أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جهاد علاونه - مي زياده2














المزيد.....


مي زياده2


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3474 - 2011 / 9 / 1 - 23:52
المحور: الادب والفن
    


يقول أحمد شوقي عن مي زياده:

أسائل خاطري عما سباني

أحسن الخلق أم حسن البيان ؟

رأيت تنافس الحسنين فيها

كأنهما لمية عاشقان

إذا نطقت صبا عقلي إليها

وإن بسمت إليَّ صبا جناني

أم أن شبابها راث لشيبي

وما أوهى زماني من كياني

وقالت عنها بنت الشاطئ: غيري يسكب الدمع لموت مي . وأنا أسكب الدمع على حياة مي , وما حياتها إلا قصة استشهاد طويل !


نستطيع أن نقول عنها بأنها من الذين نبكي عليهم وهم أحياء, فهنالك فعلا أناس نبكي عليهم وهم أحياء على قيد الحياة أكثر مما نبكي عليهم وهم أموات,وهي من الناس الذين نفرح لهم بموتهم ونقدم لأهاليهم التهاني والتبريكات على موتهم ونشكر الرب لأنه استجاب لنا حين دعوناه وقلنا له(خذها وأرحها) ومي زياده من الناس الذين نعزي أهلهم بهم وهم أحياء والمصيبة الكبرى أنه لم يبقى لمي زياده أهل نعزيهم بها وهي على قيد الحياة وحين نراها لا نستطيع إلا أن ندير ظهورنا لها ونحن ندمع عليهم حزنا ونتقطعُ ألما عليها, وكانت مي زيادة واحدة من الناس الذين يؤلموك بمنظرهم الخارجي والداخلي, وتتألم لهم وأنت تنظر إليهم,وخصوصا مي زيادة التي امتنعت في أيامها الأخيرة عن تناول الطعام والشراب وتراجع قدراتها على البلع.

و أكثر رجل أحب مي زياده هو مصطفى صادق الرافعي وكان يعيش بخياله معها قصة حب خيالية فانتازية لدرجة أنه كتب لنفسه رسائل وأرسل بها من البريد إليه معنونة باسم(المرسل :مي زياده) كما سنلاحظ بعد قليل ..وكانت قصة حب بين فارس الأحلام والأميرة الصغيرة التي يخطفها الفارس على حصانه الأبيض ونتج عن هذا الحب أدب غزير جدا من الرسائل , ومن أجمل ما قاله فيها الرافعي هذه الجملة(إن كل من حادثها ظن أنها تحبه , وما بها إلا أنها تفتنه(. وهنالك رسالة من مي زياده إلى الرافعي يشكك معظم الذين عاصروها وعاصروه بصحتها أو بصحة نسبها إلى مي زيادة فالغالبية قالوا بأن الرافعي تخيل هذا تخيلا وكتبه لنفسه وأرسل بها في البريد إلى نفسه وهذه هي الرسالة:

((أتذكر إذ التقينا وليس بنا شابكة , فجلسنا مع الجالسين , لم نقل شيئاً في أساليب الحديث , غير أننا قلنا ما شئنا بالأسلوب الخاص باثنين فيما بين قلبيهما ! وشعرنا أول اللقاء بما لا يكون مثله إلا في التلاقي بعد فراق طويل , كأن في كلينا قلباً ينتظر قلباً من زمن بعيد .. ولم تكد العين تكتحل بالعين حتى أخذت كلتاهما أسحلتها. وقلت لي بعينيك .. أنا .. وقلت لك بعيني: وأنا.. وتكاشفنا بأن تكاتمنا وتعارفنا بأحزاننا, كأن كلينا شكوى تهم أن تفيض ببثها.. وجذبتني سحنتك الفكرية النبيلة التي تصنع الحزن في نفس من يراها .. فإذا هو إعجاب , فإذا هو إكبار , فإذا هو حب).

وكتب الرافعي عن مي زياده وهي على قيد الحياة ثلاثة كتب هما (رسائل الأحزان) و(السحاب الأحمر)و(أوراق الورد) وعلى حسب ما قرأت كان أجملهما (رسائل الأحزان).

اسمها الحقيقي ماري, أما من أين جاء اسم (مي) فهذا ترويه مخيلتها التي اختارت أول حرف من اسمها وآخر حرف وهما(م+ي) ليصبح الاسم (مي) وفي رسالة بعثتها إلى جوليا طعمه تصف فيها نفسها قائلة"أصحيح أنك لم تهتدي بعد إلى صورتي، فهاكِهَا... استحضري فتاة سمراءَ كالبنّ أو كالتّمر الهنديّ، كما يقول الشعراء، أو كالمِسك كما يقول متّيم العامريّة، وضعي عليها طابعاً سديميٍّا من وجد وشوق وذهول وجوع فكريّ "الذي" لا يكتفي، وعطش روحي"الذي" لا يرتوي، يرافق ذلك جميعاً استعداد كبير للطرب والسرّور، واستعداد أكبر للشجن والألم- وهذا هو الغالب دوماً- وأطلقي على هذا المجموع ميّ..." .
وردت على العقاد في رسالة تشرح له شعورها نحوه مؤرخة في 20 أغسطس ( آب) 1925 :

(إنني لا أستطيع أن أصف لك شعوري حين قرأت القصيدة التي أرسلتها لي , وحسبي أن أقول لك أن ما تشعر به نحوي هو نفس ما شعرت به نحوك منذ أول رسالة كتبتها إليك وأنت في بلدتك التاريخية أسوان.. بل إنني خشيت أن أفاتحك بشعوري نحوك منذ زمن بعيد , منذ أول مرة رأيتك فيها بدار جريدة " المحروسة" . إن الحياء منعني , وقد ظننت أن اختلاطي بالزملاء يثير حمية الغضب عندك . والآن عرفت شعورك , وعرفت لماذا لا تميل إلى جبران خليل جبران .. لا تحسب إنني اتهمك بالغيرة من جبران , فهو في نيويورك لم يرني ولعله لن يراني , كما أنني لم أراه إلا في تلك الصور التي تنشرها الصحف سأعود قريباً إلى مصر , وستجمعنا زيارات وجلسات أفضي فيها لك بما تدخره نفسي , ويضمه وجداني , فعندي أشياء كثيرة أقولها لك ...) .



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مي زياده 1
- حبر على ورق وكلام أفلام ومسلسلات
- الاسلام والأمراض العقلية
- الكلمة الأخيرة
- دنيا الوهم والخيال
- المرأة الضاحكة
- أين كان الحب مختفياً عن القرآن
- كاتب وعاشق بإحساس
- حقوق الضعفاء
- الحكم الذاتي للسكان الأصليين
- الهيراركية-hirearchy الاسلامية
- أين أهرب؟
- بشاعة الحقيقة
- أحلى شخصيه شخصية مأمون
- رياضة التكسير
- المشاكل الجديدة
- صحتك بالدنيا
- عبثا تحاول
- سنين الضياع
- آدم له زوج ولذريته أربع


المزيد.....




- دراسة تحليلية لتحديات -العمل الشعبي الفلسطيني في أوروبا- في ...
- مكانة اللغة العربية وفرص العمل بها في العالم..
- اختيار فيلم فلسطيني بالقائمة الطويلة لترشيحات جوائز الأوسكار ...
- كيف تحافظ العائلات المغتربة على اللغة العربية لأبنائها في بل ...
- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- الإبداع القصصي بين كتابة الواقع، وواقع الكتابة، نماذج قصصية ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جهاد علاونه - مي زياده2