|
ألإسلام بحاجة إلى ثورة جنسية
موريس صليبا
الحوار المتمدن-العدد: 3467 - 2011 / 8 / 25 - 19:04
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
لماذا تطالب "سايران أتاش" بثورة جنسية في الإسلام بقلم موريس صليبا
صدر في برلين كتاب للكاتبة والمحامية التركية "سايران أتاش" عن دار "أولشتاين" بعنوان "الإسلام يحتاج إلى ثورة جنسية" Seyran ATES : Der Islam braucht eine sexuelle Revolution. عرف هذا الكتاب رواجا كبيرا في معرض فرانكفورت الأخير للكتاب. وحتى الآن لم يتجرأ بعد أي ناشر عربي على إصداره بالعربية، مع العلم أن أهل الضاد والمسلمين هم بأمس الحاجة إلى التعرف إلى مضمونه نظرا إلى علاقتهم المباشرة بالموضوع. فهذا المقال لا يناقش الكتاب بل يحاول التوقف عبر ثلاث حلقات عند الأسباب التي دفعت بهذه المحامية التركية الأصل والمقيمة في برلين إلى وضع هذا الكتاب والمطالبة بثورة جنسية في الإسلام.
الحلقة الأولي
تقول "سايران أتاش" في مقدمة كتابها "إن الحياة الجنسية شكلت في الماضي وما زالت حتى اليوم موضوعا لم أستطع التطرق إليه بصراحة وحريّة مع والديّ المسلمين، لأن الأمر كان يتعلّق بي كما هو الحال لربما أيضا بأكثرية الناس على الكرة الأرضية بقطع النظر عن جنسهم وثقافتهم ودينهم. فما عشته أنا كامرأة ولدت وترعرعت في الإسلام، لا يختلف عما عاشته أجيال من الفتيات والنساء من أديان أخرى. ومن المحتمل جدّا أنهنّ ما زلن يعشنه حتى اليوم، علما أن هناك تصوّرات أخلاقية معيّنة دفعت إلى قمع الحياة الجنسية عند المرأة عبر التاريخ ويعود مصدرها إلى الطابع الأبوي الديني". يكتشف القارئ أن السيدة "سايران أتاش" انطلاقا من طفولتها في تركيا ومن حياتها الشخصية واختباراتها العائلية والبيئية ومعايشتها التقاليد التي ترعرعت في ظلّها وحتى هجرتها مع أسرتها إلى المانيا وإقامتها الدائمة في هذا البلد، قررت الكشف، عبر هذا الكتاب، عن الاختلافات الجوهرية التي تبرز بين "الحضارة الغربية" و"العالم الإسلامي" حول قرار الفرد الذاتي فيما يختص بحياته الجنسية، وذلك بالرغم مما تتوفّر لديه من معطيات أساسية تسمح له بالمقارنة بين ديانات سلطوية مختلفة في هذا المجال. كان والداها مسلمين يمارسان شعائر الإسلام ويحملان لقب "حاجّ" و"حاجّة" غير أنها لم تعرف تربية إسلامية متشدّدة بل تقليديّة. عاشت مع أفراد أسرتها ببساطة كمسلمين بالإسم فقط. في محيطها الإجتماعي لم ترتد أية امرأة حجاب الرأس ولا البرقع. ولكنها لاحظت أن النساء التركيّات اللواتي أتين إلى ألمانيا تخلّين عن ارتداء الحجاب حال وصولهن إلى تلك البلاد دون أن يثور أحد على سلوكهن أو يعتبره مشينا. وهذا ما دفع ب"سايران أتاش" إلى التساؤل عن أمور كثيرة وعن الأسباب التي تميّز بين سلوك المسلمين وسلوك الناس في المانيا. غير أنها لم تكن تسمع من الأهل والأقارب إلا جوابا سريعا وقاطعا لا جدال حوله:"نحن مسلمون يا ابنتي! نحن مسلمون! هذه تقاليدنا وعلينا التمسك بها والحفاظ عليها!" وبالرغم من ذلك لم تتوقّف عن التساؤل: "لماذا لا نأكل لحم الخنزير؟ لماذا لا يجوز للفتاة المسلمة أن يكون لها صديق؟ لماذا لا يحق لها الذهاب إلى الديسكو مثل الشباب؟ لماذا لا يجوز للشاب المسلم أن يتزوّج من فتاة ألمانية أو للشابة المسلمة أن تتزوج من شابّ ألمانيّ؟" غير أن الجواب كان يأتيها دائما: "هذا حرام ! هذا كلّه حرام! نحن مسلمون! هذا كفر! لا تكفري يا أختاه! هذا ممنوع شرعا." كل هذه الأجوبة القمعية الراديكالية دفعت بها إلى محاولة فهم المجتمع الإسلامي الذي عاشت وترعرت فيه وتوقفت عند تقاليده وفرائضه. فأدركت أن المرء المسلم ينتمي إلى عائلة مسلمة بحكم التقاليد العائلية ولذا يفترض به الارتباط طوال حياته بسلوك وضوابط أخلاقية معيّنة، بما فيها الفصل بين الجنسين ومراقبة المسلمين لحياته الجنسية. فترى وكأن لا همّ له إلا مراقبة سلوك الآخرين ووصفه بالشريف أو بغير الشريف، فقط على أساس سلوكه الجنسي. كذلك أدركت "سايران أتاش" أن عبارة "عيب" هي إحدى الأوصاف التي تميّز بين الحرام والحلال خاصة بالنسبة للأنثى. فعيب عليها مثلا أن تجلس وتضع ساقا على آخر، كما يعاب عليها طرح أسئلة بحضور الشباب خاصة بين أولئك الذين قد يكون بينهم طلاّب زواج. من العيب على الفتاة المسلمة "الشريفة" أن تتبرّج أو أن تضحك في الأماكن العامّة، أو تأكل "البوظة" في الشارع. فلحس قرن البوظة كان بالنسبة لها ولفترة طويلة أمرا مشينا برأي البيئة الإسلامية، لكونه يرمز إلى اشتهاء الجنس الآخر، كما هو الحال مع أمور كثيرة أخرى كأكل الموز مثلا. هذه الظاهرة دفعتها إلى مناقشة الأمر مع طبيبة النفس التركية "عيدان أوذدغلار" المختصة بمعالجة حالات الإضطراب والأمراض النفسية التي يعاني منها عدد كبير من الذكور والإناث من أصول مهاجرة في ألمانيا. فأكدت لها أن عبارة "عيب" ما زالت أكثر ما تسمعه البنات المسلمات في بيئتهن. فبدلا من التركيز على الحاجات الفرديّة لدى الفتيات الصغيرات، يضع الأهل أمامهن منذ البداية لائحة بالمحظورات القمعية التقليدية، كي لا يتسنّى إطلاقا للطفلة القيام بأي اختبار خاص، كما لا يحقّ لها اختبار أي شيئ بمفردها. عندها تذكرت "سايران أتاش" طفولتها وكيف كانت تلعب في تركيا مع الصبيان والفتيات في الشارع دون أي مشكلة ولكنها ما أن وصلت إلى المانيا حتى توقّفت نهائيا عن اللعب مع الاخرين لأن تحذيرات الأهل لم تتوقف: "لا، لا، لا يا ابنتي ! هذا اللعب ممنوع على الفتيات!" كذلك لم يسمح لها بالإبتعاد عن البيت، أو مرافقة رفيقاتها إلى بعض الأمكنة، كما حُرِّم عليّها اللعب مع الصبيان ابتداء من سنّ معيّن. لم يقل لها والداهاَ ذلك مباشرة، بل بشكل غير مباشر مفاده أن جسد الفتاة في سنّها يشكل انجذابا شهوانيا شرسا للجنس الآخر، لذا لا يجوز لها الخروج أو التحرّك في الأماكن العامّة إلا نادرا، كي تحمي جسدها وشرفها وعائلتها ودينها. في سنّ الخامسة عشرة، حرّم عليها اخوها الكبير ارتداء بانطلون فيه سحّاب من الوراء (هكذا كانت صرعة الموضة في ذلك الوقت). أدركت آنذاك أن الأمر يتعلّق بسبب ابراز مؤخرتها، دون أن يتطرّق أحد إلى هذا الموضوع. ولكن عندما قال لها أخوها "لا"، وافقه حالا والداها واثنيا عليه وعلى اهتمامه بشرف أخته وكرامتها. أما صديقتا أخيها الألمانيتان، فكانتا ترتديان هذا النوع من الأزياء دون أن ينظر إليهما بشكل مغاير تماما. وهكذا زُرع الخجل في نفسها ورافقتها طويلا مأساة "العيب" المجزرة في عقول المسلمين، لأنها وُلدت أنثى في بيئة مسلمة لا تعرف ولا يمكنها أن تفكر إلا بالعيب والحرام. حاولت "سايران أتاش" أن تتعمق أكثر فأكثر في فهم المجتمع الجديد الذي تعيش فيه في الغرب كما حاولت مقارنته مع بيئتها التقليدية. فعادت بها الذاكرة إلى العام 1969 حين وصلت مع أمها وإخوتها إلى برلين في وقت كانت الثورة الجنسيّة في أوجّها. عاشت وأسرتها في صميم تلك الإنتفاضة وأخذت التساؤلات الكثيرة تؤرق حياتهم، ومنها: لماذا نحن المسلمون نحترم الأخلاق أكثر من هؤلاء "الكفّار"، أي المسيحيين واليهود الذين نعيش في بلادهم ونعتاش من رزقهم ومن العمل في شركاتهم ونتمتع بخيراتهم وبمساعداتهم العائلية والإجتماعية؟ بعد فترة وجيزة من وصول أسرتها إلى برلين افتتح بالقرب من مكان إقامتها مسكن جماعي يعرف بالكومونا ((Kommune، الأمر الذي كشف لهم عن مدى ما يسمّيه المسلمون بانهيار القيم الأخلاقية في الغرب، مما شكّل صدمة رهيبة خاصة لوالديّها. كان يعيش في ذلك المكان رجال ونساء واولاد بمنتهى الحرية، يتنقلون عراة في داخلها. كما كانت تسهل رؤيتهم من الخارج إذ لم يكن المدخل سوى واجهة ضخمة لمتجر كبير سابقا لا تحجبه أية ستائر. غير أن هذه "الكومونا" لم تعمّر طويلا بسبب احتجاجات الجيران الألمان أنفسهم على هذا النمط من العيش. ولكن في الواقع ولّدت هذه الظاهرة أحكاما مسبقة وأفكارا سيئة عن الشعب الألماني لدي أهلها. فخلال العشرين سنة التي مضت على ذلك، لم يتوقّف أبوها وأمها عن وصف الألمان الكفّار بالفاسدين جنسيّا، متهمين إياهم بالإنحلال الخلقي، وتبادل الأزواج وإقامة طقوس العربدة وتجاهل الأخلاق الحميدة. لم يتحدّث والداها معها ومع إخوتها عن هذه المواضيع أبدا ولم تتغيّر نظرتهما إلى الأمور الجنسية عند الألمان. كانا يتكلّمان عن كل ذلك بينهما ويتسنّى للأولاد أحيانا سماع ما يقولان من وراء الباب. أما نظرة "سابران أتاش" إلى الألمان فكانت مختلفة تماما، إذ تعرّفت من جهة إلى جارة ألمانية رائعة ساعدت أسرتها كثيرا في التأقلم في هذا المجتمع، ومن جهة ثانية تعرّفت إلى مدرّسين ومدرّسات كان سلوكهم الأخلاقي والجنسي بمنتهى التقدير والاحترام تركوا أثرا إيجابيا كبيرا في حياتها، فلم يتطرّقوا إطلاقا إلى مواضيع مثل الشرف والبكارة والنساء العاطلات أو البغايا وغير ذلك. في المقابل، كان الحديث في محيطها العائلي والإسلامي لا يدور إلا حول النساء والفتيات الأوروبيات وسلوكهن السيء العديم الخلقية ووصفهن بالعاهرات. لم تلاحظ "سايران أتاش" في المدرسة الإبتدائية ولا في الإعدادية التي دخلتها أن البنات الألمانيات يفكرن أويتساءلن عن كل هذه الأمور. فكنّ يبحثن بكل بساطة عن اللهو والمرح عندما يعشقن أحدا، كما كنّ يشعرن بنوع من الحزن إذا توقفت تلك العلاقة الحميمة مع الحبيب. في مثل هذه الحالة كانت الزميلات يهرعن لمؤاساتهنّ. لم تشعر إطلاقا بأنهن كنّ مضطرّات إلى التخفّي والشعور بالخوف على فقدان سمعتهن أو من سؤ معاملة ذويهن. وهذا ما كان يخيفها ويرعبها أكثر فأكثر. وبتعبير آخر، لم تهتمّ إطلاقا بسمعتها، بل كانت تخاف من العقوبات والضربات التي تتعرّض لها عندما تتمرّد وتفرض الإنصياع للأهل بسبب الأخطاء الكثيرة التي كانت ترتكبها. فالضربات التي كنت تتلقّاها بسبب تصرفات غير لائقة كانت تبدو لها أخفّ عبئا وألما من التهديدات والتحذيرات والوعود .فطريقة المخاطبة وتوجيه الكلام القاسي لها كانت تجرحها كثيرا وتترك آثارها السلبية في نفسها. ثم تتذكر الحياة العاطفية في المدرسة، فتقول: "عندما كانت إحدى الزميلات في المدرسة تصادق رفيقا لها في سنّ الثانية عشرة، كانت رفيقاتها يبادرن إلى الثرثرة وتبادل الخبر بفرح وسرور. أما أنا فكنت أبذل الجهد لاخفاء مشاعري أمامهن. ولكنني أنا أيضا عندما كنت في الصف السابع، وقعت في حبّ أحد رفاقي الألمان، فتبادلنا النظرات الودّية في البداية، ثم عمدنا إلى تبادل القبل سرّا. ولكن هذه العلاقة الجميلة لم تدم طويلا، لأن ذلك الرفيق الحبيب كان يرغب بلقائي خارج المدرسة، بينما كنت أعتقد بعدم جواز ذلك من جهة، وخوفا من معرفة والديّ وإخوتي بعلاقتي الحميمة معه من جهة ثانية. فلو علموا بذلك، لكانوا أبعدوني عن المدرسة وأقفلوا عليّ الباب في المنزل. فالخوف الذي كان يقضّ مضجعي، جعلني أعتقد دائما أن بوسعهم اللحؤ إلى ما يخشى عقباه". كانت زميلاتها في المدرسة يلتقين بصديقاتهنّ وبأصدقائهنّ في إحدى الحدائق العامّة. أما هي فلم يسمح لها والداها بذلك. حتى الدعوات للمشاركة في حفلة ميلاد إحدى زميلاتها، لم يسمح لها بتلبيتها. والسبب يعود إلى خوف والديّها على بكارتها، إذ كانا يعتقدان أن كل لقاء بين التلامذة الذكور والإناث تحوم حوله الشبهات وينظر إليه من منظار جنسيّ محض. ولذا كان يحظّر عليها أي لقاء مع الجنس الآخر خارج المدرسة. كذلك لم يُسمح لها أبدا بالمشاركة في أية رحلة مدرسية. لم يحرّم عليها أبوها ذلك فقط بل أيضا أخوها الكبير، رغم علمها هي وأخواتها بأن هذا الأخ الكبير الذي يتدخل بكل شاردة وواردة في حياتها يتبادل دائما القبلات مع كثير من البنات وسلوكه حافل بالتناقضات والاحتيالات ةالأكاذيب. كان يردّد دائما أنه يعرف ماذا يحصل خلال الرحلات المدرسية. وهكذا كان والدها يعتقدان أن مثل هذه الرحلات تهدف إلى تنظيم حفلات العربدة الجماعية والفجور الحنسي برفقة المدرّسين والمدرّسات. وللأسف الشديد ما زال هذا الإعتقاد سائدا حتى اليوم في صفوف عدد كبير من ذوي التلامذة المسلمين. (يتبع في الحلقة الثانية)
#موريس_صليبا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
المزيد.....
-
مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي
...
-
أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع
...
-
الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى
...
-
الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي-
...
-
استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو
...
-
في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف
...
-
ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا
...
-
فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي
...
-
استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس
-
ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي على النايل سات لمتابعة الأغاني
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|