أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - وليد يوسف عطو - زواج خديجة من محمد















المزيد.....

زواج خديجة من محمد


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 3472 - 2011 / 8 / 30 - 10:48
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


الموضوع مأخوذ بتصرف من كتاب (فترة التكوين في حياة الصادق الأمين ) تأليف الشيخ الأزهري المصري خليل عبد القادر , الطبعة الأولى 2001 , إصدار دار ميريث للنشر و المعلومات , القاهرة . يقول الشيخ خليل عبد الكريم انه كان في مكة مجموعة مثقفة هي التي كانت مشبعة بفكرة القادم الجديد أو النبي المنتظر لعرب الجزيرة . و من تلك المجموعة خديجة بنت خويلد التي تجيد القراءة و الكتابة و هذا الرأي يناقشه و يثبته في كتابه الشيخ خليل عبد الكريم و هي من بني أسد بن عبد العزى من قريش الذي ظهرت فيه النصرانية . و النصرانية غير المسيحية حيث الفرق أو الطوائف النصرانية مزجت بين تعاليم المسيح (عيسى ) و بين شريعة موسى في التوراة و اعتبرت المسيح نبيا عظيما صنع المعجزات و أقام الموتى و شفى المرضى و لكنه إنسان عبد الله و ليس إلها أو ابن اله .و كان لها أناجيلها الخاصة مثل إنجيل العبرانيين ( الابيونيين ) و كان من هذه الطائفة ورقة بن نوفل من مكة و عثمان بن الحويرث ( البطريرك ) و قتيلة أو أم قتال أخت ورقة ( الكاهنة ) و الثلاثة هم أبناء عمومة خديجة و ارتفعت العلاقة بينهم ( خاصة القس و الكاهنة ) و بينها إلى مستوى الحميمية المقرونة بالاختلاط . لقد ضربت خديجة عرض الحائط بالتقاليد الراسخة و حطمتها و قدمت نفسها إلى محمد و مدت يدها إليه و لم تعبا بفارق السن و المال حتى إذا تحقق الحلم انتقلت من مرحلة الفرز و الاختبار إلى مرحلة الإعداد و الشحن الإمداد و استغرق ذلك من عمرها خمس عشر سنة قدمت فيها تضحيات جسيمة حتى أثمرت الشجرة و أعلن لأهل مكة عن قدوم ( القادم الجديد ) . أما ورقة بن نوفل كما يقول الشيخ خليل عبد الكريم فلم يكن دوره هامشيا إذ كان الأستاذ و المرشد و المستشار و المرجعية . كان ورقة بن نوفل من أهم شخصيات تيار الحنيفية الذين رفضوا التعددية الإلهية و امنوا بالتوحيد بيد انه اختار النصرانية و قرأ التوراة و الإنجيل و تبحر في علوم الكتاب و تعلم اللغة العبرية مما أتاح له نقل أجزاء عديدة من التوراة و الإنجيل تعتبر الترجمة الأولى للكتاب المقدس للعربية بعهديه القديم و الجديد . يقو ل الشيخ خليل عبد الكريم أن ورقة بن نوفل كان حريصا على حضور مجلس العقد الذي جمع محمد بخديجة و ما إن انتهى أبو طالب عم محمد من إلقاء خطبته التي أبدى فيها الرغبة في مصاهرة بني أسد في خديجة زوجا لمحمد , حتى انبرى ورقة و تكلم مبديا الموافقة رغم عدم وجود عمها عمرو بن أسد الذي كان يعتبر وليها في عقدة النكاح الأمر الذي لفت انتباه أبي طالب و أفصح عن ضرورة سماع رأي العم و الولي . إن القس كشف عن حماس كبير في إتمام الزواج بعد أن اقتنع بصواب بنت عمه خديجة في اختيار محمد و فرح القس فرحا طاغيا أخرجه عن وقار الشيخوخة و فاه بعبارات تنم عن ذلك . لما تمت الخطبة تكلم ورقة بن نوفل و جاء في ختام كلمته ( قد رغبنا في حبلكم و شرفكم فاشهدوا علي يا معاشر قريش باني قد زوجت خديجة من محمد . ثم سكت فقال أبو طالب قد أحببت أن يشركك عمها فقال عمها عمرو : و اشهدوا يا معاشر قريش إني قد أنكحت محمد خديجة و شهد على ذلك صناديد قريش فأمرت خديجة عند ذلك جواريها أن يرقصن و يضربن الدفوف ... ) . فلما فرغ أبو طالب من خطبته تكلم ورقة فقال : ( الحمد لله الذي جعلنا كما ذكرت و فضلنا على ما عددت فنحن سادة العرب و قادتها ( رؤساؤها ) و انتم أهل ذلك كله لا ينكر احد فضلكم و شرفكم و قد رغبنا في الاتصال بأسرتكم و شرفكم فاشهدوا علي يا كبار قريش إني قد زوجت خديجة ... من محمد ... بمهر كذا ) . فقال أبو طالب أحب أن يشترك عمها معك فقال عمها عمرو ( اشهدوا علي يا كبار قريش إني قد زوجت محمدا ... خديجة ... و شهد على ذلك كبار قريش ) . يتضح من هذه النصوص أن ورقة بن نوفل هو الذي تولى تزويج خديجة لمحمد و يلاحظ انه قدم خديجة باعتبارها إنها هي التي توصلت لمحمد لتنكحه أي إن النكاح تم بناء على طلبها أما ورقة فهو الذي رحب به و باركه بل شجع خديجة عليه يقول الشيخ خليل عبد الكريم هذا ما حكاه لنا الدكتور طه حسين في كتابه الممتع ( على هامش السيرة ) . إن ولي خديجة في إبرام عقد الزواج سواء هو الوالد أو العم لم يدل بكلمة أهل العروس أو المخطوبة بل الذي تكلم هو ابن عمها ورقة على خلاف المعهود . و تقدم القس لإلقاء كلمة بني أسد دليل قاطع على أهمية دور ابن نوفل سواء في إتمام الزواج أو متابعة التجربة الكبرى و يعرف ورقة أن إلقاءه كلمة أهل العروس فيه تعد لمقام وليها سواء أكان والدها أم عمها و لا يقدم على هذه الخطوة إلا إذا كمن وراءها سبب و دافع هو الحرص الشديد على إتمام عقد الزواج لأنها خطوة بالغة الأهمية و بدونها لا يكتب للتجربة النجاح و يتساءل الشيخ خليل عبد الكريم أم أن صفة ورقة كقس شكلت ضرورة طقوسية ليتولى هو مراسم العقد كيما يصير شرعيا ليباركه الرب . يكتب الشيخ خليل عبد الكريم عن الأسباب القوية التي حالت دون زواج محمد بزوجة أخرى على خديجة هو أن الثقافة الدينية التي هيمنت على بني أسد تحرم الجمع بين زوجتين , كما إنها تحرم الطلاق لان ما جمعه الله لا يفرقه إنسان . كما إن عدم زواجه بأخرى طالما خديجة على قيد الحياة يمكن أن يرتبط بارتفاع مركزها الاجتماعي و لان ثروتها كانت عونا كبيرا له ( أي لمحمد ) كما إن شخصيتها كان لها وزن كبير بالنسبة إلى محمد . استقر العرف على سكنى الزوجة بمنزل زوجها بيد أن خديجة ضربت بهذا التقليد عرض الحائط و أسكنت محمد في دارها و ذلك حتى يشعر بالراحة و من ناحية أخرى ليصبح محمد و يمسي أمام أعين خديجة و تحت رقابتها و رعايتها . الشيخ محمد عبده أجرى مقارنة بين ما ورثه محمد من أبيه و القدر اليسير الذي اكتسبه من عمله بالتجارة و بين الثروة الأسطورية التي و ضعتها خديجة في حجره و بحسب تعبير الشيخ ( وهبته ) و الهبة في قواميس اللغة : المال يعطى بلا عوض . إن توفير مسكن لمحمد من قبل خديجة يخالف التقاليد المستقرة لا في مكة وحدها بل في سائر أنحاء الجزيرة العربية كما يقول الشيخ خليل عبد الكريم كما إن من دوافع إغراق خديجة لمحمد بالعيش الرغيد هو ألا يمد عينيه إلى غيرها من النسوان أو الجواري .



#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ( القذافي طار ... طار ... أجاك الدور يابشار )
- مجتمع يثرب
- العبودية في المجتمع العربي القديم
- قناة المستقلة والحديث الناعم في معاداة الشيعة
- موقف المثقفين من الثوراة في البلاد العربية
- النبيذ في الإسلام
- مقارنة بين وضع المرأة العربية في الجاهلية و في الإسلام
- وضع المرأة عند العرب قبل الاسلام ج2
- حجاب المرأة في الاسلام
- ايها المصريون ... أحذروا من تكرار تجربة الدستور العراقي
- العلمانيون المتطرفون والسلفيون المتطرفون وجهان لعملة واحدة
- الحزب الشيوعي العراقي وازدواجية السلوك
- لماذ الاصرار على تدمير ليبيا ؟
- وضع المراة عند العرب قبل الاسلام
- امة عربية كردستانية واحدة
- قدس اقداس الاكراد
- الرسول بولس ليس جاسوساً ايها السادة ج3
- الرسول بولس ليس جاسوساً ايها السادة ج2
- الاكراد وحق تقرير المصير
- الروح القدس وابليس


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - وليد يوسف عطو - زواج خديجة من محمد