أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طالب المحسن - نخلة لكنها محنيه














المزيد.....

نخلة لكنها محنيه


طالب المحسن

الحوار المتمدن-العدد: 3478 - 2011 / 9 / 6 - 04:38
المحور: الادب والفن
    


نخلة لكنها محنيه
رغبتي حقيقيه في أن استهل مقالتي بكلمات سبارتاكوس الاخيره للشاعر أمل دنقل :
معلق انا على مشانق الصباح
وجبهتي بالموت محنيه
لاني لم احنها حيه
يا اخوتي الذين يعبرون في الميدان مطرقين
منحدرين في نهاية المساء
في شارع الاسكندر الاكبر
لا تخجلوا ولترفعوا عيونكم الي
لانكم معلقون جانبي على مشانق القيصر
فلترفعوا عيونكم الي
لربما اذا التقت عيونكم بالموت في عيني
يبتسم الفناء داخلي لانكم رفعتم راسكم مره
يبدوا اننا لن نجد مسؤولا يرفع رأسه مرة واحده ليرى نخيل العراق الباسق وقد احنى رأسه وكأنه ينظر للأرض . نفرح جميعا حين يتم زرع النخيل في الشوارع لكني اتعجب لماذا المعنيون بزراعته يهملون هذه الاشجار المحنيه وكأنها مشانق للعراق , اشجار مشوهه تجرح العين في ساحة الاندلس , الامه , القناة وفي اماكن كثيره .
الآباء اقصر من أبنائهم , بعضهم عن عدم درايه يقول ان الاجيال الجديده اكثر طولا والحقيقه ان الغضاريف الموجوده بين الفقرات تتكلس مع العمر فتصغر , فتقل المسافات بين الفقرات ولذلك يخسر الانسان من طوله ناهيك عن هشاشة العظام التي تسبب انكباس الفقرات , بعضهم بسبب الهشاشه تنكبس بعض فقراته وتتحول من شكلها المستطيل الى شكل مثلث مما يسبب انحناء العمود الفقري فيصبح كنخلات العراق المريضه ينظر للارض .
ألعمر وخسارات الجسد كثيره لكن الانسان يجب ان يبقى محط الاهتمام مادام حيا وحتى بعد الموت يجب ان نعتني بذكراه .
في رمضان , عرضت علينا مسلسلة فاتنة بغداد يستعرض فيها حياة المطربه العراقيه عفيفه اسكندر , وهذه لمسه رائعه ورائده من قبل المعنيين بالامر لأن الفنانه عفيفه اسكندر مازالت على قيد الحياة ... صحيح ان خسارات العمر كانت كفيله بأحناءها لكن المرأه وصوتها الرائع لازالا فوق الارض .
رغم ان في العراق بساتين كثيره ومزدحمه بالنخيل بأنواعه الكثيره لكن النخيل المطأطئ الرأس يثير انتباهي مثلما يثيره الساسه مطأطئي الرؤوس الذين لا يمكنهم ان يبصروا مترا واحدا للامام وأحكموا الظلمه على العراقيين وأبقوهم منشغلين بكل ما هو بعيد عن التنميه والتطور .
كولن ولسن في احدى كتاباته يضرب مثلا على اهمية العقل والتبصر والتي بدونهما لا يرى الانسان ابعد من قدميه , احدهم كان عليه تسلق جبلا شامخا لكن الوقت ادركه وحل الظلام عليه وهو لم يصل بعد الى القمه , وهو يحاول زلت قدمه فمسك صخره بيديه وبقي متدليا حتى الصباح .....وتحت نور الفجر شاهد المتسلق وجود صخرة كبيره تبتعد بضع سنتمترات عن قدميه , ترك يديه ليستريح على الصخره بعد عناء ليل طويل .
ان تحجيم امكانياتنا يجعلنا نعاني من صعوبات الحياة , تلك الصعوبات المصنوعه بعنايه كبيره من قبل المسؤولين .
الآن أتجول في بغداد لعلي ارى شاهدا لهذه السنوات الثمان العجاف فلا ارى مجمعات سكنيه في معسكر الرشيد ولا ارى مشروع 10×10 ولا عمارات سكنيه في كورنيش الكاظميه اما الاعظميه فكورنيشها نصف مغلوق !! لا ارى مولات ولا شارع الرشيد تطور وعاد لأربعينيات القرن الماضي !! ولا شوارع جديده ولا مدارس ولا جامعات ولا ولا ولا............. واشعر ان وعودهم ليس كذبا وحسب وانما امعانا في تعذيب الناس ومنعهم من رفع رؤوسهم ليكونوا تماما مثل النخيل محني الرؤوس .
الساسه غير معنيين برفع رؤوسهم , انهم ينظرون الى نفس البقعه منذ استلامهم امور هذا الشعب , انهم ينظرون الى مصالحهم ومن اجل ذلك أحنوا رؤوسنا ايضا حتى نغرق في يوميات لانهايه لها ولا نبصر أبعد من أقدامنا.
بعد كل هذا , أليس من العبث وجود نخلا باسقا ؟ فليس هناك من يرفع رأسه !. يبدوا ان نخيل العراق ادرك هذا فأحنى رأسه كالآخرين !!.
هل علي ان أذكر بقية القصيده ؟
والودعاء الطيبون هم من يرثون الارض في نهاية المدى
لأنهم لايشنقون
فعلموه الانحناء
علموه الانحناء
وليس ثم من مفر
لا تحلموا بعالم سعيد
فخلف كل قيصر يموت : قيصر جديد
وخلف كل ثائر يموت احزان بلا جدوى ودمعة سدى !

د.طالب المحسن



#طالب_المحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فراشات عراقية
- ست حياة
- صباح الخيل
- سلاما على المدارس
- رسالة الى الوطن


المزيد.....




- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طالب المحسن - نخلة لكنها محنيه