أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - موعدنا بعد العيد














المزيد.....


موعدنا بعد العيد


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 3467 - 2011 / 8 / 25 - 00:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليس هناك يوم محدد لما بعد العيد في سيل التأجيلات الذي دفع ملفات مهمة الى زمن مجهول، بل أن وصف "بعد العيد" هو من انتاج ماكنة التملص السياسي ومن ابتكارات العقل الكسول واخلاقيات الهرب الى المجهول، فماذا يعني كلام "بعد العيد"؟.
الساسة يريدون خلق فجوة زمنية تؤدي الى نسيان ما قبل العيد، وهذا الماقبل هو كم هائل من القضايا التي تؤجل مرارا وتكرارا بشتى الحجج والذرائع وكأن دفعها الى يوم آخر يعني التخلص منها على قاعدة المثل العراقي "اللي يعبر يوم يعبر سنة" وهو بالفعل آلية أساسية في ادارة البلاد منذ ثمان سنوات، فهاهي الايام والاسابيع والاشهر والسنوات تعبر والمعلق من شؤون البلاد والعباد يبقى معلقا، مرة بسبب العيد ومرة بسبب عاشوراء ومرات لاسباب مناخية وامنية وبيئية وعاطفية!!!، المهم تأجيل المؤجل وتعطيل المعطل حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا.
أيام زمان وكما تنقل العجائز والمسنين، كان المفلس يؤجل احلام اطفاله وحاجاتهم بما فيها الثياب وبعض الطعام الجيد الى العيد وتتراكم الوعود فيمحو بعضها بعضا، فإذا جاء يوم الايفاء افتعل المفلس الف ازمة وازمة لينسي اهل بيته ما اغدق عليهم من وعود خلال عام كامل تقريبا، فإذا مر يوم العيد تنفس المفلس الصعداء باعتبار ان اي مطالبة بايفاء وعد قديم هي باطلة لان موعد الايفاء انتهى واي مطالب جديدة ستؤجل الى العيد القادم اذا كتب الله لهم عمران وهذا الامر تنفذه الحكومة في ملفات الكهرباء والبطالة والسكن والامن وغيرها حيث يغرق العراقي بالوعود التي لا امل في تنفيذها، لأن الساسة في بلاد ما بين النهرين أكثر ذكاء من مفلسي أيام زمان فهم يحددون الايفاء بما بعد العيد و(ما بعد) هذه مشكلة كلامية عويصة ودقيقة لا يفك اسرارها الا الراسخون في العلم ممن احاطوا بعلم الكلام ومشاكله ومدارسه، كما إن "العيد" هو الاخر موعد مجهول فهو موضع خلاف بحسب رؤية الهلال فمن أي يوم يبدأ الاستيفاء.
الساسة عندما يركنون الملفات والمشاكل الى ما بعد العيد هم لا يقصدون كل هذه الفوضى الكلامية والشرعية والاجتماعية بل هم يقصدون امرا واحدا لا غير هو التملص وابتكار فرصة او ذريعة كالتي يخترعها التلميذ الكسول للتملص من واجباته، لكن السياسي يخطئ عندما يتوهم انه يبتكر بذلك شيئا جديدا يلهي به الناس ويصبرهم لعلهم ينسون لأنهم فطنوا للعبة وما يظنه السياسي نسيانا انما هو يأس من قدرة هذه النخبة على تحقيق تقدم في أي ملف بل انها (النخبة السياسية) ومنذ سنوات تواصل الدوران حول نفسها فما عادت قادرة على التحرك خطوة واحدة الى الامام، وازمات هذا العام هي نفسها ازمات العام السابق وما قبلها وهي ذاتها ستكون ازمات العام المقبل اذا ما كتب الله لنا عمرا.
النخبة السياسية بمنهجية المماطلة والتأجيل تقوض بيتها بأيديها وبينما تظن انها ترسخ أقدامها في مؤسسات السلطة وتؤسس للبقاء طويلا فيها إنما تشيد في المقابل ترسانة اليأس الغاضب القابل للاشتعال، فعصر الصبر الجميل قد ولى الى الابد فقد حل زمن الرحيل السريع للزعماء.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هدوء عراقي وغضب مصري
- أوسلو وكابول مع الفارق
- الحسم العسكري
- تصفية الأزمات..العراق بين ايران والكويت
- عن الاستقرار الجميل
- برلمان يفوق الخيال
- مخاطر ليست افتراضية
- مسؤولية قرار الانسحاب
- الغرق في ميناء مبارك
- اللعب بالدماء
- التصعيد حل في العراق
- بدائل مرعبة
- نوبات المصالحة
- النظريات ممنوعة
- إفعلها إن إستطعت!!
- الى أين نذهب؟
- الرحيل الامريكي والمعركة العراقية
- ظاهرة التشرذم
- جاءوا جميعا وغاب الامن!!
- أسرار الولاءات


المزيد.....




- مهرجان للأضواء في كوبنهاغن.. المدينة تشعّ نورا يكسر رتابة ا ...
- حادث عرضي وليس تخريبًا: السويد تكشف أسباب قطع كابل بحري في م ...
- عشية زيارته لتركيا: الشرع يتحدث عن الانتخابات وسلاح -قسد-
- بروكسل ترد على مطامع ترامب حيال غرينلاند
- العراق.. تريث إزاء المشهد السوري
- تقري أممي يشير إلى فشل في تطبيق قرار تجميد الأصول الليبية
- الشرع إلى تركيا بدعوة من أردوغان
- الأنصاري: نأمل أن يطلب ترامب من نتنياهو الوفاء بتعهداته وإرس ...
- نتنياهو في واشنطن.. هل يستجيب ترامب لمطالبه؟
- مفاوضات وقف إطلاق النار.. -حماس- تتهم إسرائيل بـ-المماطلة-


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - موعدنا بعد العيد