أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محسن النصار - الدراما التلفزيونية العراقية والأفق المستقبلي















المزيد.....

الدراما التلفزيونية العراقية والأفق المستقبلي


محسن النصار

الحوار المتمدن-العدد: 3476 - 2011 / 9 / 3 - 19:04
المحور: الادب والفن
    


الدراما العراقية تبشر بأفق مستقبلي للأنتاج , ففي شهر رمضان في هذا العام 2011 كان متنفسا لأعمال درامية عراقية أكثر من المتوقع , جعلت المشاهد العراقي في حيرة من امره في متابعتها ومشاهدتها كلها فكان امام المشاهد أختيار الأجمل من ناحية الشكل والمضمون .. وقد خلقت المسلسلات العراقية منافسة قوية بين الفضائيات العراقية حيث تسابقت كل منها للفوز بالعرض المتميز والمؤثر .. ورغم هذه المنافسة القوية ,لمس وشعر المشاهد ان أحداث المسلسلات غير مستمدة من الواقع بمرارتها وحلاوتها والدليل ان الأحداث تبدو في معظم الأعمال المعروضة غير منطقية ومحاطة بهالة من الخيال بعيدة عن الواقع ,فقد تعود المشاهد العراقي طيلة السنوات الماضية ، على مشاهدة الدراما العربية في رمضان وخاصة السورية والمصرية لأنهما كانتا الأفضل في الشهر الفضيل . لأن الدراما المحلية ظلت شحيحة وتفتقر أليها الفضائيات العراقية فلم يقوم المشاهد على متابعتها إلا بأوقات نادرة جدا وخاصة بعد أنتهاء الشهر الفضيل وذلك لكثرة ما تقدمه الفضائيات العربية من دراما ممتعة وترفيهية
ولكن في هذا العام تزدهر المسلسلات العراقية في رمضان المبارك أكثر من أي موسم آخر، وأقدم الناس على مشاهدتها بالرغم من كل السلبيات والأفكاروالمضامين البعيدة عن الواقع .والتي يرى فيها المشاهد متنفساً للتسلية. ويبقى المحتوى لهذه المسلسلات محل جدل ونقاش بين الناس.والمتابعين للفن الدرامي .
من الخطوات الرائعة التي اقدمت عليها قناة "العراقيَّة" مساهمتها في إنتاج عدد من المسلسلات العراقية ومحاولة ملئ الفراغ الذي عانت منه خلال السنوات الماضية ، كما أنَّها تتميَّزت عن سواها من القنوات التلفزيونية بتصوير أعمالها الدرامية في العراق، على عكس القنوات الأخرى الَّتي وجدت لها في السَّاحة السوريَّة والمصريَّة مكانًا لتصوير أعمالها، كما أنَّ مخرجين سوريين وأردنيين قاموا بإخراج بعضًا من هذه الأعمال وهو أمرٌ لافتٌ للنظر، كما يمكن الإشارة إلى أنَّ الأعمال الدرامية التَّاريخيَّة لم تنصف البيئة العراقيَّة بمقوماتها المتميزة .
فكان إنتاج الدراما لقناة "العراقيَّة" في مضامينه وأطروحاته يعود إلى الماضي بحثا في التركة المدمرة الَّتي تركها النظام السابق، في توضيح المآسي الَّتي عان منها العراق ولحقت بالمجتمع العراقي الويلات من جميع النواحي لاسيما الناحية الإجتماعية، ففي مسلسل "غربة وطن" للكاتب سعدي عبد الكريم، والمخرج جلال كامل، تدور أحداث المسلسل حول أم لولدين أحدهما في الخارج، والآخر في الداخل، يعاني كل منهما آلام الغربة، ويناقش هذا العمل الدرامي فترة الحصار الإقتصادي خلال مرحلة التِّسعينيات وآثارها المأساوية على العائلة العراقية.
ومسلسل "سنوات تحت الرماد"، تأليف مثال غازي، وإخراج فارس طعمة التميمي، وهو مسلسل إجتماعي يتناول ظاهرة الفساد الإداري والإجتماعي في دوائر الدولة، كذلك يتناول أناسًا خيرين في هذا البلد يعملون ضد الفساد ولا ينجرفون معه، وكذلك يحتوي بعض اللمسات العاطفية والرومانسية .
كما أنتجت قناة العراقية مسلسل "نقرة السلمان"، تأليف حامد المالكي، وإخراج هاشم أبو عراق، ويتحدَّث المسلسل عن السجن الرهيب "سجن نقرة السلمان" المعروف في مرحلة السِّتينيات، ويحكي مأساة العرب والكرد أبان النظام السابق والمأسي والويلات التي تعرضوا لها .
وكذلك قامت قناة "العراقية" بأنتاج مسلسل "الهروب المستحيل" من تاليف حامد المالكي وإخراج الفنان عزام صالح،هو مسلسلتدور أحداثه في إطار سياسي اجتماعي حيث معاناة الشعب العراقي والحصار والغش في تلك الفترة ويتحدَّث عن الزمن الذي ضاع فيه العراق والعراقيين ما بين الغربة والحصار، واستلاب الشَّخصيَّة العراقيَّة على الرغم من حميميَّة المحلَّة والألفة والجيرة، كما يتحدَّث عن دمار الحروب وعبثيتها، وهو عمل يلم بكل تفاصيل معاناة الشَّعب العراقي أيَّام الحصار، وهو رسالة ضد الدكتاتوريَّة والحروب والإستلاب، والتهجير القسريالذي يؤدي بالأنسان الى الأنسلاخ عن مجتمعة الذي عاش فيه واحبه .
اما الدراما التلفزيونية في القنوات الأخرى والَّتي وجدت لها في السَّاحة المصريَّة والسورية مكانًا لتصوير أعمالها، كما أنَّ بعض هذه القنوات استعانت بمخرجين سوريين وأردنيين قاموا بإخراج عددا من الأعمال الدرامية .
فقناة "الشَّرقيَّة" قامت بانتاج مسلسل بعنوان "الباب الشَّرقي" يتحدَّث عن المظاهرات في أيَّام الجمعة في ساحة التحرير لتضع فرصة التَّظاهرات الَّتي حدثت في بغداد والمحافظات وجعلتها حاضرةً في "في الباب الشرقي "وحاولت جعلها مدججة بالرعب والخوف، لتنسج قصصًا فيها إشاراتٍ واضحةٍ ضد الحكومة القائمة، ، وتمَّ تصويره في مصر، وهذا العمل من تأليف عبد الخالق كريم، وإخراج باسم قهار، في أوَّل تجربة إخراجية له، وكذلك قامت قناة" الشرقية " أنتاج مسلسل "فاتنة بغداد" الذي يتناول السيرة الذاتيَّة للمطربة العراقيَّة، عفيفة اسكندر، والَّتي تعتبر من أبرز المطربات العراقيات ، وتناول المسلسل رحلتها الفنيَّة، وما قدَّمته من أغانٍ عراقية جميلةٍ، إضافة إلى معاصرتها للعديد من الشَّخصيَّات السِّياسيَّة والأدبيَّة في تلك المرحلة، والمسلسل من تأليف علي صبري، وإخراج علي أبو سيف، وكذلك قامت القناة بانتاج المسلسل الكوميدي الذي يحمل عنوان "سائق الستوتة"، من بطولة وتأليف قاسم الملاك ذاته، وإخراج جمال عبد جاسم،وأيضًا لديها مسلسل بعنوان "سامبا"، بطولة المطربة دالي، والفنان أياد راضي، وهو كوميدي غنائي راقص. وعمل "طيور فوق أشرعة الجحيم" للمخرج فهد ميري، ومسلسل بعنوان "واحد صفر"، مسلسل كوميدي تأليف محمد قاسم واخراج اكرم كامل، يتناول شخصين أحدهما طويل يجسِّد دوره ناهي مهدي، والآخر قصير جدًّا يجسِّد دوره عدي عبد الستار، يطلق عليهما المعلم رقمي واحد وصفر.
أمَّا قناة "البغداديَّة" فهي الأخرى سعت جاهدة في إنتاج عدد من المسلسلات المتنوعة الَّتي أرادت فيها أنّْ تقترب من هموم المواطن عبر اسقاطات عديدة واضحة، فلديها مسلسل "أبو طبر"، تأليف الكاتب حامد المالكي، وإخراج المخرج السوري سامي جنادي، وهو يحكي قصَّة أحداث مرَّت في العراق في سبعينيات القرن الماضي، فالشَّخصيَّة واقعيَّة لرجل مصاب بمرض إنفصام الشَّخصيَّة إرتكب العديد من الجرائم بآلةٍ حادَّةٍ هي "الطبر"، وبث الذعر بين العوائل البغداديَّة لأنَّ مسرح جرائمه اقتصر آنذاك على العاصمة بغداد إلى أنّْ تمَّ القبض على عصابته المكوِّنة منه، وكانت تساعده زوجته وأخيه، ولديها مسلسل "وكر الذيب" تمثيل المغني حسام الرسام للمخرج أيمن ناصر الدين، ومسلسل "طيور فوق أشرعة الجحيم" تأليف عباس علي، وإخراج السوري فهد ميري، والذي يسلِّط الضوء على شريحة الأطفال الذين يستخدمون في مكبَّات النفايات والعمل بالتسول والمتاجرة بهم وبأعضائهم.
ولديها مسلسل "قيس وليلى" من تأليف محمد فوزي واخراج سلام عرب أمَّا قناة "الرشيد" فهي حاولت كسب المشاهد من خلال الكوميديا حيث أنتجت عدَّة مسلسلات منها، مسلسل "ألف ليلة وليلة" إخراج أوس الشَّرقي، والجزء الثاني من مسلسل "عزوز وتمارا" إخراج أسامة الشَّرقي.
ويجب أن نؤكد الدورالكبير للمخرج التلفزيوني فى مرحلة ما قبل الإنتاج pre- production حيث يبدأ فى الاهتمام بالتفاصيل و التنسيق بين كافة جهود العاملين فى الإنتاج , بدءاً ممن يقفون أمام الكاميرا وحتى من يقفون خلفها والاهتمام بما ستقوم به الكاميرا وأوضاع التصوير واختيار اللقطات أثناء الإنتاج, والإشراف على مرحلة ما بعد التصوير . وبعبارة أخرى فإن المخرج هو قائد الصف الأمامى الذى يبدأ دوره من مرحلة تسلُّم النص وحتى يصل به إلى آخر مرحلة تفصيلية من مراحل الإنتاج التلفزيونى , المخرج هو القائد الفنى فى عملية صناعة العمل التلفزيونى ، وهو المسئول عن ترجمة السيناريو إلى الشاشة ، والتأكد من تكامل العناصر الفنية فى حدود الميزانية المتاحة للعمل الفنى التلفزيونى ,ويتركز العمل الرئيسى للمخرج أثناء مرحلة الإنتاج (التصوير ) على توجيه الطاقات الإبداعية لمجموعة العمل والممثلين إلا أن عمله يشمل أيضاً مراحل ما قبل الإنتاج ( السيناريو والإعداد ) ، وما بعد الإنتاج (المونتاج ) ، وإن كان هذا أيضاً يعتمد على طبيعة العمل الفنى التلفزيونى . وهناك مدرستان تنظران بطريقتين مختلفتين إلى دورالمخرج فى صناعة العمل الدرامي التلفزيونى ، فترى الأولى المخرج صاحب العمل الدرامي التلفزيونى و"مؤلفه" " بينما تراه الثانية شريكاً فى العمل وقائداً له . وقد تراجعت حديثاً نظرية المخرج المؤلف بسبب التقدير المتزايد للطبيعة التعاونية للعمل التلفزيونى , ولا شك أن مساهمات كاتب السيناريو , والممثلين , ومدير التصوير هى بالفعل حيوية للغاية ، ومؤثرة فى نجاح العمل الدرامي التلفزيونى . ورغم اختلاف مساحة الدور الذى يقوم به المخرج من مشروع لآخر, فإن جوهر مهمته دائماً هو القيادة , وهذه القاعدة تنطبق على كل أنماط الإنتاج . أثناء التصوير , يشرف المخرج على الجوانب الفنية لتسجيل كل لقطة وذلك من خلال متابعة الملاحظات ، أومن خلال السيناريو المرسوم storyboard , أو خطة التصوير فى الموقع نفسه . وهو يعمل طوال الوقت بالتعاون الكامل مع مديرالتصويرولكن أحياناً , وتبعاً لاحتياجات العمل الفنى التلفزيونى , يوجه المخرج اهتمامه لقسم بعينه ولكن الحقيقة أن كل الحرف تلعب دوراً مهمًا فى صناعة العمل الدرامي التلفزيونى . والمخرج الناجح هو الذى يحترم ، ويشجع قدرات وأدوار كل أختصاص على حدة حتى يستطيع في النهاية أن يحصل على أفضل أداء لكل منها .عندما يبدأ المخرج العمل فى مسلسل ، يجب أولا أن يفسر ويشرح نص السيناريو. وعملية تفسير النص هى عكس عملية كتابته، فكاتب السيناريو يطور القصة حول شخصيات ، وأفكار بينما المخرج كمفسر ، ومجسد للنص ليحدد تلك الشخصيات والأفكار,ويقوم بتجسيدها دراميا كمسلسل او تمثيلية تلفزيونية .



#محسن_النصار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المخرج الألماني بيتر شتاين وعرضه لمسرحية-الطائر الأسود-في مه ...
- الأزياء المسرحية وأهميتها في العرض المسرحي
- المسرح الجاد
- مفهوم مسرح العبث او اللامعقول في المسرح المعاصر
- مسرحية -رسم حديث- تأليف محسن النصار
- المسرح الحكواتي والشكل الجديد للمسرح العربي
- الأبداع الفكري والحسي في مسرح الصورة عند صلاح القصب
- قراءة في كتاب «رؤى في المسرح العالمي والعربي» تأليف رياض عصم ...
- مسرح د. فاضل خليل والرؤى المتميزة
- مسرحية -الزجاج المحطم- تأليف محسن النصار
- مسرح فاضل خليل وأيجاد الهوية للمسرح العراقي
- ذكريات نقد عرض مسرحية الرحيل ومسرحية بطل من الماضي
- التمثيل الصامت وجمالية التنوع في الأخراج المسرحي
- صلاح عبد الصبور والأبداع المسرحي الشعري في ذكرى ميلاده الثما ...
- د.عقيل مهدي والحداثة في مسرح السيرة / كتابة محسن النصار


المزيد.....




- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محسن النصار - الدراما التلفزيونية العراقية والأفق المستقبلي