ماجد ساوي
شاعر وكاتب
(Majed Sawi)
الحوار المتمدن-العدد: 3471 - 2011 / 8 / 29 - 11:57
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
نحن في عصر الانسان الخالي من الدين المستخدم للنصوص الربانية لاغراضه الذاتية , الانسان المحاصر للايمان بين جدران المسجد المؤمن بالاستغلال المكرس
للاستعباد المندفع نحو الدماء , الانسان الذي يخرج على التلفزيون وقد علت وجهه ابتسامة الرضا - بنجوميـة الجمهور - وهو يرشد المؤمنين الضالين طريقهم الى الله , الانسان الذي يعرف الكتب السماوية كتابا كتابا وسطرا سطرا لكنه يتعمد تاليف كتبه الخاصه ملزما الداخلين في سلطان قدرته على السير عليها والالتزام بها , الانسان الذي يشحذ همم المقاتلين حاثا اياهم على الاقدام في معركته الباسلة من اجل الفوز بمنصب ٍ رفيع ٍ - مضافا اليه حاشية مطيعة واتباعا مخلصين - وهو يقف خلف خطوط القتال في ظل خيمة يدار فيها الشعر في مديح خصاله اللامثيل لها .
الشر يزداد حولنا , الاشرار ينكرون علاقتهم بالشيطان , الارض حافلة بالخداع المتقن والزيف الماكر مليئة بالكذب الفج والانتهاز الفظ . كل واحد ٍ ينحازلنفسه وكل عصابة ٍ تحارب في سبيل مصالحها , كل يوم ٍ قتلى بالاسلحة الكاتمة ,والخبر يعبر في اسفل الشاشة ليعقبه فاصل تعلن فيه طبقة المال عن المزيد من السلع والمسابقات . يتسابق اهل كل طبقة في اظهار الولاء واعلان الطاعة للطبقة الاعلى بينما تعلن المؤسسة العسكرية عن اسفها للخطأ الغير المقصود الذي تسببت به الطائرة من غير طيار ليس لانها تشعر بالاسف بل لان الخطا ظهر - في خطا ايضا غير مقصود - على احدى الشاشات .
حالنا - للاسف - الحضاري هو في احط احواله , لهذا كانت هذه العودة للدين الى واجهة الحدث عودة مشلولة وبروزا غير نافع - بل ازيد واقول انه اصبح يثير الامتعاض في احيان كثيرة , لانه بكل بساطة فقط جوهره المخلص للروح البشرية وخلا من اماله العريضة في الغد المشرق وظهر عليه بوادر الارهاق وبدت اطروحاته , غير دينيـة واهدافه لا خيرية ومقاصده الكبرى - كما تسمى - لا كبرى .
#ماجد_ساوي (هاشتاغ)
Majed_Sawi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟