|
شاهد خطط، وتم استغلال تخطيطه لإيذائه وإيذاء شعبه كيف قامت ثورات الشرق ولماذا؟ وما هو دور المخابرات؟
غادة عبد المنعم
مفكرة
الحوار المتمدن-العدد: 3477 - 2011 / 9 / 5 - 17:33
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
- وضعت خطة التغيير فى الشرق الأوسط فلسفيا، ولم أتخيل نجاحها ولا استغلالها؟!! - كيف احتجزتني المخابرات المصرية عن المشاركة فى الثورة المصرية؟
كتبت فى اليومين الماضيين عن التعاون القذر بين المخابرات الأمريكية والمصرية وباقى مخابرات الدول الفقيرة واليوم أتساءل حول عدة نقاط هامة، دور كلها حول تساؤل محورى وهو إذا كانت مخابرات الولايات المتحدة قد باعت دول العالم الثالث تكنولوجيا تصنت وتجسس سهلة التتبع ولا تخيب، فهل تركت مصالحها فى هذه البلاد بلا صيانة؟؟؟؟ ولأننا نعلم أن إجابة السؤال هى لا فلابد من أن نكمل التحليل...
إذن بما أن للولايات المتحدة تملك أسطول من أدوات التجسس ( ذرات ورقائق وحشرات وشبكات تصنت وأقمار مراقبة مكبرة وأدوات تصوير وتسجيل فى حجم 4 مللى) يرعى وينمو فى المنطقة العربية أى أنها على علم دقيق بكل حركة ضئيلة للحكام وكل من فى السلطة (مالية أو سياسية) فى هذه البلاد ذلك أنهم الراعي الأول لمصالحها ومن غير المعقول أن تراقب الشعوب وتجرب عليهم دون أن تراقب الساسة والحكام ورجال المال وتحاول سلبهم إرادتهم، طالما يمكنها التحكم فى ذلك عن بعد، الأمر المضحك هنا أن ملاك السلطة أصحاب الديكتاتوريات فى بلادنا قد أنفقوا أموال بلادهم فى إحضار وسائل تقيدهم قبل أن تقيد شعوبهم وتعبث بإرادتهم قبل أن تعبث بأجساد وإرادات وعقول مواطنيهم، والأكثر إضحاكا أنهم ازدادوا أموالا بتجارتهم فى وسائل تقييدهم، كدسوا الأموال الناتجة عن إنتاج جراثيم قاتلة وحشرات مراقبة وذرات تدخل الأجسام وصاروا مجرد دمى تراقبها أمريكا ليل نهار بمساعدة ما أنتجوه هم أنفسهم وتاجروا فيه من وسائل تجسسها ، دمى مراقبة ومتغيرة على هوى المخابرات الأمريكية، دمى تراقبها مخابرات بلادها العميلة والتى هى بدورها مراقبة من غيرها وهكذا،
هكذا لم يفلح ويحافظ على إرادته من قادة العالم إلا من حافظت المخابرات الأمريكية على تفرده وأبقته بعيدا عن وسائل تجسسها، وأتساءل هل نثق أن مثل هؤلاء المستقلون بإرادتهم موجودون على قمة سلم الحكم وهل هم موجودون فقط فى الدول الغنية ؟ فى أوربا؟ فى الولايات المتحدة؟ فى الصين وكوريا الناشطتتان مخابرتيا؟ ليس لدى إجابة...
ثم أعود مرة أخرى للتساؤل كيف يكون لها هذه المعرفة والقدرة على التحريك ويحدث فى الشرق الأوسط منطقة نفوذها الأولى التى لا ينازعها فيها أحد ما يلى:-
أولا تقوم ثورات فى الشرق الأوسط ضد سلطات ترعاها أمريكا؟
ثانيا تستمر ثورات الشعوب هذه لتستنزف طاقات الشعوب والبلاد؟
ثالثا لا تسفر نتائجها حتى الآن عن القضاء على الفساد فى السلطة بكل أشكالها وتدرجاتها؟
للرد على أولا على أن أعود سنتين للوراء لوقت لم يكن يتخيل فيه احد انه بالإمكان قيام ثورة فى الشرق الأوسط، وقت كان يتصور الجميع أن من مصالح الولايات المتحدة أن تبقى على الحكام الموجودين متربعين على عروش السلطة فى بلادهم، أتذكر أننى كنت أيضا متابعة من المخابرات المصرية والتى تفضلت وتابعتني بعد كتابتي مقال مزعج عن إمكانية تولى جمال مبارك للسلطة بعد والده ورفضي لذلك ويبدو أن المقال كان مزعجا جدا للمخابرات المصرية فقررت متابعة الشابة التى كتبته – كان هذا منذ حوالى ثمانى سنوات - والتدخل للحيلولة دون تكرار كتابتها لمثيله وهو ما حدث حيث بدأت فى سماع أصوات تدعى أنها لجن ثم لملائكة وتستغل إقامتي بمفردي لتثير فزعى، ذلك حتى اختفت هذه الأصوات بعد اعترافها لى، وعقب تحليلى لأدائهم الصوتي واكتشافي أن لكل صوت أداء وشخصية لا تتكرر، وهو ما لا يتوفر للجن، اختفوا بعد اعترافهم لى أنهم من المخابرات المصرية، وأنهم يثيرون فزعى وأنني قد أتعرض للمسائلة حول كتاباتي إذا عدت لكتابة مقال مثيل لمقال رفضى تولى جمال مبارك لحكم مصر، وعقب هذا الاعتراف اضطروا لاختراع تمثيلية يدعون فيها شكهم فى كونى عميلة ضد بلدى، لذا أثير الشعب ضد حسنى وجمال مبارك، ولسبك هذا التبرير لمراقبتي وإفزاعي قاموا باستجواب طويل مزعج ومضحك بين لى خيبتهم وغباؤهم وبين لهم كما يبدو ذكائى!!
المهم عقب هذه الحادثة كتبت لأول مرة عن المخابرات المصرية ووسائل مراقبتها للمواطنين مما دعاهم فيما بعد للكف ما يقرب من عامين عن إفزاعى ومضايقتى واكتفوا بمراقبتي عن كثب..؟ حتى عادوا مرة أخرى لإفزاعي بعد تولى ياسر رزق مهام رئيس تحرير بمجلة الإذاعة والتليفزيون والتى أعمل بها وكان صفوت الشريف قد غادر الوزارة وتولاها أنس الفقى الذى كان على علاقة طيبة بأسرة مبارك، كما كان احد المهتمين بالكتابة للطفل ولما كنت قد حصلت فيما قبل كتابتي لمقال رفضى لجمال مبارك على جائزة أدب الطفل التى ترعاها سوزان مبارك وكنت كأديبة لى علاقة تعامل مع هيئة فصور الثقافة التى كان انس الفقى يتولى إدارتها كان كما أتصور من الطبيعى إعلام المخابرات لأنس الفقى بالصحفية المشاغبة بالمجلة التى يرأس إدارتها والتى يجب ألا تتولى أى منصب فيها؟؟ فى هذا الوقت تقدمت بخطة تطوير للمجلة للفقي الذى يبدو أن الخطة أفزعته فاضطر لإحضار رئيس تحرير من خارج المجلة حتى يفقدنى أى حق فى تولى رئاستها؟؟؟!!؟؟ عادت المخابرات إذن لإظهار نفسها فى حياتى اليومية عبر أصواتها التى صارت مشهورة وأداة يبدو أنها جيدة لدفع الأشخاص للجنون والانتحار كان هذا قبل سبع أعوام تقريبا.
بعد رحلة طويلة معهم وقبل عامين استمر حوار احد هذه الأصوات معى ويبدو أنهم كانوا قد كلفوا من الولايات الأمريكية فى هذا الوقت بجمع إنتاج المبدعين حول موضوعات بعينها، أقول استمر حواره معى فيما يخص السياسة فى الشرق الأوسط هو يسأل عن إمكانية شعوب على الثورات؟ وأنا أجيب فى هذا اليوم أبدعت نظريتى الفلسفية حول القوة المقبولة وإمكانية عيش كل دول العالم فى سلام، ومصالح الغرب فى انتهاء حكم الحكام العرب الديكتاتوريين، ومصلحتهم فى تحول الحكم فى الشرق الأوسط لحكم ديمقراطى؟؟!!؟؟ بعدها بشهور بدأت ثورة تونس التى سبقت ثورة مصر ثم ثورة البحرين وليبيا وسوريا كله فى تتابع مثير وغريب للجميع، لم يدر بذهني وقتها أبدا انه قد يكون لى علاقة بهذه الثورات خاصة وانه طوال فترات هذه الثورات مورست ضد إرادتى، عزيمة قوية، حيث وجدت نفسى ليل نهار فى حوار مجهد مع هذه الأصوات، اشعر بآلام متعبة جدا، وإرهاق شديد، ولا رغبة لى فى مشاهدة التليفزيون، لكننى مع ذلك تمكنت من المقاومة فليلا على الأقل للحد الذى مكنني من متابعة قنوات التليفزيون الإخبارية ومتابعة كل الأحداث المزعجة عن مقاومة الحكام للثورات مما كان يصيبني بثورات وحالات هياج يتم عقبها تغيير ايجابى فى مسار الثورة كل هذا وأنا شبه ممنوعة عن الخروج للمشاركة ايجابيا فى حلم كثير ما حلمت به، وبعد عدة مرات ارتديت فيها ملابس خروجي رغم إعيائى وأصررت على الخروج، سمحوا لى – أو نبهوني أخيرا – لضرورة إرشاد الثوار عبر الكتابة عن الثورة وكيف تنجح!! مما دفعنى لكتابة مقال أرسلته لجريدة الدستور ولم ينشر فى اليوم التالى، وكانت ثورة مصر قد بدأت منذ أيام وعدد القتلى يزداد، فزاد هذا من هياجي واصرارى على المشاركة، فى هذا اليوم تم إعادة خطوط الانترنت للعمل، حيث يبدو انه اليوم الذى استنفذت فيه المخابرات كل قدرتها على احتجاز الكتاب الوطنيين عن المشاركة فى الثورة - سأعود ربما فيما بعد لاستكمال شهادتى حول هذه الأيام الأولى من الثورة -.
أعود لما ذكره لى أحد هذه الأصوات بعد إقالة مبارك نفسه واستدعائه قادة الجيش لتولى منصبه، ذكر لى انه لابد أن الأمم المتحدة تدرس الآن كيف أمكن للمخابرات الأمريكية إشعال فتيل الثورات فى الشرق الأوسط وان الفضل يعود لى فلولا نظريتى عن إمكانية قيام حضارة صناعية فى الشرق الأوسط ومصلحة الغرب فى تمويل هذا النشاط الوليد لما تحمس لذلك كبار رجال الأعمال فى العالم ولما شجعوا ميل الولايات المتحدة التجريبى فى المنطقة والذى دفعها لإقناع المخابرات المحلية بغض الطرف عن أنشطة أى حركات تغيير ثورية بل ومنحها التغطية حتى تصل لمراحل تغيير؟؟!! كان هذا هو النص الذى ذكره لى والذى أضاف له الكثير من الجمل لمد حبال الحلم والطموح لى إما فى الشهرة أو فى تولى منصب مهم، والنص رغم ما فيه من صياغة ركيكة تدل على الغباء إلا انه قد لا يخلوا من الصحة ليس لأنى ابتكرت نظرية هامة فى السياسة تبنتها الولايات المتحدة لإنقاذ شعوب المنطقة؟؟؟ لا سمح الله!! ولكن لان عبث المخابرات الأمريكية والذى تبين لى فيما بعد يؤكد أنها لا تتورع عن شيء إما للتجريب أو لإرضاء أصحاب المال. هذه هى إجابة السؤال الأول كيف قامت الثورات؟ أما عن إجابة الثانى وهو لماذا استمرت ثورات الشعوب هذه لوقت طويل لتستنزف طاقات الشعوب والبلاد رغم تدعيم الولايات المتحدة لها؟ الإجابة عن هذا السؤال متضمنة فيه، استمرت لوقت طويل رغم إمكانية المخابرات الأمريكية دفع أى حاكم عربى لمغادرة كرسيه فى نصف ساعة بما تعرفه عن سرقاته وأحواله وأحوال أسرته، وما ترعاه من ماله فى بنوكها وبنوك أوربا، استمرت لاستنزاف إمكانية وصولنا سريعا نحن شعوب هذه المنطقة للخروج من كابوس الاستنزاف الذى نعيشه، استمرت حتى تمهل رجال أعمال الغرب وقت لتسويق ما لديهم من بضاعة وأسلحة قبل التحول صوب الشرق الأوسط للإنتاج فى مصانع تستخدم عمالة رخيصة وتنتج منتج يسهل تسويقه فى المنطقة ببلادنا.!!! ولهذا السبب أيضا لا تسفر ثوراتنا عن نتائجها حتى الآن فى القضاء على الفساد فى السلطة بكل أشكالها وتدرجاتها.
#غادة_عبد_المنعم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الطفرات التى جربتها المخابرات فى مصر وسوريا وماليزيا بعد تجر
...
-
آخر ما وردنى من معلومات حول المخابرات وأساليبها فى التجسس، و
...
-
أشكر الكلاب الجواسيس فى مخابرتنا المصرية
-
المخابرات الأمريكية وجهدها فى تدمير العالم.. حرمونا من تطورن
...
-
شبكات تجسس تثبت أرضيا يتم عبرها كبح واستغلال أبناء الدول الف
...
-
طفرات تجريبية على مواطنين فى مصر وسوريا وماليزيا وليبيا
-
(نظرية الأكوان) theory of coons للعالمة المصرية سلمى نبيل
-
قانون التناسق والتباين اللونى
-
قانون الذوق الشمى
-
اكتشاف منطقى - قانون انفصال الأكوان
-
قانون الكون
-
فضيحة خيانة عظمى للمجلس العسكرى يستحقون عليها الإعدام؟
-
كيف يمكن علاج السرطان؟
-
من فروض قانون الخلق الأرضى
-
طريقة تخليق الحب فى أجسادنا
-
اضافة لعملى فى كشف الدماغ البشرى وطريقة توجيهه للبشر وعمله،
...
-
بيان من ثائرة للثوار فى ميادين مصر
-
بيان يخص إعادة هيكلة وزارة الإعلام أعلن رفضي للوزارة وعزمي م
...
-
بيان.. أعلن لكم اكتشاف غادة عبد المنعم لقانون الحياة على الأ
...
-
فى الساعة الثانية و38 دقيقة من يوم 6 يوليو 2011 وضعت (تصور ع
...
المزيد.....
-
فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN
...
-
فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا
...
-
لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو
...
-
المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و
...
-
الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية
...
-
أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر
...
-
-هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت
...
-
رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا
...
-
يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن
-
نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف
...
المزيد.....
-
كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل
...
/ حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
-
ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان
/ سيد صديق
-
تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ
...
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
المثقف العضوي و الثورة
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
الناصرية فى الثورة المضادة
/ عادل العمري
-
العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967
/ عادل العمري
-
المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال
...
/ منى أباظة
-
لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية
/ مزن النّيل
-
عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر
/ مجموعة النداء بالتغيير
-
قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال
...
/ إلهامي الميرغني
المزيد.....
|