أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حميد حران السعيدي - حكايات من زمن البسبس ميو (4)














المزيد.....


حكايات من زمن البسبس ميو (4)


حميد حران السعيدي

الحوار المتمدن-العدد: 3478 - 2011 / 9 / 6 - 01:20
المحور: كتابات ساخرة
    


بدأ ابو حسن حياته العمليه بقالا يبيع الخضر والفواكه في سوق المدينه الصغيره ياخذه الجزر تارة ويرفعه المد تارة اخرى تعرض اكثر من مره للخسائر القاسيه , ثم عاد ثانية ليقف على قدميه وهو يعزي تخلصه من اثار تلك الضربات الموجعه الى ثقة الناس به وحرص (المعاميل) على التردد على دكانه دون سواه , وقد بين لي ذات مره انه لم يرفع الاسعار عندما يكون مفلسا لكي لايخسر الناس كما خسر المال , حصر همه في بناء دار تأوي عياله اولا ومن ثم اصبح يفكر لمستقبلهم وتعليمهم , نادرا ماكان يتحدث بالسياسه , بل كان يعيب على هذا الاهتمام الزائد (بوجع الرأس) كما يسميها ويستمر معي باللوم والتقريع احيانا ليبلغ بقسوته حدود لااسمح لسواه بوصولها , لكني – وانا العارف بسريرته الطيبه النقيه التي امتحنتها معي ايام الشدائد – كنت انحني لغضبه البسيط لينتهي ثم نعود لاجترار همومنا اليوميه بالحديث عن زواج حسن والاثاث المناسب لغرفته بعد ان اخذ منا هذا – الولد- الكثير من الليالي في الحديث عن دراسته الجامعيه ومن ثم تعيينه و ... و ... هكذا كانت تدور بيننا الاحاديث كلما التقينا , وذات يوم التقيته وقد بدا عليه الانكسار والاسى , بادرته بالسؤال عن سبب مااراه على قسماته , اجابني ان جاره قد باع داره ورحل الى مدينه اخرى ... قال ذلك وهو يغالب دمعه كانت تنز من عينه سألته لماذا ؟؟ قال الم تعلم شيء عن قصته ؟؟ قلت كلا , قال هذه (سوالف ) الموبايل , كان ابنه يتصل ببنت (ع) وهو ينوي الزواج منها وليس له قصد سيء الا ان الصدف السوداء قد جعلت شقيقها يعلم بذلك وتطور الموقف الى (كوامه) ثم (عطوه) ثم (فصل يكسر الظهر ) مع شرط الارتحال عن المدينه , ولا استطيع ان اصف لك ماحدث , فقد كان وعائلته عندما خرجوا من البيت وسط بكاء وعويل العائله والجيران قد ذكرني بما جرى في اواخر السبعينات عندما رحلت عائلة السيد عباس بحجة انهم (تبعيه) , لقد اعيد علي المشهد من جديد بكيت وعائلتي بكاء مر , هذا الجار لايمكن ان يعوض , جاورته لمدة 30 سنه لم اسمع منه الا الخير ولم الاحظ عليه وعلى عائلته اي شائبه ولكن , لعنة الله على الموبايل ...حاولت ان امتص بعض من شعور الحزن الغالب عليه , فأنا اعرف ان حالته الصحيه لاتستحمل مثل هذا , قلت له نتمنى له التوفيق وعسى الله ان يرزقك بجار اخر يعوضك عن فقده ... شزرني بنظرة لم اعرف لها معنى محدد , اطبق ساكتا وهو يشيح ببصره عني , ثم عاد لينظر الي ثانية وسط هاله من دخان كثيف نفثه بتكرار المضغ المتسارع لسجارته , ثم وجه لي سؤال ادهشني ...انه يسأل عن رواتب المسؤولين في الدوله - واخيرا يا ابا حسن بدأت تهتم بما كنت تلومني على اهتمامي به - , ضحكت في سري وانا اجيب على سؤاله بسؤال , لا ادري ولكن ماعلاقة ذلك بما نحن فيه؟؟ اجاب :- لوكنت تعرف من الذي اشترى الدار وكم دفع سعر لها لفهمت مااقصد , قلت من هو وكم دفع ؟؟ اجاب :- انه (------) الشاب الذي كان يدرس مع حسن في الاعداديه وانت تعرف انه ليس غريب عني , فأبن عمه زوج ابنتي وهو صديق ابني وقد اشترى الدار بمبلغ 350 مليون دينار !! ليس هذا فقط بل انه جاء ومعه مهندس يريد هدم الدار واعادت بنائها بخارطة جديده وبمواصفات خاصه , تسائلت بخبث وما الغريب في ذلك ؟؟ اجابني بأنه يعرف هذه العائله ويعرف ان امكانياتهم محدوده وأن (------) قد عين موضف في الدوله قبل سنتين فمن اين جاء بهذه الامكانيات ؟؟ سألته ومنذ متى كنت حسودا ؟؟ قال انا لست له بحاسد ولكنك تعرف اني ابن سوق واعرف ان مثل هذا المبلغ لايمكن ان يحصل عليه موضف في الدوله مهما كان راتبه خلال هذه الفتره القصيره , ماذا تعني ياصاحبي ؟؟ قال :- انه سيصبح جاري في السكن والجار قبل الدار ومن حقي ان اعرف عنه قدر كاف من المعلومات , قلت وماذا بيديك ان تفعل لو لم تكن الامور على مايرام ؟؟ قال :- سأبيع داري انا الاخر وارحل مادام في الارض متسع , قلت ليس حل منطقي هذا , فما لديك هو شك في ان يكون الرجل من سراق المال العام أو من المرتشين وان ثبت ذلك فالمفروض ان يكون هو طريد العداله وهو الذي يبعد وجهه عن الاخرين لا ان نستسلم له ولامثاله , وان ظهر عكس ذلك – وهذا مااتمناه – فأهلا به جار جديد , قال :- كان مثل هذا الكلام يصح في اعراف المجتمع العراقي فاللصوص مثلا كانوا ينأون بأنفسهم عن المجتمع ولا يقتربون من التجمعات السكانيه , لاخوفا من السلطات المتعاقبه على دست الحكم فقط , بل خوفا وحياء من المجتمع ذاته ... أما الان فأعتقد ان اللصوص قد اصبحوا هم السلطه والقوه والنفوذ وليس لأمثالي قبل بهم ... لذا فأني سأبيع داري وارحل .
حميد حران السعيدي



#حميد_حران_السعيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكايات من زمن البسبس ميو 3
- حكايات من زمن البسبس ميو -2-
- حكايات من زمن البسبس ميو (1)
- انهيار الاصنام
- مارشال اسلامي
- ارحمونا يرحمكم الله
- دور المثقف في مواجهة الاخطاء
- ولكم في تساقط الدكتاتوريات عبر
- ما الذي قاله الهلالي في حديث الكف
- امال على ابواب الاستحقاق الانتخابي
- اقتلوهم انهم يحلمون
- اقتلوهم أنهم يحلمون
- العراق زراعيا
- جلد الشعب
- نضوب الذاكرة
- أريد...
- مانريده من الديمقراطيه
- احمد الله انه حلم
- عبر الماضي وافاق المستقبل
- النفط وأيدي العابثين


المزيد.....




- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...
- الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا ...
- “تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش ...
- بإشارة قوية الأفلام الأجنبية والهندية الآن على تردد قناة برو ...
- سوريا.. فنانون ومنتجون يدعون إلى وقف العمل بقوانين نقابة الف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حميد حران السعيدي - حكايات من زمن البسبس ميو (4)