أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رحمن خضير عباس - أنامل ومخالب














المزيد.....

أنامل ومخالب


رحمن خضير عباس

الحوار المتمدن-العدد: 3468 - 2011 / 8 / 26 - 09:19
المحور: الادب والفن
    



لاأشك لحظة واحدة , في كون علي فرزات هو المنتصر , في تلك الغزوة غير المتكافئة . بين علي الطفل الستيني , الحامل عبىء هموم الوطن واحزانه , الحالم بغد اسعد . وبين تلك المجموعة من بلطجية النظام وشبيحته , الذين لاهم لهم سوى التدمير . هذه المجموعة الخارجة عن القانون والمنبثقة منه . انتظروه في ساحة الأمويين , وعلى طريقة عصابات المافيا اعترضت سيارتهم لسيارته , جروه بعنفهم المعروف وانطلقوا به على طريق المطار..كيف استطاع جسده الناحل ان يتحمل هوس ضرباتهم المسعورة ؟ كيف استطاع ان يصمد امام هذا الحقد المدمر الأعمى ! . بعد ان اشبعوه ضربا حتى الموت , حاولوا كسر انامله ..( سر قوته وسر ضعفهم ) بعد ان افرغوا مافي جعبتهم من شتائم واهانات , لم يلتقط منها سوى القليل
" حتى تعرف قيمة اسيادك .... " . كانت الأوامر ان يبقوه حيّا لأن علي فرزات الشهيد , سيتحول موته ( لاسامح الله ) الى اعصار سيطيح بعرشهم.
حينما قال فرزات يوما في معرض حديثه عن الكاريكاتير ( ان الواقع ينافس الكاريكاتير ) لم يكن مبالغا. فالواقع السوري او العربي برمته عصي على الفهم , يرتقي الى اللامعقول في قلبه للحقائق , وفي تعسفه ضد ابناءه , وفي سياساته , وفي تصوره لمفهوم الدولة والمواطنة والسيادة ...الخ , حتى أن هذا الواقع يتفوق على الخيال .
يعتبر الفنان علي فرزات من اشهر واهم خمسة فنانين على مستوى العالم في فن الكاريكاتير . ومنذ طفولته كان ساخرا , قوي الملاحظة وسريع النكتة . حتى ان اهله كانوا يخرجونه من الدار حينما يأتيهم زوار , لحدة نقده وجرأته وسلاطة تعليقاته , التي لاتعرف المجاملة . وقد رافقته هذه الروح الناقدة ليجد في فن الكاريكاتير اداة للتعبير عنها . وقد استطاع ان يتفوق في هذا الفن ويمتلك ادواته الساحرة . وليصبح العين المراقبة , والعين المدافعة عن الناس وذالك بكشف المستور فهو يرى ان الكاركاتير الناجح , هو الذي يتمتع ( بمهارة الجرّاح وقسوة الجزّار ) . لذالك لم تر اعماله طريقها الى صحافة الحكومة في عهد الأسد / الأب , وقد اقام معارض لأ عماله خارج سورية . ومنها معرضه الذي اقيم في باريس والذي احدث ضجة , واثار أزمة دبلوماسية بين بغداد وباريس .وذالك ان سفير العراق انذاك عبد الرزاق الهاشمي اعتبر ان بعض اعمال الفنان تتعرض الى شخصية صدام حسين , ولاسيما الكاريكاتير الذي يتعرض لشخصية الدكتاتور . وطلب هذا السفير من الفنان ان يسحب هذه الأعمال . فرفض علي فرزات هذا الطلب وساندته فرنسا التي جعلت حراسا لحمايته وحماية اعماله .! تعرف بشار الأسد على الفنان واعجب بأعماله حينما كان بشار طالبا في الخارج . واستمرت هذه العلاقة والتي منحت الفنان بعض صكوك الأمان , ومنحته فسحة من الحرية. وحينما اصبح بشار رئيسا لسورية , سمح لفرزات ان يصدر مجلة . فكانت ولادة مجلة الدومري . وهي اول اصدار خاص لاعلاقة له بمؤسسات الدولة . وقد ادت هذه المجلة دورها في المراقبة والكشف والمحاسبة, بأسلوب ساخر ومؤثر حتى اصبح النظام يتخوف من هذا الوليد المشاغب , وقد حوصرت المجلة وحوربت ثم اتى قرار اغلاقها . وكان فرزات قد اطلق العنان لريشته ان تحارب الفساد , وان تتصدى للظلم , وقد ادرك الفنان نهاية المجلة , فاطلق على العدد الأخير إسم ( العدد الأنتحاري ) . ولكن اعماله المراقبة في سوريه كانت ترى النور في مجلات عربية واجنبية خارج سوريه . وفي انتفاظة الشعب السوري كان علي فرزات قد اعلن انحيازه مع الحرية والكرامة , وكانت اغلب اعماله دعوة للأصلاح والأنعتاق . ولكن النظام السوري المتعطش للسلطة , لايريد سوى الولاء المطلق من الفنانين والأدباء ومن كل شرائح المجتمع . إن حادثة الأعتداء على هذا الفنان ما هي الا انتهاك لحقوق الأنسان , واعتداء على الفن والأدب . وانني ادعو من كل الشرفاء في العالم استنكار هذا العمل الآثم , والأنتصار للفنان المبدع علي فرزات .
اوتاوة 25/آب /2011



#رحمن_خضير_عباس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوق النساء
- جرح ومنفى.. مرارة النأي عن النخل
- الكرة..وولاية الفقيه
- احزان على ضفاف الذاكرة
- ليس دفاعا عن علاوي
- الرجل الوحيد
- درعا تتألق
- فجيعة الغياب
- سيدات الفصول
- بين الشطرة وتارودانت ...... متاهة غربة
- الحجارة الثلجية
- قهوة الروح الجديدة
- شكوك حول الديمقراطية
- من دوّار الؤلؤة الى بنغازي
- الكتاب الأخضر وشجون السلطة
- خريف البطريرك
- طعنات اليفة
- كومونة القاهرة
- مصر بين جمعتين
- انتفاضة الصبر الجميل


المزيد.....




- مبادرة جديدة لهيئة الأفلام السعودية
- صورة طفل فلسطيني بترت ذراعاه تفوز بجائزة وورلد برس فوتو
- موجة من الغضب والانتقادات بعد قرار فصل سلاف فواخرجي من نقابة ...
- فيلم -فانون- :هل قاطعته دور السينما لأنه يتناول الاستعمار ال ...
- فصل سلاف فواخرجي من نقابة فناني سوريا
- -بيت مال القدس- تقارب موضوع ترسيخ المعرفة بعناصر الثقافة الم ...
- الكوميدي الأميركي نيت بارغاتزي يقدم حفل توزيع جوائز إيمي
- نقابة الفنانين السوريين تشطب سلاف فواخرجي بسبب بشار الاسد!! ...
- -قصص تروى وتروى-.. مهرجان -أفلام السعودية- بدورته الـ11
- مناظرة افتراضية تكشف ما يحرّك حياتنا... الطباعة أم GPS؟


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رحمن خضير عباس - أنامل ومخالب