بكر أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 3473 - 2011 / 8 / 31 - 21:19
المحور:
الادب والفن
( الصمت هو الشيء الوحيد الذي لا يكذب )
لكننا كنا نُسرف في الكلام
فقد كانت فوق أقبيتنا ذاك الرذاذ
ومسحة الطرقات المرصوفة..
و ما كانت صنعاء إلا عينيك
قديمة وجميلة...
ما كانت صنعاء إلا ظلك على الأرض
حيث تسكنين .. و حيث ينام معك الحمام
وأحلام اليتامى..
[1]
عجبت حين وجدت في كفك خمسة أصابع مشتهاة
كعناقيد فرحتي في موسمها الأول وحصادها الأخير
وعجبت حين تحركت سبابتك نحو قلبي لتنزعه بإشارة
وتضعه بجوار نهدك المرصود فوق الأهلة والصلبان ..
ما كنت أريد غير هذا السبات الأبدي
ليتحرك أبهامك عابثا بخصلات شعري
يؤمي نحوي في الكرى قصيدتك
خجلك .... تلحفك جسدي ...كسلك .
[2]
قد أرحل بعيدا
عاقدا زفافي على الزيزفون
على هبة أول ريح ... على أثر نعليك في زاوية الحجرة
على بقايا كأس خشيتي أن تثملي منه
وعلى شذوٍ ما كان حقيقة ... عبرت فوقه باختياري
هاهو الخنصر المستكين يتمرد على كفك
يرفع رآياته فوق ما كان يرفع
يمنحني أمنيتي الضالة ... فسوقي وعصياني
ما وددت بعدها سوى لثمه كلوحة تعلق على ضفاف جسدي ..
[3]
ما بين إطلالتك الأولى والأخيرة كتبت ذاكرتي على السرير الخائن
كنت ذات يوما رفاثا وعدت من الرميم حيا
ما عاد هذا الكون يقبل تهافتي .. ما عادت نفسي إلى جادتها
سوى على ما تعثر منك في داخلي ...
[4]
وكأني أقيم معبدا مع أنشودة خرجت من البنصر المنتظر
لم أهمله إلا لغاية في نفس الليل
ذاك المكان ألذي شهد كل أوجاعنا ... وربما كذبنا .
يا مأتمي الوحيد لا تبكي ...
فتلك شيمة الصادقون في الأرض
الراحلون بعد أن خلقوا يقينهم
وأنا... وأنتِِ ... ماذا نملك من يقين حتى نمنحه لهذا الأمل المعلق في سجادة أمي ...؟؟
[5]
قلتي:
(يا الله لم أتوقع أن أقابل إنسان متطرف العواطف تجاه وطنه، قضيته، طفله و حبيبته بهذا الشكل )
كيف أترجم حديث الشجر إلى ثمارها
دون أن أضع الفأس في الجذع
وانتصب ... هذه ثمرتك يا شجرة ... بوحي بسرك ..
ثم ..
كيف لا أكون متطرفا وأنت ترضعيني كل هذا البؤس من بعدك ؟!!
[6]
والآن ..
ماذا بقي من أصابعك سوى الوسطى
قد أضعها في برواز هذا المنقار الشادي
وأحلق .....بعيدا بحثا عن باقي أصابعك التي أضعتها إلى الأبد ...
.
#بكر_أحمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟