أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الله السكوتي - (عرب وين ، طنبوره وين )














المزيد.....

(عرب وين ، طنبوره وين )


عبد الله السكوتي

الحوار المتمدن-العدد: 3472 - 2011 / 8 / 30 - 13:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يُحكى ان بدويا كانت له زوجة تدعى (طنبورة) وكانت خرساء وطرشاء، لاتفهم شيئا، ولاتسمع كلاما، وكان زوجها قد اتفق معها على بعض الاشارات مع دلالاتها، ومن تلك الاشارات انه اذا فرش عباءته على الارض، فمعنى ذلك انه يريد منها قضاء حاجته، واستمرا على هذا الحال في حياتهما، وذات يوم هطلت امطار غزيرة لم يسبق لها مثيل، وغرقت بعض بيوت الشعر، وفي مجلس الشيخ قرر الحاضرون نقل امتعتهم الى تل بقرب مضارب العشيرة، وكان البدوي حاضرا، فأسرع الى خيمته وفرش عباءته ليضع بها امتعته لنقلها الى التل، وما ان فرشها حتى استلقت طنبورة عليها وتهيأت لاستقبال زوجها، فصرخ بها زوجها صرخة قوية طالبا منها النهوض من فوق العباءة، الا ان طنبورة بقيت مستلقية برغم تكرار صرخاته، واخيرا اضطر الى حملها من فوق العباءة، وهو يردد: (عرب وين طنبورة وين)، ونحن ايضا نقول للذين يسيرون في الطريق يرتدون الاقنعة ويضعون على آذانهم وقرا، يريدون ان يقتنعوا ان مشاكل الفساد والاعتداءات الخارجية من قبل دول الجوار هي لبة الموضوع وهي اساس تخلفنا، واختلافنا وتعدد الكيانات السياسية، سبب آخر، اي انهم يسيرون بقرب الطريق ولكنهم لايسلطون الضوء على مطباته، لقد اقذعنا السباب والنقد للقائمين على العملية السياسية، لاننا نشعر انهم جزء من المشكلة، ومن المؤكد انهم ليسوا المشكلة كلها، المشكلة في اميركا التي تريد ان تجعل من العراق بلدا مشاعا لدول الجوار، وهي قبل ذلك اعطت مخالب للذي لايمتلكها ليكون تمزيق العراق امرا متيسرا وهذا ماحدث، اعطت مخالب وانياب واحضرت جثة هامدة وقالت مزقوا، هنا تلعب الحصانة الوطنية دورا كبيرا، فمن كان محصنا تجاه المؤثرات الخارجية لم تنطل عليه اللعبة، اما من طاف على البردي فهذا شيء آخر، فهو الذي يساهم الان بتدمير العراق، الا يتفق احد معي ان اميركا مازالت تحاصر العراق كالسابق، الا نكتشف من جميع تصرفات اميركا انها تحاول ان تغري دول الجوار بضعف العراق، وبحسب كونها دولة محتلة تتخلى عن مسؤوليتها بحمايته بعد ان دمرت جميع قواته برية كانت ام جوية، الا يعني هذا ان مسلسل تدمير العراق مازال مستمرا بدليل البند السابع وغيره من القيود، ان اميركا تجهد في اضعاف العراق وتقوية دول جواره لمعرفتها التامة ان الاخرين لايمثلون خطرا على مصالحها بقدر مايمثل هذا المارد الكبير، وكانت اميركا قد منت نفسها ان العراق سيستكين لها بعد الاحتلال، على اساس الاضطهاد الذي واجهه الشعب ابان حكم نظام صدام، ولكنها اخطأت في تقييم الامور، لانها للاسف لم تقرأ التاريخ جيدا، ولم تر الشعب العراقي في ثورة العشرين، ومع المغول والعثمانيين وغيرهم من سلاجقة وبويهيين، كل من دنس هذه الارض خرج حاملا لعنة كبيرة جعلته ينكمش على ذاته ويضمحل، ولا اجمل من المرأة العراقية في ثورة العشرين والتي تخشى من ابنها ان يتنكر لوطنه وينفي ان يكون مقاتلا فقالت: (بس لايتعذر موش آنه).
المشكلة ليست في الحكومة وليست في وزير الكهرباء رعد شلال وليست في الوزير بالوكالة، وليست في الشعب، ان المشكلة منوطة بالجندي الاميركي وبالاعلام الاميركي الذي قال: ان الجندي الاميركي يطير في الجو، فكانت خشية العراقيين مضاعفة، والمشكلة تتعلق ايضا بالمحيط العراقي الذي كان عاملا مساعدا كبيرا في تدمير الوطن بدل ان يقدموا العون له ولشعبه، لست فرحا بالاعصار الذي سيضرب اميركا، لكن الاميركيين فرحوا بالاعصار الذي ضرب العراق، ولست اريد تدمير الكويت، لكن الكويت تسعى جاهدة لتدمير اقتصاد العراق، لست فرحا لاي طارىء يصيب ايران، فلماذا تقصف ايران شمال العراق، ولست فرحا بما يصيب تركيا، فلماذا تستبيح تركيا اراضي العراق، من نقاتل اميركا ؟ ام اوربا ام العرب ام دول الجوار، لا احد في المنطقة يريد تقبل العراق بوجهه الحالي، اي اننا اصبحنا فريسة للعدو والصديق، كل الادوات التي تلعب بمصير العراق هي ادوات اميركية، ولا ادري الى اين تريد اميركا ان تصل، حتى النهم والطمع الذي وصل اليه الفرد العراقي هو بتخطيط اميركي، لقد لعب الدولار الاميركي دورا في تخريب نزاهة الانسان العراقي، حيث اعطت مشاريع مجانية بمليارات الدولارات لم تزل ضائعة حتى الان، سبعة عشر مليارا وزعت وسرقت، لتصم الفرد العراقي بالفساد، لم يكن العراقي فاسدا من قبل دخول اميركا فمن اين جاء الفساد، لكن البعض سيبقى مثل طنبورة، يحاول ان يضع الاسباب بأتجاه غير اتجاه مسبباتها، ونحن نقول له: (عرب وين طنبورة وين).



#عبد_الله_السكوتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثرثرة فوق دجلة
- الكويت وقاعدة طبع البالبدن مايغيره الا الجفن
- طير النجر ينصاد من منكاره
- احصان الشيخ
- مطلب جماهير النصر ، احبال للطبكه تجر
- ناب الافعى وصوت العندليب
- صندوك الولايات
- الياكل العصي مو مثل اليعدها
- هالكرسي العندك من ذوله
- ذاكرة العراق المشروخة
- رحم الله جمعه افندي
- هذا واحد من الاربعين
- الكاع وثورة تموز 58
- العطش ، العطش
- احقد من جمل
- من جلة الخيل
- امر حكومه او جاري
- اذا جان المغسّل اعور ، كول ياموتة الكشره
- هذا مو يوازيك اتبيع الجدر
- ديونّا ماوفيناها


المزيد.....




- -خليه يقاقي- حملة شعبية في المغرب لمواجهة -ثورة- أسعار الدجا ...
- بن سلمان يتحدث عن مخاوفه من الاغتيال: تطبيع العلاقات مع إسرا ...
- هجوم بطائرة مسيرة أوكرانية على بيلغورود الروسية: تضرر مبنى س ...
- -لانسيت- الروسية تصطاد -سترايكر- الأمريكية في مقاطعة كورسك
- بنك أهداف قد يشمل استهداف طهران.. سلاح الجو الإسرائيلي يعلن ...
- ملك المغرب يوشح العداء سفيان البقالي بوسام العرش من درجة قائ ...
- وزير الخارجية المصري يبحث مع نظيره الأمريكي آخر المستجدات في ...
- نبيه بري: حصول حرب كبرى أم لا الأمر متوقف على الأيام القليلة ...
- نتنياهو يقرر إرسال وفد كامل لمحادثات قـطر
- حماس: فقدنا الثقة بقدرة واشنطن على التوسط في محادثات وقف إطل ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الله السكوتي - (عرب وين ، طنبوره وين )