اسعد عزيز
الحوار المتمدن-العدد: 3476 - 2011 / 9 / 4 - 17:08
المحور:
كتابات ساخرة
انت عميل
انت عميل ؟ قالت موظفة البنك تسئلني ...
جلست عند مكتبها فسرحت في تلك الجملة انت عميل ..كلمة وجدتها معبئة في ذاكرتي تذكرني باشخاص كثيرين ..فلان عميل امريكي وعلان عميل صهيوني ..عميل ماسوني عميل ايراني ..صفوي عميل ..وهابي عميل ..عميل للمخابرات صدامي غميل ..عميل سوفييتي عميل للغرب ...عميل عميل ..كل من يخالفني الراي كنت اكنيه عميلا وليس فالامر غرابة فكلنا ننعت بعضنا بالعمالة وكل الوجوه السياسية هم عندنا عملاء
وقف صدام حسين امام حبل المشنقة وهنالك من يردد انه عميل لامريكا !!!!
ملوك العراق ..نوري السعيد ..الانقلابين والمقلوب عليهم كلهم نعتوا بالعمالة
السادات والذي انجز بالسلام مالم ينجزه هو وعبد الناصربالحرب عميل ايضا الملك حسين والذي حمل بلده ومشى به متوازنا على حبل بين قمم من الاظطرابات السياسية عميل ايضا ... الملوك والقادة الاخرين ... الى مالانهاية
فمن اين يخرج هولاء السياسيون اوليسوا من ابناء الشعب ام يهبطون علينا من كوكب العملاء هناك من فوق...
وفي تناولنا للتاريخ مايمثل بيئة لهذا النهج الفكري فنحن نتباكى ونردد القول ان اليهود هم خلف بعض من اهم الفتن في تاريخنا الاسلامي كموضوع خلق القران وممارسات عاشوراء, وحتى موضوع الخلافة ولعل شخصية عبد الله ابن سبا خير مثال على هذه النقطة ..ونقول متباكين ان الاستعمار هو الذي زرع الفرقة بين السنة والشيعة وان امريكا الان واسرائيل هما من يقفان خلف دعوات الشقاق وفتاوى التكفير وان الفرس الجوس لهم دورهم ايضا ...
ومعنى هذا ان هنالك من بيننا عملاء للطرف الاخر وهم من يعملون لتحققيق اهداف هولاء الملاعين
الفرس المجوس دخلوا ديننا لكي يفسدوه علينا ( ندخل دينهم لنفسده عليهم ..الخ..) يعني بالنتيجة ان الشيعة عملاء
فلماذا لاندخل نحن بدينهم فنفسده عليهم ....هل تصلح هذه الخطة ؟
لماذا لاندخل بدين الصهاينة فنفسده عليهم اولا نقول انهم دخلوا في ديننا وعملوا على افساده علينا ....
لماذا لا نتغلغل بين الامريكان ونفسد حالهم ونجند منهم عملاء ونقلب الاية راس على عقب فبدلا من اهزوجة يا فلان باجبان ياعميل الامريكان ربما تصبح الاهزوجة وبعد ترجمتها الى الانكليزية : يا اوباما ياجبان ياعميل للعربان
اذا ربما يتضح في مرحلة ما ان اوباما كان عميلا للمخابرات العراقية او الليبية .
لماذا كانت تقافتنا وفكرنا قابلين للاختراق الى هذه الدرجة بحيث يمكن ان نتخيل كل هذا الكم من الاخرين ممن يختلفون معنا انهم عملاء للعدو ....فلعل المشكلة اذن هي في الفكر الذي نحمله فكر قابل للطعن به من كل من هب ودب من اعدائنا الملاعين
لماذا لا تتسع مساحة تفكيرنا لتتقبل وجه نظر الاخرين بدلا من القذف بهم في مستقع العمالة
هل بالله عليكم سمعتم يوما عن جدل في اسرائيل واتهامات بالعمالة للعراق
فلماذا لا .......
جزى الله رأفت الهجان خيرا فلقد خفف علينا قليلا بمغامراته البوليسية الاستخباراتية مع العدو( وايضا نضاله العاطفي مع نساء العدو ) ولو اني اشك ايضا بأنه عميل اسرائبلي !!!! ...
لو قلنا ان الخلل ليس فكري بل لان العدو يملك الامكانيات المادية افلا نملك نحن ومنذ اكتشاف النفط امكانيات مادية عملاقة
.فلماذا لم نستطع ن ان نقلب المعادلة ..او نوازنها على الاقل ....
هنالك الان جوامع تبنى حتى في القطب الشمالي ...فالمسالة اذن ليست مسالة امكانيات بل هي حتما مسالة فكر ..
فكر متصلب جامد لا يتقبل المراجعة في عالم قائم على المراجعة والنقد
نعم وصل النفوذ العربي والاسلامي الى القطب الشمالي ولكن ماهو شاخصه ...شاخصه مسجد وليس مدرسة او موسسة خدمية
وهذا امر يثير اسئلة عديدة تؤشر الى بيئتنا الفكرية ...
فهل هذا الجامع للسنة ام للشيعة ام هو اباضي ام صوفي وام وام ولماذا وكيف ..كيف ان فئة واحدة هي على صواب
والسبيعين فرقة الاخرى هي ضالة كافرة وعميلة ؟ والبقية تاتي , وهذا الامر يحصل فعلا في افريقيا فالجمعيات الاسلامية المختلفة والتي تنشط هنالك تمارس هذا النهج تماما ! فأول الامر دعوة الى الاسلام ثم كتالوك من عشرة الاف صفحة عن لماذا ان فئة واحدة هي على الصراط المستقيم وان الاخرين كلهم مندسون عملاء !!
هل نمتلك فكر انساني راقي ومتقدم نقدمه للعالم ام شتات فكري قابل للطعن وللاختراق ببساطة ...بيئة مريضة تخرج عملاء للاخرين باعداد لاحصر لها تصل الى مستوى طوائف واعراق باكملها ...
اما اكثر اوصاف العمالة غموضا واثارة وتشويقا فهو لقب عميل ماسوني ....
مالذي يعني ماسوني والله لست ادري , يقولون يعني بناء ....استطيع الاستنتاج اذن ان اي عامل بناء جالس على قارعة الطريق بانتظار رزقه قد يكون ماسونيا ...لان الماسونية هي شلة بنائيين !!!
وتمهتي الماسونية والعمالة لليهود هما كحال الطماطم تصلح لكل طبخة .
حتى الحمار لم يفلت من تهمة العمالة فلقد قرات مقالا تهكميا موخرا عن الحمار سموكي وهو الحمار الذي اصطحبه احد الضباط الامريكان الى امريكا بعد ان استخدمه فترة من الزمن في احدى قواعدهم في العراق, وكاتب المقال وصف الحمار من باب التشيبيه والتهكم بانه عميل امريكي !!!.
ولعلي انهي مقالي بهذه القصة التي ذكرها لي احد الاصدقاء فلقد سعى هو واخرين من المسلمين المقيمين في احدى البلدات الصغيرة في استراليا وعددهم لايتجاوز بضع عشرات ,الى اقامة تجمع لهم هنالك . وسرعان ما دبت خلافات طائفية واتهامات بالتجسس والعمالة للشرطة الاسترالية !!!!
العميل الوحيد الذي انا متيقن الان من عمالته هو انا والدليل هذه البطاقة التي تحمل اسمي واسم الجهة التي انا عميل لها
والتي استصدرتها لي موظفة البنك الجميلة هذه . اما الاخرين فلست ادري ...
#اسعد_عزيز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟