الاء حامد
الحوار المتمدن-العدد: 3472 - 2011 / 8 / 30 - 11:56
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
انأ لا استغرب عندما يصرح أي مسؤول عراقي بأن سبب التفجيرات الإرهابية التي تحدث بالعراق , هي نتيجة صراعات الساسة العراقيين فيما بينهما على السلطة, والتكالب على مفاصلها ومكاسبها , والاستحواذ على ركائنها ودعائمها ...
وأصاب بالدوار الحاد حينما يصرح آخر بضرورة إجراء التوافقات السياسية على المكاسب السلطوية بعد حدوث كارثة الأنفجارات , التي يراق بها دم العراقي بأعصاب باردة .وكأن الدم العراق حبيس التوافقات السياسية المشينة , وأرواح العراقيين معلقه رهينة لألاعيب السياسيين القذرة البائسة . وهذه ليست مستبعدة من ساسة جاءوا على ظهر دبابة محتل وهم أجندته وعملائه وأدواته في تنفيذ مشاريعه ومخططاته في المنطقة.
ثم أي ساسة هولاء يريدون الخير للبلد ؟ عندما يقحمون الدين بالسياسة لتحقيق مصالحهم ومأربهم الدنيئة ؟ فعند فقدان مناصبهم ومكاسبهم التي حقوقها على حساب دماء الأبرياء يلتجئون الى الدين والمشايخ ليحرضوهم على الفتنة والاقتتال , ويدفعون الشباب إلى المواجهة والقتال . وهم يقبعون في بروجهم المحصنة في المنطقة الخضراء, وعند حمي الوطيس يتركوا الجهاد والجنة لينعم بها غيرهم . ولم يكونوا يوما ما كربان السفينة الذي هو أخر من يغادرها قبل ان تغرق, بل هم يعمدون الى إغراقها بأوحال الفتنة وإشعال النار فيها بمكرهم ورذائلهم لتحرق الأخضر واليابس ويشغل الناس بهمومهم ومعاناتهم كي يتمتعون بلهو الدنيا ونعيمها .
والغريب في هولاء انهم كرسوا كل طاقاتهم لجر العراقيين في حرب شتى وبمختلف الطرق والوسائل ليفتخروا بعديد قتلاهم ممن يقضون في جبهات الموت كي يكسبوا من خلال دمائهم البريئة بعض المكاسب السياسة الدنيئة , والعجيب أيضا أنهم ما ينفكون في تأنيب القتلى والشهداء الذين يسقطون في مسلسل الدموي اليومي العراقي, ويثنون عليهم كونهم فازوا بحظيرة القدس ولقاء الرسول في الوقت الذي هم يتقاعسون على نيل هذه الكرامة, التي هم من زيفوا صراطها المستقيم وطريقها السوي. مع أنهم يزهدون كل الزهد بها.وهكذا أصبحت الشهادة والشهداء تجارة سياسية يتلاعب بها قماري السياسة.
يبدوا ان مصالح هولاء قائمة على الضرر وخراب البيوت , وإما مأساة العوائل التي فقدت من يعيلها فلا شان لهم بها ,ولازالت هي تعيش تحت وطأة البؤس والحرمان , بينما هم أصبحوا من أصحاب النفوذ والسلطان ,وأحوالهم في ميسرة ولم أرصدة في البنوك والمصارف العالمية, وقد رأينا كيف عادوا حفاة بعد سقوط النظام ليجنوا الثمار ويقسموا الغنائم ويحصلوا على المكاسب السياسية التي وفرتها لهم تلك الدماء الغزيرة.
والمفجع ان المضحين والمتضررين لازالوا مهمشين لا بل أنهم يعيشون نفس الفاقة والحرمان وقد مضى على سقوط الصنم ثمانية سنوات .
هذا المقال إهداء لأرواح الشهداء الذين سقطوا في تفجير جامع ام القرى ..تغمد الله أرواحهم الجنة , والهم ذويهم الصبر والسلوان, ودعائنا بالشفاء العاجل للجرحى والمصابين ..
إلى بارقة أمل وغد جديد .. وكل عام وانتم بخير
#الاء_حامد (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟