|
أبرز الشعراء في الشعر العراقي الحديث
مصدق جميل
الحوار المتمدن-العدد: 3478 - 2011 / 9 / 6 - 00:09
المحور:
الادب والفن
أصدر الباحث الأستاذ سعد بن محمد الموينع كتابه الجديد الذي وسمه بـ"أبرز الشعراء في الشعر العراقي الحديث" والكتاب في مجمله يسلط الضوء على الحركة الشعرية الحديثة في بلاد الرافدين ويتناول دراسة جملة من شعرائها الذين كان لهم الصوت الشعري المميز في العراق وتجاربهم المتنوعة والثرة مع الشعر سوى ضعف تعبير البعض عن أنفسهم بتأثير فترة (البعث العبثي العدمي) المظلمة.
يقول المؤلف في مطلع حديثه: تميز الشعر العراقي الحديث بجزالته ووجود المحسنات البديعية الجميلة وإذا أمعن القارئ فيه ظن أنه يقرأ للبحتري وأبي تمام والمتنبي وأبي فراس الحمداني، ولقد ساهمت الأحداث السياسية والتحولات التي مرت على العراق في اتخاذ الشعراء اتجاهاً يميزهم على غيرهم من شعراء الوطن العربي. كما ساهم الاحتكاك بالدول الغربية من خلال البعثات والهجرات لخارج العراق في تطور الشعر العراقي والتغير في الاتجاه السائد قبل ذلك الاحتكاك وقبل تلك الهجرات. ويؤكد توطئة المؤلف ما ذكره مقدم الكتاب الأستاذ إبراهيم المفدى: عن أن هذه الدراسة عن مجموعة من الشعراء العراقيين الذين بلغ عددهم أربعة عشر شاعراً، أغلبهم يستحق من المؤلف دراسة لوحده، وهؤلاء يتفاوتون في الجزالة وقوة السبك والمضمون وفي التجديد ولكل شاعر ميزة وطريقة خاصة. تناول المؤلف في معرض حديثه عن كوكبة من شعراء العراق وهم الشعراء: محمد مهدي الجواهري، ومحمد صالح بحر العلوم، ومحمد رضا الشبيبي، وعبدالمحسن الكاظمي، ومعروف الرصافي، وجميل صدقي الزهاوي، وأحمد الصافي النجفي، ومحمد مهدي البصير، وبدر شاكر السياب وسعدي يوسف وحسين مردان وحسب الشيخ جعفر، ويوسف عزالدين، ولميعة عباس عمارة وعبدالرزاق عبدالواحد، وعبدالوهاب البياتي، وبلند الحيدري وصولا إلى موفق الربيعي وحداثة المختلف فائز الحداد. http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=274299
وقد وفق الباحث الموينع في إطلالته السريعة والرائعة على الشعر العراقي وقدَّم من خلالها صورة حية للحياة الثقافية والشعرية في العراقالشعر والأدب والفن مذ العصر العباسي وعاصمته بغداد التي أثمرت على مدى قرون طويلة أروع الأصوات في الشعر العربي.
الشعر ديوان العرب، حقيقة لايختلف المؤرخون بشأنها، والشعر الذي ارتبط قبل الإسلام بالحجاز، تحرك إلى مركز الخلافة في بغداد، ليصير العراق بتقلب تاريخه الدامي مصنع الشعراء. "الشعر قنديل أخضر" كما قرر الشاعر الراحل نزار قباني القائل قبل زمن الثورة العربية الكبرى عن الوطن العربي بأنه إما نعجة مذبوحة أو حاكم قصاب غامزا من قناة البعث العبثي العدمي في مربد البصرة، وطن الشعر العراق كما يقول التاريخ، ففي العراق كان أبو تمام والمتنبي وأبو نواس والشريف الرضي. كيف تطور عراق الشعر وشعر العراق بعد عاصفة التغيير قبل 8 أعوام؟
ما الفرق بين الشعر الذي سبق سقوط صدام وبين الشعر الذي أعقب؟
كيف يفكر شعراء العراق وكيف يكتبون؟
أسئلة مفعمة بالقصائد تداولها وأجاب عنها ضيوف مجلة العراق اليوم في أجواء عيد الفطر 1432 هـ.
الكاتب والمترجم ماهر حوني
" نحن نملك أسفا بحجم العراق"
الشاعرة ريم قيس كبه شاركت في الحوار من لندن لتدافع بحماس عن الشعر وعن انتمائه العراقي، وتلت أبياتا كتبتها قبل سقوط النظام مباشرة:
" وشموا على صحن الجبين عبارة
خزنت جحيما من مآسينا
ومن دمنا وشموا العراق
وأتقنوا نقش الحروف
وأتقنوا نقش الأساطير الطوال"
مبينة أن الشعراء قبل سقوط الطاغية كانوا يعبرون عن أوجاعهم برمزية عالية خوفا من مقص الرقيب وهم يكتبون رمزا بين السطور، أما اليوم فقد أضحوا يكتبون بدمائهم، وهذا يختصر أشياء كثيرة، ربما كان الناس متفائلين بالتغيير وانتظروا الكثير من المعجزات في وقت قصير. من كان متفائلا اتهم بالتواطؤ والتخاذل وبحب الطاغية، والمتشائم ألصقت به كل الصفات التي يخجل منها الإنسان وتقل من شأنه، أما الطرف الآخر فقد اتهم المتفائل بأنه أمريكي عميل وحضر على دبابة أمريكية، فماذا نفعل وكيف علينا أن نشعر. نحن نملك أسفا بحجم العراق.
الشاعر ياس السعيدي تلا قصيدة كتبها بعد سقوط النظام مباشرة عن أحد أصدقائه الذين صفاهم النظام السابق
" كتبت عنه
فراح يشرق مذ أيامه ذبلت،
طفولتي وهدايا العيد اينهما،
وحارب القيد
حتى ذاب منتصرا
وراح يسأل من منا الذي انهزما
فصاره الورد
جسما واحدا قلقا
لما أصابوه سال الياسمين دما"
ريم قيس كبه ناقشت فكرة البكاء على الشهيد مبينة أنه شهيد، سواء قتله نظام صدام حسين أم الأمريكيون أم الإرهابيون أو في الحرب العراقية الإيرانية، فهو شهيد ويستحق البكاء، وبغض النظر عن وجهة الخطاب لابد أن يكون السؤال هو: كيف تكتب؟
المهم هو أن لا يروج الشاعر للموت. الأدلجة أو التحزب ستسقط عن الشاعر صفته وتضعه في نطاق الخطاب المؤدلج. يجب أن يكون الشاعر مخلصا لفنه، وبهذا فهو يحتفظ بإخلاصه لنفسه، ولاء الشاعر للقصيدة فقط، وهمه الحقيقي هو العراق.
الشاعرة ريم قيس كبه
"ثنائية الموت والحياة تحرك غريزة الشعر"
ياس السعيدي اعترض على قول ريم مبينا أن قصيدته هو بالذات تأتي في الغالب قصيدة مؤدلجة، ولكنها مؤدلجة للإنسان، وقال:أنا أتفق مع ريم بأن التمييز بين الشهداء صعب، فالكلام- شعرا ومشاعر- يسقط على عموم الشهداء ، وبالنسبة لي فإن ثنائية الموت والحياة تثير في داخلي غريزة الشعر، موت أي إنسان أو أي كائن حي لابد أن يحرك الشاعر.
الكاتب والمترجم ماهر حوني حضر الحوار في استوديو 6 دويتشه فيله - بون،
قرأت ريم للحزن:
"سأذيب دم العمر
ثم أصب المواجع في محبرة
ثم أقطف من صبر أجنحتي ريشة
ومن حدها المرهف المستدق
أخط سمائي
أقولك آه أقولك
آه ...
كيف أقولك
يا بلدي
آه يوجعني كل هذا العراق"
الكاتب والمترجم ماهر حوني ذهب إلى أن الشعر العراقي موجود دائما على مائدة المتلقي العراقي، فهو موجود في مكنون ودواخل العراقيين، والعراقيون أغلبهم شعراء، ونسب لمحمود درويش القول، إذا أردت أن تكون شاعرا فكن عراقيا، العراقيون وجدانيون في طبعهم وبالنتيجة لا بد أن يكون شعرهم وجدانيا حزينا.
ولم أقرأ لأي عراقي يكتب وهما، فالشاعر كالمغناطيس يستقبل الواقع ويكتبه شعرا، ومن لا يفك طلاسم الشعر، لن يعرف كيف يميّز بين الوهم والحقيقة، وشعراء مرحلة ما بعد تحرير العراق قد حفظوا ماء وجه المشهد الثقافي العراقي.
ريم دافعت عن حزن الشعر بالقول "العراق منذ فجر التاريخ وحتى آخر العبوات ينزف، أنا أروج للفرح والتفاؤل، وفي عز الحروب كنت أقطف وردا من حدائق البيوت وأغسلها بالماء الشحيح في نيسان 2003 لأوزعها على بيوت الناس".
الشاعر ياس السعيدي
" لا مرحبا ياذا المشيب"
أبو ياسر في اتصال من بغداد تلا قصيدة:
" إخشع ! قتلت العندليب
لا مرحبا ياذا المشيب
قالوا وقار فاسمعوا
كيف الوقار و بي لهيب
أشباه عشق صبية دعجاء
مرت والصليب بين الكواعب
راضيا باللحد ذا بل مستطيب
حييتُ، قالت مرحبا
أهلا بجدي واللبيب
يدني الإشارة ناسفا
عدت وأحلامي تغيب
يا سعد لملم واتبعن
ما عاد في الطيب نصيب."
نافيا أن يكون الشعر قد تطور إلى الأحسن، فالشعر في رأيه قد تراجع وهو في تراجع مستمر.
#مصدق_جميل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
فرعون ومثقف
-
الجد أوعز كل شيء للجنس والحفيد استلهم بيكاسو
-
طالعني بيان مَليك المَلَكة والبيان
-
مَلِك البيان والقبّان والگرعان: شدوا روسكم
المزيد.....
-
عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا
...
-
-أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب
...
-
الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى
...
-
رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
-
-ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
-
-قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
-
مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
-
فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة
...
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|