خليل خوري
الحوار المتمدن-العدد: 3476 - 2011 / 9 / 3 - 01:58
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
استجابة الى نداءات الثوري الشيخ حمد بن خليفة الداعية الى اسقاط النظام الاستبدادى الفاسد في سوريا و تناغما مع توجهاته الثورية الداعية الى تحقيق العدالة الاجتماعية واشاعة الديمقراطية في سوريا الشقيقة كثفت المعارضة السورية ضغوطها على بشار الاسد حيث قامت في هذا اليوم الجمعة باطلاق مظاهرات في ريف دمشق ودرعا ومدن سورية اخرى . المفاجأة في هذه المظاهرات ان المعارضة قد اختارت لها شعار الموت والمذلة علما بانها في الجمعة الماضية قد رفعت شعار الثبات والاستبشار بالنصر ولا ادري هنا كيف تستبشر المعارضة برؤيتها الثاقبة بالنصر ثم تطلب من المتظاهرين بعد اسبوع ان يستعجلوا الموت برصاص الشبيحة لان الموت يظل اهون عليهم من ان يظلوا احياء يتجرعون الذل على ايدي جلادي بشار الاسد: اما كان الاولى ان يرفعوا مثل هذا الشعار ثم تشحن المتظاهرين من اجل تدشين حرب تحريرية او حتى تحريكية لتحرير الجولان ولواء الاسكندرون السليب ؟ ومثل المظاهرات التي انطلقت تحت شعار لا نركع الا لله تعالى وسكوتكم يقتلنا وشعار الجمعة العظيمة ففد اتخذت مسارها التقليدى ورددت نفس الهتافات اي انطلقت من المساجد وردد المتظاهرون هتافهم المحبب "ارحل يا بشار " بالمناسبة المظاهرات ذكورية بامتياز ويبدو ان المعارضة لا تحبذ مشاركة القطاع النسائي فيها تمشيا مع توجهاتها الوهابية الطالبانية وحيث يعتبرون المراة مجرد عورة لا يحق لها المشاركة في اي نشاط ثوري . وهنا اسال لو رحل بشار فهل ستواصل المعارضة بعد استلامها لمقاليد السلطة حملتها النضالية من اجل تحرير الاراضي المغتصبة ام انها ستؤجل هذه المعركة نزولا عند رغبة الشيخ حمد وخادم الحرمين الشريفين وتمشيا مع توجهاتهما في اشاعة الديمقراطية وتحقيق العدالة الاجتماعية في سوريا اولا ومن بعد ذلك شن حرب تحريرية لاسترداد الاجزاء المغتصبة من سوريا !!
المحزن في بعض رموز المعارضة الوطنية الذين انجروا الى حراك المساجد الذي تحركه من وراء الستار اصابع الاخوان المسلمين ويموله شيوخ النفط انهم فقدوا بوصلتهم ولم يعودوا قادرين على التمييز بين الناقض الرئيسي المتمثل بالامبريالية الاميركية وادواتها من شيوخ النفط الذي يجاهرون علنا بعدائهم للنظام ويعدون الخطط لتوجيه ضربة عسكرية لسوريا تحت غطاء حماية المدنيين من بطش النظام الاستبدادي وبين التناقض الثانوي المتمثل بالنظام السوري الذي اصبح هدفا للامبريالية وتسعى للتخلص منه وتنظيف سوريا منه حتى لا يقف عقبة امام تنفيذ المشروع الاستثماري المشترك بين اسرائيل واميركا لاستخراج الغاز من اكبر حقل للغاز في العالم والذي يقع قبالة السواحل السورية . المشكلة في هؤلاء المعارضين انهم لن يميزوا بين التناقض الرئيس والثانوي الا عندما تبدا الطائرات الاسرائيلية والطائرات الاطلسية في قصف المرافق الصناعية والخدمية وتدميرها عن بكرة ابيها وعندئذ ماذا يفيد تمييزهم .
#خليل_خوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟