أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عبدالله صقر - عصاية المطوع














المزيد.....

عصاية المطوع


عبدالله صقر

الحوار المتمدن-العدد: 3473 - 2011 / 8 / 31 - 02:20
المحور: كتابات ساخرة
    


لى زميل عزيز ذهب بعقد عمل الى السعودية , وبصراحة , كان فرحا جدا لآنه سيغير من الروتين الذى يعيشه , وقال أنا سوف أذهب الى الحج من السعودية , فهو كان يعمل مهندسا للألكترونيات الدقيقة , جرى وتعب حتى أستطاع أن يجهز من أوراقه المطلوبة , الى أن جاء موعد سفره وذهبت أنا وأصدقائه وأهله الى مطار القاهرة الى أن أقلعت الطائرة وودعناه بالدموع باكين على الآيام الحلوة التى قضيناها مع شخصة النبيل فهو نعم الآنسان الخلوق , ونعم المعين فى وقت الضيق , مهما وصفت فى هذا الانسان , فلن أستطيع أن أفيه حقه من الاخلاق الفاضلة , أنقطع أخباره عنا عدة شهور , لم يتصل بأولاده وأهله , حتى أنهم فقدوا أخباره نهائيا , الى أن رجع الى مصر بعد ما يقارب الثمانية أشهر , وحكى لى عن ( عصاية المطوع ) , هذه العصاية التى تؤدب وتقوم وتكهرب كل إنسان يتهاون فى حق الصلاة , وكان صديقى يحكى لى ما حدث بسبب عصاية المطوع والدموع تنهمر من عينيه , بصراحة شديدة صعب على , وكدت أبكى لحاله الذى كان يرثى , فهو منذ أن ساقر الى السعودية لم يستلم عمله , ولم يستطع أن ييرسل نقودا لآهله , بل كان مسجونا بدون إصدار حكم عليه , يالها من سخرية الزمن , القى فى السجن ولم يصدر تجاهه حكم ! أستغربت لكلامه الذى قاله لى , كيف يا باشمهندس ؟ قال بالحرف الواحد , عندما نزلت أرض المطار توجهنا الى انهاء أجراءات الدخول , وإذا بأذان العصر يؤذن , ويقول لم أسمع الاذان جيدا من زحمة المطار , وفى لحظة أجد نى مضروبا بعصاة رفيعة وهى مؤلمة إيلام فظيع , لم أستطع أن أتحمله , وإذا بى أجدنى فى لمح البصر مممسكا بهذه العصاة وجزبتها بشدة وعنف , الى انى وجدت نفسى بكسر هذه العصاة وحطمتها تحطيما , لآنها أوجعتنى بشدة , ويقول بحسرة شديدة , وياليتنى ما كسرتها , لآنى كنت لا أعلم قيمة هذه العصاة عند إنسان متخلف سلوكيا وحضاريا ودينيا , لآن الالتزام بالدين لا يجيئ بالضرب بالعصاة , ولا بالتأديب على الكبر , إنها حقا سخرية الاقدار التى تعطى مثل هذا المتخلف , أحفية فى ضرب مهندس لا يعرف قوانين البلد , ويقول صديقى المصدوم من هول السجن , كان أخينا المطوع بالله , وهو مخول من الله على الارض بضرب البشر وأجبارهم على الصلاة , فكان هذا الرجل يضرب بعصاته يمينا ويسارا , ويقول بصوت عالى الصلاة يا ولد , الصلاة يا ولد , صدقنى يا صديقى بأنى كرهت الصلاة من أجل هؤلاء المتخلفين , لآنهم رمونى فى السجن دون أن يصدروا على حكم , وبقيت حافى الارجل فى الشتاء القارص , لقد كنت ارتعد من البرد دون أن يرق قلبهم لى ولسماع قصتى مع المطوع , لقد علمت بعد ذلك بأن هذا المطوع , خليفة الله على الارض وله قوة القانون , وله السلطان , كلمته مسموعة عند العامة والحكام , يا ه ما أفظع تلك اللحظات وهم يجروننى مثل الحيوان الذى يجر لذبحه , ما أبشع أن تتجرد من أدميتك , وإنسانيتك , وتساق كالبهائم الى السلخانة , ما أبشع الكلمات التى سمعتها من سجانين ظلمة لا يتفاهمون , كل فهمهم هو لغة التعذيب , يا جماعة , أنا مهندس ولا أعرف شيئ عن تعليمات البلد , توسلت ورجوت , بحكم أطفالى الرضع , وبحكم العروبة , وبحكم الاسلام , قالوا لى أنت فى حكم الكافر , لآنك كسرت عصاية المطوع , ما أجملها عصاة , وما أروعها عصاة , لقد أشتروها من بلاد الصين وفيها مواصفات خاصة , لايليق بأى أنسان أن يقترب منها , لانها تمثل العقيدة الاسلامية فى السعودية , وبعد ثنانية أشهر من العذاب, وفقدان الذات , قرر طويل العمر وهو أحد الامراء الافاضل متكرما بعتق كام رأس من الغنم ( البشر ) , الممسجونين الى الحرية التعيسة بعد أهدرت كرامتى على يد سجان , وعصاة المطوع كانت سببا فى هذا الاهدارالممشين , لانى يا صديقى كرهت كل عصاية أراها ولو بطريق الصدفة فى الطريق , كرهت أن أصلى بسبب هذا المطوع الجبار المتوحش , قلت له لكن الله سوف يحاسبك على تركك للصلاة قال أنا بعمل كل شيئ جميل يدخلنى الجنة , وعندى أستثناء من الصلاة بسبب عصاية المطوع .



#عبدالله_صقر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخوف وقبر أمى
- ليه يا أمى
- وضاع الحلم الجميل
- بكيت على قبر أمى


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عبدالله صقر - عصاية المطوع