جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3468 - 2011 / 8 / 26 - 22:17
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
كثير من الناس تعتقد سهوا بان اللغة العربية الرسمية او ما تسميها العرب بالفصحى هي:
اولا انقى و افصح اغنى و ذات قيمة اعلى من اللغات المحكية و هذا هو سبب تسميتها بالفصحى
ثانيا اللغة الرسمية هي الاصل و منها تشعبت اللهجات
هذه الاعتقادات الخاطئة وجدت طريقها الى الوعي العربي بسبب الجهل بماهية اللغات الرسمية و عمقت جذورها في الارض بشكل يتعذر استئصالها لان معظم الناس تنسى ان اللغة الرسمية لم تكن الا لغة محكية سابقة صعدت الى مقام الفصحى و اعتلت عرش الرسمية لاسباب تتعلق بالقوة سواء كانت سياسية او دينية او عسكرية او ثقافية و ان هذه اللهجة السابقة ليست بالضرورة اقدم من اللهجات الاخرى. و لكن رغم توفر هذه الشروط في لهجة محمد نتيجة لظهور القرآن نجد ان لهجته لم تستطع الصعود الى مقام اللغة الرسمية.
يقول المستشرق الالماني Karl Vollers 1906 ان القرآن جاء بلهجة عربية غربية (لهجة الحجاز) تختلف كثيراعن العربية الفصحى القديمة ام العربية الرسمية الحالية التي كانت لهجة شرقية و لكنه حول و كتب باللهجة الشرقية التي كانت تتمتع بمستوى اجتماعي ارقى و كانت تحتوي على الاعراب و الهمزة. طبعا لا يمكن ان ياتي قرآن الا بلهجة محمد اذا كان قد وصلنا منه او عن طريقه ولكن حقيقة تدوين القرآن بخط نبطي لا تعرف الحركات الى يومنا هذا و غير منطقة علاوة على ذلك يعتبرغير امين في نقل النصوص و يعرضها الى قراءات خاطئة لا يمكن الاعتماد عليه بتاتا و يصعب علينا بالاضافة الى ذلك التميز بين لهجة محمد و لهجة العربية الفصحى القديمة .
رغم ذلك نستطيع ان نقول ان العربية الرسمية الحالية لا ترجع بالضرورة الى عربية محمد و القرآن و ان القرآن اصبح فقط بعد صياغته و كتابته باللهجة الشرقية نموذجا للغة الرسمية القديمة و الحالية و اننا لا نستطيع ان نتأكد ايضا من قدم اللهجات هذه و لكن اللهجة التي تستطيع ان تتحول الى الرسمية بحاجة الى خط كتابي و قبول جميع اللهجات الاخرى بالملكة جديدة على العرش. يمكن التعرف على اصل لغة رسمية معينة بدراسة لهجاتها لان اللهجات لربما قدم منها.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟