|
انكحوا ستة عشر امرأة
محمد الحداد
الحوار المتمدن-العدد: 3478 - 2011 / 9 / 6 - 01:23
المحور:
العلاقات الجنسية والاسرية
برغم عدم رغبتي الرد على مقالة كتبت من كاتب آخر، وبرغم تأكيدي الدائم على أن أناقش الأفكار دون التعرض للشخصيات والمسميات، ولكني أجد نفسي مجبرا هذه المرة بذكر أسم الكاتب، وأن أشير لرابط مقالته، مع نقدي لأكثر ما جاء فيها، وأود من الكاتب أن يعذرني على ذكري لاسمه الشخصي الحقيقي، مع اسم الشخص الذي يستغل أسمه للكتابة.
فالمقال عنوانه أزواج النبي، للكاتب راغب الركابي، ولكني أعرف من أسلوب كتابة تلك المقالة أنها تعود للشيخ إياد الركابي، الذي لا يكتب باسمه إلا نادرا جدا، وعندما يكتب يستغل اسم راغب مثلا بعد أن يطلب منه ذلك، أو اسم اي كاتب آخر، أو حتى أحيانا اسم بدون مسمى.
ولو سألت كيف لي معرفة كل ذلك، أجيب لمعرفتي الشخصية بالشيخ الركابي لسنوات، ولقراءتي لكثير مما يكتب، ان كنت متفقا مع كتاباته أو مختلفا، ولكني أقرأ له.
رابط مقالنا المقصود هو التالي: http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=273295&fb_comment_id=fbc_10150784357485287_25192539_10150786124345287#fcad2f9fc
يبدأ مقالته بقول التالي: تلك القضية التي تثير في العادة جدلاً عصبوياً مستفزاً أحياناً وغير ذي هدف في أحايين كثيرة ، والذي دعاني للكتابة فيه إنني سمعت من بعض جهلة الناس من يجرؤ على النيل من النبي محمد بسبب أزواجه ، نيلٌ لا يستند على دليل و لا تعضده حجة غير التدافع السلبي وثقافة الفرق المهزومة ، ولأنني أحرص دائماً على الترويج لمبدأ الوسطية في الحياة و الذي اعتمده ، كان وجوباً عليّ من قراءة في النصوص وقراءة في التاريخ لبيان حقيقة ما يُتعارف عليه - بأزواج النبي - ، وأظن ويظن غيري إن الإثارة التي تروج في هذا المجال تكون في الغالب نتيجة لسيادة الرومانطيقية في ساحة الحوار والجدل الإسلامي ، وهذا الذي أعنيه يعتمده وللأسف أهل التفسير وأهل الفقه ، في فهم مفردات وألفاظ ومعاني الكتاب المجيد . انتهى النقل.
وهنا لا اعتراض لدي على ما قاله، وأذكر أن من أساليب الكاتب عدم ذكر اسم القرآن الكريم، بل يستبدله بكلمة الكتاب المجيد.
ثم يقول: كما إن هناك ثمة تنويه أرآه مناسباً لكي تتجلى الصورة في ذهن القارئ العزيز من جهة ، ومن جهة ثانية تتجلى طبيعة الخلط بين اللفظ ومعناه وهو خلط معتمد ومباح وتجري على أساسه تقريرات وبحوث وإستنباطات ، ولقد كان المفسر الشهير – أبو مسلم الأصفاني - سباقاً في التنويه والتأكيد على خطورة ما ذهب إليه الشافعي حينما قال - بالترادف - في معاني الكتاب المجيد ، وحجته في ذلك كانت تعتمد مقالة الشعراء والتي وظفها في فهم معاني الكتاب المجيد ومفاهيمه ، ونحن إذ نرفض تلك المقولة أرتاينا أن نضع بين يدي القارئ العزيز منهجنا الذي سنعتمده في شرحنا وتحليلنا لهذه القضية : وأقول : أولاً يجب ان نرفض فكرة - الترادف - فيما يتعلق بفهم معاني الكتاب المجيد ، لأن إعتماد الترادف في الفهم سيربكنا وسيقلل من عزيمتنا في تفكيك النص وتحليله وفهمه . انتهى النقل.
وهنا تبدوا واضحة للعيان تأثره بالفكر الشيعي، المدرسة التي درس فيها، والحوزة التي أعطته الشهادة الاسلامية.
ثم يقول: ولهذا نقول إن هناك فرق بين - معنى لفظ زوج ومعنى لفظ نكاح - ، فالزوج : في اللسان العربي لفظ دال على العدد وهو لفظ عام ومشترك ، ويستخدم في العرف للإشارة أو للتدليل على العدد فهو لفظ موضوعي وعرفي ، والكتاب المجيد أستخدم هذا اللفظ في الإشارة إلى العدد إيضاً ، سواء في الإشارة للكائن العاقل أو لغير العاقل ولايقصد به فيه غير ذلك إلاّ مع الضميمة ، يظهر ذلك في قوله : - ثمانية أزواج .. ثم يبدأ العد فيقول : من الضأن أثنين ، ومن البقر أثنين ... - ، وهذا الإستخدام في لسان النص هو عينه في لساننا فنقول للأثنين : - زوج - ونريد به التشابه في الجنس سواء للعاقل أو لغير العاقل ، ولايخرج ذلك الإستخدام في كتاب الله حتى في الإشارة للزواج بين الذكر والأنثى ، فالمراد به إرادة العدد ، وليس الكلام عن العلاقة الجنسية .
فالكتاب المجيد حين أستخدم هذا اللفظ أستخدمه في سياقه العرفي ، والذي يدل على العدد من جهة المعنى ، إذن فلفظ - زوج - لفظ عرفي ودلالته عرفية كذلك ، وحين يريد الكتاب المجيد الإشارة إلى العلاقة الجنسية يأتي بما يدل على ذلك تصريحاً أو تلميحاً ، كما في قوله - وقد أفضى بعضكم إلى بعض - . انتهى النقل.
وهنا أقول أن الكاتب الشيخ إياد الركابي أخطأ مرتين:
الخطأ الأول : حيث اعتبر ان الزوج في اللسان العربي يعني العدد فقط، وهو يمثل خاصة عدد اثنان، بينما جاء في لسان العرب التالي: الزَّوْجُ: خلاف الفَرْدِ. يقال: زَوْجٌ أَو فَرْدٌ، كما يقال: خَساً أَو زَكاً، أَو شَفْعٌ أَو وِتْرٌ؛ قال أَبو وَجْزَة السَّعْدِيُّ:ما زِلْنَ يَنْسُبْنَ، وَهْناً، كلَّ صادِقَةٍ، باتَتْ تُباشِرُ عُرْماً غير أَزْوَاجِ لأَن بَيْضَ القَطَا لا يكون إِلاَّ وِتْراً. وقال تعالى: وأَنبتنا فيها من كل زوجٍ بَهيج؛ وكل واحد منهما أَيضاً يسمى زَوْجاً، ويقال: هما زَوْجان للاثنين وهما زَوْجٌ، كما يقال: هما سِيَّانِ وهما سَواءٌ؛ ابن سيده: الزَّوْجُ الفَرْدُ الذي له قَرِينٌ. والزوج الاثنان. وعنده زَوْجَا نِعالٍ وزوجا حمام؛ يعني ذكرين أَو أُنثيين، وقيل: يعني ذكراً وأُنثى. ولا يقال: زوج حمام لأَن الزوج هنا هو الفرد، وقد أُولعت به العامة. قال أَبو بكر: العامة تخطئ فتظن أَن الزوج اثنان، وليس ذلك من مذاهب العرب، إِذ كانوا لا يتكلمون بالزَّوْجِ مُوَحَّداً في مثل قولهم زَوْجُ حَمامٍ، ولكنهم يثنونه فيقولون: عندي زوجان من الحمام، يعنون ذكراً وأُنثى، وعندي زوجان من الخفاف يعنون اليمين والشمال، ويوقعون الزوجين على الجنسين المختلفين نحو الأَسود والأَبيض والحلو والحامض. قال ابن سيده: ويدل على أَن الزوجين في كلام العرب اثنان قول الله عز وجل: وأَنه خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ والأُنثى؛ فكل واحد منهما كما ترى زوج، ذكراً كان أَو أُنثى. وقال الله تعالى: فاسْلُكْ فيها من كلٍّ زَوْجَيْن اثنين. وكان الحسن يقول في قوله عز وجل: ومن كل شيء خلقنا زوجين؛ قال: السماء زَوْج، والأَرض زوج، والشتاء زوج، والصيف زوج، والليل زوج، والنهار زوج، ويجمع الزوج أَزْوَاجاً وأَزَاوِيجَ؛ وقد ازْدَوَجَتِ الطير: افْتِعالٌ منه؛ وقوله تعالى: ثمانيةَ أَزْوَاجٍ؛ أَراد ثمانية أَفراد، دل على ذلك؛ قال: ولا تقول للواحد من الطير زَوْجٌ، كما تقول للاثنين زوجان، بل يقولون للذكر فرد وللأُنثى فَرْدَةٌ؛ قال الطرماح: خَرَجْنَ اثْنَتَيْنِ واثْنَتَيْنِ وفَرْدَةً، ينادُونَ تَغْلِيساً سِمالَ المَدَاهِنِ وتسمي العرب، في غير هذا، الاثنين زَكاً، والواحدَ خَساً؛ والافتعال من هذا الباب: ازْدَوَجَ الطيرُ ازْدواجاً، فهي مُزْدوِجَةٌ. وفي حديث أَبي ذر: أَنه سمع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يقول: من أَنفق زَوْجَيْنِ من ماله في سبيل الله ابْتَدَرَتْه حَجَبَة الجنة؛ قلت: وما زوجان من ماله؟ قال: عبدان أَو فرَسان أَو بعيران من إِبله، وكان الحسن يقول: دينارين ودرهمين وعبدين واثنين من كل شيءٍ. وقال ابن شميل: الزوج اثنان، كلُّ اثنين زَوْجٌ؛ قال: واشتريت زَوْجَين من خفاف أَي أَربعة؛ قال الأَزهري: وأَنكر النحويون ما قال، والزَّوجُ الفَرْدُ عندهم. ويقال للرجل والمرأَة: الزوجان. قال الله تعالى: ثمانية أَزواج؛ يريد ثمانية أَفراد؛ وقال: احْمِلْ فيها من كلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ؛ قال: وهذا هو الصواب. يقال للمرأَة: إِنها لكثيرة الأَزْواج والزَّوَجَةِ؛ والأَصل في الزَّوْجِ الصِّنْفُ والنَّوْعُ من كل شيء. وكل شيئين مقترنين، شكلين كانا أَو نقيضين، فهما زوجان؛ وكلُّ واحد منهما زوج.
وهذا معناه أن الزوج تطلق على المفرد أيضاً، وجاء بمعنى الاقتران او الزواج او النكاح كما يلي في لسان العرب أيضا:
وزوج المرأَة: بعلها. وزوج الرجل: امرأَته؛ ابن سيده: والرجل زوج المرأَة، وهي زوجه وزوجته، وأَباها الأَصمعي بالهاء. وزعم الكسائي عن القاسم بن مَعْنٍ أَنه سمع من أَزْدِشَنُوءَةَ بغير هاء، والكلام بالهاء، أَلا ترى أَن القرآن جاء بالتذكير: اسكن أَنت وزوجك الجنة؟ هذا كلُّه قول اللحياني. قال بعض النحويين: أَما الزوج فأَهل الحجاز يضعونه للمذكر والمؤَنث وضعاً واحداً، تقول المرأَة: هذا زوجي، ويقول الرجل: هذه زوجي. قال الله عز وجل: اسْكُنْ أَنتَ وزَوْجُك الجنةَ وأَمْسِكْ عليك زَوْجَكَ؛ وقال: وإِن أَردتم استبدال زوجٍ مكان زوج؛ أَي امرأَة مكان امرأَة. وجاء في الصحاح في اللغة التالي: زَوْجُ المرأة: بعلها. وزَوجُ الرجل: امرأته قال الله تعالى: "اسكنْ أنت وزوجُك الجنّةَ" ويقال أيضاً: هي زوجتُه. قال الفرزدق:
كساع إلى أُسْدِ الشَرى يَسْتَبيلُها وإن الذي يسعى ليُفسِد زوجتي
قال يونس: تقول العرب: زوَّجتُه امرأةً، وتزوَّجتُ امرأة، وليس من كلام العرب تزوَّجتُ بامرأة. قال: وقول الله تعالى: "وزوَّجناهم بحورٍ عِينٍ"، أي قرنّاهم بهنَّ، من قوله عزّ وجلّ: "احشُروا الذين ظلموا وأزواجَهم"، أي وقُرناءهم. وامرأة مِزواجٌ كثيرة التزوّج.
وهو ما يؤكد معنى الاقتران، أي العملية الجنسية، وليس فقط العدد اثنين.
وجاء في القاموس المحيط التالي: الزَّوْجُ: البَعْلُ، والزَّوْجَةُ، وخِلافُ الفَرْدِ، والنَّمَطُ يُطْرَحُ على الهَوْدَجِ، واللَّوْنُ من الدِّيباجِ ونحوِهِ، ويقالُ للاثْنَيْنِ: هما زَوْجان، وهُما زَوْجٌ. وزَوَّجْتُهُ امرأةً، وتَزَوَّجْتُ امرأةً، وبها، أو هذه قَليلَةٌ. وامرأةٌ مِزْواجٌ: كثيرةُ التَّزَوُّجِ. وكثيرَةُ الزِّوَجَةِ، أي: الأَزْواج. {وزَوَّجْناهم بِحُورٍ عِينٍ}: قَرَنَّاهُمْ. والأَزْواج: القُرَناءُ. وتَزَوَّجَهُ النَّوْمُ: خالَطَهُ. وكلها واضحة المعاني بأن الزوج هو ليس فقط للعدد اثنان، ولكن بمعنى الاقتران، أي العلاقة الجنسية بين رجل وامرأة، او ذكر وأنثى. الخطأ الثاني : عندما دخل على النص القرآني وتفسيره تبعا للسان العربي، بينما كان عليه أن يفسر النص القرآني بالنص نفسه، أي أن يجد معنى للكلمة التي يريدها من وجودها في مكان آخر داخل النص تفسر معناها، وجاءت كلمة زوج بالآيات التالية وهي تدل على اقتران بين ذكر وأنثى: وقلنا يا ادم اسكن انت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين ( البقرة، آية 35 ) واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما انزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من احد حتى يقولا انما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من احد الا باذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الاخرة من خلاق ولبئس ما شروا به انفسهم لو كانوا يعلمون ( البقرة، آية 102 ) فان طلقها فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجا غيره فان طلقها فلا جناح عليهما ان يتراجعا ان ظنا ان يقيما حدود الله وتلك حدود الله يبينها لقوم يعلمون ( البقرة، آية 203 ) يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام ان الله كان عليكم رقيبا ( النساء، آية 1 ) وان اردتم استبدال زوج مكان زوج واتيتم احداهن قنطارا فلا تاخذوا منه شيئا اتاخذونه بهتانا واثما مبينا ( النساء، آية 20 ) ويا ادم اسكن انت وزوجك الجنة فكلا من حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين ( الاعراف، آية 17 ) هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن اليها فلما تغشاها حملت حملا خفيفا فمرت به فلما اثقلت دعوا الله ربهما لئن اتيتنا صالحا لنكونن من الشاكرين ( الاعراف، آية 189 ) فقلنا يا ادم ان هذا عدو لك ولزوجك فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى ( طه، آية 117 ) فاستجبنا له ووهبنا له يحيى واصلحنا له زوجه انهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين ( الانبياء، آية 90 ) واذ تقول للذي انعم الله عليه وانعمت عليه امسك عليك زوجك واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله احق ان تخشاه فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها لكي لا يكون على المؤمنين حرج في ازواج ادعيائهم اذا قضوا منهن وطرا وكان امر الله مفعولا ( الاحزاب، آية 37 ) خلقكم من نفس واحدة ثم جعل منها زوجها وانزل لكم من الانعام ثمانية ازواج يخلقكم في بطون امهاتكم خلقا من بعد خلق في ظلمات ثلاث ذلكم الله ربكم له الملك لا اله الا هو فانى تصرفون ( الزمر، آية 6 ) او يزوجهم ذكرانا واناثا ويجعل من يشاء عقيما انه عليم قدير ( الشورى، آية 50 ) كذلك وزوجناهم بحور عين ( الدخان، آية 54 ) متكئين على سرر مصفوفة وزوجناهم بحور عين ( الطور، آية 20 ) وانه خلق الزوجين الذكر والانثى ( النجم، آية 45 ) قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي الى الله والله يسمع تحاوركما ان الله سميع بصير ( المجادلة، آية 1 ) فجعل منه الزوجين الذكر والانثى ( القيامة، آية 39 ) واذا النفوس زوجت ( التكوير، آية 7 ) كل الآيات أعلاه أتت بمعنى للزوج هو الاقتران، أي النكاح، وليس فقط العدد، بينما الآيات القادمة جاءت بمعنى العدد اثنان: حتى اذا جاء امرنا وفار التنور قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين واهلك الا من سبق عليه القول ومن امن وما امن معه الا قليل ( هود، آية 40 ) وهو الذي مد الارض وجعل فيها رواسي وانهارا ومن كل الثمرات جعل فيها زوجين اثنين يغشي الليل النهار ان في ذلك لايات لقوم يتفكرون ( الرعد، آية 3 ) يا ايها الناس ان كنتم في ريب من البعث فانا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة لنبين لكم ونقر في الارحام ما نشاء الى اجل مسمى ثم نخرجكم طفلا ثم لتبلغوا اشدكم ومنكم من يتوفى ومنكم من يرد الى ارذل العمر لكيلا يعلم من بعد علم شيئا وترى الارض هامدة فاذا انزلنا عليها الماء اهتزت وربت وانبتت من كل زوج بهيج ( الحج، آية 5 ) فاوحينا اليه ان اصنع الفلك باعيننا ووحينا فاذا جاء امرنا وفار التنور فاسلك فيها من كل زوجين اثنين واهلك الا من سبق عليه القول منهم ولا تخاطبني في الذين ظلموا انهم مغرقون ( المؤمنون، آية 27 ) اولم يروا الى الارض كم انبتنا فيها من كل زوج كريم ( الشعراء، آية 7 ) خلق السماوات بغير عمد ترونها والقى في الارض رواسي ان تميد بكم وبث فيها من كل دابة وانزلنا من السماء ماء فانبتنا فيها من كل زوج كريم ( لقمان، آية 10 ) والارض مددناها والقينا فيها رواسي وانبتنا فيها من كل زوج بهيج ( ق، آية 7 ) ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون ( الذاريات، آية 49 ) فيهما من كل فاكهة زوجان ( الرحمن، آية 52 )
ثم يقول الركابي: ولكن لفظ النكاح : هو لفظ خاص موضوع لمعنى خاص ، أي للإشارة للعلاقة الجنسية بين الذكر والأنثى ، وهذا ما نرآه واضحاً في لغة الكتاب المجيد ، كما في قوله - فإنكحوا ماطاب لكم من النساء .. - ، فلفظ - إنكحوا - هو لفظ دال على خصوص الممارسة الجنسية بين الذكر والأنثى ، فهو في ذلك يريد هذا المعنى ويعنيه . انتهى النقل.
وهنا لا اعتراض.
ثم يقول: وحين نقول - كتاب النكاح - فنحن نعني به العلاقة الجنسية وماينتج عنها ومايترتب عليها ، وهذا القول هو الصحيح ، ولكن لا يصح القول على هذا المعنى - كتاب الزواج مثلاً - ، ومن هنا فنحن نرفض مايطلق عليه - بعقود الزواج - فالزواج لاعقود له إن أريد به المعنى العام ، وإن أريد به المعنى الخاص فيجب القول - بميثاق النكاح - لتحليل العلاقة الجنسية بين الذكر والأنثى ، وهذا مايد ل عليه قوله - وقد أفضى بعضكم إلى بعض وأخذنا منكم ميثاقاً غليظا - في الإشارة إلى ميثاق النكاح ، وليس على عقد الزواج كما يتوهم الكثير . انتهى النقل.
وهنا لا أجد ضرورة بتغيير عقد الزواج الى ما أراده الكاتب بتسميته عقد النكاح، أي أنه ما دامت هناك علاقة جنسية فهو عقد سار، طيب ولو كبر الزوجان، الرجل والمرأة، وأصبح من الصعوبة بمكان أن يمارس الرجل الجنس لكبر سنه، وكذا للمرأة، فهل معناه أن عقد النكاح مفسوخ لعدم وجود علاقة جنسية بينهما. ثم هو أكثر لياقة بقول كلمة زواج من قول نكاح، فكأننا نذكر العملية الجنسية فقط، وهذا ما يدعوا لخجل الكثيرين، أقلها النساء. والمهم التركيز على صحة قواعد العلاقة الزوجية بين الاثنين، وليس فقط التركيز على العملية الجنسية، وكأننا في سوق نخاسة، تشترى وتباع فيه الفروج.
ثم يقول: ولا يجوز الخلط بين ذلك حتى نتمكن من معرفة كل لفظ ومعناه على حده ، فكل لفظ في كتاب الله له معنى محدد لا يشترك فيه مع غيره ، وليس في الكتاب لفظ حمال أوجه كما كان يروج في السابق بناءاً على مقولة الشافعي بالترادف ، فاللفظ في كتاب الله له معنى واحد وله دلالة واحدة ، ولهذا حث الكتاب المجيد قرائه للتدبر فيه كي يصلوا إلى هذا المعنى الموجود باللوح المحفوظ ، وهي دعوة لتحريك العقل لكي يخرج من دائرة الخيال ليدخل في دائرة العلم . انتهى النقل.
وأعتقد أنه لا خلاف حول ذلك، فالمشرع قصد معنى محدد من استعماله لكلمة معينة، ولكن، ولكن برغم كل هذا فهناك تفاسير عدة لتلك الكلمات بتغير المفسرين، وهذا دليل على فهم متغير لكل قارئ ومفسر للنص، وهذا ما سنراه لاحقا من تفسير الكاتب لكلمات مثنى وثلاث ورباع.
ثم يقول: وفي هذا الباب نأخذ مثالاً على ذلك في قوله : - فإنكحوا ماطاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع ، فإن خفتم ألاّ تعدلوا فواحدة أو ماملكت أيمانكم - فعل انكحوا فعل أمر ورد على سبيل الإرشاد لا على سبيل الوجوب ، ومعناه إن ممارسة الجنس ليست واجبة بل هي مباحة مندوبة وتخضع للحاجة إليها ، وجملة - ما طاب لكم - أي ماتقدرون عليه بالفعل ، والقدرة : هنا هي القدرة الجنسية حصراً ، فيكون ماتقدرون عليه أي الذي تقدرون عليه في هذا المجال فهو مباح لكم ، ومعنى الإباحة هنا بمعنى السعة ، لذلك أتبعها بالقول - مثنى وثلاث ورباع - ، اي إن ممارسة الجنس المباح تابع للقدرة عليه ، ولم يأت النص بذكر العدد الصحيح بل جاء بمسمى العدد ، وهذا يعني المضاعفة والكثرة ، إذ ليس لفظ - مثنى وثلاث ورباع - من الألفاظ الدالة على الأعداد الصحيحة ، من قبيل أثنين أو ثلاثة أو أربعة ، بل معناها كون العدد مضروباً بنفسه ، فمثنى يعنى أربعة ، وثلاث يعني تسعة ، ورباع يعني ستة عشر ، وفي ذلك يبين النص حدود ماهو مباح في النكاح وعدده بالفعل ، فيقول : هناك حد أعلى وهناك حد أدنى هذا بلحاظ القدرة عليه ، بدليل قوله - فإن خفتم فواحدة - وهذا هو الحد الأدنى ، أي إن الحد الأعلى للنكاح هو ستة عشر والحد الأدنى له هو واحدة . انتهى النقل.
وأقول أن مثنى تدل على ثنائية العدد المقصود، وثلاث معناه العدد المقصود مضروبا بثلاثة، ورباع معناه العدد المقصود مضروبا بأربع، وهنا علينا البحث عن العدد المطلوب أن يكون له مثنى وثلاث ورباع، ولما نأتي لنهاية الآية نرى عدد واحدة (فان خفتم الا تعدلوا فواحدة )، وليس كما قال الكاتب أن مثنى هو اثنان مضروبا في اثنان، وثلاث هو ثلاثة مضروبا بثلاثة، ورباع هو اربع مضروبا بأربع فيكون ناتجها ستة عشر عنوان مقالنا هذا.
ويذكرني الكاتب برجال من مالي قابلتهم قبل سنين طويلة، قالوا لي أنهم يحللون الزواج من تسعة نساء للرجل الواحد، على اساس أنها جاءت مثنى وثلاث ورباع، والواو هنا تعني المعية، أي الجمع، فتكون اثنان زائدا ثلاثة زائدا اربعة، والنتيجة تسعة، لأنها لم تأت مثنى أو ثلاث أو رباع.
ثم يقول: ونفهم من ذلك إن النكاح مباح مع القدرة عليه ، ولكن النكاح المباح والمشروع لايتم من دون ميثاق ، وهذا الميثاق مهمته تحديد كل مايتم على اساسه إستحلال الفرج من شؤون الحياة والمواريث والنسب وماشابه . انتهى النقل.
وهذا معناه أن كاتبنا يشجع وفيري المال، مثل شيوخ البترول، بالزواج من أي عدد يريدوا ما داموا نشطين جنسيا وقادرين ماديا على تكاليفه، والفقير يرضى بواحدة، هذا ان استطاع لها!.
ثم يقول: والنص تحدث عن العدل ، وهو يشير إلى الإستطاعة والقدرة الجنسية ، وليس العدل بمفهومه الإجتماعي ، فالعدل يعني القدرة الجنسية وممارستها مع الجميع من غير تفاوت ، ومن لايعدل في هذا المجال لا يحق له النكاح بأكثر من واحدة ، ويدخل في هذا الباب نكاح - المتعة - ، والتي هي عندي تعني ملك اليمين ، بدليل قوله - أو ماملكت أيمانكم – ، فملك اليمين معنى عام يشمل الذكر ويشمل الأنثى على حد سواء ، وملاكه هنا القدرة المالية والقدرة الجنسية ، فمن يحقق هذه القدرة لصاحبه يكون مالكاً له سواء اكان الذكر أم الأنثى ، إذ لادخل للملكية في هذا المجال بالذكر وحده كما يفسر ذلك في الغالب عند أهل التراث . انتهى النقل.
وهنا يعني الكاتب أن الذي يريد الزواج من أكثر من واحدة عليه أن يكون فحل نشيط، قوي جنسيا، بحيث يستطيع ان يمارس جنسيا مع جميع نسائه بنفس الرغبة والقوة، وأعتقد يوم قدوم عجزه عليه تسريحهن جميعا حتى يجدن فحل آخر، أو أن يتجه نحو الفياجرا. والأخطر أنه يدخل ضمن ملك اليمين الرجال والنساء، وهذا معناه حسب رأي الكاتب أن الرجل الذي لديه ملك يمين من الرجال يستطيع أن يمارس معهم الفعل الجنسي، أي اللواط !؟
ثم يقول: وعلى هذا الأساس يمكننا القول : ان لامانع للنبي محمد - ص - بإعتباره بشراً من إقامة العلاقة الجنسية مع الأناث طالما وقع ذلك الفعل منه وفقاً لشروط الميثاق ، أي إن له الحق بإقامة تلك العلاقة مع أكثر من واحدة إن أستطاع إلى ذلك سبيلا ، وشأنه في ذلك هو شأن أي واحد من الرجال ولا خصوصية له في ذلك عليهم ، كما لايجوز القول بان ذلك شأن نبوي ، إذ لم نجد لما يبيح هذا الأمر سوى هذا النص في كتاب الله ، وعليه تكون ممارسة النبي محمد لحقه هذا لا بإعتباره نبياً بل بإعتباره بشراً قادراً ، وكما قلنا : قبل قليل بان للنكاح حد أعلى فهو ملزم بان لا يتجاوز ذلك الحد ، وقولنا هذا يجري عليه وعلى غيره من البشر . انتهى النقل.
وهنا بدل أن يقول كما قال أكثر رجال الدين أن للنبي حالة خاصة، أو أن يكذب ما جاء بكتب التراث من زواجه من أعداد كثيرة من النساء بآن واحد، نراه يقول أن ما فعله النبي هي الحالة الطبيعية وليست الحالة الشاذة أو الخاصة، وأن على باقي المسلمين نكاح ستة عشر امرأة ما داموا قادرين جنسيا على ذلك.
ثم يقول: أما تسمية مقالنا هذا - بأزواج النبي - فقد ورد من باب التسامح أو من باب الغلبة العرفية في الخطاب وليس من باب التجاوز ، ومعلوم إن شأنية النبي محمد – ص - هي شأنية عامة ، وقولنا - أزواج النبي - لا دخل لها بالنبي من جهة نبوته بل وردت من عموم بشريته ، إذ لا دخل للنبوة في النكاح من قريب أو بعيد ، كما يجب التذكير بان العلاقات الجنسية في الإسلام مباحة على النحو الذي عرضناه من جهة السعة ومن جهة المشروعية ، والهدف منها سد الأبواب كي لا يقع الناس فيما هو محرم والعياذ بالله . انتهى النقل.
لا تعليق هنا.
ثم يقول: نعم يجب التفريق بين قولنا - ازواج النبي - وبين قولنا - نساء النبي - ، فالقول الأول لفظ عرفي ودلالته إجتماعية للتعريف بين الناس ، كي لايقع الخلط ومنه ورد النهي بل المنع من نكاح - أزواج النبي - من بعده ، والنهي في مقام التشريف إذ هن به صرن أمهات للمؤمنين ، فهو إذن مقام تشريف ليس إلاّ ، ولكن مفهوم نساء النبي هو مفهوم عام يشمل جميع نساء المؤمنين بالتبعية وبالولاية ، إذ النسبة في ذلك لكونه نبياً ، وقد ورد إن - النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم - ، فيكون على هذا الحال كل نساء المؤمنين هن نساء النبي بالتبعية الولائية وبالإيمان وبالتصديق به وليس بغير ذلك ... انتهى النقل.
وهذا معناه أن كل نساء المسلمين أو المؤمنين هن نساء النبي، وكل رجال المؤمنين هم رجال النبي، و هناك صبية النبي، وأطفال النبي، وغيره !؟
لا أدري ماذا أقول سوى أنها دعوة لعبودية جنسية، وشذوذ جنسي، وسادية كبيرة جدا لدى الكاتب، عساه يتمنى أن يحصل على هذا العدد، ستة عشر امرأة، من كل الألوان والأجناس.
نحن ندعوا لحرية المرأة وتحررها، ولتقنين الزواج من ثانية، إن لم يكن منعه إلا لضرورات خاصة، وهناك من يريد فتح الباب على مصراعيه ليمتع الرجال بأجساد الصبايا، دون مراعاة لأحاسيسهن، وما هو شعورهن وعقودهن تسمى عقود نكاح، و زوجها ينام مع خمسة عشر امرأة أخرى، وهي تنتظر خمس عشرة ليلة حتى يأتيها دورها لتنعش بالنوم مع فحل الفحول.
أو لم تقرأ أخي الكاتب أن قابلية الأنثى الجنسية هي أكبر بمراحل من قابلية الذكر، فأين عدلك الذي تقول عنه وهي تنتظر حتى يأتيها الدور، ببيوت النخاسة التي تدعوا اليها.
مع خالص تحياتي لهذه العقول التي تدعي الليبرالية الديمقراطية، وهي تنعم بجهل سقيم.
محمد الحداد 05 . 09 . 2011
#محمد_الحداد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
زحل يعتذر
-
2083 ج 6
-
2083 ج 5
-
2083 ج 4
-
2083 ج 3
-
2083 ج 2
-
2083 ج 1
-
قراءة في طبائع الاستبداد ج 12
-
قراءة في طبائع الاستبداد ج 11
-
ثقافة الجواري والعبيد
-
خطاب رئيس عربي
-
قراءة في طبائع الاستبداد ج 10
-
قراءة في طبائع الاستبداد ج 9
-
قراءة في طبائع الاستبداد ج 8
-
دعوة لخروج العراق من جامعة الدول العربية
-
قراءة في طبائع الاستبداد ج 7
-
قراءة في طبائع الاستبداد ج 6
-
قراءة في طبائع الاستبداد ج 5
-
قراءة في طبائع الاستبداد ج 4
-
قراءة في طبائع الاستبداد ج 3
المزيد.....
-
جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
-
رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر …
...
-
دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
-
السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و
...
-
دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف
...
-
كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني
...
-
قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش
...
-
تتصرف ازاي لو مارست ج-نس غير محمي؟
-
-مخدر الاغتصاب- في مصر.. معلومات مبسطة ونصيحة
-
اعترف باغتصاب زوجته.. المرافعات متواصلة في قضية جيزيل بيليكو
...
المزيد.....
-
الجندر والجنسانية - جوديث بتلر
/ حسين القطان
-
بول ريكور: الجنس والمقدّس
/ فتحي المسكيني
-
المسألة الجنسية بالوطن العربي: محاولة للفهم
/ رشيد جرموني
-
الحب والزواج..
/ ايما جولدمان
-
جدلية الجنس - (الفصل الأوّل)
/ شولاميث فايرستون
-
حول الاجهاض
/ منصور حكمت
-
حول المعتقدات والسلوكيات الجنسية
/ صفاء طميش
-
ملوك الدعارة
/ إدريس ولد القابلة
-
الجنس الحضاري
/ المنصور جعفر
المزيد.....
|