أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن يوسف عبد العزيز - ملحمة الحرب والحب














المزيد.....

ملحمة الحرب والحب


حسن يوسف عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 3477 - 2011 / 9 / 5 - 10:27
المحور: الادب والفن
    


هولاء المصطفين على جوانب الطرق
وفى الساحات
ينثرون الورود وعناقيد الفل والياسامين
هولاء الذين يرفعون رايات النصر
والذين يهللون ويكبرون
لا يعرفون شعور الجندى العائد من الحرب
هكذا كان يقول لى صديقى دائما
صديقى الذى مات بين يديا
لفظ انفاسه الاخيره على صدرى
كان يبتسم رغم كل الالام
رغم نزيف الدم من فمه
كان ينظر الى السماء
لم ينطق الشهادتين
كان اسمها اخر كلمه خرجت من فمه
لتسابق صعود روحه
ليلى
محبوبته التى طالما حكى لناعنها
طالما وصف عينيها الساحرتان
وصف شعرها قوامها
كنا نسمع ضحكتها تخرج من بين كلماته
اربعه سنوات على الجبهه
يرسمها على حيطان العنابر
على رمال الصحراء
كان يحفر اسمها على ماسوره البندقيه
لم يكن يفعل شيئا سوى كتابه الشعر والخواطر
سوى سرد الحكايات عن ليلى
احببتها من كلامه
صرت اتخيلها
حلمت بها مئات المرات
كان يقول لى دائما يا صديقى
حينما تقف فى طوابير العرض العسكرى
وتسمع تصفيقات الناس وتهليلاتهم
لا تزهو بانتصارك
سد اذنيك
فهم يهللون لانفسهم
انت اخر من يفكرون فيه
لا احد يا صديقى يشعر بشعور الجندى العائد من الحرب
قال لى
لا تتعجب حينما توزع الانواط والقلائد على
القادة العسكريين على المغنيين المهرجين
وبائعى الكلام
لا تتعجب حينما تجد عاهره فى الصف الاول تستلم نيشان البطوله
اما انت فستقف فى الشمس
كخيال المأته
ستصبح كعرائس البترينات
سيصطف الناس للفرجه عليك وعلى زملائك
دائما كان
يقول لى لا احد يشعر بشعور الجندى القادم من الحرب
فى الحرب يا صديقى لا ينتصر الجنود
ينتصر تجار السلاح الساسه
كان دائما يقول لى
حينما تقف فى ساحه النصر
وتشاهد كل هولاء الذين يصفقون ويهللون
تذكر انك لو عدت مهزوما
كانو سيلعنونك ويبصقون عليك
وربما رجموك بالحجاره
كان يقول لى انظر الى كل الجنود من حولك
وجوههم البائسه
عيونهم الغائره
اجسامهم الهزيله
انهم ابناء بيوت الطين فى القرى
ابناء عشش الصفيح والحوارى والازقة الضيقه
فالاغنياء لا يحاربون
انهم ينتظروننا فى الخارج كى يجنون ثمار انتصارنا
فى منزل امى
صرخت حينما راتنى
كان يديها مخضبه بالطين
ارتميت فى حضنها كطفل تائه منذ سنين
تمنيت لو انى استعيد مكانى فى رحمها
تمنيت لو غسلتنى من دموع بكائها
نظرت بطرف عينيا الى اخوتى الصغار
ينامون على نفس المفرش القديم
الذى كنت انام عليه منذ عشرين سنه
لا شىء تغير
هكذا كان يقول لى صديقى دائما
لا شىء سيتغير
فى الطريق الى بيت ليلى
مشاعر مختلطه
حزن والم فرح لهفه اشتياق
ربما هى تعرف خبر موته
ربما ترتدى الان ملابس الحداد
وتعصب راسها بعصابة سوداء
ربما لا تعرف
ستنهار سترتمى فى احضانى
ستجهش بالبكاء
ربما تسقط مغشيا عليها
كنت اضع كل الاحتمالات فى رأسى
لا انكر انى بداخله فرحه غريبه
ورغبه غير عاديه فى رؤيتها
صعدت سلالم العماره القديمه
طرقت الباب مره اثنتين ثلاثه
فى الرابعه خرجت سيده عجوز من الباب المجاور
عن من تبحث يا بنى
قلت لها عن ليلى
قلت ليلى لقد تزوجت منذ ثلاث سنوات ونيف
ضحكت بهيستريا اخافت السيده فاسرعت نحو الداخل
اخذت اردد كلمات صديقى الغائب
لا احد يعرف شعور الجندى القادم من الحرب
لا احد يعرف شعور الجندى القادم من الحرب



#حسن_يوسف_عبد_العزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كنت احبك
- هولاء
- الشيزوقيراطيه هى الحل
- همهمات طفوليه
- ساحة المعبد المقدسه
- الكلمه ذات الاربع احرف
- مات عم مهدى
- دولة ال
- لكم دينكم ولى دينى


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن يوسف عبد العزيز - ملحمة الحرب والحب