أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميسون الرفاعي - الأديب اليمني أحمد حمود الأثوري إحدى منارات الأدب الليبرالي الحديث .. الجزء الثاني ..















المزيد.....


الأديب اليمني أحمد حمود الأثوري إحدى منارات الأدب الليبرالي الحديث .. الجزء الثاني ..


ميسون الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 3470 - 2011 / 8 / 28 - 17:23
المحور: الادب والفن
    


قبل البدء : كانت هناك دراسة بسيطة ولكنها أفضل من هذه التي بين إيديكم ولكن قراصنة الأنظمة الإستبدادية أفقدوني الذاكرة التي كنت أحتفظ بها بتلك الدراسة وإنقطاع خدمات الأنترنت في سوريا مما أضطرني لأعادة الكتابة من جديد وتأخير نشرها ولكن بصورة سريعة لن تشعر أحدآ بالرضى وأولآ وأخيرآ أنا لست إلا متذوقه وشغوفه بأدب الأديب أحمد حمود الأثوري وبشخه الكريم .. فالمعذره أيها القراء
.....
هكذا يرنم كل صباح قبل أن يفتتح يومه بأنغام فيروز بقوله [ مازال قلبي بحجم الأرض برغم إنكساره ومازلت أدعو الحبيبة ]
وكما قد قيل بأنه يتعين على الناقد الذي يقارب فعلآ إبداعيآ أن ينطلق من تصورات المبدع التي تعكسها آليات التعبير المختلفه محاولآ تلبس روح المبدع مهما حاولت التخفي وراء لفظ أو صورة ..

فإن الأديب أحمد حمود الأثوري يتكأ على تشكيلات في معظم قصائده تعتمد بالفعل على اللون والصوت والحركة بل والرائحة إرتكانا إلى إيحاءات المفردات ودلالاتها المباشرة أحيانآ وغير المباشرة في أحايين أخرى.
أحمد حمود الأثوري : شاعر ، قاص وكاتب سياسي. يهب الحرف جل ما نهوى ويصرخ هو في الطرف الأخر بهول تقصيره ويشكوا عصيان الحروف .
أشهر حفلت بعطاء خلاق متوهج ، فترة تشهد فيها العربية السعيدة ثورة شبابية ويعكرها تدخلات خارجية لإجهاض هذا الحق المشروع أظف إلى ذلك ميول أديبنا اليمني : أحمد حمود الأثوري إلى السياسة والنضال بالطرق والكيفية التي نذر نفسه لها .. إنه درب النضال الذي رسمه عظماء اليمن السعيد ك البردوني والزبيري وغيرهم .. ورغم هذا وذاك فهناك مع التدفق الثوري عاطفة جياشة للحبيبة والأم والأخ ..
المحبة عنوانه بأمتياز وتتجلى هذه المحبة في حب وطنه والدعوات المستمرة لحض البشر لحب أوطانهم
وتبدو هذه المحبة من خلال دعواته ونداءته المتكررة لنحب بعض ونحب أوطاننا كي نظل بتواصل مع رب الأرباب ..
وكون هذه المحاولة البسيطة قد تعثرت وسرق جهدها الأصلي والأروع سأتطرق سريعآ لمحطات وقف عندها الأديب الأثوري .
...* تقديس الفجر والليل وتكراره ...* :
يدل على إحتوائه قلب أضناه الشوق وجسد يتجلد ألمآ .. ساهرآ الليالي في مناجاة الحبيب والوطن ، ففي نص بعنوان :( أحلام ممزقة ) يقول مستشهدآ بمستهل بدر شاكر السياب كما أضن في أحدى قصائده :
// يا ليل قد مزقت فرحي
وأخذت مني من أحب ..
ومن إليها أبث همي ...
وتركتني حبيس أضواء الشموع ... //
وفي مقطع أخر :
// يا فجر فأنشر أحرفي في خيط ضوءك ..
أرصف عباءة ليلها قرميد حاضرنا المتين .. //
..حتى يصل إلى
// آيات أسمي تهدي نجمآ قد غوى ...
يعود مبتهلآ ويفيض من دمعه فجرآ جديد .. //
وفي قصيدة نبطية ب عنوان ( إرتباكات فصول الحب ) يبرز الفجر مرة أخرى ففي مقطع يقول :
// اقعد معة من مطلع الفجر خوفي ¤¤
عقارب الساعة تعجل بترحال --
ويمر فينا الوقت يثبت وينفي ¤¤
مسائل فيها نغير الحال --
يصبح الفجر فرجآ ولحظات قرب المحبوب الذي بإنتظاره سهر ليال العمر ..
...* قصائد الشعر النبطي *...
يكتب الشعر النبطي وهذا ما لم يكن في حسبان أحدآ ممن يتابعون نتاجه في الشعر العمودي والحر والقصة والمقالة .وسأترككم مع مقتطفات من الشعر النبطي ك قصيدة بعنوان ( إرتباكات فصول الحب ) حيث يقول فيها :
// يا حزن خيم فوق ضلعي وجوفي ¤¤
واحرق فؤاد بالهوى شاف الاهوال --
لا ترحم الاه لو طالت وخوفي ¤¤
اشعل حنايا الروح غربة وترحال --

...* كتابة الشعر باللهجة العامية *...
ساعدتني الأخت نهاد العريقي جزاها الله خيرآ في فهم المعاني الجديدة في اللهجة اليمنية والتي لم أفهمها وايضآ كاتبنا تفضل مشكورآ بوضع هامش في بعض قصائدة توضح معاني الكلمات فقي قصيدة أشواق وأحلام وردة قروية ..
صور متحركة .. يجبرك إلا أن تكون شاهدآ على تلك الأحداث إن لم يضعك طرف لها .. فهو يستشعر معاناة بنات قومه .. فهذه المرأة المقهورة التي سكنت أطراف القرية .. تصدح بالأهازيج وأغاني الشوق ك عذاب نفسي لا أكثر ساهرة ليلها تقاسي كل صروف الدهر ،وتقلباته كما يصورها لنا الأديب الأثوري . تستمر الصور وعندما لا تجد هذه المرأة بد تغتالها الأماني الخادعة ويصحبها السراب ؛ إذ نقف أمام مشاهد نذرف دموع عند مشاهدتها فهاهي أحلام اليقظة تهبها الحبيب ، فتهيأ غرفة الإستقبال وترتب المساند .. وجرة الماء " القربة " .. أتوقف هنا وإياكم لنتأمل الفتاة اليمنية الريفية أو إذا صح القول الزوجة في ريف اليمن .. إحتياجها يمثل بارزآ في مبادلة زوجها هذا الإحتياج كما يصوره لنا الأديب أحمد حمود الأثوري بأنها تجهز له المتكى وقربة الماء وتلامس يدية .. يا الله لهذه القناعة ولهذا الحب الدفين .. ثم تقوم بخدمة ضيفها الزوج ب ذهابها لتجهيز وجبة له وتخييره بين " العصيد " وهي وجبة كما عرفت بأنها ثقيلة على المعدة ويظل المرء شاعرآ بالشبع طوال اليوم بعد تناولها وبين الشيبس في قولها بطاط مقالي .. ثم تفأجا هذه الزوجة بأن مطبخها التقليدي الذي يستخدم فيه أداة الوقود " الحطب " بأنه مهجور ولم تدخله منذ غيابه عنها لعدم تناولها شيئ بعد رحيلة : //" صعدي خلي ما فيه عرف قرماد .. ما أوقدت به قشواش ولا أهتنأ لي // "
ولشدة الشوق الذي أصبح عصي على مجاراته أصبحت في نظر هذه الزوجة الريفية بأن الثواني التي قطعتها ما بين غرفة الجلوس ومطبخها كأنها دهر فساورها الخوف بغيابها الطويل الذي لم يكن سوى بضع ثوان معدودة فيقول على لسانها :
// رجعت أشوف خينا* الحبيب ينادي
ضمأن يقول وأنا ضبحت لحالي //
وتتخيل عتاب الزوج الحبيب لها ،ثم ينتقل بنا لتلبية الزوجة طلب الزوج بأن تصب الماء له وتناوله وعندما لم تجد من يأخذ كوب الماء حاولت أن تتلمس المكان ك الأعمى فتنصدم وتدرك حقيقة أوهامها :
// اسكب له ماء وامد له بكفي
واتحسس المتكأ ويطلع لي خالي //
ثم تنتحب بشده وتدرك بأنها أصيبت بالوسواس أو فقدت عقلها :
// ابكي دموع يتخالطين بدمي
واصيح إني بعده فقدت عقلي //
ويعود بنا ليؤكد إنها توهمت بطول فترة وهمها وهذا ما يؤكدة الطب النفسي فيما يخص الأحلام بنوعيها أحلام المنام وأحلام اليقظة من خلال سردها أنه منذ ساعتين وهي في أحضانه .. ويدلل هذا أيضآ على توفيق الأديب أحمد حمود الأثوري بتسمية عنوان القصيدة ب " أشواق وأحلام وردة قروية " :
// من ساعتين كنت المسه واهني
عيني وأنام بين ايدائه بكلي //
وبعد هول الصدمة التي فأجات هذه الوردة القروية ؛ تطل علينا مبرارات يعطيها الإنسان نفسه وعزاء أيضآ ، ثم ما تلبث أن تخف الأمنيات فترغب بسماع صوته ،والحصول على فرصة لإخباره بلواعج أشواقها :
// مدري ترائيته وإلا نصيبي
اجنن واهيم وصورته قبالي
أشتي اسمعه دام اللقاء بقربه
عاده بعيد وسفرته منى لي
قالوا أشترى بغيبته شريحة
وجهاز جديد يتحمل السجالي قلت أتصل من جارتي دقيقة
واقله يكفي ويمكن فؤادي يسلي //
...* إجتماع حب الأب والأم والوطن ك مثلث مقدس في حياة الأديب *...
كما أشرت في جزء سابق فأن أديبنا وشاعرنا أحمد حمود الأثوري تحظر مشاعره الطيبة لوطنه ولا ينساه أبدآ حتى وهو يستحظر ذكرى الأب المفقود -الذي أفنى أيام عمره في خدمة وطنه- فهاهو الأبن يشعرنا بأنه يسير على نفس الدرب .. فيساوم الأب على الرجوع ويحظر الوطن .. ففي قصيدته الرائعة الموسومة ب عنوان ( تعال إلي أبي ) يسترسل في مناجاة الروح التي لم تفارقه :
// تعال إلي أبي ..
انفض غبار القبر .. لا تخشى الغبار ..
يكفي غيابك يا أبي ..
حقب الزمان أعدها صمتآ فلا هنالك من جديد ..
عد يا أبي أنت الجديد .. //
فيأتي بعدها بتسليمه بأمر خالقه ، وبحقيقة الموت ؛ فهو علماني بإنفتاحه وإنفتاح كلماته لكن ذو عقيدة إيمانية خلاقة لا يشوبها كفر أو إلحاد ، ورغم إيمانه بذلك يرثي حاله ويشكو قدره الظالم ويعترف بأن فقدانه للأب الحنون أفقده كل شيئ ؛ فيرنم :
// الموت حقآ .. لكنني أحتاج حضنك ..فلتستجب لنداء آهاتي ودمع قد تحجر كالجليد ..
ماذنب أيامي أعيش العمر في حزني تليد ..
قم يا أبي ..
دعني أدلل شعري المنكوش في مرمى يديك ..
دعني أصلي في أخاديد على الوجنات ..
أستلقي على ألأمال أترك خاتمة أمري إليك ..
إني سئمت البعد .. كل البعد ..
فلا أقوى مواصلة المسير ..
حزيران قد خرق النواميس العظيمة إذا دعاك لأن تموت ..
صدقته ! وتبعت خطوات له ! فلما تموت !..
حزيران قد كتب الوصية وأعتراف في خطيئته وأنك في خلود شئت هذا أم أبيت ..
إن الظلام يحطم الأشياء .. فعد ضياءك جنتي .. فعد يا سيد الأحرار في زمن الوثن .. //
وليس في حياته أي مفردة للانانية فيتذكر مأساة وطنه وإحتياج الوطن للمخلصين .. فهو لا يفكر في نفسه فقط .. بل يبحث عن نصرة أبناء جلدته وإخوانه الثوار .. يبحث عن قوس نصر في ظل هذا الحصار الخانق الذي فرضه النظام الديكتاتوري على شعبه عندما أراد التغيير وصدح بمطالبه المشروعة .. فنرى الأديب الأثوري يسترسل :
// ...مدني يطوقها إنفلات في نواميس الخليقة .. شلل بأطراف البلاد .. قد خانها حكامها وتمزقت تلك الوثيقة .. أسروا نسائم فجرها فعد لكي تغدو طليقة ..
كم كنت ناموس .. ومئذنة .. ودعوى السلم .. كم كنت الحقيقة ..
كم كنت تجبر حاكمي عدل يقيم .. آمن يسود .. كم كنت تمسح أدمع سقطت على خد اليتيمة ..
عد يا أبي هذا الشتات يغير الدنيا .. يمحوا التفاصيل الجميلة ..
من يا ترى بعد الغياب يحمي حمانا ..
وأنت وحدك من أنار الليل عدل وآمنا ...
وأنت وحدك من سقى هذا التراب جهدآ وبذلآ ... من سقانا ..
عد يا أبي .. فالحاكم العفاش يظهر من بلادتة بأننا شعب غنيمة ..
وبأننا نسعى لنجعل من جماجمنا لنصرته وليمة ..
ما اسخف الحكام في وطني .. سلبوا المروءة ..
هاهم كمن ينفخ السيجار في جوف الأماني مالهم غير السذاجة ..//
فيصور هنا إستغلال الحكام لشعوبهم وتحويل معاني -السلم والتسامح- إلى سذاجة الشعوب .. وإستخدام المستضعفين وذوو المصالح الضيقة بوق أجوف لشرعيتهم وهذا هو حالنا جميعآ أكنا في اليمن السعيد أم في العربية السورية أو في الجماهيرية الليبية وبقية الدول العربية .. نداء أطلقه الأديب أحمد حمود الأثوري لكل مواطن مخلص أن ينصر وطنه .. ونجد بين السطور ذاك الأمان الخفي الذي يولده تواجد الأب أمام أبنه في معارك الحياة بصروفها .. نستشعر ذهابنا مثلآ لساحات الإعتصام أو خروجنا في شوارع حمص رغم المخاطر وندرك الفرق وشحنات الشجاعة فيما إذا كنا هناك بوجود رب المنزل .
يعود في قصيدته بالأيمان بالرحيل وبأن كل شيئآ إذا ما تم نقصان .. فيتذكر أيامه الخوالي مع الأب في محاربة الظلام والصلاة التي أضنها لهذا الوطن فيختم قصيدته بقوله :
// منذ الرحيل .. رحيلك الأتي من السنوات ..- فكل شيء إذا ما تم نقصان- .. ودعت فرحي وهجرت كل أحبتي .. عمدآ محرابك الأزهى هربت .. بطقوس صومعة .. صلاة في حواف الليل .. أناديك حبي التليد أبي .. تعال إلي .. تعال أبي ..
أتذكر الشمعة البيضاء يا أبتي .. ؟ إنبعاث النور في محرابك الأقدس .. تذكرني خيوط الشمس بنور كنت مصدرة .. فأنسج منه أشرعة .. .. تعبر بي يم الأماني الخظر .. فما عدت أهاب بعد اليوم إلا غيابك ... //
...* الإعتزاز بالنفس والفخر .. ومقاربة الحق في نصوصه *...
أدلل على ذلك وأمر مرورآ سريعآ في قصيدة له بعنوان ( تمهل يا قدري فالنصر لنا ) نشرت له مؤخرآ في موقع الحوار المتمدن ؛ وفيها من الأبيات التي تنم عن إعتزاز العربي بنفسه وأخلاقه وتنقلاته في ميادين شتى .. عاملآ ومجاهدآ وعاشقآ ..
...* الأديب الأثوري ورحلة القصة القصيرة *...
إلى جانب الشعر يكتب الأديب أحمد حمود الأثوري القصة بأسلوب جديد وجميل .. ويدعني أستلهم مقولة عملاق اليمن السعيد الدكتور عبد العزيز المقالح :[ في زمن الشعرية التي فرضت وجودها على الأنواع الأدبية دون إستثناء يمكن لمن يكتبون القصة القصيرة والرواية الحصول على لقلب شاعر دون عناء وبعض هؤلاء يستحقون ذلك اللقب بإمتياز لأنهم يجمعون بين كتابة القصة والرواية ويقتربون من ساحة الشعر ليتوجوا بكتابة أعمالهم الإبداعية ويثبتون أن مجال التعبير في اللحظة المعاصرة مفتوح الأفق يعبر فيه المبدغ عن نفسه بالإسلوب الذي يثري الوجدان ..]
فإذا نظرنا إلى هذا النص الموسوم بعنوان : ( جنون عبر الأثير ) . سنجد ما يجعلنا مأسورين حد الإكتفاء بإستخدامه لأسلوب متجدد ؛ يشرك فيه واقعية الأحداث . بالطبع أحداث البلد الذي تؤرقه ، إنفلات أمني ، وموت بالمجان ، ويدعنا نستكشف الطرف الأخر في الخط بأنه لا يصدر سوى النحيب وبتداخل الضنون عن حدوث مكروه ... الخ ولكن الأهم من هذا هو الإيحاء بتسلط الأنظمة الجاثمة على الصدور حتى لا يقوى إحدانا عن التصريح بشيئ ؛ وهذا ما يحدث ؛ وهناك أدلة يمنية شاهدة على خنق الحروف ، فنرى النظام -كما هو الحال في العالم العربي - يسعى لكبت كل ذي صوت وطني حر ؛ وأنوه هنا لإشتعال غضب الأديب الأثوري أبان إعتقال الصحفيين والإعتداء عليهم والبحث عن مخرج ك حادثة إعتقال الصحفي عبد الكريم الخيواني .. والصحفي محمد المقالح .. والمناضلة أروى عثمان .. والمحلل السياسي منير الماوري وغيرهم ممن طالتهم أيدي النظام التعسفي في اليمن السعيد ؛ فلقد كنت أدرك ذاك الأسى والهم من حملاته لنصره هؤلاء ومؤخرآ في مقال دقون عابثة بأرصدة الثوار ، يتحدث عن صحيفة حديث المدينة والخروقات التي أرتكبت في حقها وطاقمها ورئيس تحريرها الكاتب المسرحي فكري قاسم .. وسردت هذه الدلائل لربطها بحبكة القصة التي أمتعنا بها ، والكبت الذي يسلط على الشعوب والرقابة والإعتداء على كل من يصرخ بألآمه لليقظة .
قصة : ( قبل إنفصال الجنوب والشمال كوكب تنفصل روح عن جسد ) عنوان لقصة أخرى كتبت باللهجة المحلية وأضن بأنه أستخدم اللهجة الدارجة كي تصل إلى قلوب عامة الناس كونه ينظر دومآ بأن دعاة التفرقه والإنشقاق هم الطبقة الأمية التي لم تحظ بقدر من العلم لذا أراد لرسالته أن تصل إليهم بإسلوب ساخر .. وأدلل على ذلك كما في مقطع في القصة وهو ينتظر الحبيبة يسرد :
// .. قبحكم الله يا سود .. من قال لإمهاتكم تنفصلوا شمال السودان وجنوب السودان ؟ قلوبكم "سووود" مثل وجوهكم .. "شبهتم" لإصحابنا الجهال .. كارهي الوحده .. //
ذات مرة حدثنا عن مصطلح الدحبشة وكيف نشأ من تعالي الجهة الجنوبية على الجهة الشمالية وماهي سمات الدحبشة .. وعن مصطلح برغلي وكيف تتعالي فيه المناطق الشمالية على أبناء تعز .. لذا أنحاز لهذين العنصرين بعد لهجات عتاب يوجهها بإسم الحبيبة لمن لا يشرفهم الوحدة اليمنية كون دعوات الإنفصال مصدرها الجنوب .. يشرح بواقعية الدمار الحادث في البلد في ظل غياب لتطبيق النظام وسيطرة الرشوة على معاني النظام .. وهذا ما يبرزه المقطع الحواري الأول والذي سبقه بمقدمة رائعة عن حبه للوحدة كونها مصدر قوة الشعوب .. وبهذه القصة عالج قضايا يمنية عدة وبدوري أوجه الجميع لقراءتها والإستماع بها والإستفادة منها ..
ناقش فيها
= حب الوحدة كما أستهل ب :// حبيبتي الجنوبية .. أنا شمالي .! كم أنا وحدوي لا أفرق بين شمال وجنوب ولكن ماذا لو أنفصلنا .. شمال وجنوب .. إيش رائيك نمنحك هوية " //
= خلل النظام في شمال اليمن وتسيير الأمور بالرشوة :
// " في بلدنا عادي إحنا الدحبشة " عندنحنا" "بالهبل" .. تعالي بس "إوصلي" إلى مفرق الراهدة وبخرج لك خمس " بتائق " شخصية .. أنا وأنتي "ساني" نروح -لورشة النجارة نقطع بطا...- " يلعن أخت السهر أيش من ورشة وأيش من "طلي" ".. أنا أقصد نروح "ساني" لإدارة الأحوال المدنية ونقطع "بتاقة " .. ما نحتاج شهود ولا فحص دم ولا شهادة ميلاد .. كله بالفلوس يمشي جري .. واذا تحبي نسجلك فصيلة دمك "إن موجب " لعيونك وإذا تحبي تغيري إسمك عادي نبدل إسمك سعيد أو عثمان على أسماء أجدادي .. //
= فئات المجتمع ومناطقهم ودعواهم للإنفصال رغم محاولته إقناع الناس بأهمية الوحدة وأخذ الخيار الأسوء في الحسبان وهذا ما تقوم على أساسه القصة :
// حبيبتي أنا وحدوي حد العظم بس إخواننا السوود والمتفحمين حد الزرقة واللي "أخشامهم" بقطر 3 إنش فعلوها وانفصلوا .. "زول" شمالي و "زول" جنوبي .. وإحنا "عندنحنا" ضليعه ويفيعة وبدو من حق أبين وصبيحة ووهط من حق لحج وهنود وصومالين وخليط دحابشة وبراغله بعدن وحضارم متصوفين .. وبدو معتقين من شبوه وتشكل حراك يدعمه النظام الكاره لليمن .. وبين هؤلاء من "يزعبق" إنفصال إنفصال .. وعاد إحنا سرقناكم كما تدعون . //
= إثبات حقيقة أبناء تعز المضلومين من قبل أبناء الجنوب رغم إنهم يعملون بكل حقول الحياة ويفترشون الأرض وليس كما هي الإتهامات الموجهة إليهم بأنهم ناهبي أراضي وثروات الجنوب .. بل فئة قليلة من اللصوص هم أولئك المستأثرين بكل شي تحت رعاية النظام ومظلته :
// . "البراغلة" بكل كلية ومدرسة و وزارة ومتجر ومطعم وبوفيه وفوق كل بناية عمال ... الخ وآخر الليلة ينامون فوق كراتين بالشيخ والمعلاء وقالوا "دحابشة" سرق!! " //
= إستحظار حادثة إنفصال جنوب السودان عن شمالة ومأسي ذلك
= إساءة الضن والتسرع في الأحكام والقرارات :
// وأنت يا قلبي ما "كلفك" الله تحب جنوبية .. قدك على البلدي "أخرج" لك .. القرية "مليان" بنات والمدينة أكثر .. ما عرفت تفتح عتباتك إلا ل جنوبية .. "ذلحين" ما أخرها هذه الجنوبية العوجاء .. أنا مش قلت لها "فيسع" مثل الطير .. آهاه تكون ما لقت مواصلات .. ذكرت إنه البترول والديزل معدومين .. دائما أنا متسرع وأتخذ قرارات سريعة مثلما أتخذت قرار إرتباطي بها .. بس قلبي عليها مربوط .. ومعلق .. "وسابط شلك" .. //
= ربط الأحداث بالدمار الذي يشنه بقايا النظام ضد تعز الصمود وعقابها لدورها الريادي في ثورة شباب اليمن :
// " حالتك حاله " منوه قالك تلبسي " صندل " أبو كوع ..؟ اللي بيشوفك بيقول تتمشي بشوارع باريس .. قدك داري إنك بتروحي تعز .. كلها حفر .. شوفي " الصابات " براسي من كثر ما "أفلت" يا "زعم" هي عدن .. شوارعها مراية وفيها أرصفة فساح .. غبني عليك وااا تعز كلك حفر من قصف الحرس الجمهوري .. //
= الجهاد في تغيير الواقع والنضال ضد الحاكم المستبد ؛
فتارة يواجهة الإستغلال تحت :رمز سائق السيارة // إمسك "أذه" "الكرى " مالك أصبح لا أسعد لك صبح .. أيش من ديزل وايش من بترول وأيش من معدوم .. أعجبك الألف "القرش" وإلا إضرب براسك عرض السيارة .. نصابين أخر زمن .. //
وفي مكان آخر يحظ الموظف على نزع صور الحاكم دون تخوف من عرقلة إخراج هوية بطريقة غير شرعية رعاها : وأصلها هذا الحاكم نفسه // صباح الليل ياعزي .. إبعد صورة أذه المدبر إبن المدبر من الجدار .. من صدقك عادك فارح فيه .. شفته كيف ظهر بالتلفزيون مثل "شراع الدخن " أحسبه صومالي معوق طلع يشحت بالتلفزيون مش رئيس مخلوع .. إبعده أقولك بعدوا قرنك .. //
= إحترام الشعب اليمني للمرأة .. من حيث مقعدها في وسائل المواصلات وفي المعاملات :
// تعز .. تعز .. يا بيجو رايح تعز ! تمام .. إتفضلي حياتي .. عائلة يا عزي "إفسح " قليل
//
بينما يبرز التسلط الذكوري واضحآ وإخماد صوت المرأة كما بدى عدم همس المرأة ببنت شفة ولكن كان يفهم كلامها من ردود فعل الراوي الذكر في جميع أحداث القصة وفي أحداث أخرى متفرقة ك :
// مالك " تتلفتي" لوجوه الناس .. واحمه أو بتشبهي ! .. سيري .. إنتبهي بيصدمك الدباب .. //
وفي موقف آخر :
// وقسي قلبك بكرة ما عاد بتقدري تسافري عدن ولا تزوري أمك " ما معك إلا تلوحي .. والطحين والماء عليا " .. .. بطلي من اليوم " إندكو ." وتاني " وياته ".. وإحفظي " سحاوق .. ناهي .. خينا .. ذاكوه .. //
= عصبية المزاج وإطلاق الشتائم في الفضاء :
// "ذلحين" ما أخرها هذه الجنوبية العوجاء .. أنا مش قلت لها "فيسع" مثل الطير .. آهاه تكون م؟؟ //
وموقف آخر :
// "وووب" عندك يا جني ..
إمسك "أذه" "الكرى " مالك أصبح لا أسعد لك صبح .. أيش من ديزل وايش من بترول وأيش من معدوم .. أعجبك الألف "القرش" وإلا إضرب براسك عرض السيارة .. نصابين أخر زمن .. //
وموقف ثالث : // مال أمك يا باص " دلا دلا " شوف قدامك يا أحول .. حبيبتي إتحسسي معك فاين أمسح اللجيج حقي يطايروا من كثر "الرغاي" .. شكلي "أصطبحت" "بقريح " //
وموقف رابع // . إبعده أقولك بعدوا قرنك .. //
= غباء بعض وحدات الأمن والإداريين وطرح أسئلة غبية : // . صباحك يا فندم ..أين بنروح يعني؟ نبيع "بعر " ! بندخل يا فندم نقطع "بتاقة" شخصية .. //
وموقف الإداري : // ما عاد نشتي غيرها ؟ أكيد نشتي بتاقة . //
وموقف يظهر غباء الموظف وإستغباء المواطن له ، وعدم إستخدام العقل أمام نهم مال الرشوة : // فصيلة الدم " إن موجب " سجل بس هذه فصيلة جديدة أكتشوفها في المستشفى الميداني بساحة الحرية .. سجل وخذ ثلاث مائة .. وقع إنو في شاهدين .. سجل إسمي مرتين .. شاهد أول .وشاهد ثاني إسمي بالمقلوب //
= إستخدام إسم تعزي بإمتياز : فارع عبدة قاسم
= الأرتباط الأسري الجميل وتقديس الأم :
// هيا أيش باقي لك .. باقي إلا تفتقي لسانك مثل بنات تعز عشان أمي تفرح بك وما تقولش عنك متكبره وإن بنت القرية كانت أخرج لي .. وقسي قلبك بكرة ما عاد بتقدري تسافري عدن ولا تزوري أمك " ما معك إلا تلوحي .. والطحين والماء عليا " .. .. بطلي من اليوم " إندكو ." وتاني " وياته ".. وإحفظي " سحاوق .. ناهي .. خينا .. ذاكوه .. //
...* البوح الخفي في نصين إحداهما مقتطف من سيرة ذاتية
والأخر أمام محكمة الفيس بوك من ذا أكون *...
حيث أعطى صورة لكل إنسان في هذه النصوص .. فأتمنى من الجميع القراءة بتمهل لهذان النصان ..
** الحب في قصائده **
قصائد عدة حفلت بالحب ومعانيه سأذكر هنا العناوين فقط ؛ أذكر منها :
= وماذا رأيت
= لوليتا تصنع غدها
= خطاب صامت لا يقرأ بالعين المجردة
= خيانة مؤجلة
= خسرتك
= تساؤلات مشتاقة
= مأساة القبيلة
= مشاعر حائرة تبحث عن إسم لها
= عشق أحمر
وهناك المزيد مما لم تسعفني ذاكرتي في ذكره هنا وأكتفي بوقفتي في الجزء الأول عند نص لوليتا تصنع غدها التي تحدثت عنه .
** المقالات **
بحثت في الشبكة العنكبوتية عن مقالات للأديب الأثوري وأذكر هنا بعض منها :
في مقال ساخر بعنوان :
( إختفاء العالم الغربي وبروز الأمة العربية السعيدة )
حلم بطريقة ساخرة .. وإنقلاب حال الأمة العربية .. إنه حلم جميل ينم عن حس وطني وأدلل هنا بإهتمامه بالشجرة كرمز لحب الوطن ، والكثير من الدلالات العميقة لذاك الحلم الذي قد أسمي جزء منه خطة عمل لإنقاذ الأمة العربية .
وهناك مقال ثوري يدافع فيه عن كاتب يمني ويسرد مواقف المجتمع اليمني من الثورة ومحاولة إجهاضها ؛ بمقال بعنوان : ( دقون عابثه بأرصدة الثوار ).
ولأن الأسم الثوري الذي ينتمي إليه له معنى فهاهو في مقال له قبل ثلاث سنوات كما هو ظاهر على تاريخ المقال بموقع التغيير يتحدث عن حقوق الطلاب وإنتقاده لسياسة الجامعة التي ينتمي لها ويبرز في الصور يقود الإعتصامات التي حدثت أنذاك. عنوان هذا المقال :
( إعتصام طلاب كلية الهندسة )
ومقال آخر بعنوان :
( مسخ شيطاني يهاجم الحالمة تعز ) يندد بما يحدث في تعز الصمود من خراب وتدمير لبنيتها وثروتها البشرية والإقتصادية .
...* النضال السياسي للأديب الأثوري *...
مما سبق يتضح لنا جميعآ ذاك النضال المستمر والصوت الصادح نحو دولة مدنية ينشدها ولكن أستوفني نصان كتبهما قبل سنوات عده تحت عنوان :
( رسالة إلى السيد الرئيس )
وعنوان :
( عذابات ربيع الآمال )
فبهذان النصان جسد أبجديات الظلم المغدق والواقع على أبناء وطنه .
أخيرآ : هناك المزيد ومازلت أنتظر ممن يستطيعون توجيه هذه القامة ودعمها وإرسال هذا الصوت لكل فرد .. وما زلت أنا وغيري سواء في سوريا أو في غيرها نعتب كل العتب عن الوسط الصحفي والأدبي والسياسي في اليمن السعيد من عدم الإهتمام بطاقات الشباب الهائلة ؛ فاليمانيون مبدعون بالفطرة وحتى لا تخور قواهم يجب الإهتمام بهم .
الدعوات بالتوفيق لابناء اليمن ومناراتها ..



#ميسون_الرفاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجزء الأول : الأديب اليمني : أحمد حمود الأثوري إحدى منارات ...
- مدخل دراسة عن أدب التحديث الليبرالي .. الأديب أحمد حمود الأث ...


المزيد.....




- الفرقة الشعبية الكويتية.. تاريخ حافل يوثّق بكتاب جديد
- فنانة من سويسرا تواجه تحديات التكنولوجيا في عالم الواقع الاف ...
- تفرنوت.. قصة خبز أمازيغي مغربي يعد على حجارة الوادي
- دائرة الثقافة والإعلام المركزي لحزب الوحدة الشعبية تنظم ندوة ...
- Yal? Capk?n?.. مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 88 مترجمة قصة عشق ...
- الشاعر الأوزبكي شمشاد عبد اللهيف.. كيف قاوم الاستعمار الثقاف ...
- نقط تحت الصفر
- غزة.. الموسيقى لمواجهة الحرب والنزوح
- يَدٌ.. بخُطوطٍ ضَالة
- انطباعاتٌ بروليتارية عن أغانٍ أرستقراطية


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميسون الرفاعي - الأديب اليمني أحمد حمود الأثوري إحدى منارات الأدب الليبرالي الحديث .. الجزء الثاني ..