أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مكارم ابراهيم - العراق بحاجة الى ثورة فكرية














المزيد.....

العراق بحاجة الى ثورة فكرية


مكارم ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3476 - 2011 / 9 / 4 - 19:02
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


هناك من يرى أن الوضع العراقي المآساوي وفشل الاحتجاجات في التغييرهو لعدم وجود أحزاب يسارية فعالة اوديمقراطية فعالة تساعد على إحداث توازن سياسي مع الاحزاب الدينية في القرارات الصادرة للحكومة . وبالفعل يمكن إعتبار هذا سببا حيث يتم اقصاء احزاب تختلف عن فكرالاحزاب الدينية الحاكمة حاليا في العراق. حيث يسمح للفتاوي التي لاياخذ بها المفتي نفسه يسمح لها بإلغاء القوانين المدنية الانسانية وتقييد حركة المواطن العراقي ماعدا حركة الرجوع للوراء.

وهناك من يرى أن تدخلات ايران في كل حيثيات الوضع السياسي في العراق هو سبب الوضع المآساوي . وبالفعل يمكن إعتبار ذلك ايضا سببا آخر.فايران تسيطرحاليا ليس فقط على قرارات الحكومة العراقية , بل تقصف مناطق كردية في كردستان, وتغلق العديد من الجداول المائية التي تنبع من اراضيها وتصب في العراق, بحيث سببت في هروب السكان قبل ان يدركهم الموت.

والفئة الكبيرة ترى ان سبب الوضع الماساوي في العراق يعود للتخلف وللاخلاق العراقية الفاسدة او المنافقة كما وصفها عالم الاجتماع العراقي علي الوردي . ولااعلم اذا كان المقصود بهذا الكلام بان الاخلاق الفاسدة متشكلة في الجينات وعلينا بهذه الحالة ان نقتنع بفسادنا وغباؤنا ونترك الاخرين ينهبوننا ونشكرهم اذا تكرموا علينا بالاحتلال.

وتبقى هناك فئة صغيرة ترى ان سبب تراجيديا الوضع العراقي يعود الى الاحتلال الامريكي ووهمية السيادة الوطنية للعراق. وهذا السبب لايمكن ان ينكره سوى السٌذج ويبدو ان عددهم كبير.

في مقالة للكاتب الدنماركي هيرمان كنوسن الموسومة ( من فيتنام والى العراق) يقول" بعد ان تم اسقاط صدام عام 2003 صرح وزير خارجية الدنمارك حينها بير ستي موللر بان الحكومة العراقية الانتقالية التي اختارتها امريكا تطلب منا البقاء في العراق لان انسحابنا يعني تثبيت الارهاب"..ويضيف هيرمان " الحقيقة على العكس من ذلك حيث أن الارهاب والخطف والتفجيرات كانت نتائج غزو امريكا للعراق. وبكلمة مختصرة نحن من انتجنا الارهاب من اجل استمرار بقاءنا في العراق الذي ادى الى ازدياد كره الشعوب العربية لنا. لقد استطاعت امريكا نقل الارهاب الى العراق بحجة امتلاكه لاسلحة الدمار الشامل, التي لم يستطيعوا العثور عليها في العراق".
كما ان امريكا احتلت العراق بحجة نشر الديمقراطية الوهمية , الديمقراطية التي هي اصلا لاتملكها في بلدها, وبحجة اسقاط ديكتاتور اسمه صدام. نعم ديكتاتور هي من ساندته في حربه الطويلة على ايران وهي من ساندته ساندته وهو يبيد قرية حلبجة ويبيد الشيعة وساندته بالقضاء على انتفاضة شعبان التي كانت على وشك انهاء حكم صدام .
بكل هذه الحجج العفنة الغبية استطاعت امريكا غزو العراق ومازالت على ارضه وجلبت معها كل جماعات الارهاب من كل حدب وصوب وهكذا بدأت مسلسلات الانفجارات والاختطافات والاغتيالات للعلماء والمفكرين ولكل أفراد الشعب ومشاهد ذبح الشعب العراقي على جماعات ارهابية متنوعة الهويات.

فحكومة البيت الاسود الامريكية( لاعلاقة للون الاسود بلون اوباما مع احترامي لكل الاعراق ) استطاعت بكل خبث ان تنقل معركتها مع القاعدة الى ارض العراق وبدات مجموعات مختلفة تقاتل بعضها بحيث ادت الى تشريد 2 مليون عراقي بفترة وجيزة بعد الغزو, ومن اجل الحصول على مكاسب عديدة الى جانب نهب خيرات العراق بمساعدة حفنة الحرامية الذين عينتهم امريكا في الحكومة ,نعم لقد عين بول بريميرالمسؤول عن اعادة اعمار العراق بعد ان دمرتها حكومته بالصواريخ والمختص بشؤون الارهاب (والنعم) لقد عين بول بريمر حفنة حرامية أمية في حكومة العراق باسم معارضة عراقية لصدام هؤلاء لم يتجرؤا ان يمثلوا معارضة لصدام عندما كان صدام على قيد العراق ولكن عند تحالفهم مع حكومة واشنطن استطاعوا ان ينسبوا لانفسهم لقب المعارضة لصدام واستغفلوا الشعب العراقي بهذا اللقب العظيم الذي يتبرأ منه.

لقد حولت حكومة امريكا العراق الى ساحة معركة مع القاعدة واليوم يمثل الشعب العراقي ضحية هذه الحرب هذه الحرب التي فتحت ابواب العراق امام الارهاب الذي يحصد العراقي بكل اطيافه العربي, الكردي, اليهودي , المسيحي, المسلم, الكلداني,الاشوري, والايزيدي كل المذاهب.

استطاعت امريكا ان تعين من تشاء وتقيل من تشاء وتوقيف تعيين من تشاء. فلا يخفى على الجميع عدا القلة من الاميين بان العراق وحتى هذه الساعة لايملك وزير داخلية ولاوزير دفاع ودولة اذا صح التعبير بدون هاتين الحقيبتين لايمكن ان تسير . فقد مر على العراق بعد الاحتلال فترة بدون ان يكون لديها وزير داخلية ووزير دفاع وبمجرد مقتل ابو مصعب الزرقاوي ببضعة ايام تم تعيين وزير دفاع ووزير داخلية واليوم هناك هناك توقعات بمجرد توقيع الحكومة العراقية على إتفاقية تمديد فترة بقاء القوات الامريكية في العراق سيتم تعيين وزير الداخلية ووزيرالدفاع مباشرة.

من المثير للسخرية ان نتحدث اليوم عن العراق كدولة لها حكومة ومؤسسات وقانون ودستور. والحقيقة هي ان العراق دولة بدون حكومة بدون مؤسسات بدون مفكرين فالحكومة عبارة عن حفة لصوص لااكثر ولااقل تنهب ثروات البلد.

وختاما وللدقة في عنوان المقالة يمكن ان أقول بانه ليس الشعب العراقي وحده بحاجة الى إعادة تثقيف جذرية والى ثورة فكرية بل كل إخوتنا في الدول المجاورة بحاجة الى ثورة فكرية. وهنا الكلام للجميع وكما قال الكاتب الدنماركي هيرمان كنوسن" لقد قادت أمريكا حربا ضد الشيوعيون بحجة أن الشيوعيين يريدون قيادة العالم. واليوم تقود امريكا حربا ضد الارهاب بحجة ان المسلمين يريدون قيادة العالم. فعلينا ان نفهم أن الارهاب في العراق خلق بعد الاحتلال الامريكي للعراق وليس العكس".
مكارم ابراهيم



#مكارم_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمريكا وحقوق الانسان/شِعاروتطبيق
- الصراع الطبقي في الدول الاسكندنافية
- المجد لأبطال مريرت في المغرب
- الإغتصاب في الغرب بالأرقام
- العولمة وتسونامي الازمة المالية
- وأخيرا اليساريون كانوا على حق!
- الدعم الغربي الى ليبيا وافريقيا
- الى نوري المالكي
- المتمردون الشباب والرأسمالية
- حوار مع الكاتبة العراقية مكارم إبراهيم
- الليبرالية الحديثة!
- تحقيرالطبقة العاملة وراء أحداث لندن
- احداث شغب في لندن!
- (الماسونية)وحكومة عالمية واحدة/ الجزء5
- (الماسونية) والحرب على العراق/ الجزء 4
- (الماسونية) علاقة المصارف بالحروب /جزء2
- الماسونية وصنع الاقتصاد من الدّين والفوائد
- معاداة الماركسية
- الهوس الجنسي أسبابه !
- هل الخليج عربي أم فارسي؟


المزيد.....




- السعودية تعلن عن إجمالي عدد الوفيات خلال الحج هذا العام.. غا ...
- لحظة بلحظة.. تفاصيل وتداعيات هجوم قوات كييف على سيفاستوبول. ...
- جرحى إسرائيليون بهجوم صاروخي لحزب الله على موقع المطلة
- رسميا.. السعودية تعلن ارتفاع عدد الوفيات بموسم الحج
- شاهد: سفن محملة بالمعونات الإنسانية ترسو على الرصيف العائم ق ...
- سيلفي مع رونالدو- تشديد إجراءات الأمن ضد مقتحمي الملاعب بأمم ...
- ردع حزب الله لإسرائيل.. معادلة منع الحرب
- ضجة في إسرائيل بعد انتشار مشاهد -صادمة- لنقل جريح فلسطيني عل ...
- قديروف عن الهجمات الإرهابية في داغستان: ما حدث استفزاز حقير ...
- ارتفاع عدد ضحايا الهجوم الإرهابي الأوكراني على سيفاستوبول إل ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مكارم ابراهيم - العراق بحاجة الى ثورة فكرية