أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - نوال السعداوى - الدفاع عن سيناء بعصا موسى السحرية!!














المزيد.....

الدفاع عن سيناء بعصا موسى السحرية!!


نوال السعداوى

الحوار المتمدن-العدد: 3472 - 2011 / 8 / 30 - 09:01
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


يثور الشعب المصرى بحق ضد إسرائيل، بسبب اعتدائها على شعوب مسالمة، واغتصابها أرضا ليست أرضها فى مصر وفلسطين وسوريا والأردن، بسبب قتلها جنودا وضباطا مصريين عند الحدود لم يعتدوا عليها.

المعركة بيننا وبين إسرائيل معركة مادية عسكرية علمية سياسية، وليست معركة دينية، إسرائيل هى مندوبة الاستعمار الأمريكى الأوروبى فى بلادنا، هذه الحقائق معروفة للشعوب منها الشعب المصرى، الذى يدرك تماما أن سيناء هى جزء من أرض مصر، من حق مصر أن تدافع عن سيناء بالوسائل العلمية المادية نفسها التى تستخدمها إسرائيل ضدنا، هذا هو المنطق البديهى، أى العدل البديهى، الذى يفهمه أغلب الناس إلا القلة القليلة من النخب العربية والمصرية، التى تتواطأ فى الخفاء مع إسرائيل وأنظمة عربية تخدمها، وتستخدم أفرادا من هذه النخب للتمويه والتغطية على الحقائق المادية بحجب دينية، وتحويل الصراع بيننا وإسرائيل إلى صراع دينى، يدخل الله ذاته فى هذه المعركة مع المسلمين ضد الكفار.

منذ أيام قليلة فى جريدة مصرية قومية كبرى قرأنا لكاتب من النخبة، يحمل لقب الكاتب الكبير فى عصر السادات ومبارك وعصر ما بعد الثورة، كان ساداتيا ثم مباركيا ثم مناضلا وطنيا، صبغ شعره وأصبح شابا ثوريا بنيولوك، من رموز المعارضة الشرفاء، وعضوا مؤسسا فى الحزب الثورى الديمقراطى الجديد.

نشر هذا الكاتب الكبير فى عموده اليومى مقالا طويلا، يدعم به خزعبلات بعض الجماعات الدينية السائدة هذه الأيام، بعضهم لا يعرف القراءة، ويجهل التاريخ والأديان والسياسة والاجتماع، فمابال علم الحرب والأسلحة النووية، كتب فى عموده أن سلاحنا ضد إسرائيل هو كتاب الله الكريم، هو مضاعفة جرعات الدين فى المدارس، أن نعلم الأطفال الإيمان بالله والاعتماد عليه سبحانه فى السلم والحرب، أليس الله هو الذى نصر بنى إسرائيل على فرعون الكافر، فأوحى إلى سيدنا موسى عليه السلام أن يخرج بقومه وكانوا عدة آلاف ويتجهون إلى سيناء، فلما عرف فرعون بذلك جمع جيشا كبيرا قاده بنفسه لمطاردتهم، وأمام البحر الأحمر، عند التقاء خليج السويس بمنطقة البحيرات، توقف سيدنا موسى حائرا خائفا من أن يلحق بهم فرعون ويقضى عليهم، لكنه رغم خوفه كان واثقا من أن الله يحارب معه، وتحققت ثقة سيدنا موسى فى رب بنى إسرائيل، فما إن اقترب جيش فرعون وظهرت أعلامه وأوشك أن يقضى على موسى وقومه حتى جاء وحى الله إلى موسى، فضرب البحر بعصاه فانفلق البحر نصفين، وظهر طريق من اليابسة وسط الماء، عبره بنو إسرائيل وموسى سيرا على أقدامهم حتى وصلوا إلى بر الأمان فى سيناء، حين وصل فرعون وجيشه كان البحر ما زال مفلوقا نصفين، وبنو إسرائيل وموسى قد عبروا سالمين إلى الشاطئ الآخر، بالطبع لم يفكر فرعون فى معجزة رب موسى وبنى إسرائيل، لأنه كان كافرا، فنزل فرعون وجيشه إلى الطريق الأرضى وسط البحر، حتى أصبحوا فى منتصف الطريق، هنا أصدر الله أمره إلى البحر فعاد البحر كما كان، وانطبقت مياهه على فرعون وجيشه فغرقوا جميعا وماتوا، نجا بنو إسرائيل من الغرق بسبب إيمانهم واعتمادهم على الله، لكنهم سرعان ما تشككوا كعادتهم، وطلبوا من سيدنا موسى براهين أخرى على أن الله يقف معهم ضد أعدائهم، طالبوه أيضا بأن يأتيهم من عند ربه بالوصايا والأوامر التى تنقذهم من التيه، وصعد موسى إلى الجبل يناجى ربه ويطلب لقاءه، لكن ربه اشترط عليه قبل لقائه أن يصوم ثلاثين يوما، وفعلا صام موسى ٣٠ يوما، لكنه بعد الصيام اكتشف أن رائحة فمه منفرة فاستخدم من لحاء الشجر سواكا ليطهر فمه قبل أن يلقى الله، لكن الله أمره بأن يصوم عشرة أيام أخرى قبل أن يقابله ودون تغيير رائحة فمه، وذهب موسى إلى موعده مع الله على جبل الطور فى سيناء، هذه هى سيناء المقدسة أرض المعجزات أيها القراء الأعزاء.

قرأت هذا العمود بعد يومين من مقتل الجنود المصريين على الحدود بواسطة الجيش الإسرائيلى، لم أفهم من مقال الكاتب الكبير شيئا مفيدا، وما أثر مثل هذا الكلام على الرأى العام فى هذا الوقت بالذات؟ هل يفسر الدين بطريقة القوى الدينية السياسية المراوغة؟ هل يزايد عليها ويعلن أن الله سوف يحارب إسرائيل كما حارب فرعون؟ هل يحاول صرف الشعب أو الجيش عن المقاومة الحقيقية؟ بدلا من هذا الكلام غير المجدى عن الماضى السحيق لماذا لم يتكلم عما نعانيه فى الحاضر من أجل توعية الرأى العام؟ لماذا لم يشرح الأسباب التى دعت إسرائيل لقتل الجنود المصريين؟،

هذا هو واجب النخبة التى تحتل الأعمدة فى الصحف والإعلام، أن توضح للرأى العام الجرائم التى تقترفها إسرائيل، أن توضح للشعب المصرى وسائل المقاومة السياسية والعلمية والثقافية، وفى كل مجالات الحياة العامة والخاصة، وكيفية تجميع الجهود وتوحيد القوى الشعبية والرسمية أيضا، استعدادا للمقاومة العسكرية إن لزم الأمر فى الوقت الذى نختاره، كيفية تنظيم المظاهرات لتكون أداة سياسية فعالة داخليا وخارجيا، كيف يمكن تطوير وسائل الدفاع عن وطننا علميا واقتصاديا وسياسيا وتعليميا وعسكريا أيضا.



#نوال_السعداوى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا يقول القراء والقارئات؟
- امرأة تكتب فى الليل
- العدالة عمياء ولا عزاء لمن يرون
- أحداث أوسلو والثورات الشعبية الجديدة
- القوة الجبرية الأبوية تستمر وتزيد تجبراً
- لا كرامة لثورة فى وطنها
- كلمة الثورة.. المستحيل الممكن
- المرأة تُحارَب على كل الجبهات، العائلية والمحلية والعربية وا ...
- كما شق نهر النيل طريقه الوعر
- الورقة يا ورق وجوهر الأخلاق
- النساء والثورة والأحزاب الجديدة
- شىء عن الاتحاد النسائى المصرى
- مبارك.. زويل.. عماد أبوغازى؟
- الحنين لمن كان يضربه بالشومة
- أقول لكم أيها السادة والسيدات؟
- بلبلة الرأى العام فى كل عهد؟
- أين العدالة الاجتماعية أيها السادة؟
- الكبارى مع السلطة الحاكمة الجديدة
- لم ير واحد منهم له عين واحدة
- رجولة جديدة أرقى وذكورة قديمة أدنى


المزيد.....




- بوتين يكشف عن معلومات جديدة بخصوص الصاروخ -أوريشنيك-
- هجوم روسي على سومي يسفر عن مقتل شخصين وإصابة 12 آخرين
- طالب نرويجي خلف القضبان بتهمة التجسس على أمريكا لصالح روسيا ...
- -حزب الله-: اشتباكات عنيفة بالأسلحة الرشاشة والصاروخية مع ال ...
- لبنان.. مقتل مدير مستشفى -دار الأمل- الجامعي وعدد من الأشخاص ...
- بعد 4 أشهر من الفضيحة.. وزيرة الخارجية الألمانية تعلن طلاقها ...
- مدفيديف حول استخدام الأسلحة النووية: لا يوجد أشخاص مجانين في ...
- -نيويورك تايمز- عن مسؤولين: شروط وقف إطلاق النار المقترح بين ...
- بايدن وماكرون يبحثان جهود وقف إطلاق النار في لبنان
- الكويت.. الداخلية تنفي شائعات بشأن الجنسية


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - نوال السعداوى - الدفاع عن سيناء بعصا موسى السحرية!!