أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - أحمد الناصري - رسالة الى الفدائية البطلة لويزه أحريز















المزيد.....

رسالة الى الفدائية البطلة لويزه أحريز


أحمد الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 1033 - 2004 / 11 / 30 - 12:27
المحور: أوراق كتبت في وعن السجن
    


بقايا جسد متعب و هش ، يستند إلى موقف أسطوري صلب وعصى من الخيزران ، تلك هي صورة المناضلة الكبيرة لويزه أحريز التي قاتلت العسكر وصمدت فهزمت الجلاد بعد جرحها واعتقالها في معركة شرسة ، وساهمت في طرد وهزيمة الاحتلال الفرنسي للجزائر ، وما سطرت في عملها وكفاحها من أسطورة يصعب على الجميع تناسيها أو عدم الاهتمام بها ، كما يصعب على العدو نكرانها أوعدم الاعتراف بالهزيمة المرة أمام صلابة تلك الفدائية الشابة الصغيرة والجميلة وهي تقود العمليات العسكرية من أجل التحرير إلى جانب كل أفراد عائلتها وشعبها !!

أنه درس كبير تقدمه لويزه وهي في خريف عمرها الذي لا ينتهي مادام قد سجل بحروف من الوطنية والعذاب والتدمير الجسدي ، وهو نفس العذاب الذي يمارسه الفاشي والصهيوني والعنصري والمحتل في كل تاريخ الاستبداد وعبر الزمن ، في كل مكان من هذا العالم الذي يضيق أحيانا ليتحول إلى زنزانة قذرة ورطبة تشبه التابوت !! كم لويزه نملك في فلسطين والعراق والعالم ؟؟ إنه درس عام وهام لكل من يريد الاستفادة منه لأنه يشكل علامة ثابتة وراسخة في الوعي التاريخي الفردي والجمعي للناس ، وهنا معنى ثابت للنضال والعمل ضد الظلم عبر التاريخ ، كما في الحالات الوطنية المحددة !!

في تاريخنا الحديث حصل التعذيب والسحق الجسدي والنفسي على نطاق جماعي واسع ، ليشكل ظاهرة كبيرة تحتاج إلى متابعة قانونية وأخلاقية وأدبية ، خاصة مع بداية الاستعمار الحديث في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية و صعود وسقوط الفاشية في ألمانيا وإيطاليا ، و كما حصل مع القمع الستاليني الجماعي ، وحصل في أسبانيا بعد الحرب الأهلية ، وتكرر في جنوب أفريقيا على نطاق واسع ، كما مورس ضد السود في أمريكا ، وهو مستمر في السجون العنصرية الفاشية الصهيونية منذ عقود طويلة حيث يقبع حوالي عشرة آلاف أسير فلسطيني ، وقام في كل سجوننا العربية الممتدة من الماء إلى الماء دون استثناء يذكر ، وخاصة في تجربتنا العراقية المريعة في مسالخ عام 63 الوحشية ، وتوسع في دهاليز قصر النهاية وغرف الأمن العام والأجهزة التابعة الأخرى منذ عام 68 ، ثم تكرر في سجن أبو غريب وجميع سجون الاحتلال المنتشرة على امتداد الوطن المحتل ، كما مورس في أوكار الإرهابيين من قوى ظلامية و مشبوهة تمارس الخطف والاغتيال والتنكيل و الإرهاب التلفزيوني العلني وبطريقة يصعب توصيفها !!

نعود إلى تجربة لويزه التي حكتها إلى الصحفي سامي كليب في برنامج زيارة خاصة على قناة الجزيرة ، تحدثت عن تلك التجربة الرائعة وهي تنفذ مهماتها متنقلة بين صفوف العدو ، إلى أن استطاع عميل / حركي / وهو الاسم الخاص بالعملاء الجزائريين ، الوشاية بها للمحتل ، وهو من صنف الجحوش اللذين يبيعون كل شئ ، خاص أو عام إلى العدو ، دون مقابل ، أو مقابل أشياء تافهة أو وعود لا تتحقق ، أنها النفس الأمارة بالضعف والسوء والمكاسب الزائلة !!

وبعد خوضها معركة عسكرية شرسة مع رفاقها ، وكانت في نوبة حراسة في ليلة عاصفة وباردة ، وقد تمكن العدو من التسلل وتطويق الموقع ، قررت بعدها اللجوء إلى المخبأ للتمكن من إتلاف الوثائق التي تفيد العدو في كشف الخلايا والشبكات الأخرى ، وهو ما يبحث عنه دائما ، وقد تمكنت من إتلاف الجزء الأكبر منها وتدميرها وإخفاء الباقي قبل أن تسقط بيده أسيرة وهي جريحة بجروح بالغة وغائبة عن الوعي ، لتبدأ مرحلة العذاب الجسدي والنفسي المرير والطويل ، ولتواجه تجربة جديدة مع وحوش كاسرة وسافلة منفلتة من عقالها ، ومنزوع عنها حسها الآدمي الطبيعي ، وقد مارسوا ضدها كل أنواع التعذيب والاغتصاب اليومي المدمر، وهي جريحة ومكبلة على السرير ، لكي تستسلم وتنهار وتقدم المعلومات التي تملكها للعدو ، لكنها صمدت ولم تقل ما ينفعه أو يستفيد منه ، خاصة عندما تأكدت من استشهاد رفيقها وزميلها الذي قالت عنه ، إنه المسئول عنها وعن كل شئ ، وهو خروج ذكي و موفق من المأزق الصعب حيث لا يستطيعون أخذ شئ من الشهيد الذي بين أيديهم صامتا صمتا أبديا مهيبا مهما عملوا !! وحكت قصص ومشاهد مروعة من التعذيب الذي تعرض له أبيها ، حتى أنها لم تتعرف عليه في زنزانة بسبب إنتفاخ وتورم جسده بشكل مخيف ، الى أن نادى عليها : لويزه انني والدك !!

يبدو إن أكثر ما آلم لويزة وأثر في حياتها هي عمليات الاغتصاب البهيمية التي تعرضت لها ، إضافة إلى موجات التعذيب والتدمير الجسدي والنفسي القاسية والشرسة والطويلة ، وإن المعانات من عمليات الاغتصاب ناتج من حساسية الحالة ودقتها في المجتمع الشرقي ، والتربية والنظرة العامة للمرأة و لتلك الحالات ، والآثار الجسدية والفسلجية والنفسية التي تتركها بقوة وعمق على الضحية ، لكنني أقول أن لويزة وكل ضحايا الاغتصاب والعنف والتعذيب السياسي والاجتماعي والأسري من النساء / والرجال أحيانا / ، يزددن شرفا وعفة وقداسة في هذه الحالات الإنسانية الخاصة بهن ، وأنني أرى أن شرف المرأة الحقيقي والرجل كذلك في موقفيهما الوطني والإنساني كما في حالة البطلة لويزة ، إن الشرف الحقيقي في المواجهة والموقف الصلب والثابت وليس في الخنوع والمذلة للعدو مهما كان شكله أو أسمه أو أساليبه !! وقد أخبرت لويزة أمها إنها اغتصبت ، وقد ساعدتها أمها على تجاوز تلك المحنة الصعبة !! وأهمس في أذنها وآذان كل ضحايا الإستبداد والإغتصاب ، أنكم عنوان الشرف الإنساني الحقيقي ، والجلاد والمغتصب هومن فقد شرفه وعفته وآدميته ، وهو من لاشرف ولاقيمة له ولامعنى لحياته !!

كما أدعو كل ضحايا الإرهاب والاستبداد والفاشية والحروب والاحتلال من الرجال والنساء إلى تسجيل شهاداتهم ، في حملة دائمة لفضح وكشف كل المجرمين بحق الإنسان ، وكسر حاجز الخوف والعجز والتردد والخجل ، لكي لا ننسى ولكي لا تتكرر تلك الجرائم البشعة والمدانة ، ولكي لا يفلتوا من المحاسبة و العقاب ، وخاصة التجربة السوداء في معتقلات وسجون الفاشية البغيظة في وطننا وإرتكاباتها المشينة التي لم تكشف أو توثق إلى الآن ، و لم نعرف أسماء وأعداد ضحايانا ، ولم نعرف أسماء القتلة وأساليبهم وعناوينهم وسحناتهم الكالحة ، كما أدعو إلى تسجيل المحنة الجديدة مع الاحتلال في العراق وفضح الدعاوى الملفقة عن الحرية والديمقراطية المزعومة ، حيث لا يحق لكائن من كان أن يضرب إنسان ما ، أي إنسان بباقة ورد ، أو حتى بأجنحة الفراشات ، فكيف بالسحق والمحق الهمجيين ، وإلغاء آدمية الإنسان المقدسة ، بأيدي الوحوش الكاسرة ؟؟

لقد بكت لويزة وسالت دموعها المقدسة طوال وقت المقابلة ، وبكيت معها ولها ، وكانت تتشنج وتعتصر!! في النهاية وفي آخر الأمر سقط الاحتلال وزال وانتصرت لويزه ، كما سيسقط في فلسطين والعراق !! أنحني أمام بسالة وشجاعة وجرأة لويزة وتضحياتها !! وردة حمراء للفدائية والأم والجدة لويزة أحريز !!
ملاحظة : أتنمى أن تصل هذه الرسالة الى الفدائية البطلة لويزه أحريز ، من خلال أصدقاءها ومعارفها في الجزائر والوطن العربي ، أو من خلال الصديق الصحفي سامي كليب ، لآنني لاأعرف عنوانها ، وشكرا
إبنك وصديقك أحمد الناصري 28 .11. 04



#أحمد_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عرس واويه في شرم الشيخ ، وأشياء أخرى
- عن أغراض مؤتمر شرم الشيخ ، وأهمية المبادرات الوطنية الموازية ...
- كيف تعرفت على شعر سعدي يوسف ؟؟
- مبادرة وطنية ديقراطية عراقية
- هموم شخصية وقضايا عامة ، عن الفلوجة والإرهاب وغياب أبو عمار
- كلمة : زمن الهبوط ، زمن الغناء الهابط !!
- كلمة : أمريكا وقرية مارقة جديدة !!
- كلمة عن المفاجأت والصفعات لبوش و طاقمة الإنتخابي
- تداعيات الوضع الأمني والسياسي والمدن المارقة
- أوراق خاصة / الى الصديق م . ذ
- عن الشيوعي الجميل طارق وتوت / أبو زياد
- الحوار المتمدن والقضايا الفكرية الماركسية
- موت الشاعر ، أو موت بلا شاهدة ، أسئلة إلى وعن آدم حاتم ؟؟
- في الذكرى الخامسة والاربعين لإستشهاد فرج الله الحلو / لماذا ...
- صورتان قلميتان لبوش وصدام
- مؤشرات من الوضع السياسي العراقي
- الناصرية مدينة من غبار ، أسسها أحدهم وندم 3
- الناصرية مدينة من غبار ، أسسها أحدهم وندم ؟؟ 2
- الناصرية مدينة من غبار ، أسسها أحدهم وندم ؟؟
- قراءة أولية للقرار 1546 / دعوة للحوار الوطني من أجل موقف واض ...


المزيد.....




- إسرائيل تقصر الاعتقال الإداري على الفلسطينيين دون المستوطنين ...
- بين فرح وصدمة.. شاهد ما قاله فلسطينيون وإسرائيليون عن مذكرات ...
- عشرات آلاف اليمنيين يتظاهرون تنديدا بحرب الإبادة في غزة ولبن ...
- 2024 يشهد أكبر خسارة في تاريخ الإغاثة الإنسانية: 281 قتيلا و ...
- خبراء: الجنائية الدولية لديها مذكرة اعتقال سرية لشخصيات إسرا ...
- القيادي في حماس خليل الحية: لماذا يجب علينا إعادة الأسرى في ...
- شاهد.. حصيلة قتلى موظفي الإغاثة بعام 2024 وأغلبهم بغزة
- السفير عمرو حلمي يكتب: المحكمة الجنائية الدولية وتحديات اعتق ...
- -بحوادث متفرقة-.. الداخلية السعودية تعلن اعتقال 7 أشخاص من 4 ...
- فنلندا تعيد استقبال اللاجئين لعام 2025 بعد اتهامات بالتمييز ...


المزيد.....

- ١-;-٢-;- سنة أسيرا في ايران / جعفر الشمري
- في الذكرى 103 لاستشهادها روزا لوكسمبورغ حول الثورة الروسية * / رشيد غويلب
- الحياة الثقافية في السجن / ضرغام الدباغ
- سجين الشعبة الخامسة / محمد السعدي
- مذكراتي في السجن - ج 2 / صلاح الدين محسن
- سنابل العمر، بين القرية والمعتقل / محمد علي مقلد
- مصريات في السجون و المعتقلات- المراة المصرية و اليسار / اعداد و تقديم رمسيس لبيب
- الاقدام العارية - الشيوعيون المصريون- 5 سنوات في معسكرات الت ... / طاهر عبدالحكيم
- قراءة في اضراب الطعام بالسجون الاسرائيلية ( 2012) / معركة ال ... / كفاح طافش
- ذكرياتِي في سُجُون العراق السِّياسِيّة / حـسـقـيل قُوجـمَـان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - أحمد الناصري - رسالة الى الفدائية البطلة لويزه أحريز