قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)
الحوار المتمدن-العدد: 3471 - 2011 / 8 / 29 - 13:20
المحور:
كتابات ساخرة
يعدّ الاسلام اكثر الاديان تنبيها الى الابتعاد عن النفاق والتحذير منه، اذ خصّه بسورة كاملة في القرآن الكريم بعنوان (المنافقون)، فضلا عن ثلاث آيات في سورة النساء،اذ بشّر المنافقين،في الأولى، بعذاب أليم ( بشر المنافقين بأن لهم عذابا اليما- 138) وساوى في الثانية بين المنافقين والكافرين (ان الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا- 140)،ووضع المنافقين،في الآية الثالثة في الدرك الاسفل من جهنم (ان المنافقين في الدرك الاسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا- 145).
ومع ذلك فأن المسلمين من اكثر شعوب الأرض ممارسة للنفاق والسبب هو ان السلطة التي حكمتنا مئات السنين كانت ظالمة..مخيفة..مرعبة، اضطرت فريق من الناس ان يتفادى بطشها باظهار الولاء واخفاء الكره لها. ومن هذا الفريق ظهر اشخاص طمعوا في منصب بالسلطة وامتيازات بالثروة (اجادوا) لعبة النفاق بأن جعلوا من الحاكم الدكتاتور شخصية كارزمية..استثنائية،يتوجب على الناس طاعتها والقبول بها والرضا عنها.وكان اخطر هؤلاء المنافين اولئك الذين احتلوا وسائل الاعلام لا سيما رؤساء تحرير الصحف والفضائيات والاذاعات وكتّاب المقالات والبرامج السياسية.
والواقع ان هؤلاء تحملوا خطيئة كبرى بحق الوطن والناس لأنهم اسهموا في صناعة الدكتاتور،ليس فقط بتبرير اخطاءه وجرائمه بل تعظيمه ورفعه الى مكان فوق الناس وقريب من السماء تبين بعدها انه احط خلق الله خلقا وسلوكا.
وبسقوط الدكتاتور سقط المنافقون ايضا،فاضافوا الى خطاياهم خطيئة ماحلّ بعوائلهم واطفالهم بسبب نفاقهم وطمعهم في مال او منصب.ولكم ان تتصوروا حجم معاناتهم النفسية وشعورهم باليأس من الحياة،فضلا عن مشاعر الحقد والكراهية نحو الآخرين.
لقد انتهى زمن الدكتاتور الفرد، لكن زمن المنافقين لن ينتهي ما دام هنالك معممون وأصحاب لحى يشرعنون النفاق دينيا بطريقة مشابهة لشرعنة الفساد على مستوى سلطة واحزاب وكتل سياسية،وما دامت هنالك ثروات هائلة وخوف من المستقبل يلّح على صاحبه انتهاز الفرصة..وقد أمن العقاب في الدنيا وسيضمن عقاب الآخرة ايضا بحج مكة واستغفار ربه ..فالله ،في يقينه ،غفور رحيم ..حتى لو كان لشيخ الفاسدين وعميد المنافقين.ما دام قد حجّ واستغفر!.
#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)
Qassim_Hussein_Salih#