لا طابت ولا غده شرها

هادي حسين الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 3476 - 2011 / 9 / 3 - 23:28
المحور: سيرة ذاتية
    

اربعة جمعهم انتظار السيارة قال الاول : اسفا على ايام الخير
نظر الثلاثة مستفهمين عن ايام الخير
اجاب من دون تردد : العهد الملكي بالطبع ... وتسالوني لماذا ... الحياة منظمة وهناك دستور .. وهناك محاسبة لكل مسيء ...
قال الثاني مستهجنا : وماذا عن الفساد المتفشي والاقطاع وبيوت الصفيح والاكواخ؟؟؟؟؟؟؟ والفقر الضارب اعماق العراق؟؟
ضحك الاول منتصرا وقال : الحمد لله نحن في زمن الخير ... لا اكواخ ولا صفيح ولا رشوة ولا سلب لاموال العراق ... العراق الان بعد تحرير الامريكان له بيد الشرفاء حيث حفظوا للنا كرامتنا من خلال تصديهم لدول الجوار التي اساءت واستهانت بشعب تاريخه ممتد الجذور ... ولم يفرطوا بدينار واحد ولم يسرقوا ثروات الشعب الفقير ....
قاطعه احدهم : انت تستهزيء بحكو مة دولة القانون ؟
- انا اتحدث عن سرقات قام بها الامناء على بلدهم واتحدث عن الفقر المزمن لشعب كانت ولا تزال ثرواته تنهب من اولياء الامور منذ قيام دولة بني العباس وما تلاها من ترك وعجم ومن مخاص ومخانيث ... وفي عهد العراق المعاصر تناوب عليه الانكليز ورسموا له مستقبله واستوردوا له مليكا مطرود من مكة ثم جاء عصر الانقلابات وتم تصنيف الشعب على امز جة الثوار الجدد.. والناس في هذا البلد مثل اسد في قفص ... ودول الجوار تنمو وتنعم بخيراتها ونحن ينمو فينا التخلف والفقر والجهل ... والامريكان تصدقوا علينا فازاحوا اخر الطغاة الثوار واحلوا محلهم ابناء البلد ووضعوا لهم منهجا لن يحيدوا عنه .... وغضوا طرفه عن الفساد الجديد الناتج عن اموال سائبة وافواه جائعة لم تكن تحلم في يوم ان تعبر مرحلة الفقر والعوز ............. صارت سيارات مصفحة وحمايات حارسة .... لشخوص كانوا زملاء للارصفة والمقاهي .... العهد الملكي لم تحدث به سرقات من مثل سرقات سنوات التحرير وكانت الوزارات تتهاوى في حالة تعرضها للمحاسبة ...
صرخ الرابع : اسرعوا جاء الباص ...
تركوه يشرح ... وتقافزوا في الحافلة ....
فغر فاه وصاح : اولاد الكلب ... تركوني وراحوا... حقا انا غبي.. العراق هو نفسه عبر الازمنة مغتصب الحقوق .. ولسان حاله يقول :: لا طابت ولا غده شرها...............

#هادي_حسين_الموسوي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات