أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد بن طريف - الاردن على الطريقة المغربية















المزيد.....


الاردن على الطريقة المغربية


عبد بن طريف

الحوار المتمدن-العدد: 3478 - 2011 / 9 / 6 - 08:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ازاح الاردن اللثام عن تعديلات دستورية مقترحة من اللجنة التي شكلها العاهل الاردني على دستور عام 1952 و هذه الاصلاحات قد جاءت بشيء جديد و كانت هذه الاصلاحات قد وعد بها العاهل الاردني في خطاب متلفز مفاجئ في الثاني عشر من حزيران بعد خمسة أشهر من الاحتجاجات المتزايدة في الاردن و جاءت هذه الوعود في اطار محاكاة للمناورة التي قام بها العاهل المغربي في نفس الفترة الزمنية .
للوهلة الأولى الأردنيين شعروا بأنهم في الطريق الصحيح لانتخابات يتمخض عنها حكومات مشكلة من الأغلبية الحزبية في المجلس المنتخب عوضاً عن الحكومات المشكلة بارادة ملكية .
فكرة الملكية الدستورية هي نقل السلطة المطلقة من القصر الملكي الى السلطة التشريعية و كان هذا حديث الاردنيين بعد البدء ببعض التعديلات و التغييرات في بعض القوانين و كانت هذه حديث الصالونات السياسية و الناشطين و المفكرين الذين توقعوا ان ما سيحدث سيكون محاكاة لما قام به الملك الراحل عام 1989 من اجراءات قادت الى اعادة الروح السياسية الى الاردن بعد عقود من السلطة الكاملة للملك .
التعديلات المقترحة في الاردن تضمنت بعض الخطوات الجريئة لكنها ما زالت بعيدة عن السير نحو حكومات منتخبة و التخلي عن امتيازات الملك و الحد من سلطاته كما حدث في المغرب لذلك لن يكون هناك استفتاء شعبي في الاردن كما حدث في المغرب و لن يتخلى العاهل الاردني عن بعض امتيازاته كما حدث في المغرب ايضا
التعديلات لم تتطرق لدور الاجهزة الامنية في الاردن و الى قانون الاحزاب و قضايا الفساد الكبرى و الى التنمية التي يطالب بها الاردنيين خارج العاصمة التعديلات ركزت على بعض القضايا السياسية و نسيت ما سبق ذكره من قضايا الفساد و السلطة الامنية السؤال يكمن هل التعديلات المفترحة ستخفف الضغط عن العاهل الاردني .
اللجنة الملكية المكلفة بمراجعة الدستور -- لجنة من مكونة من العاهل الاردني اعضائها من رؤساء وزراء سابقين و شخصيات قانونية بارزة اللجنة لم تقترب من بنود سلطة الملك في الدستور لأن من الصعب القيام بخطوات غير مدروسة و قفزات خطرة . التوصيات الاثنتان و الاربعين كانت في مجملها عبارة عن توصيات لتشكيل محكمة دستورية عوضاً عن محكمة امن الدولة و بطبيعة الحال الملك سيختار الاعضاء , واوصت بضمان الرقابة المستقلة على الانتخابات ، و أكدت على حرية التعبير لكل مواطن . هذه التوصيات لن يتم عمل استفتاء من اجلها لمعرفة رأي الاردنيين كما حدث في المغرب .
الأردنيين لاحظوا كلمة الاصلاح الدستوري عوضاً عن استخدام ملكية دستورية لان القصر لا يرغب بوضع نفسه بمعزل عن الاحداث الجارية في الاردن و خارجه لكن التعديلات كانت عبارة عن مد و جزر فقد نصت التعديلات انه اذا قرر الملك حل البرلمان فان عليه تحديد موعد للانتخابات القادمة على عكس ما كان يحصل في السابق و ايضا على الحكومة تقديم استقالتها في حال حل البرلمان .لكن على صعيد اخر فان الملك هو من يختار رئيس الوزراء و الوزارة هي من تقويم بالتشريعات و القوانين المؤقتة التي تشرعها بسلطة مؤخوذة من ثقة القصر ، ايضا الانتقاد الموجه لدائرة المخابرات و تدخلها في سن القوانين و تحكمها في الحكومات و التضييق على حرية التعبير لدى طلبة الجامعات محاولة التأثير لنشر الخطاب المساند لوجهة النظر الملكية في الحكم .
ردود الفعل كانت متباينة. وقد أشاد رئيس الوزراء معروف البخيت و بصوت عالي بهذه الخطوات ووصفها بانها تاريخية، على الصعيد الغربي فرنسا و بريطانيا اشادت بالاصلاحات و قالت انها خطوة على الطريق الصحيح و في الوسط توقف عدد من المتفائلين مع قليل من الحذر و قالوا ان هذا الاصلاح يستلزم التزام مستمر على المدى الطويل و ليس فقط مناورة لتخفيف الضغط الشعبي المتزايد ، و ان لاتكون كالأجندة الوطنية لعام 2005 ، و في الوقت نفسه الحركة الاسلامية و عدد من النخب الليبرالية قالت ان الاصلاحات غير كافية و انها تطالب بمزيد من التنازلات و قد وعدوا بمواصلة الاحتجاجات حتى تحقق المطالب الشرعية للشعب . الناشطيين السياسيين و اصحاب المدونات قالوا ان الثقة معدومة بعد سنوات من الوعود الفارغة لعقود طويلة و قالوا على سبيل السخرية ان تكوين دولة فلسطينية اقرب من تشكيل حكومة ديمقراطية في الاردن .
لا يوجد اردني يعيش الوهم بأن هذه التعديلات هي بمثابة مدخل حقيقي لديمقراطية في المستقبل القريب ، ما حدث من تعديلات دستورية كانت في اختصاصات محددة بعيدا عن الموضوع الرئيسي ، و هي السلطة القوية للنظام الملكي و الحد منها ،التعديلات ركزت على جانب الاصلاح و متابعة قضايا الفساد و التنمية هذه القضايا هي التي دعت الاردنيين لخوض معركة ضد الحكومة و القصر مطالبين بحكم الشعب .
الخطورة تكمن ان التعديلات من الممكن ان لا تنجح في تخفيف حالة الاحباط الموجودة لدى الشعب ، و التي كان أوجها خلال شهر اذار و تموز في العاصمة و في المناظق النائية التي كانت بطبيعتها موالية للنظام على الدوام .
الانتقادات وجهت للتعديلات على انها اغفلت نقاط هامة غير الملكية الدستورية و هي تقطة قانون الاحزاب و الانتخاب ، قالقانون الحالي لا يضمن لأي حوب يحقق اغلبية في البرلمان ان يشكل حكومة لان تعيين رئيس الوزراء قرار سيادي يصدر من القصر و النقطة الثانية هي التوزيع الديموغرافي للمقاعد في مجلس النواب ، الأمر الذي عارضه الاخوان المسلمين و قاطعوا الانتخابات بسببه . ايضا هناك مطالبات بالغاء نظام الصوت الواحد ، الغضب الشعبي على المجلس المنتخب كان ضحيته سمير الرفاعي الذي حصل على اكبر ثقة في تاريخ الحكومات الاردنية بعد الثقة بشهر تمت اقالته من قبل القصر . و تم تشكيل اللجنة الوطنية للحوار .
في الاردن يجري الحديث عن حلول مقترحة لقانون الانتخاب ، الحل الاول ان المجلس المنتخب يكون هناك 15 نائب وطن على مستوى الاردن و باقي المجلس حسب القانون الحالي يوزع على المحافظات و الحل لا يرقى الى المطلب الشعبي المتمثل بتعزيز الحزبية و الابتعاد عن نظام مجلس الخدمات و الشخصيات العشائرية ذات الكلمة المسموعة .
الحل الثاني و هو ان النواب بصفتهم السلطة التشريعية ان يعملوا على اصدار قانون انتخابي يسجل للتاريخ خصوصا ان الاغلبية منهم لن تعود من خلال الانتخابات المقبلة لذلك لا يوجد لديهم ما يخسروه الا ان يسجلوا انهم قدموا شيء خلال وجودهم في المجلس .
في الاردن هناك غضب من قضية شاهين و هربه خارج الاردن من خلال اصدار تصريح طبي له بالسفر من اجل العلاج على الرغم من كونه مطلوب في قضية امنية الامر الذي اثنان من وزراء البخيت لتقديم الاستقالة . الفساد في الاردن متفشي بين شخصيات كبيرة لها وزنها و لها حماية من اعلى المناصب في الاردن و المعني هنا الملكة و تدخلها في شؤون الحكم . قضية فساد اخرى اججت الاحباط العام و هي قضية معروف البخيت و الكازينو الذي كان من المنوي اقامته في البحر الميت فقد تم تبرئة الحكومة و الصات التهمة بوزير السياحة و هذا يعني ان الوزير في الاردن اقوى من رئيسه . على هيئة مكافحة الفساد ان تكون جدية في قضايا التحقيق و ملاحقة الوزراء و االبرلمانيين و اصحاب النفوذ لان الاغلبية منهم فقدوا رصيدهم من المصداقية الامر الذي قد يصل الى من هم اعلى شأناً منهم في الاردن . ( تلميح من الكاتب )
على الحكومة الاردنية ان تنتبه الى الجنوب فقد تصاعدت الحركات الاحتجاجية و الاعتصامات خصوصا في الكرك و الطفيلة و هذه المناطق توصف بانها جيوب فقر و بانها تحتاج الى تنمية بشكل عاجل و ايضا ظهور حركات تضم ابناء عشائر مثل حركة 32 التي حاولت الحكومة من التقليل من شأنها ، ايضا البأس و الاحباط موجود لدى الاردنيين من اصل فلسطيني كلا الطرفين يطالب فقط بقرصة و عمل و لقمة خبز ، و ليس ما بنت الحكومة من مدينة ملاهي ضخمة سيتجاوز انشاءها نصف مليار دولار ستخصص لاصحاب الثروات لينفقوا اموال الفساد .
الامر الذي يؤرق القصر هو بروز مؤشرات على ضعف العلاقة الوطيدة التي كانت تربطه بالعشائر الاردنية على مدى تاريخ الاردن فعلى سبيل المثال الاحتجاجات المتواصلة في عمان و الاعتصامات الحزبية لم تلقى اهتمام كبير من القصر ، لكن تأزم الوضع في محافظات الجنوب أدى بزيارة ملكية الى الطفيلة امر فيها الملك بمنحة للمحافظة و تأمين صحي مجاني و تعيين 1000 في الاجهزة الامنية .
الجكومة الاردنية مقنتعة ان اغلبية الحركات الاحتجاجية في العاصمة هي من الاردنيين من اصل فلسطيني متناسية مطالبهم كمواطنين و خاجمهم ايضا للتنمية ما قامت به الحكومة هي محاولة تحييد اكبر عدد من الشرق اردنيين عن الاحتجاجات لان الوضع في العاصمة مسيطر عليه لكن الخوف من محافظات الجنوب و الاحتجاجات فيها . وهذه هي لعبة الحكومة الاردنية ان كل معارضة هي فلسطينية لكن هذه المرة الامر مختلف فحركة 24 اذار هي من ابناء العشائر الكبرى في اغلبها .الذين ملوا من الوعود الكاذبة في التنمية .
على الرغم من هذه المشاكل الاردن ما زال بعيداً عن ازمة ثورة شعبية تجتاح البلاد ، النقاد و الاحزاب يرون انهم لا يطالبوا بقلب النظام او تغييره بل يطالبوا فقط بالاصلاح هم حاليا مقتنعين ان الاصلاح قادم لكن ملوا من الكذب المتواصل الامر الذي خلق لديهم عقدة الظن بالسوء دائماً عن يكون الحديث عن وعود . اخيرا اذا اراد الملك ان يبعد الخطر عليه ان يأمر بالتنفيذ الفوري بالاصلاح ضمن جدول كما حدث فيالطريقة المغربية للاصلاح التي قام بها محمد السادس و هكذا سيتجب اي خطر .



#عبد_بن_طريف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- فرمت سيارته.. الداخلية القطرية تتحرك ضد -مُفحط-
- المفوضية الأوروبية تعلن تحويل دفعة بقيمة 4.1 مليار يورو لنظا ...
- خنازير معدلة وراثيا..خطوة جديدة في زراعة الأعضاء
- موسيالا -يُحبط- جماهير بايرن ميونيخ!
- نتنياهو يؤكد بقاء إسرائيل في جبل الشيخ بسوريا
- فون دير لاين: الاتحاد الأوروبي يعد الحزمة الـ16 من العقوبات ...
- الدفاع الروسية: أوكرانيا فقدت 210 جنود في محور كورسك خلال يو ...
- رئيس حكومة الإئتلاف السورية: ما قامت به -هيئة تحرير الشام- م ...
- سوريا: المبعوث الأممي يدعو من دمشق إلى انتخابات -حرة ونزيهة- ...
- الجيش الإسرائيلي يعترف بتسلل مستوطنين إلى لبنان


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد بن طريف - الاردن على الطريقة المغربية