أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مقداد عبد الرضا - شهادة - سينما














المزيد.....

شهادة - سينما


مقداد عبد الرضا

الحوار المتمدن-العدد: 1035 - 2004 / 12 / 2 - 08:09
المحور: الادب والفن
    


لبط الشبوط فعكر وجه الماء ,, منه اغتاظ ابي فشد على زعنفته وطوح به الى تنور امي معدا لها وجبة غذاء احتفالا بأربعينية قدومي الى هذا العالم .. وقتها لم اصرخ ,, انطلقت من حلم سبحت فيه مع سرب السمك ( المحزون ) ,, كاد سيدي الخضر الساكن في الماء ان يغريني بنداءه في الغوص الى مستقره لولا ذلك العسكري الذي قذف بجسده متوسلا الخضر ان لم يحن الوقت بعد ,, تقدم مني ابي اثناء رقادي همس في اذني ,, قال ,, ان شئت التدخل في شؤون هذا العالم فأعلم ان الولادة سينما ,, السباحة سينما ,, تقاطع الجثث الحديدية سينما والزمان سينما سترى فيها مقابر فغرت افواهها من تزاحم الاجساد اقامها الغول ,, والمكان سينما سيسود من هطول القنابل ,, والخيانات سينما كبيرة تدخل من خرم الابرة ,, والنسيان سينما موحشة ,, اياك والنسيان فأنه نقمة ,, الحب سينما تقصم ظهر الوحشة ,, الموت سينما تقترب من الكوميديا ,, فأنت ترى ( وهذا ابي ) كم من الشرور ستمارس ,, الموت سيقترب بناءا على الامتلاك الداعر ,, اليست هذه كوميديا ؟ .. قلت ياأبي في وقت ماقبل الولادة وأمام الساحة الترابية لقريتنا كنت اشاهد نفسي وأنا اهرع مع اقراني لأرى حفلة تراب تتوسطها قطعة قماش بالابيض والاسود وأناس يتحركون مثلنا فأندهش وأروح ارفس بقوة كير امي علها تقذف بي ,, وكان ذاك ,,.. في تلك اللحظات اليومية والتي كانت فيها الشمس تغوص في هامة الارض والظلام يكاد يرخي سدوله ,, وسعال عامل الفوانيس الذي غادر وهو يحتضن آخر فانوس اناره ,, وأبي الذي يقذف بجسده ( كجلمود صخر ) ألى نهر ديالى الذي جف الان ,, وهديل الحمام الذي استوطن اعلى بيتنا الطيني ,, وامي التي كانت تتشائم من نواحه ( يمه يجيب الخراب ) ,, وكانت نبوءة امي على صواب ,, غبار قريتنا يتراقص مع فوانيس ( المرحوم ) ,, كانت تأتي مقرقعة تدوى فيرتبك فرح الجميع بقدومها ,, جاءت السينما ,, يتحول كل شىء انذاك الى ابيض الاعباءات النساء التي غطت فيما بعد ساحات اخرى تعرفت عليها فيما بعد ,, ساحات اعدام ,, ساحات قتال ,, كنت اتساءل وأنا ذلك الغر الذي بدأ يرنو الى سروال جارته الاحمر الشفيف فيلتهب حبا ,, لم لاتكون هناك ساحات للحب ؟ ساحات للالعاب ؟ ,, لم اكن اعلم ان السينما كانت تنصب لي فخا ,, فكل ماكنت اراه من حب تحول الى حرب ,, الى موت .. لقد مضى زمن طويل على رقاد هؤلاء الجنود وهم في مواضعهم خوفا من ساحات الاعدام التي خلفهم وساحات الموت التي امامهم ,, تهرأت جلودهم ,, وذات صباح شتوي قارس اطلق الرب دموعه بغزارة حزنا وشفقة على ارواحهم ,, على اجسادهم ,, دعاهم الى ساحة التنظيف ,, وهكذا كان الجميع ( ربي كما خلقتني ) هرع الكل يبارك دموع الرب ويغتسل بها تحت خيمته الزرقاء ,, هل كان الرب ينصب فخا هو ايضا ففي رغوة البلل ابتدأ الرجم ,, اختلط الدم بالدمع بالوحل بالصراخ ,, اجساد بدون ارجل تركض وأذرع تحلق في الفضاء يحتضن بعضها البعض ,, رأس مقطوع استدار نحوي قال كلمات نظر الى الرب تمتم بكلمات وأغمض عينيه ,, وكما فعل ابي عند ولادتي ,, ادنيت اذني منه ,, همس قائلا ,, كلها ساحات للالعاب ,, فأنت ترى الان هذه اللعبة ,, الم تر قبلها لعبة الاعدام ؟ .. هاهي الساحات تقودني الى ساحة السينما ,, الغول ينشر الرذاذ في الساحات ,, هذا الرذاذ ملتصق بوجهي ,, احاول ان امسك به يتطاير ,, الامسه يتطاير ,, اضع امامه مرآة ساحر يلتصق بالساحر ,, افتح كتاب النجوم يتحول الى نجمة ( ام ذويل ) ,, ولدي يسألني هل ترى ياأبي ؟ قلت ماذا ؟ قال هذا الرذاذ في كراسي المدرسي ,, يحلق الرذاذ ويلتصق بسقف فمي وأصمت ,, اهيل عليه الماء يتطاير ,, احتضن ولدي خوفا عليه من الرذاذ فتنتصب امامي قرية رمتها الطائرات بالرذاذ ,, منها ارسم خطا لرجل يبقى شاهدا على المذبحة ,, من بين اصابعه تفلت منه ذاكرته ,, تطارده مؤسسة الغول ,, تبعث به الى مصح عبر احد مخبريها ,, يدخل المصح ,, ينصحه كاتب الاسى بأن لايفتح اى من هذه الابواب التي امامه ,, يخل بالنصيحة ويهشم بجمجمته اول باب ,, يجد هناك مقعدان يجلس فوق احدهم كاتب الاسى ويتخذ هو لنفسه المقعد الآخر ,, يسأل كاتب الأسى ,, الى اين يقود هذا الباب ؟ الى ساحة يجيبه كاتب الاسى ,, يتقدم ويهشم برأسه هذا الباب ليطل على ساحة خضراء وارفة يقبع عند منتصفها تابوت فغر فاه ,, يتقدم نحو التابوت يرقد فيه يتقدم منه كاتب الأسى يغلق عليه التابوت ,, عندها تدخل عربات يدفعها رجال ينشغلون برفع الساحة برمتها ,, يلفون العشب ,, يفكون الشبابيك ,, يرفعون الابواب ,, اختفى المصح ,, اختفى المخبر ,, وحدي انا اقبع تحت غطاء وسط صحراء ,,.. الم اقل ان النبوءة كانت تبدأ من غبار قريتنا ؟..



#مقداد_عبد_الرضا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مقداد عبد الرضا - شهادة - سينما