|
ثقافة التواصل الاجتماعي بين الرجل والمراة
سامي كاب
(Ss)
الحوار المتمدن-العدد: 3478 - 2011 / 9 / 6 - 01:24
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
ان ثقافة التعامل والتواصل والتفاعل الاجتماعي تدل بمستواها على مستوى رقي المجتمع وتحرره وخير مثال على هذا هو علاقة الرجل بالمراة على سبيل الخطاب اثناء اللقاء او التعارف مثلا انا بالنسبة لي اجد من الرقي الاخلاقي ومن السمو الحضاري ان الاطف الفتاة او السيدة بكلمات غزل واعجاب وابداء الحب لها ومنحها الاحساس بان جميلة جذابة محبوبة معشوقة وذكية وصاحبة شخصية لها مكانتها في داخلي كرجل ولكن افاجا بشكل عام من معظم النساء او الفتيات بردة فعل تعبر عن النفور والغضب من هكذا اسلوب وتوحي لي بانني اسات الادب معها من كلمات لا تخرج عن حدود اللياقة الادبية والخطابية وليس بها ما يمس الكرامة او يقلل من شانها هذه حالة عامة عند الفتاة العربية نتاج تربية الانغلاق والحرمان من ممارسة الحريات الاجتماعية ونتيجة لانعدام الثقة بالنفس والاحساس بالنقص والدونية ونتيجة للغباء الاجتماعي وقلة الوعي والادراك والفهم بسبب قلة الخبرة الاجتماعية او انعدامها وهنا تنشا الحساسية في التعامل بين الرجل والمراة وتبقى حواجز وهمية قائمة بين الطرفين مانعة لاي تواصل بناء انتاجي فعال حقيقي يساهم في نمو المجتمع وتطوره لذا يلجا الكثير بل المعظم من قبل الشباب والشابات الى التصنع والتكلف والحذر المبالغ به والخوف الشديد من المصارحة وقول الحقيقة حول الشعور والاحساس والفكر اتجاه الاخر وبناء عليه تبقى التعاملات في اطار المجاملات والحركات البراقة الملفتة للنظر والجالبة للاهتمام ليست سوى علاقات هشة وشكلية ومزيفة وسطحية وتافهة وغير مبنية على قناعة ورغبة وحب حقيقي تنشا في هذه الحالة ازمة الثقة الاجتماعية بين الجنسين لتنتقل على شكل مرض للابناء في الاسرة وتؤدي بالمحصلة الى التخلف الحضاري على كافة المستويات الفرد السليم يصنع مجتمعا سليما والمجتمع السليم يصنع حضارة سليمة والحضارة السليمة المقصود بها تلك الحضارة القابلة للحياة بمعنى القابلة للنمو والتطور والحركة الفاعلة الايجابية التصاعدية المقدامة هي جزئية اخلاقية بسيطة مثل هذه الجزئية ثقافة التعامل بين الجنسين اذا اخطات تشكيلها وبناءها وصياغتها واسلوبها ومكانها في المجتمع ادت الى انهيار كل بنائه الحضاري فكيف بعشرات بل بمئات الجزئيات الاخلاقية والقيمية المنحرفة الفاشلة التي تسكن جسم المجتمع العربي الاسلامي سكنا دائما منذ مئات السنين كانها سرطان في الكبد ؟ اذن لنبدا بتنقية المجتمع من الجزئيات المريضة واستبدالها بجزئيات سليمة ولنبدا بجزئية الثقافة الاجتماعية التواصلية التفاعلية في التعامل الحياتي اليومي وخصوصا بين الجنسين الذكر والانثى وليفهم كل دوره فهما علميا ومنطقيا بعيدا عن منطق الغرائز والحيوانية والغباء والعواطف الساذجة والافكار التافهة الهوائية العابثة الغير مجدية او مثمرة واعود لاركز على مسالة التعامل مع المراة في مجتمعنا العربي يجب ان تنال التركيز والاهتمام اكثر من اي شيء آخر بسبب حالة المراة النفسية اللتي تتصف بالاحساس الدائم بالدونية وضعف الثقة بالنفس والانهزامية امام تحديات الحياة وعدم القدرة على المواجهة والصمود وخوفها المتجذر من الرجل وحذرها الشديد الى درجة الحساسية من اي خطوة يشاركها الرجل بها وخوفها من ميادين الحياة المشتركة مع الرجل وضيق افقها الفكري حول طبيعة علاقات المجتمع الانتاجية والتواصلية الفاعلة الايجابية واحساسها بالتهميش والتحقير والانتقاص والتحييد وانعدام حس الالفة بينها وبين الرجل واختلاف طريقة التفكير والمنهج والمنطق الى درجة التعاكس في اغلب الاحيان مع الرجل والخصوصية الذاتية في كل الاشياء للمراة بعيدا عن عالم الرجل واشياء اخرى كثيرة بمجملها ناتجة عن تراث طويل وتاريخي في قمع المراة وحرمانها من ممارسة حقوقها بالحياة واثبات وجودها وتاكيد ذاتها كعنصر حيوي اجتماعي على قدم المساواة مع الرجل تراث كله تحييد وحرمان وظلم واغتصاب لحقها وسجن لها نفسيا وجسديا وفكريا ومصادرة كل حقوقها ومنعها من مزاولتها والتسبب لها بانفصام في شخصيتها اذن من اجل اصلاح هذه الاضرار والاعطال والامراض والعاهات الموجودة في شخصية المراة واعادة هيكلة شخصيتها وبرمجتها وتاهيلها لكي تكون انسانة سليمة نفسيا وجسديا وعقليا لديها القدرة الكاملة على القيام بواجبها الحياتي بافضل صورة ممكنة علينا ان نوفر لها الدعم المعنوي اولا ثم المعرفة والعلم ونوفر لها امكانية الانطلاق الحر في الحياة لتعمل وتجرب وتمارس وتكتشف وتطور قدراتها ومواهبها وشخصيتها فتمتلك الثقة بالنفس والقدرة على تحقيق ذاتها وتاكيد وجودها عنوان هذا البرنامج هو شكل التواصل الاجتماعي مع المراة ومن اهم عناصر هذا الشكل هو الخطاب وكل كلمة في الخطاب لها وقع ومعنى كبير في ذات المراة لان فهمها للتواصل الاجتماعي فهم اكبر واشمل واعمق من فهم الرجل ويعتبر التواصل الاجتماعي بالخطاب واللقاء والمكان والزمان والظرفية والحالة التواصلية بالزخم والكم هو الاساس في بناء شخصية المراة وهو الدينامو المحرك لشخصيتها وهو برنامج حضورها الاجتماعي يعتبر التواصل في عالم المراة هو العمود الفقري في بناء شخصيتها وبما ان المراة هي الاساس في التربية وبناء القيم والاخلاق من خلال الاسرة اذن هي الاساس في بناء ثقافة المجتمع عموما ذكورا واناثا بقي على المراة ان تعيد النظر في فهم معادلة التواصل الاجتماعي وتغير عناصر الفهم الخاطىء اللتي تعتمدها في تقييم الرجل عموما او الحكم على سلوكه اتجاهها حكما سلبيا جزافيا ارتجاليا نابعا من عادات تربت ونشات عليها دون تحكيم منطق علمي وتجربة ومعرفة وخبرة اجتماعية وممارسة حياة اجتماعية منفتحة حرة منطلقة متنوعة دون قيود او حدود او محرمات او ممنوعات
#سامي_كاب (هاشتاغ)
Ss#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
فلسفتي بالحياة
-
الحل هو لا اسلام بعد اليوم
-
المسلم افعاله لا تطابق اقواله
-
الدين الاسلامي هدفه السلطة والثروة
-
العيد في الاسلام مناسبة اذلال للمراة
-
الدين الاسلامي يتعارض مع الحياة المعاصرة
-
متى يعرف العرب معنى الثورة ؟
-
عدوانية الاسلام
-
الدين لا يصنع الخلق في الانسان انما ينظم السلوك فقط
-
وصايا من العلمانية
-
نحن كعلمانيين ضد الدين اي دين
-
فتاة تحررت من سجن الوهم الالهي
-
جريمة الخزي والعار
-
الى كل امراة في بلاد العرب والاسلام
-
المسلم المنتسب والمسلم المنتمي
-
شروط ايماني بالله ان اردت الايمان
-
ايها العرب المسلمون
-
العقل العربي الخامل
-
الحوار ومفهومه
-
صورة واقعية يومية في بلاد العرب والاسلام
المزيد.....
-
فرحة عارمة.. هل سيتم زيادة منحة المرأة الماكثة في البيت الى
...
-
مركز حقوقي: نسبة العنف الأسري على الفتيات 73 % والذكور 27 %
...
-
نيويورك تلغي تجريم الخيانة الزوجية
-
روسيا.. غرامات بالملايين على الدعاية لأيديولوجيات من شأنها ت
...
-
فرنسا: مئات المنظمات والشخصيات تدعو لمظاهرات مناهضة للعنف بح
...
-
السعودية.. إعدام شخص اعتدى جنسيا على أطفال بالقوة وامرأة هرب
...
-
تطبيق لتوزيع المهام المنزلية وتجنب الخلافات داخل الأسرة
-
-دعت إلى قتل النساء الفلسطينيات-.. أستراليا ترفض منح تأشيرة
...
-
مشهد يحبس الأنفاس.. شاهد مصير امرأة حاصرتها النيران داخل منز
...
-
السعودية.. الداخلية تعلن إعدام امرأة -تعزيرا- وتكشف عن اسمها
...
المزيد.....
-
الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات
/ ريتا فرج
-
واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء
/ ابراهيم محمد جبريل
-
الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات
/ بربارة أيرينريش
-
المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي
/ ابراهيم محمد جبريل
-
بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية
/ حنان سالم
-
قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق
/ بلسم مصطفى
-
مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية
/ رابطة المرأة العراقية
-
اضطهاد النساء مقاربة نقدية
/ رضا الظاهر
-
تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل
...
/ رابطة المرأة العراقية
-
وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن
...
/ أنس رحيمي
المزيد.....
|