|
الرئيس الذي نريد
خالد منصور
عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني
الحوار المتمدن-العدد: 1034 - 2004 / 12 / 1 - 08:03
المحور:
القضية الفلسطينية
مع انتشار حمى الانتخابات ، والبدء بالاستعداد لمراثون التنافس والدعايات ، يقف المواطن الفلسطيني المطحون حتى العظم برحى الحرب الشارونية – ليجد نفسه وقد زجّ في معمعان لم يكن يتوقعه ، وتضطره الخطوب للتفكير في أمر جديد داهمه ، فوفاة الرئيس التاريخي للشعب بالسرعة وبالكيفية التي حصلت ، أضافت لهمومه ومتاعبه الشيء الكثير ، وهي بإرادتنا أو بإرادة الآخرين - أدخلت قضيتنا في مرحلة جديدة ، مفتوحة على كل الاحتمالات ، ولكن من المؤكد أن السؤال الأول والاهم الذي يداهم اليوم مواطننا الفلسطيني ، هو كيف سيتم ملئ الفراغ الذي تركه الرئيس من بعده ، ومن سيملأ هذا الفراغ ، وهل سيغير الرئيس الجديد الأوضاع المتردية القائمة إلى افضل منها ..؟؟ ام سيبقى الوضع يراوح مكانه لسنوات أخرى دون أي بصيص أمل ..؟؟ وهل لدى الرئيس الجديد برنامج إنقاذ وطني حقيقي ، مبني على فهم أكيد للواقع ومتطلباته ، وهل سيتمسك بالثوابت التي اجمع عليها كل شعبنا وكافة قواه السياسية ، وفي مقدمتها التحرر والاستقلال وبناء الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وحل قضية اللاجئين كما نصّت على ذلك القرارات الدولية 242 و 338 و 194 ، ام سيناور ويبحث عن حلول وسطية ..؟ هل سيتمسك بالاجندة الوطنية الفلسطينية ، التي ترفض أن يكون المدخل الأمني هو المدخل لأي عملية سياسية تفاوضية .. وكيف سيتعامل مع قضايا الجدار العازل ومع خطة شارون الأحادية الجانب..؟؟ هل سيبني دولة المؤسسات والقانون .. دولة التعددية ..!! ام سيكرس هيمنة الحزب الحاكم لتطغى على الدولة وعلى كل شيء ..؟؟ وهل سيقوم بعملية إصلاح داخلية جذرية ، فيكافح الفساد والمحسوبية ، ويصوب الأداء المالي والإداري للسلطة ..؟؟ وهل سيولي الفئات الشعبية الأهمية التي تتناسب وعطائها الوطني وحجم احتياجاتها ..؟؟ هل سيوقف الفوضى والفلتان الأمني ، ويعيد بناء الأجهزة الأمنية على أسس مهنية ، وهل سيعمل على تحييدها وعدم تدخلها في الحياة السياسية..؟؟ إن المواطن الفلسطيني يتطلع الآن إلى حدوث تغيّر إيجابي في حياته ، ولم تعد تنطلي عليه ألاعيب وحذلقات السياسيين ، الذين خبر الكثيرين منهم - ممن رشحوا أنفسهم ، أو ممن يزجون بأسمائهم في سوق الترشيحات للرئاسة - ، فيتخوف من البعض ويشكك بقدرة البعض ، ويميز بين الغثّ والسمين ، ( مع احترامه الأكيد لوطنيتهم جميعا ) فهو يعرف أولا أن الانتخابات الفلسطينية وبمجرد الإعلان عنها ، استقطبت اهتمام جهات كثيرة محلية وخارجية ، وأنها بالواقع لم تعد شانا فلسطينيا داخليا ، وستؤثر بها أو تحاول التأثير بها أطراف أخرى – أمريكية وأوروبية وعربية – لاعتبارات المصالح والبحث عن مواطئ أقدام في النظام السياسي الجديد ، الذي سيتولد عن هذه الانتخابات ..الأمر الذي يدفع المواطن للتخوف من إقدام بعض المرشحين على ضبط إيقاع حملاتهم الانتخابية وبرامجهم ، بما يتلاءم مع اجندة هذه الجهات الخارجية = إما بدعوى التكيف مع الظروف والضغوط الدولية = أو لإرسال إشارات لبعض هذه الأطراف بأنه أي ( ذلك المرشح ) سيكون القطب الأقرب إلى سياساتهم وما يدبروه منذ زمن بعيد لعموم منطقة الشرق الأوسط – أملا بالحصول على دعمهم المالي من جهة ..!! والتأسيس من جهة أخرى لعلاقات مستقبلية ..!! من المؤكد انه قد تتشابه جميع برامج المرشحين من حيث الصياغة ، فكلهم سيتحدثون عن التمسك بالثوابت الوطنية ، وعن عزمهم على تنفيذ برامج إصلاح شاملة ، وعن انهم سيقومون بتحسين الظروف المعيشة للجماهير العريضة ، ولكن المواطن يدرك تماما أن من بين المرشّحين من هو جدي ومخلص ، وصاحب رؤيا واضحة للأمور - مبنية على قواعد فكرية علمية وعلى تحليل سياسي واقعي مجرّب ، الأمر الذي سيدفعه لبذل كل ما يستطيع من جهود لتنفيذ رؤياه وبرامجه – بينما يجد أن هناك من بين المرشحين الآخرين من يطرح نفس البرامج ويرفع نفس الشعارات دون أن يكون لديه القدرة الحقيقية أو النوايا الصادقة والدافعية لتنفيذها . إن السيرة النضالية الواضحة التي تعكس الاستقامة والثبات على المواقف وكذلك وجود التفاف جماهيري وتنظيمي حول المرشح هما عاملان أساسيان يرى المواطن انه يجب توفرهما لدى مرشحه المفضل .. فهو يعرف كيف ركب البعض موجة الانتفاضة وموجة الإصلاح ، في الوقت الذي يمول حملته الانتخابية من مصادر غير بريئة ..!! ويعرف جيدا أولئك الذين يزاودون برفع الشعارات البرّاقة ، التي لا ضير عندهم في بعض المراحل ، أو عندما تتبدل اتجاهات الرياح من دوسها بالنعال .. فليس مهما لمواطننا أن يكون المرشح قد جرّب ركوب سيارات الليموزين .. لانه يعرف أن لا شوارع عندنا تتسع لها ، كما وان الطرق في بلادنا أصبحت جميعها بفضل شارون إمّا مغلقة أو غير صالحة للمركبات .. وليس مهمّا عند مواطننا أن يكون المرشح قد ألف السفر بين العواصم ، أو أن تكون له أقوى العلاقات مع معظم السفراء والقناصل الغربيين ، أو انه مقبول من قبل قوى إقليمية أو دولية.. فنحن ومع أننا نقر بأهمية هذه العلاقات والروابط - التي يجب أن تبنى بالأساس وتسخر لاهداف وطنية - .. نريده هنا في أرضنا في مخيماتنا وقرانا ومدننا ، يعيش معنا ويحس بآلامنا ويتواصل معنا ، يواجه الصعاب مثلنا ويعرف طعم معاناة الانتظار والاضطهاد على الحواجز ، ويمشي ويتنقل بلا بطاقةV.I.P أو جواز سفر امريكي ، كما لا يمتاز عن شعبه بامتلاكه قدرات فردية تسمح له باجتياز الحواجز الاحتلالية .. ولا أن يكون فارس فضائيات يصول ويجول ، يهجم ويحجم ، يقول ما يحب الناس سماعه ، وينثر الوعود ذات الشمال وذات اليمين .. فنحن نريده ليتحدث معنا نحن أهل البيت مباشرة ويجيب عن أسئلتنا ولا يراوغ ليهرب من الإجابات المحددة .. ويتحدث لنا ولاعدائنا بلسان واحد لا أن يقول بالعربية شيء وبالإنجليزية شيء آخر .. وليس مهما أن يكون ذو طلعة بهية ولسان حلو يطرب السامعين .. فالكلام وكما يقول الناس ليس عليه ( جمرك ) ، أما الفعل فبحاجة إلى الرجال الرجال لا إلى دجل الدجال .. وليس مهما أن يكون متقنا لفن ركوب الموج .. فنحن نكره الانتهازيين ونمقت كل من يبدل جلده أو يبحر على هوى تصنعه مطابخ السياسات الخارجية ( أجنبية كانت أو عربية ) .
خالد منصور عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني مخيم الفارعة – نابلس – فلسطين 27/11/2004
#خالد_منصور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من ادب الانتفاضة الفلسطينية - هتافات المسيرات والتظاهرات - ث
...
-
من ادب الانتفاضة الفلسطينية - هتافات المسيرات والتظاهرات - ا
...
-
المؤسسات الاهلية والعمل الديمقراطي
-
سماح ملاك يتألّم
-
من قتل ابو عمار .. ؟؟
-
الفقراء يموتون بصمت
-
لماذا نمنحهم شرف وداع الرئيس
-
المعادلة الصعبة في الحالة الفلسطينية
-
عرفات زعيم نحبّه .. ولكن ..
-
غول الحواجز الاسرائيلية .. هل نقتله ..؟؟ ام يقتلنا ..؟؟
-
هذا في فلسطين وليس في ابي غريب
-
اطفال المخيم
-
وقفة مع الذّات الفلسطينية
-
السمات الخاصة بمجتمع اللاجئين الفلسطينيين
-
غياب الرئيس .. ؟؟ التحديات والاسئلة الصعبة
-
شركاء في المسؤولية
-
عفوا معالي الوزير
-
من قصص المعاناة الفلسطينية .. يوم في حياة موظف
-
زيتنا احمر
المزيد.....
-
الكرملين يكشف السبب وراء إطلاق الصاروخ الباليستي الجديد على
...
-
روسيا تقصف أوكرانيا بصاروخ MIRV لأول مرة.. تحذير -نووي- لأمر
...
-
هل تجاوز بوعلام صنصال الخطوط الحمر للجزائر؟
-
الشرطة البرازيلية توجه اتهاما من -العيار الثقيل- ضد جايير بو
...
-
دوار الحركة: ما هي أسبابه؟ وكيف يمكن علاجه؟
-
الناتو يبحث قصف روسيا لأوكرانيا بصاروخ فرط صوتي قادر على حمل
...
-
عرض جوي مذهل أثناء حفل افتتاح معرض للأسلحة في كوريا الشمالية
...
-
إخلاء مطار بريطاني بعد ساعات من العثور على -طرد مشبوه- خارج
...
-
ما مواصفات الأسلاف السوفيتية لصاروخ -أوريشنيك- الباليستي الر
...
-
خطأ شائع في محلات الحلاقة قد يصيب الرجال بعدوى فطرية
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|