وديع العبيدي
الحوار المتمدن-العدد: 3473 - 2011 / 8 / 31 - 15:40
المحور:
الادب والفن
على طاولة صغيرة في مطعم انجليزي يجلس لتناول الفطور.. شعر بظلّ يخيم على مكانه فرفع رأسه..
- أهلا أبو محمد اتفضل..
- صباح الخير..
سحب كرسيّاً وجلس قبالة صاحبه..
- علخير.. خلص رمضان
- امبارح كان آخر يوم.. ينعاد علينا بالخير والبركة..
- عالجميع.. انا ما قدرت انزل لصلاة العيد..
- .....
- ما قدرت أنام الليل من الألم.. رقبتي لسه بتوجعني.. بالعادة أنام بعد الثنعش.. الثنعش ونص.. الوحدة..
- شوبتفطر.. كمان بيض..
- تفتكر جبنه وزيتون..
- أجرالله عله ذيك الأيام..
- ايه والله!..
- كل يوم كانت امي تفطرنه جبنة وزيتون.. وزعتر.. كل حاجة فريش.. الخبز السخن الطالع لساتو من الفرن.. ايه والله.. خمستعش سنة جبنة وزيتون..
- كفيتو عالمعاش..
- كيف..
- تقول خمستعش سنة.. يعني عالمعاش دوغري..
- لسه ابنستنى..
- عله رأيك!.
في الليل تلقيت رسالتين بالهاتف.. الاولى كانت بالعربية.. بلغة عباسية..
"أهنئكم بقدوم عيد الفطر المبارك... وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال.. وكل عام وأنتم بخير عيدكم مبارك" سيندر/ مسج سنتر
"Many thanks my dear. Eid Moubarek to you and your family. Hope to see you soon. Love. Adnan. Sender:/ Message centre:/30. Aug. 2011, 17:54:17.”"
في صباح اليوم التالي وأنا أغادر الحجرة صادفت مديرة المنزل المغربية التي كانت مسرعة وسمعتها تقول (عيد سعيد)..
- عيد سعيد مدام!..
- ليش ما تعيّد..
- انعيّد.. شو بدّي قلك.. ثلاثين سنة والكلمة ماتت.. لا في اجتماع الأهل ولا الصحب.. ولا حتى طقس صغير.. كلمة صار يقولها الواحد ومو حاسس بيها.. يا ريت يرجع العيد.. حتى انعيّد.. مش هيك!..
كانت تلصق وجهها على حافة الجدار وعيناها سارحتان.. وكفاها تمسكان بصفحة الجدار جيدا!.
لندن
صبيحة الأربعاء، 31 آب، 2011
#وديع_العبيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟