أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم يونس الزريعي - الانتخابات : عباس والبرغوثي وما بينهما














المزيد.....

الانتخابات : عباس والبرغوثي وما بينهما


سليم يونس الزريعي

الحوار المتمدن-العدد: 1035 - 2004 / 12 / 2 - 07:39
المحور: القضية الفلسطينية
    


وأخيرا انتصرت عصبية فتح وتم تجاوز حالات التجاذب الداخلي التي استمرت لفترة ليست قصيرة، بين أجنحتها المختلفة ، وكادت أن تجر في بعض اللحظات الساحة الفلسطينية برمتها إلى المحذور ، وتوحدت خلف محمود عباس كمرشح وحيد عنها لانتخابات رئاسة السلطة التي ستجري في التاسع من كانون ثاني القادم ، باعتباره الاستحقاق الدستوري الأبرز الذي فرضه غياب الرئيس عرفات .

وبذلك تكون حركة فتح قد تمكنت من لجم أي تطلعات مشروعه ( راهنا على الأقل ) لما كان يسمى بالقيادات الشابة لصالح " الحرس القديم " وتحديدا محمود عباس الذي لديه رؤيته وبرنامجه الذي لا يحظى بالقبول لدى قطاعات هامة من أبناء وجماهير فتح ، ناهيك عن أغلبية القوى السياسية ، خاصة تلك التي تتبنى خيار المقاومة واستمرار الانتفاضة ، وتضع حق العودة على رأس أجنداتها السياسية ، باعتباره حقا غير قابل للتنازل عنه أو التفاوض حوله .

وإذا كانت حالة الإرباك السياسي قد غلفت مواقف العديد من القوى ( القوى الإسلامية و بعض أطراف التيار الديمقراطي ) إن لجهة مبدأ المشاركة من عدمه ناهيك عن التقدم بمرشح من قبلها إلى تلك الانتخابات على ضوء قراءتها لذلك الاستحقاق قراءة سياسية تستنكف من أن تكون طرفا مباشرا فيها على الأقل في هذه المرحلة .

إلا أن هناك قوى أخرى ( الجبهة الديمقراطية ـ حزب الشعب ) قد تدارك تلك الحالة بعد أن فشلت محاولة ذلك التيار الاتفاق على التقدم بمرشح واحد ، فآثر كلا من حزب الشعب والجبهة الديمقراطية التقدم بمرشحه الخاص إلى تلك الانتخابات ، حيث رشح حزب الشعب أمينة العام فيما قامت الديمقراطية بترشيح مندوبها في اللجنة التنفيذية لتحرير فلسطين ، ليدخلا في هذا السباق الديمقراطي باتجاه رئاسة السلطة.

وفيما بقي التيار الإسلامي بكل ما له من ثقل يقف على الحافة يراقب المشهد السياسي الذي يتفاعل في داخل الوطن وخارجه ، تقدم العديد من المرشحين غير المحسوبين على أي من القوى السياسية بشكل مباشر إلى هذا الاستحقاق ولعل أبرزهم هو مصطفى البرغوثي الذي أعلن عن ترشيح نفسه بعد أن بادر د. حيدر عبد الشافي بمبادرة شخصية منه بطرح اسم البرغوثي كمرشح للرئاسة عوضا عنه .

ومع هذا الكم من المرشحين يصبح السؤال ما هي المعايير التي على ضوئها سيجري الاختيار والمفاضلة بين مرشح وآخر ؟ إذا ما سلمنا بتوفر الشفافية والديمقراطية المحكومة بشرط النزاهة الفكرية والأخلاقية ، خاصة وأن العديد من هؤلاء المرشحين غير معروف بدرجة كافية تجعل من شخصه سببا مباشرا لثقة الناخبين فيه حتى يتم اختياره ، هنا تصبح البرامج التي يتقدم بها المرشحون هي المعيار الأول في أولوية الاختيار لأي مرشح ليكون على رأس السلطة الوطنية .

وبعد هذا وقبله ، هل من المفيد أن يتقدم كل هذا العدد من المرشحين لاستحقاق الرئاسة ؟ ارتباطا بحجوم القوى السياسية سواء المشاركة بشكل مباشر أو غير مباشر ، وهل مشاركة هذا العدد من هؤلاء المرشحين تستند إلى أساس موضوعي تؤمن لهم حظوظ النجاح ، أم أنها مجرد " همروجة " لا تعدو أن تكون جزءا من متطلبات العرض الانتخابي .

من الطبيعي هنا أن تختلف القراءة وفق زاوية الرؤية للعملية الانتخابية برمتها ، هل هي استحقاق فرضه ظرف غياب عرفات ، أم أنها أيضا جزءا من عملية ديمقراطية مستمرة ؟ وإذا كانت هذه هي البداية فقط ، فهي بالضرورة لن تكون الأخيرة ، هنا تصبح العملية الانتخابية بمثابة تدريب سياسي مجتمعي ( بروفة ) على ممارسة الديمقراطية على أساس البرامج وحضور المؤسسة في الواقع ، باعتبارها الناظم لحياة وفعل جميع الفلسطينيين ، بعيدا عن الإحالة على مفهوم الشخص " الرمز ـ الزعيم " .

وهي مناسبة هامة للجماهير الفلسطينية أن تعيش هذا المشهد بكل ألوان طيفه في الواقع حتى تكون بعد ذلك صمام الأمان الذي من شأنه تقويم أي انحراف للأفعال عن الأقوال لدي أي قوة من القوى بصرف النظر عن نجاح مرشحها من عدمه .

ويمكن القول بعد ذلك أن أي قوة سياسية لم تنخرط في مجرى النضال كنوع من الترف الفكري أو السياسي ، وإنما من اجل الوصول إلى السلطة ، حتى تتمكن باعتبارها تحمل مشروعا مجتمعيا من وضع هذا المشروع (البرنامج ) موضع التنفيذ ، وما من طريق أمام أي قوة من تلك القوى إلا من خلال التداول السلمي للسلطة عبر صناديق الاقتراع .

ويكاد لا يختلف اثنان على أن بعض المرشحين من غير المحسوبين على الفصائل بشكل مباشر، إنما يراهنون وبشكل جدي على الوصول إلى الجولة الثانية من الانتخابات ، وذلك من أجل الحصول على دعم بعض القوى السياسية ( التيار الإسلامي ) تحديدا ، وبعض من قوى التيار الديمقراطي في مواجهة مرشح "حزب السلطة " ‘ إذا لم يتمكن أي من المرشحين من الفوز من الجولة الأولى ، وإذا ما صدق هذا الرهان فإننا سنكون أمام معادلة سياسية جديدة ، وهي بالضرورة ستؤسس لما بعدها ‘ ويبقى بعد ذلك دوام التذكير أن هذا الاستحقاق سيجري والاحتلال يكاد يعد على الشعب الفلسطيني الأنفاس ، وهذا هو التحدي الحقيقي الذي يجب أن يكون على أجندة أي سلطة قادمة من أجل العمل المشترك مع جميع القوى لكنس هذا الاحتلال ، وهذا وحده هو معيار النجاح وليس غيره .



#سليم_يونس_الزريعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ديمقراطية فتح : الهرم مقلوبا
- انتخابات رئاسة السلطة : ودعوى الطهارة السياسية
- الثابت والمتغير بعد عرفات
- فتح : الصراع المكتوم إلى متى ؟
- حذار ...حذار من الفتنة
- عاش الإصلاح ... يسقط الفساد
- عندما يكذب الرئيس ...!!
- أمريكا ـ الكيان الصهيوني : حدود التماهي
- الانتفاضة شمعة أخرى : عزم أقوى ... صمود أشد
- الإرهاب : أشكال مختلف ومسمى واحد
- عمليات الاختطاف في العراق : استعداء مجاني لشعوب العالم
- الإدارة الأمريكية: والتباكي على الدستور اللبناني
- شعث من لقاء شالوم إلى خيمة الاعتصام : اللى استحوا ....!!!!
- القدس تصلي وحدها
- حمى السوبر ستار وتغييب الوعي
- حق العودة والتعويض : في ميزان القانون الدولي
- الوطن : بين القسمة على واحد والقسمة على الجميع
- رأي محكمة العدل الدولية في جدار الفصل العنصري: انتصار للشرعي ...
- أحياء ...أموات
- الفجر يأتي... ولومتأحراً


المزيد.....




- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا الحرب الإسرائيلية على القطاع ...
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 8 صواريخ باليستية أطلقتها القوات ا ...
- -غنّوا-، ذا روك يقول لمشاهدي فيلمه الجديد
- بوليفيا: انهيار أرضي يدمّر 40 منزلاً في لاباز بعد أشهر من ال ...
- في استذكار الراحل العزيز خيون التميمي (أبو أحمد)
- 5 صعوبات أمام ترامب في طريقه لعقد صفقات حول البؤر الساخنة
- قتيل وجريحان بهجوم مسيّرتين إسرائيليتين على صور في جنوب لبنا ...
- خبير أوكراني: زيلينسكي وحلفاؤه -نجحوا- في جعل أوكرانيا ورقة ...
- اختبار قاذف شبكة مضادة للدرونات في منطقة العملية العسكرية ال ...
- اكتشاف إشارة غريبة حدثت قبل دقائق من أحد أقوى الانفجارات الب ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم يونس الزريعي - الانتخابات : عباس والبرغوثي وما بينهما