أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - علي آل شفاف - الشعور بالذات . . أثر إجتماعي وتأثر















المزيد.....


الشعور بالذات . . أثر إجتماعي وتأثر


علي آل شفاف

الحوار المتمدن-العدد: 1035 - 2004 / 12 / 2 - 07:43
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


قراءة في جدلية شعور الفرد بذاته وشعوره الجمعي
كمقدمة لصياغة عقد أو عهد إجتماعي جديد
إن إشكالية الوعي أو الشعور بالذات عامة في جميع أفراد النوع الإنساني. و تختلف ـ حسب المنطق الرياضي ـ باختلاف قيم متغيرات المعادلة المتحكمة في علاقة الفرد بذاته .
إن اجتماع عوامل مختلفة تؤثر في نقطة معينة من الإحداثي الزمكاني ( الموقع الزماني المكاني ) لفرد أو مجتمع هي المحدد الأساسي لدرجة الإغتراب واللاوعي بالذات. سواءا بالإتجاه العرضي (أي إنتشاره بين الأفراد), أو الطولي (أي عمقه لدى الفرد).
فالبيئة الإجتماعية والواقع السياسي والظرف الإقتصادي, تمثل أبعادا متميزة عالية التأثير في درجة الوعي, مضافة إلى العوامل الاساسية المتمثلة بالمعطيات الحسية الطبيعية, من ضوء وصوت وحرارة . . . إلخ, أي أنها الأبعاد : الخامس والسادس والسابع . . وهكذا . . لنفس النقطة مدار البحث.
هذه كلها تمثل أبعادا خارجية موضوعية, قد تؤدي عند اشتداد تأثيرها إلى فقدان الهوية والضياع . الأمر الذي سينتج أثرا إنعكاسيا على قيم الأبعاد الثلاثة المذكورة (الإجتماعي والسياسي والإقتصادي). وبهذا تتحرك عجلة المجتمع ( مجموعة الأفراد المشتركة من حيثية ما ) نموا أو إنهيارا . . إنتظاما أو إضطرابا, حسب جدلية الفعل والانفعال والانفعال ورد الفعل . و بإعتبار حالة اللاوعي لأفراد متعددين من مجتمع معين أو لكل أفراده, نصل إلى حالة مجتمع الذوات اللاواعية (مجتمع أفراد في حالة ضياع), وبالتالي إلى مرحلة اللاوعي الجمعي وهي تمثل مرحلة تفكك وانهيار ذلك المجتمع .

ولنثبت قاعدة مهمة هي : كلما إزداد عدد المتغيرات المحيطة بالفرد, كلما ازدادت درجة اللاوعي. وكلما قل عددها, إزداد الوعي بالذات, وقرب الإنسان من فطرته. أي إلى الوعي الكامل أو شبه الكامل بالذات الذي هو الأصل الذي فطر الله الناس عليه .
لذلك فالإنسان المولود توا, يخرج إلى الحياة باكيا. ليس لأنه خرج من حالة شبيهة بالإغماء (حالة لا وعي) إلى حالة وعي, كما يظن لأول وهلة. . بل على العكس! فقد خرج من حالة الوعي شبه الكامل بالذات, حيث الإنعدام شبه الكامل لأي متغير قد يجتذبه من حالة الوعي هذه. أي يلفت انتباهه عن ذاته. لذلك فإن خروجه يمثل له صدمة حسية أو إدراكية, حيث يبدأ بالإلتفات إلى ما حوله. أي تحول مدركاته (الكامنة) من الإنشغال بذاته (أو الانطواء في ذاته) إلى الإنشغال بما حولها. فتبدأ بالإستجابات الحسية من قبيل تحسس الضوء والصوت, وموضع الحليب من جسم أمه. وذلك طبعا لوجود (الشفرة الخلقية) التي تربط له بين حاجته للغذاء مثلا وذلك الموضع من جسم أمه, وتعلمه كيفية امتصاص الحليب منه.

انطلاقا من هذا الفهم نجد أن الكثير من "التأمليين" أو "الروحانيين" قبل طاليس والفلاسفة بعده و العرفانيين قبلهم وبعدهم (وعيا لهذا الفهم أو انسياقا للإدراكات الباطنية) يسعون لاستعادة مرحلة "الوليد قبل الولادة" هذه أي الوعي شبه الكامل بالذات أو حتى الكامل! تحت مفاهيم أو اصطلاحات خاصة بكل منهم كالفناء والإتحاد بالمبدأ عن طريق التقليل التدريجي للمتغيرات المحيطة حتى الاستغراق الكامل بالذات والغيبوبة نهائيا عن الواقع الخارجي مما يشعرهم بنوع من السعادة لا نعرف نحن كنهها.

ومن الواضح أن درجة الوعي الكامل بالذات أو البحث عنها (بهذه الطريقة) يخرج بالإنسان من كونه كائنا إجتماعيا إلى فرد متقوقع أو منطو على ذاته . . في حين أن اللاوعي الكامل أو شبه الكامل بالذات يجعل الإنسان ضائعا لا يعرف لماذا يفعل أو لا يفعل ( أي يلتزم أو لا يلتزم بالقانون أو العرف مثلا), ولماذا يحيا أصلا, وإلى أين سينتهي . . . إلخ. وكلا الحالتين تعود بالضرر على المجتمع والحياة الإنسانية. لذلك يأتي السؤال: ما هي درجة الوعي المثلى للفرد بذاته والتي تؤدي إلى بناء مجتمع متوازن؟
وما هي وسائل الوصول إليها؟ وهل على المجتمع أن يحث أو يشجع سعي أفراده لوعي ذواتهم بتلك الدرجة؟
باعتقادي! أن الإقتران بين وعي المرء بذاته (أي بـ "الأنا الفردي" بغض النظر عن تفرعاتها), والوعي بـ "الأنا الجمعي" (عند الفرد العادي أي الفرد في مجتمع) ـ بغض النظر عن "الأنا الكلي" الذي هو خارج مدار البحث ـ يعتبر مفصل الإتزان في بناء المجتمع المتوازن.

فوعي الفرد بكونه ذات (وعيه لأناه), وأن هذه الأنا هي جزء من أنا أكبر ناتجة عن تجمع لذوات مفردة أخرى مماثلة! لها ـ جميعا ـ دور تكاملي وضروري, تجعله يشعر بالحاجة للمحافظة على الإثنين معا بدرجة متقاربة وقد تزيد الرغبة في المحافظة على الأنا الفردي على حساب الأنا الجمعي (وهذا ما يلاحظ في الفرار من الحرب الدفاعية مثلا) أو قد يكون العكس (كما في حالة التضحية بالنفس في الحالة السابقة)
من هذا يتضح أن ترجيح إحدى الكفتين على الأخرى قد يكون ضروريا في بعض الأحوال.
لكن التوازن بين هاتين الكفتين لعله أفضل في الوضع الإجتماعي الإعتيادي.
إن علاقة الأنا بالأنا الأخرى ـ آخذين فقط العلاقة المجتمعية وبإهمال العلاقة الأسرية والقبلية وغيرها ـ ولاحتمال التصادم بين المصالح يكون الشعور الجمعي العالي مقوما وضابطا لها عن طريق الطاعة للقانون الفاصل في حالات التنازع (طوعا في حالة الشعور الجمعي العالي أو كرها في الحالة الأخرى).
لذلك نرى أن القوانين السماوية والوضعية حاولت أن توازن بين حق الفرد وحق الفرد الآخر وبالتالي حق المجتمع (مجموع الأفراد الآخرين).

من هنا يتضح أن شعور الفرد بذاته بدرجة متزنة مع الشعور الجمعي عاملا في تقوية ذلك المجتمع.

فللوصول لهذه الدرجة من الوعي المتزن وللحصول على أفراد أسوياء في مجتمع معين يجب تحسين شروط الحياة السياسية والإقتصادية لذلك المجتمع مما ينعكس على الواقع الإجتماعي ومن ثم الفردي. ومن المعروف أن الحالة السياسية تحكم بالدساتير فيما المعاملات الإقتصادية تحكم بالقوانين كما هو الحال بالنسبة للعلاقات بين الأفراد في المجتمع.
والأساس لكل التقنينات السابقة لا بد أن يكون عقدأ إجتماعيا أو عهدا يؤسس لعلاقة الفرد بالفرد وعلاقته بالمجتمع بالإضافة إلى علاقة مجموعات الإفراد (المجتمعات الصغيرة) بعضها ببعض لتكوين مجتمعات كبيرة على أساس روابط معينة تعود في النهاية إلى المصلحة المتبادلة. فيما تنتفي بانتفائها فضلا عن التضارب معها.
لذلك فشعور الفرد بذاته وبأناه بدرجة مناسبة للفرد الإجتماعي يعتبر من العناصر الأساسية لبناء مجتمع متماسك.



#علي_آل_شفاف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- أمسكته أم وابنها -متلبسًا بالجريمة-.. حيوان أبسوم يقتحم منزل ...
- روبيو ونتانياهو يهددان بـ-فتح أبواب الجحيم- على حماس و-إنهاء ...
- السعودية.. 3 وافدات وما فعلنه بفندق في الرياض والأمن العام ي ...
- الولايات المتحدة.. وفاة شخص بسبب موجة برد جديدة
- من الجيزة إلى الإسكندرية.. حكايات 4 سفاحين هزوا مصر
- البيت الأبيض: يجب إنهاء حرب أوكرانيا بشكل نهائي ولا يمكن الق ...
- نتنياهو: أبواب الجحيم ستُفتح إذا لم يُفرج عن الرهائن ونزع سل ...
- رئيس وزراء بريطانيا يتعهد بـ-الضغط- لإطلاق سراح علاء عبدالفت ...
- وزارة الدفاع السورية تتوصل إلى اتفاق مع فصائل الجنوب
- -ربط متفجرات حول عنق مسن-.. تحقيق إسرائيلي يكشف فظائع ارتكبه ...


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - علي آل شفاف - الشعور بالذات . . أثر إجتماعي وتأثر