أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد قانصو - الشعوب العربية بين مطرقة الديكتاتورية وسندان الاستعمار














المزيد.....


الشعوب العربية بين مطرقة الديكتاتورية وسندان الاستعمار


محمد قانصو

الحوار المتمدن-العدد: 3467 - 2011 / 8 / 25 - 00:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



.. بعد العراق وتونس ومصر تمثال جديد يتهاوى وحاكم عربيّ آخر يسقط بالضربة الشعبية القاضية، لتنتهي فصول سنوات عديدة من سلطة الرأي الواحد والحكم الآحادي، وليدخل ملك ليبيا المزمن كما سابقيه إلى التاريخ العربيّ كزعيم مخلوع أمعن ظلماً وقمعاً واستعلاء، حتى ضاق به الشعب ذرعاً  فانتفض عليه وأسقطه .. 
.. بسقوط معمر القذافيّ تدخل ليبيا مرحلةً جديدةً واختباراً حرجاً لن يطول الأمر كثيراً حتى تظهر نتائجه وتداعياته، إذ إنّ المشترك الواحد لدى الدول العربية خاصة تلك التي شهدت ثورات شعبية في الآونة الأخيرة هو الحاجة الملحّة إلى معرفة أصول اللعبة الديموقراطية وآلية انتاج سلطة منبثقة عن إرادة الشعب واختياره، واعتبار الإنسان هو المحور في بناء دولة القانون والعدالة والمؤسسات، ولقد تكشّفت دلائل هذه الحاجة من خلال الفوضى التي أعقبت سقوط الحكم  في تلك الدول، والتي تظهّرت بأشكال مختلفة أبرزها عدم الانسجام الداخلي مضافا إليه الفشل المتكرّر والعجز المستمرّ عن الانتقال بالوطن إلى مرحلة التعافي والنهوض.
أن ينام شعبٌ عاش عمراً مديداً فقدان الذات في دائرة الخوف والرقابة، وأدمن ثقافة الممنوع المطلق ليستيقظ على صبح من الحريّة والانعتاق أمرٌ حريٌ بالتأمّل ودقة التدبّر، وأمامه يكون التساؤل والتشاؤل مشروعين للغاية، إذ هل بإمكان الشّعب المنتصر أن يحتفظ بوعيه الثوريّ دونما التأثر بضبابية الغرور ونشوة الإنجاز؟ هل بامكانه أن يستحضر أقصى درجات الحكمة والتجرّد ليرتّب  بيته الداخلي وينفذ بسرعة إلى مشروع الدولة العادلة التي تصون وحدته وتجنّبه الدخول في متاهات الصراعات الأهلية وأنفاقها الضيقة، وتحفظ مقدّرات بلده من النهب والضياع، وتفوّت الفرصة أمام المستثمرين والطامحين بأن يكون لهم مربط إبل أو موطئ قدم ؟!.. 
إنّ هذا الخوف أو التساؤل لم يعد افتراضياً أو سابقاً لأوانه لأنّ لنا في العراق ومصر وتونس خير شاهد ودليل، وليس تنغيصاً على الشعب الليبيّ فرحته في هذا العيد التحرريّ الكبير والانجاز التاريخيّ العظيم، وإنما تداركاً لما ينتظر هذه الثورة المجيدة وما سيليها من ثورات قادمة من مخططات تستهدف الشعوب التي خرجت للشمس والدول التي رفعت رايات التحرّر، لتعمد يد الاستعمار الذي بات يعتبر نفسه شريكاً أساسياً في الحدث إلى الإمساك بطاقات تلك الدول وثرواتها وارتهان الشعوب مجدّداً لحكم ديكتاتوريّ بشعارات ديموقراطية، أو لزجّها في أتون صراعاتٍ داخليةٍ تذويبةٍ تسهّل عليه نيل مناه ومبتغاه.. 
إنّ الخوف على حاضر الشعوب العربيّة ومستقبلها من مكائد قوى الهيمنة والاستعمار لا يلغي حاجة هذه الشعوب للتخلّص من قبضة حكّام الحديد، ولا يجوز أن يوهن القلقُ عزيمة الأحرار في المضيّ قدماً نحو الخلاص النهائيّ من حقبة تاريخيةٍ رديئة، كذلك فإنّه من التجنيّ والافتئات الادعاء أنّ ما يحدث في العالم العربي لا يعبّر عن إرادة شعبيةّ حقيقيّة، وأنّ الذين ينتفضون في الشوارع ويُقتلون في الساحات هم أزلامٌ ومرتزقةٌ لدول أجنبية، وأنّه ليس لدى الشّعب ما يدفعه للانقلاب على الحاكم وكأنّه يعيش في حرّية ورفاهيّة ليس لها حدود!.. 
ولكي لا تكون الشعوب العربية بين مطرقة الديكتاتوريّة وسندان الاستعمار فالمطلوب المؤكّد في هذه المرحلة وما سيليها هو الفائض من الوعي والحنكة والتبصّر.
 حريّ أن نشارك الشّعب الليبيّ الحبيب عيده المزدوج وانتصاره الكبير، وفرحة فقرائه ومعذبيه، وكلّ ثورة وأنتم بخير ...
 



#محمد_قانصو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المدائن ..
- دويلة الحشيشة في لبنان!..
- المرأة في الميدان.. آيات القرمزي نموذجا..
- طهاة الحصى ..
- الاعتراف ..
- خطايا ..
- مشوّهون ..
- نحو عدالة اجتماعية ..
- لبنان خارج المكان والزمان ..
- دمعتان ووردة ..
- البحرين أولاً ..
- لا تراجع .. إلى الأمام .. ثورة !!..
- تحية إلى شباب -الفايس بوك -
- سكت القلب الأقدس !..
- تونس الحمراء.. طوبى لشعبها!..
- الإعلام الهَشّ ..
- الأستاذ نعيم ..
- دولة الإنسان !..
- العربية وآلامها !..
- عاشوراء .. أنسنة الثورة وعقلنتها !..


المزيد.....




- وسط اللا مكان.. كوخ عمره 200 عام يحصل على نجمة ميشلان بأيرلن ...
- -نساء البحر- والشلال المقدس.. بين أسرار اليابان المذهلة!
- دول عربية ترفض -تهجير- الفلسطينيين من أرضهم وتؤكد على ضرورة ...
- ضم السعودية والإمارات.. اجتماع سداسي وزاري عربي في القاهرة ي ...
- شاهد لحظة وصول فلسطينيين مفرج عنهم من سجون إسرائيل إلى غزة و ...
- -ما الذي يمكن لإسرائيل وحماس تعلّمه من اتفاقيات وقف الحرب ال ...
- عدد طلبات اللجوء يتراجع بنسبة 45% في فنلندا والسلطات توقف در ...
- لبنان.. مقتل مونسنيور الأرمن أنانيا كوجانيان بظروف غامضة
- الدفاع الروسية تعلن حصيلة جديدة لخسائر قوات كييف في كورسك
- فتح معبر رفح لأول مرة منذ مايو وعبور50 مريضا غالبيتهم أطفال ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد قانصو - الشعوب العربية بين مطرقة الديكتاتورية وسندان الاستعمار