجن السادات زارنى يوسف إدريس، مع زملاء وزميلات، كانوا يشعرون بتأنيب الضمير، لم يكتبوا حرفا عن المعتقلين، كانت جريمتى مقالين كتبتهما عن زيف الديمقرطية.

من السجن أرسلت لتوفيق الحكيم ويوسف إدريس، أطلب مندوبا من «اتحاد الكتاب» ليشهد سوء الزنزانة، لم يرد كلاهما، لم يكتب أحد حرفا واحدا ينقد السادات لاعتقاله المئات دون تحقيق، كان يوسف إدريس ينشر مقالاته فى الأهرام بانتظام، قرأت له مقالا كبيرا عن جيهان السادات العظيمة، بعد اغتيال السادات بشهرين أصدر حسنى مبارك قراره بالإفراج عنا، فإذا بيوسف إدريس ينشر بالأهرام برقية تهنئة لمبارك العظيم، أما سوزان مبارك فقد حظيت بمقالة كبيرة من يوسف إدريس عن منجزاتها العظيمة، كنت أنقده فيقول «لازم أنافقهم لأستمر فى الكتابة، لازم نغلبهم بكل الوسائل بما فيها النفاق وإلا غلبونا وسحلونا، دى تنازلات صغيرة يا نوال من أجل أهداف كبيرة، نسميها فى الشيوعية (تكتيك)، لكن الإخوان المسلمين يقولون عليها (الضرورات تبيح المحظورات)».

فى كلية الطب كنت ألحظ التشابه فى تفكير الزعماء من الطلبة، وخطبهم أيام المظاهرات والانتخابات والمواسم السياسية، لم تكن حماسة الإخوان المسلمين للفقراء واليتامى والمساكين تقل عن حماسة الشيوعيين للعمال والفلاحين الكادحين.

كما يحدث فى يومنا هذا، حلبة الصراع الانتخابى بين الأحزاب والجماعات حامية الوطيس، التجارة بالدين ومعاناة الفقراء هما عدة النصب للمرشحين يسار ويمين ووسط، كأنما الزمن متوقف منذ سبتمبر ١٩٥١ حتى اليوم سبتمبر ٢٠١١، ستون سنة كاملة مرت ونحن نشهد الصراع ذاته بالوسائل ذاتها واللغة ذاتها والملامح ذاتها مع اختلاف الوجوه والأسماء والأحزاب والعقائد.

فى سجن القناطر للنساء عام ١٩٨١ كانت الزعيمة الشيوعية، (فوقية) تشبه الزعيمة الإسلامية (بدور) فى الملامح ولهجة الكلام، رغم أن الأولى سافرة تؤمن بماركس وإنجلز والثانية منتقبة تؤمن بالله والرسول محمد. «التشابه بين الضدين وجهان لعملة واحدة»، قال يوسف إدريس يومها تفسيرا لذلك «أصلنا حيوانات سياسية يا نوال نأكل ونشرب سياسة، أنا تطورت قليلاً حسب نظرية دارون وأصبحت كاتب قصة، لكن السياسة مرض وإدمان زى الأفيون والماكستون، السياسة تشوه الشخصية وتدمر الإبداع، الرجل حيوان سياسى، الحيوان أرقى من الرجل بيولوجيا، الأسد ملك الغابة لا يهاجم إلا إذا جاع»، قلت له: ليس بيولوجيا الرجل يا يوسف ولكن النظام السياسى الثقافى الذى يربى الطفل الذكر على أن الرجولة تسلط واستبداد، والأنوثة خضوع وخنوع.



#نوال_السعداوى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدفاع عن سيناء بعصا موسى السحرية!!
- ماذا يقول القراء والقارئات؟
- امرأة تكتب فى الليل
- العدالة عمياء ولا عزاء لمن يرون
- أحداث أوسلو والثورات الشعبية الجديدة
- القوة الجبرية الأبوية تستمر وتزيد تجبراً
- لا كرامة لثورة فى وطنها
- كلمة الثورة.. المستحيل الممكن
- المرأة تُحارَب على كل الجبهات، العائلية والمحلية والعربية وا ...
- كما شق نهر النيل طريقه الوعر
- الورقة يا ورق وجوهر الأخلاق
- النساء والثورة والأحزاب الجديدة
- شىء عن الاتحاد النسائى المصرى
- مبارك.. زويل.. عماد أبوغازى؟
- الحنين لمن كان يضربه بالشومة
- أقول لكم أيها السادة والسيدات؟
- بلبلة الرأى العام فى كل عهد؟
- أين العدالة الاجتماعية أيها السادة؟
- الكبارى مع السلطة الحاكمة الجديدة
- لم ير واحد منهم له عين واحدة


المزيد.....




- تفجير جسم مشبوه بالقرب من السفارة الأمريكية في لندن.. ماذا ي ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب: خطوة جديدة لتعميق العلاقات الثنائ ...
- بين الالتزام والرفض والتردد.. كيف تفاعلت أوروبا مع مذكرة توق ...
- مأساة في لاوس: وفاة 6 سياح بعد تناول مشروبات ملوثة بالميثانو ...
- ألمانيا: ندرس قرار -الجنائية الدولية- ولا تغير في موقف تسليم ...
- إعلام إسرائيلي: دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات ...
- هل تنهي مذكرة توقيف الجنائية الدولية مسيرة نتنياهو السياسية ...
- مواجهة متصاعدة ومفتوحة بين إسرائيل وحزب الله.. ما مصير مفاوض ...
- ألمانيا ضد إيطاليا وفرنسا تواجه كرواتيا... مواجهات من العيار ...
- العنف ضد المرأة: -ابتزها رقميا فحاولت الانتحار-


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - نوال السعداوى - زعيم الإخوان المسلمين وزعيم الشيوعيين